بالجزائر: تين هينان ..الام الاولي للتوارق / علاوة وهبي
قدم مسرح ام البواقي عرضه الجديد:”تين هينان” في عرض شرفي بقاعة مسرح قسنطينة كتبت النص الدكتورة الناقدة ليلي بن عائشة واخرجه المخرج كريم بودشيش
من تكون تين هينان؟؟؟
تقول الروايات التاريخية انهاالام الاولي للامازيغ التوارق اصحاب اللثام الازرق بمنطقة الاهقار ولاية تمنراست بالجنوب الجزائري وتوصف بالمراة الرحالة.وتظيف الحكاية انها تعرضت للظلم في مملكة اسفي فشدت الرحال مع قبيلتها هروبا من ظلم ومضايقات الاسرة الحاكمة قطعت الصحراء الكبري رفقة حاشيتها واستقر بها المقام في ابسلة لان المنطقة هي مرمز عبور باتجاه افريقيا
ين هينان امراة فاتنة الجمال .خاضت الحروب مع ابناء قبيلتها ويصفها المؤرخون بالشجاعة والحكمة.اغلب حروبها كانت مع الغزاة منقباىل النيجر وموريتانيا وتشاد.اسمها حسب بعض الروايات مركب من كلمتين هما تين زاىد هينان ومعناه ناصبة الخيام في لغة التماهاك كما تقول الروايات وقد ذكرها ابن خلدون في كتابه تاريخ البربر وقال بانها مانت عرجاء وهي سلف كل الملثمين .ولها ابن اسمه اهقار وهو الاسم الذي اطلق علي المنطقة. كما انه اول من غطي وجهه وتبع قومه بعد ذلك. ذكر تاريخ هذه الام ضروري من الجانب التاريخ ومهم للعرض الذي عنوانه اسنها تين هينان .لكن هل التزمت الكاتبة الدكتورة ليلي بن عائشة بهذا الجانب التاريخي في نصها المسرحي. الشواهد كلها في العرض تقول لا فما كتبته الاستاذة بن عائشة يكاد يكون لا علاقة له اطلاقا بهذه المراة التي استطاعت ان تؤسس مملكة لها في الصحراء وترد الغزاة وان تكون الام الروحية للتوارق او الرجال الزرق والذين ما زالوا يقدسونها حتي الان.
تقول الاستاذة بن عائشة: “العرض لا يستند الي الحقيقة التاريخية انما بني علي رؤية فنية هدفها التركيز علي وحدة التراب النوميدي.التي لا يحدها مكان او زمان لتنسحب علي مستوي الطقوس المنتقاة من اماكن مختلفة. اظافة الي استحضار الرومان بوصفهم العدو الاول ازافة الي ابراز ممانة تين هينان كونها ملكة وقائدة حكيمة وبحضور الحب والغيرة والمكائد والدسائس”.
بنعني ان الدكتورة جعلت من تين هينان الام الاولي لكل الامازيغ في الجزائر وليس للامازيغ في منطقة الصحراء فقط فهي الرمز والام الروحية الرمز الذي يجمع كل الامازيغ سواء في الشمال او الجنوب واما تواجد الرمان في العرض والذين لا وجود لهم اصلا وخاصة في منطقة الصحراء فهو الرمز للغزاة من جنس كانوا ومقاومة الامازيغ لهم في الشمال رمز لمقاومة الامازيغ كذلك للغزاة من النيجيريين والتشاديين والموريتانيين في الصحراء بنعني انها تتخذ من اسم تين هينان الرمز لكل النساء المقاونات .
العمل الذي اخرجه المخرج كريم بودشيش برؤية فنية جمالية .ركز فيها علي الالوان والتشكيلات الهندسية علي ركح المسرح واللعب عليها اشكال معمارية مثل نصف الدائرة والخط المستقيم والشكل الهرمي كذلك او المربع السجن.والاعتماد علي موسيقي صاخبة احيانا لاعطاء الانطباع بشدة المقاومة .الا ان كل ذلك لم يخلو من لمسات عاطفيةفي مواقف رومانسية .
العرض كان باللهجة الامازيغية ولكن بالرغم من عدم فهي لهذه اللهجة فان ذلك لم يكن حائلا بيني وبين فهم العرض والتمتع بالمشاهد واللوحات الجمالية التي زين كريم المخرج زين بها العرض ..الي حد الابهار احيانا.
ما يمكنني قوله في الاخير هو ان الثنائي بن عائشة كاتبة وبودشيش مخرجا والفريق المجسد للادوار وشخصيات العرض كلهم استطاعوا بما اجادوا فيه ان تواع التصفيق من الحضور رغم ان الاغلبية منه كانت مثلي لا تفهم اللهجة الامازيغية الشاوية