"إلى ريا" مسرحية تروي أهوال الحرب
ضمن العروض المتنافسة على جوائز الدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية
واكب جمهور الفن الرابع في الدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية الأمس الإثنين بقاعة “الريو” بالعاصمة، مسرحية “إلى ريا” للمخرج جمال الغيلان من البحرين.
يجد الجمهور نفسه فور دخوله إلى قاعة العرض أمام خشبة مسرح مبعثرة بالدمى وخيوط تتدلى من الفوق مليئة بالحطام وكأنها بقايا أنقاض جراء قصف ما حل على المكان.
يعم الصمت على المسرح مع بداية انطلاق المسرحية وكان الصوت الوحيد الذي يُسمع هو صوت قطرات الماء المزعج والمتواصل.
تدور أحداث هذه المسرحية في بلد ما على وجه الأرض، يعيش حالة حرب متواصلة، حيث كان القصف الجوي مستمرا على هذه المنطقة التي لم يحدد لها المخرج موقعها الجغرافي في المسرحية.
يدخل بطل هذا العمل “عمار”، وهو شخصية طريفة وغامضة في الوقت ذاته، حيث كان يضحك تارة ويبكي تارة أخرى تحت الأنقاض ويقول “أنا الجثث والأشلاء وأنا صاحب الضحكة البلهاء”.
“عمار” صانع دمى يحب عمله ولا يريد أن يغادر منزله وقريته مثلما فعل الآخرون من بينهم جيرانه وأقرانه وحتى زوجته “ريا” التي اختارت الفرار وترك زوجها بعد أن حاولت إقناعه بالرحيل معها ولكن دون جدوى، فقد أمسى الدمار والفاجعة بالنسبة له أمرا عاديا.
“ريا” الشخصية الرئيسة الثانية في المسرحية ، وهي زوجة طيبة وحنونة لم تنجب أطفالا ولكنها كانت تحب زوجها “عمار” حبا جما وكانت دائما ما تسانده في قرارته وأفكاره ولكن هذه المرة اختارت الفرار من الحرب ومن “عمار”.
حاول المخرج عبر هذا العمل المسرحي طرح قضايا اجتماعية متنوعة ، حيث تروي المسرحية أهوال وويلات الحرب التي قامت بتشتيت عائلات واستشهاد العديد من الأطفال الصغار في عمر الزهور. كما تجسد المسرحية شغف وحب “عمار” لمهنته ووطنه العزيز الذي لم يأبى مغادرته رغم الظروف القاسية.
يموت “عمار” في نهاية المسرحية ليلتحق بزوجته “ريا” التي وارت الثرى هي أيضا لكن حلمهما لم يمت وحبهما لا يزال متواصلا في عالم آخر غير العالم الدنيوي الذي لم يكن منصفا لهما ولضحايا الحرب… “إلى ريا” هو عمل مسرحي من تأليف جمال الصقر وإخراج جمال الغيلان ومن تمثيل حسن العصفور وبرفين.
وات