ما أهمية المسرح للمجتمع؟/ محمد الروبي
قد يبدو السؤال مكررا، وربما رأى البعض أنه سؤال لا يستحق الإلتفات باعتبار أن إجابته السهلة والمعروفة هي: «نعم .. هناك أهمية كبرى للمسرح في المجتمع» و.. وفقط.
لكن لا بأس دعونا نعيد السؤال مرة أخرى ولنجرب، هل حقا الأمر بهذه السهولة، وإن كان فلماذا إذن رغم هذه الأهمية المتفق عليها لا تزال مجتمعاتنا العربية تنظر إلى المسرح باعتباره نشاطا ترفيهيا يمكن الاستغناء عنه واستبداله بأنشطة أخرى؟ خاصة وأن العصر أتاح وسائل أكثر تشويقا وأكثر إثارة للترفيه. هل تكمن الأهمية المجتمعية للمسرح فقط في قدرته على الترفيه ؟
هنا سيعيدنا السؤال – الذي اعتبره البعض سهلا ومكررا – إلى سؤال أكثر شمولية وهو (ما المسرح؟) فإذا كان عليك أن تقنع مسئولي المجتمعات وقادتها بأهمية المسرح يجب عليك أن تفهمهم أولا ما هذا الـ(مسرح)، عليك أن تبين لهم أنه ليس كما يعتقدون (مجرد نشاط ترفيهي) يمكن استبداله بآخر، أو ربما الاستغناء عنه في ظل ما سيواجهونك به من (أولويات اجتماعية). عليك إذن أن تعرف أنت أولا ما المسرح؟ ومن ثم ما أهميته؟.
والآن ما المسرح؟ هل تستطيع أن تجيب إجابة يقتنع بها غير المسرحيين؟ حاول. فمن دون هذه المحاولة سيظل المسرح مجرد نشاط (ترفيهي) تمارسه مجموعة لتستمتع به. وبالتالي هو لا يهم الغالبية من المجتمع، وبالتالي يمكن الاستغناء عنه.
(ما المسرح؟) تعالوا نجتهد في إجابة أو إجابات، نستخلص منها ربما طريقا لإقناع المسئولين بأهمية هذا الفعل الذي نمارسه منذ سنوات ونعاني جميعا من عدم اعتناء به ولا تقدير له. تعالوا نجتهد في البحث عن إجابة تهدينا السبيل إلى إجابة أخرى عن السؤال الآخر (وهل هذا المسرح فعل مهم للمجتمع؟) تعالوا نجتهد حتى ولو توصلنا في النهاية إلى إجابة تقول إن هذا الفعل المسمى مسرح لا أهمية له .. ربما حينها نرتاح ونريح… هل نبدأ ؟