المغرب: محطة المهرجان الوطني للمسرح في دورته 21 بمدن تطوان المضيق و الفنيدق
كانت مناسبة لمشاركة فرقة مسرح الخميسات سيني تياتر معية الفرق المسرحية المبرمجة على الهامش من قبل قطاع الثقافة بمسرحية “أمشينا تلا” يوم الأربعاء 20 نونبر2019 مساء بالمركب الثقافي بمدينة الفنيدق من إعداد و إخراج الفنان هشام ورقة و مساعده في الإخراج المسرحي نجيب بنصرو و التقنيات لعبد السلام انهيري و حسن الضاوي.
المسرحية مقتبسة من مسرحية “بيجماليون” للأديب و الروائي توفيق الحكيم الأسطورة التي كانت شرارة إلهام هذا الكاتب العالمي الذي صور لنا أحداث هذا الميت mythe بقناعات منطقية داخل قوالب فلسفية إشكاليتها المركزية الصراع بين الحياة و الفن. و أبطالها بيجماليون كشخصية محورية الذي قام بنحت إمرأة غاية في الجمال غالاتيا التي تحولت إلى كائن حي بأحاسيس و انفعالات إنسية و التي وقع في عشقها الخيالي المنتهي بالزواج و شخصية نرسيس الخادم الذي تبناه بيجماليون منذ صغره ثم شخصية إسمين التي أغرمت بدورها بنرسيس.
أما في من كان يستنجد بهما بيجماليون فينوس و أبولون فالأولى ألهة الحب و الجمال و الثاني إله الفن فدراما هذه المسرحية الرائعة كما أسس لها الأستاذ المخرج المسرحي هشام ورقة كانت المعبر الماتع للوصول للعديد من المظاهر التي تعترض حياة البشرية من قبيل الصراع الحب الخيانة التناقضات المجتمعية الألم المعاناة الطموح اللامحدود و غريزة تحقيق الكمال المستبعد و التي أبدع فيها ثلة من الممثلين المرموقين محمد الصغير وفاء مسعودي سانديا أبو تاج الدين و ياسين مزيان باللغة الأمازيغية حقيقة كانت تجربة رائعة شدت أنظار الجمهور البهي الذي عبر عن إعجابه بتفاعلاته المحسوسة و بتشجيعاته غير المنقطعة و هذا ما حمل الفرقة بجميع فاعليها مسؤولية الاجتهاد و الاستمرارية لتحقيق جودة الفعل الركحي و تلبية لرغبات المتتبع لأبي الفنون في شأن جعل كل الممارسات المسرحية تنطق جمالية و ذوقا رفيعا و نظرا للأثر الطيب الذي تركه العرض المسرحي في نفوس المتتبعين و للصدى الإيجابي الذي وصلنا بعد انتهاء العرض الذي أشرته كل لوحات هذا المنتوج الإبداعي المبهر ببنائه الدرامي و بحبكته الفنية و التقنية على حد سواء حيث تشرفت و حضيت الفرقة بلقاء إعلامي من طرف القناة الثامنة قناة الأمازيغية الوطنية عبر فيه كل من المدير الفني للجمعية المسرحية و مخرج المسرحية و الممثلين عن رؤاهم و اهتماماتهم و أعمالهم المستقبلية و طموحاتهم لتقديم الأفضل.
كما تمت الإشارة على ضرورة العمل الجاد و التضحية للمساهمة في ترسيخ الثقافة المسرحية محليا لما لها من أدوار فعالة في بناء مجتمع سليم و تخليق الحياة العامة و تربية نشء يشيد بالفن الراقي و الفكر المنفتح .