نص مسرحي:"رصيف77" / تأليف: د. ايمان الكبيسي

ملاحظة:77 هو رقم قانون تسكين المطلقات في القانون العراقي.
 
الشخصيات
هو: الزوج اعرج محدود الافق.
هي: الزوجة قوية  طموحة.
شخصيات افتراضية يقوم بها الرجل والمراة (شخصيات تتحول من حالة الى اخرى حسب الضرورة الدرامية).
 
المنظر العام
(مكان تجمع عمال البناء، سرير مكسور بثلاثة ارجل، حِب ماء مكسور، مرآة طويلة، اطارات لابواب في خلفية المسرح يمكن استثمارها كستار لخيال الظل، يدخل العروسان بزفة عرس، موسيقى اعراس مع موسيقى ترقب، الرجل بعكاز يمسك بخيوط تقيد اطراف امراة ، صوت اطلاق نار، مؤثر لصوت المحكمة)
هو: تحاولين قتلي، لن اسمح بذلك.
هي: قتلتني قبل ان اولد.
هو: عدتِ لاوهامكِ وظنونكِ، حذاري… طموحكِ بالطيران سيقتلكِ.
هي: كلما نبتَ جناحٌ عمَدْتَ الى تمزيقه، فراشات الحب غادرت مروجنا، دبابيركَ افسدت كل نتاج العسل.
هو: كفاك عبثا.
هي: عبث!!! رقصاتنا المفتعلة عبث في عبث… طموحي المعقول وصِدامه دائم مع قانونك اللامعقول الم يكن عبث؟
هو: ستندمين … صاغرة الى سريري ستعودين.(يسحبها نحو السرير)
هي: كفاك لعبا على اوتار حاجاتي…غادرت سجنك ولن اعود.
هو: لا جدوى من العيش بدوني.
هي: عالمك منزوع العاطفة.
هو: هي سنن الحياة، ابحث عن حاجتي عندك، والبي حاجتك.
هي: لن تتفهم شفراتي ولن تحلها.
هو:لا تستهويني الاحجيات، كل شيء في الحياة مبني على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وغايتي اسعادك وذاتي اولا.
هي: غاياتك عند منتصف الجسد.
هو: غاياتي ستجذبك…وستعودين.(يخرج زاحفا)
هي: واهم انت ومغرور.
هو: (من خارج المسرح يضحك بهستيريا) سنرى …وستعودين.
هي: (تحدث نفسها) اعود…هل ساعود؟ لماذا اعود؟ ولمن؟ ا يعقل ان ارغم نفسي على العودة؟! (تستلقي على السرير) وانا مثل غجرية احبت، والحب في شرعها محرم (تغير نبرة الصوت، وكأنها تتحدث بصوت العرف الغجري) حلال عليكِ بيع الهوى، لكن اياكِ واستنشاقه، لن يدخل حجرات القلب، الحب سم قاتل لدماء الغجر.(اغنية ياماخذات الولف لسورية حسين)كان هواه قاتلي…صارعت لاجله حاربت…تنازلت عن كل شيء كي احضى بشرف عبوديته، مملوكة عند باب رغباته، وما ان تمكن من كياني حتى تاجر بي، (تقف على السرير تستعرض جسدها)كنت اول بضاعة يعرضها للمارة، (تضحك بهستيريا) كان حريصا ان يُظهر ما يراه فيَّ من عيوب، فهو لا يريد غش الزبائن… المزاد معلن للبيع، (تصفق، وهي تجوب المسرح) الحاضر يعلم الغائب، الحاضر يعلم الغائب، حتى صار الحاضر يعلم والغائب، لم يكن سواي ضميرٌ غائب.(تجلس على الارض) احببتهُ عندما ظننتُ فيه سندا …وطنا…ظلا الوذ به عند الخطر، فكان سانداً لهزيمتي، وطنا لعدائي، ظلا تلوذ به المكائد والاكاذيب (تصرخ وكأنها تُسمعه مع انفعال هستيري وهي تنثر شعرها جاثية على الارض كالمجنونة وهي تردد لن اعود، مقطع مالت بواجي ولطم روحي  من اغنية من اهلي لسوريا حسين، يدخل الرجل متنكر بزي متسولة، وهو يحرك مجموعة من دمى الماريونيت او حتى القفازية يحركها مع الصوت)
المتسولة : لله يا محسنين .. ظل رجل ولا ظل حايط .. على باب الله .. استجدي دفء رجل ( تقترب من هي) الا اجد لديك ما يبعث فيّ شعور الانثى؟
هي: لن أعود (تصرخ بوجها .. فتفز المتسولة مذعورة).
المتسولة: لا تركبين رأسج… لا يليق بالانثى العناد ..عودي…عودي.
هي: حطمت قيدا لن يُكسر.
صوت هن: لا تغامري بالدفئ… بالماء.
هي: حريتي اغلى.
 صوت هن: ستموتين عطشى دون انيس.
هي: بل أحيا كما اريد…وسأجد انيساً حقيقياً!!!
صوت هن: ستقبعين على رصيف النسيان، وتملئين رصيفنا زحاما.
هي: لن اكون مثلكن، ساحلق في السماء، قدماي لن تلامس الارض.
 صوت هن: قريبا سنراكِ بيننا… العاطلات عن الامل.
هي: لن اكون بينكم…انا لست بعاطلة.
 صوت هن: مجبر اخاك لابطل…لم نختر اقدارنا.
هي: تمسكن بحقكن وخيارتكن…آمنّ بذواتكن، كل الابواب مشرعة امامكن.
صوت هن: فات الاوان.
هي: كفاكن خضوعا وخنوعا، تجردن من سلبيتكن المعهودة، قاتلن من اجل ماتحببن، كل يوم وانتن تجلسن على رصيف العاطلين تنتظرن احدهم يأتي اليكن بوظيفة ثانوية، ربما سكرتيرة، او عمل مؤقت، او ربما حارسة لمفقس الدواجن، ومن تمتلك الحظ الوفير تكن ربة بيت في الظل.
 صوت هن: لم نخلق للاعمال الشاقة، هذا كل ما يمكننا ممارسته.
هي: (تنظر الى السماء) احلام كثيرة تنتظرني، وسأنسج خيط الشمس وصلا اليها.
صوت هن: حصادك رمادٌ…رماد.
هي: حصادي ما بقي في العمر من رقصات.
صوت هن: ليس بالامكان افضل مما كان.
المتسولة : أتيت استجدي ظل رجل انا متسولة.. اتفهمين متسولة ولست متمردة.(يخرج الرجل ومعه الدمى) ليس بالامكان افضل مما كان.
هي: (منولوج) ليس بالامكان افضل مما كان …هل هذه اقدارنا؟ أيتها الاقدار العظيمة … بتّ اشك في قدراتكِ، هل أنت حقيقة؟ وهم؟ أم عزاء لفشلنا وضعفنا؟ أجيبيني!! ساعديني، اسكتي تلك الغربان الهائجة في رأسي، تكلمي كي لا اكفر بكِ. قدري ان اكون انثى… والانثى لابد لها من قائم او مقوم، يحدد فرحها وحزنها لعبها وسكونها نومها وصحوتها، لماذا لايتصف قدرنا بالعدالة ؟ هل القدر ذكرا يتعصب لابناء جنسه فيعاقبِنا لاننا شاركنا في اكل التفاحة، الم يكن هو شريكي في اكلها، الا ينبغي عليه ذات العقوبة؟ (ستدرك) ماذا دهاني؟ اكفرت؟ عذرا ايتها الاقدار…لم اقصد الاعتراض…فمازلت اخشى غضبكِ وانتقامكِ. ؟! لكني ساختار من يراقصني، حريتي سأنالها دون طلب أو مكرمة من احد. سأكون أنا بدون خيوط، بلا لاعب …سأختار أنا اللاعب…سأختار لاعبا حقيقيا يحترم انوثني…رجلا يحتويني.(ترقص، يدخل الرجل وهو يدفع عربة فيها مجموعة فزاعات، لوحات خيال الظل عند فتحات الابواب تظهر من خلالها ايدي نسوة تتصارع للحصول على الفزاعات التي يحاول الرجل تثبيتها على المسرح، مع ايقاع عالٍ للموسيقى، تظهر الصراعات بينهن وهن يحاولن الفوز بأحد الفزاعات، قد يوظف المخرج الفزاعات على المسرح مع الاضاءة او يستخدم خيال الظل).
هي : من انت؟
هو(يجسد دور الفزاعات): انا عبق التاريخ انا ثمالة الماضين انا (يقوم بتعداد شخصيات تاريخية) انا كلكامش… انا الحجاج…شهريار…انا يزيد ابن معاوية… هتلر…انا الطاغوت.
هي : ما تبتغي، وانت في ارض العاطلات عن الامل؟
هو: جمال جسدكِ ايقظ رمادنا … جئناكِ صاغرين خانعين، عابدين، نروم وصلكِ، ودفئ المعشر، فدعينا ننعم معكِ بنهرٍ من عسل وخمرٍ لذة للعاشقين.
هي: احرر ارضي مما علق بها من قيود …كي تستبيحوها…تغرسوا فيها ما تشاؤون ومتى تشاؤون.
هو: غادري ذاك الماضي الاليم…تعالي نحلق في سماء الوله.
هي: لالالالا …لا اعرف، لكني ابحث عن حب صادق. (اغنية يمضيع سنين العمر بفراكك)
هو: الا تدركين حجم الحرائق التي تشعلها نظراتك في النفس، الا يرقُ قلبك لاخمادها، ( يدور حولها وينظر الى جسدها) ذلك الجسد الندي يُحرم من السعادة.
هي: (تنظر الى المرآة، وهي تتحسس جسدها) ذلك الجسد الندي يُحرم من السعادة ّ؟! (تتوقف قليلا وهي تفكر وتتحدث الى نفسها) انا لم اذق طعم السعادة، الا يحق لي خوض التجربة، السباحة نحو بر الامان (تستدرك) قد يعلو الموج قدراتي فأغرق.
هو: لن تغرقي ما دمت معي.(ينتقل بين الفزاعات بسرعة).
هو1: كوني معي ولن تندمي.
هو 2: لا تلقي الاحكام جزافا…جربي…عيشي…تعايشي، ثم اتخذي القرار.
هي: وان لم اجد سعادتي معكَ؟
هو2: ستجديها مع غيري.ربما مع يزيد او شهريار او الحجاج.
هي: الى متى اخوض التجارب؟
هو 1: وهل الحياة الى تجارب…مواقف تُكسبنا الخبرات.
هي: والقيم؟ الخٌلق القويم؟ الصدق؟
هو2: اصدقي مع ذاتك واطلقي لها العنان… ألم تسعي الى التحليق… الانطلاق…كوني شجاعة.
هي: هل ستتزوج بي؟
هو2: (يتلعثم) ربما ان تكاملت قناعاتنا تم الامر.
هي: (تحدث نفسها) اين انا من عالمي…اشعر بالغربة…هل اخرج من سجن ذهبي لاُرمى خلف قضبان الحديد… ام اترك ارضي دون بذار …اااااه ستشيخ تربتي من وقع المعاول.
هو 1: اريدك معي دوما …لكن(تقاطعه)
هي: ظروفك وقيودك….اعلم
هو1: انتِ ذكية.
هي: وانتَ رجل… الرجال احرار.
هو1: (بألم) لسنا احرار… نحن سجناء اللحم الابيض المتوسط.
هي: اما انا فقد كسرت قيودي…ولن اعود للعبودية.(يحاول الدوران حولها)
هو1: لن تنجي بارضك.
هي: كفاكم حيلاً.
هو 2: ستحرقك الشمس يوم لاظل الى ظلالنا.
هي : (تغلق اذانها) كفى كفى.
هو3: سينخر البرد عظامكِ.
هي: قلت كفى.
هو4 :لن نسمح لكِ برفض عروضنا.
هو1: اختاري من يناسبك بيننا.
هي: اغربوا عن وجهي…اغربوا. (اظلام الا من بقعة على هي وهي تلهث) كفى كفى اغربوا عن وجهي اجسادكم تخنق انوثتي، رغباتكم تقتل احلامي كفى (تعلو المسرح ضجة وتختلط اصوات الفزاعات). اين المفر؟ اريد خلاصا من هذه النشازات، من الفوضى.(يرتدي الرجل عباءة العراف وعمامته، بينما تمثل خيالات على خيال الظل النساء، وكلما تحدثت عن احدهن اقتربت من صورتها).
العراف: اقرا الطالع …اكشف المستور…اجلب الحبيب …اقرب البعيد …ابعد القريب.
هي: ابعد القريب …اجلب الحبيب… يا عم  النسوة في هذا المكان بحاجة الى معجزة.
العراف(هو): المحال صار محال…ماخطبهن؟
 هي: (تتقمص ادوار النساء، تحتضن الفزاعة) ايها الشيخ الجليل هذا زوجي يعشق تلك الشريرة.
العراف: العشق كالسرطان يتغلغل في الجسد.
هي( تتقمص شخصية اخرى) : يريد طفلا يرث اسمه من بعده، لكنه عاقر…او ربما انا العاقر…هجرني وتركني على هذا الرصيف دون عمل…هل يمكنني استعادته؟
العراف: بأذن الله …اقول للشيء كن فيكون…فانا لست بعاقر.
هي: (تتقمص شخصية اخرى اخترت ان اكون هنا بمحض ارادتي لكني اشعر الآن بالوحدة …بالبرد…بالعطش…اريد زوجا على الفرازة!!!
العراف: (يضحك) قولي لي ما تريدين من صفات، وسيُجلب لكِ في الحال.
هي: للذكر مثل حظ الانثيين، تلك احكام الميراث، لكن ميراثي ثقيل، تنازل عنه الذكر، فكان حملا مثقلا بالقيود.
العراف: المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
هي: إن من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم.
العراف: الجمُ اللسان واسِكت المعترض…ان اردت اسكتهم لكِ؟
هي: اولادي يحرمونني السعادة.
العراف: اسعديني بالمال او غيره وستجدين مايرضيكِ.
هي: لاملجأ لي سواه ولامعيل…فانا عاطلة عن الانفاق عليّ.
العراف: ولد الحلال هواي(ينظر اليها بطمع) يعيلوج ويدللوج.
صوت مع شخصية خيال ظل لرجل: قلبها …جسدها…روحها…ارغب بامتلاكها كلها.(ينظر الى هي)
العراف: (بهمس وهو يحرك المسبحة) يتطلب ذلك مالا وعطايا.
صوت: والنتائج مضمونة؟
العراف: تأتيك صاغرة متوسلة.( تعود هي المسرح وتذهب النسوة الى جانب المسرح).
هي: (تعود الى شخصيتها)ياعم… اريد معرفة ما يقوله عني طالعي.
العراف: اكشف المستور واستر المكشوف.
هي: اخاف من الغد …ومن يومي.
العراف: (يفرق الحصى ) فراق …صراع…وعداوة.
هي: تفريق باحسان؟
العراف: لن يكون الامر بتلك البساطة.
هي: اخشى ان اكون مخطئة.
العراف: هل انت مخطئة؟
هي: لا …لن اسعى لاي خطيئة.
العراف: اتعشقين؟!!!
هي: هل صار جريمة؟
العراف: جريمة في حالك.
هي: انا لم اقتل…لم احقد…لا اكره!!!!
العراف: تتحدين العرف.
هي: سينبذني الجميع.
العراف: سيحاربك الجميع.
هي: ماذا علي ان افعل؟
العراف: عودي يا حلوتي…عودي.
هي: نبرة كلامك تزرع حقولا من الشك في قلبي.
العراف: انه يستحق منك العودة.ساكتب لكِ حجابا جالبا للسعد..لقلبه.
هي: لا اريده، غادرت كابوسا مريرا.
العراف: ستندمين…تتحطمين.
هي: (تركض هاربة منه) انت هو …كلكم مثله…لن اعود… لن اعود.
العراف: (ينزع عباءة العراف ليظهر بهيئة طليقها) انت خاطئة…خاطئة …مذنبة.
هي: سأحمل ذنبي على كاهلي… وارحل عنكم وعن خرافاتكم.
العراف: ساجند جيوش الجن والانس، لن تهزميني ابدا، حيثما تذهبين تجديني او تلحظين جنودي. شحتوت كرحوت…كونوا من امامها ومن خلفها كسد للموت …شحتوت كرحوت. (يتلفظ بمصطلحات السحر والشعوذة بينما تتجمع حوله النسوة وهن يرتين اقنعة بلا ملامح يحاولون مضايقة المراة وهي تصرخ)
هي: سأشكوكم للقضاء…قانون هو الفيصل .(مؤثر للمحكمة، تتحول العربة الى منصة ويكون العراف هو  القاضي فيها بعد ان يرتدي عمامة، تسجد كل النسوة له، الا هي).
هو: انتِ متهمة بخلق البلبلة في رصيف العاطلات، تثيرين الراي العام ضد النظام، وقد القي القبض عليكِ بالجرم المشهود.( اغنية كن منصفا ياسيدي القاضي)
هي: يا سيادة القاضي… لم اطلب سوى العيش بسلام، اردت التنفس بعمق، النوم بهدوء، هل الهدوء محرم على بنات حواء؟
هو: ما دليلك على هذا الادعاء؟
هي: كل من يسكن المكان يشهد بذلك؟(تتقدم النسوة للشهادة)
هو: هل ترضين شهادتهن هن.
هي: بالطبع هن بنات جنسي…مصيبتنا واحدة.
هو: يدعين  انهن عصبة وصدقهن في اجتماعهن، فلا حاجة للقسم..
هي: قلنّ ماعندكن.
هو: بنات جنسك يدعين  انهن ينعمن بالسلام مع رجالهن الافذاذ حتى جئت انت وهدمتِ سعادتهن (تستنكر اقوالهن وتصرخ في وجههن): ليسوا رجلا ….بعض الدمى …فزاعات ، ما لكم كيف تحكمون؟
هو: هن من بنات جنسكِ.
هي: مغيبات يا سيادة القاضي.
هو: بنات جنسك يصفن الرجال بالنعمة وانت تحرضيهم على التمرد عليها.
هي: نعِم  !!! نِعِم اخضاعهم لهنْ نعمة، شكهم، قيودهم، قسوتهم، هجرهم، وصلهم متى يشاؤوا، غدرهم، عبوسهم، ضحكاتهم على اقدراهن، سخافاتهم، مراهقاتهم، جنونهم، غطرستهم، نعِم…نعِم…نعِم. ( تظهر على خيال الظل مجموعة رجال، او يوظف المخرج الفزاعات ويتقمص ادوارها الرجل مع تسليط الاضاءة).
هو1: يا سيادة القاضي…تلك اللعينة تنشر الفاحشة على رصيف المنكوبات، المسكينات.(يريط الحبل باحدى اطرافها ويمسك الطرف الاخر).
هي: الم تلدكم امهاتكم احرارا؟ ام انتم لغرائزكم عابدون.
هو2: لقد راودتني عن نفسي، وما ان استعصمتُ، حاولت هدم حياتي وتشويه صيتي.( يمسك بحبل اخر ويفعل كما فعل الاول).
هي: وليكم كيف تحكمون؟!
هو3: يا سيادة القاضي…رايتها ذات مرة تدخل بيت احدهم ليلا.(يربطها بحبل ثالث)
هي: انهم كاذبون يدنسون الطاهر من المشاعر.
هو4: ترتاد الخمارات والمقاهي.( يربطها بحبل رابع)
هو2:ياسيادة القاضي وجودها حرة طليقة مفسدة.
هو 1: هي كشعلة نار تحرق تلال التبن في مزارعنا.
هي: ضمائركم العفنة، من تحرق الاخضر واليابس.(اغنية جي مالي والي)
هو: استدعوا صاحب البيت الذي ترتاده ليدلي باقواله.
(اظلام تام للمسرح الا من بقع ضوء على المراة يدخل شبح يمثل جزء من شخصيتها)
هي: الكل نصب الشِباك …سّن سكاكينه…ينتظر سقوخطي.
ظل: عليكِ الحذر…انزعي عنك كل مشاعر.
هي: لكني اشعر معه بشيء غريب…. ربما هو الحب…
ظل: هذا الحب خطيئتك الوحيدة.
هي : لم يكن يوما خطيئة...اليس من حقي ان اعيش …اصحح اخطاءً ماضية… استفتي قلبكِ ولو افتوكِ.
ظل: دعي عنك كلام الشعراء …احتكمي الى رشدك.
هي: حتى عقلي يميل نحو شاطئه.
ظل: لن يختلف عن كل الفزاعات.
هي: انه رجل بحق…يمنحني دفء وامان.
ظل: سيدلي باقواله وسيتنصل عن عهوده ووعوده...كلهم فزاعات.
هي: هو عالمٌ مختلف…مغاير عن ما تعرفون: سأقاتل من اجله.
ظل: قاتليه…الحب كذبة.
هي:  لست واهمة؟
ظل:سيرفضك الجميع (تتمازج اصواتهم وتتعالى، تنتهي بصوت القاضي وهو يصرخ، تعود الاضاءة )
هو: محكمة…حكمنا عليك بمغادرة الرصيف والعودة الى سيدكِ …فهو من له مُلك يمينكِ…كل الادلة ضدك.
هي :لن اعود.
هو: هذا الرصيف حكرا على المطلقات على وفق قانون 77 للاحوال الشخصية في تسكين المطلقات وانت تدنسينه بعلاقتك المشبوهة مع  عشيقك.
هي: انه رجل بحق.
هو: لو كان رجلا احضر لانقاذك.
هي : سياتي… حلمي سيصبح حقيقة.
هو: حكمنا نافذ ولن تتخلصي من العقوبة.(تزداد القيود حولها)
هي: (تصرخ، وهي تسحب كل الحبال فتسقط كل الفزاعات ارضا ) كلا لن تتمكنوا مني…انا ذاهبة نحو تحقيق الحلم…ساكون كما اريد … لا كما انت تريد…انا الآن حرة…حرة …حرة. حايط انصيص ما اصير .. جسر للطيبين ما اصير …  حلمي اصير اغنية سبعينية بفم صغير لم يبلغ الحلم..
(اغنية زغيرة كنت وانت زغيرون)
(نهايــــــــــــة)
 
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت