حتى لا تكون الجائزة نقمة اقتراح .. قد يعدل المعوج/ محمد الروبي
نعم بعض الجوائز تكون على أصحابها نقمة ..لا ليست بعض ..بل الجائزة الكبرى تحديدا تلك التى تمنح لأفضل عرض مسرحي متكامل … كما حدث مع عرض( الطوق والأسورة) الذي فاز بها مرتين ..مرة من مهرجان الهيئة العربية للمسرح في يناير ..ومرة في مهرجان قرطاج في ديسمبر الحالي… النقمة التي أقصد ان هذه الجائزة تحديدا والتي يخصص لها مبلغ مالي كبير تمنح للجهة المنتجة ..وهي هنا مسرح الطليعة .. والحقيقة ان مسرح الطليعة لن يستطيع الاحتفاظ بالمبلغ فهو كأي مسرح (حكومي) تابع للبيت الفني للمسرح الذي لن يستطيع هو الأخر الاحتفاظ بالمبلغ لأنه تابع لجهة أكبر هي ( قطاع الإنتاج) الذي لن يستطيع بدوره الاحتفاظ بالمبلغ فهو تابع لجهة أعلى وهي وزارة الثقافة التي هي في الأخير ( منتجة العرض) لكن المفاجأة تكمن في أن وزارة الثقافة لن تستطيع هي الأخرى الاحتفاظ بالمبلغ لأن الجوائز والمنح لا تصرفها الوزارات المعنية بل تحول الى خزينة الدولة ويمثلها هنا وزارة المالية…… ربما فقط ستحتفظ الوزارة بتمثال الجائزة الذي ستمنحه مشكورة لمسرح الطليعة يضعه مديره في دولاب ( البطولات ) المكتظ. وهكذا سيخرج فنانوا العرض الذين هم السبب المباشر والوحيد في الحصول على الجائزة بللاشئ. وللحق ليس هذا ذنب وزارة الثقافة ومن ثم ليس ذنب كل الهيئات المندرجة تحتها ..أنها اللوائح والقوانين ياسيد . واذكر انني حضرت احتفالا اقامه فنانوا العرض ومخرجه بجائزتهم الاولى ( جائزة مهرجان الهيئة) ولاحظت أن الممثلين وسط فرحهم الغامر يسألون بعضهم بعضا عن القيمة المالية للجائزة ..واخذوا يقسمون الرقم فيما بينهم. وبعضهم كانت الفرحة تقفز من روحه وجسده لأن ما ظن أنه سيحصل عليه سيكفيه لتغطية أمر عائلي كان معلقا . و.و.و. وخرجت عليهم أنا بتوضيح الأمر لهم شارحا التراتبية التي ذكرتها عاليه .. وحينها ساد صمت على الحضور جعلني اندم على التصريح بما أعلم .. ولن أنسى لزمن طويل وقع تصريحي على الوجوه الفرحة وتحولها الى ( كسرة نفس) …. الآن و الأمر يتكرر للمرة الثانية ..اتقدم الى الدكتورة وزيرة الثقافة باقتراح اتمنى ان تسمح اللوائح بتنفيذه .. وهو أن تأمر سيادتها بما لها من سلطة ادارية بمنح فناني عرض الطوق والاسورة مكافأة مالية تصرف من صندوق التنمية الثقافية .. بتدرج مالي حسب جهد كل فنان وفني …. أظن أن اقتراحا كهذا سيعوض الفنانين والفنيين عن ( كسر النفس ) الذي أصابهم .. ويكون حافزا لهم وللأخرين من بعدهم … فهل نفعلها !!…. ثقتي بلا حدود في الوزيرة الفنانة التي أعرف أنها _ ولكونها فنانة في الأساس _ تقدر شعور الفنان و تقدر معنى أن يقدر فنه … وخبرتي وخبرة كل من تعامل معها من فنانين وفنيين تؤكد لي انها لن تدخر جهدا في الوصول الى حل يسعد فنانين اسعدونا برفع رؤسنا في محفلين كبيرين.