ففي نصه نوح يستند الي قصة سيدنا نوح ولكنه لا يكتبها كما جاء بها القران بل يركز فيها علي الصراع بين المراة والرجل ويلجأ الي تضمين جوانب من ملحمة جلجامش .وهو اي النص كلاسيكي كتب بلغة جميلة فيها الكثير من الشاعرية التي تمتع الاذن حين الاستماع اليها .وقد يكون ذلك كذلك مساعدا للمثل عند الاداء.
اما في انه القادم فيلجأ خسين الي مدرسة مسرح اللامعقول واعتماد الحلم وشى من الغموض وصولا الي نص الجمهوريات والذي اجد انه ربما اجمل نصوص هذه المجموعة واقواها وهو كذلك نجد فيه منحي من اللامعقوية وفكته الاساسية هي نزع الذاكرة فاعلب شخصيات والنص تريد نزع ذارتها .اي التخلص من ماضيها بكل ما فيها فتلجا الي شبه مستشفي طالبة من العملين فيه تخليصها من ذاكرتها.
واما الجمهوريات التي ترد في النص فهي جمهورية اليسار والجمهورية الشيوعية وجمهورية البعث .اما الجمهورية المابعد البعث فلا تعرف الشخصيات ولا نحن كيف سيكون لونها وفيما ذكره حسين من الجمهوريات نجد اشارة خاصة الي جمهوريات العراق وحين لا يذكر الجمهورية الرابعة فلانها ما زالت لم تولد بعد ولا يعرف العراقيون كيف ستكون بعد سقوط جمهورية صدام حسين و وصول الاحتلال الاميريكي الي العراق بحجة مساعدة العراق علي بناء السلطة الديموقراطية ويلجا حسين في هذا النص الي الاسلوب البريختي باستخدام التغريب واشراك المتفرج في الذي يجري امامه علي الركح كما يتضمن النص اظانة واضحة للانظمة العربية من اقدم التاريخ الي الحديث منه وذلك بتضمين الكاتب لوقائع وققصص منه تبرز تهاون العرب باوطانهم وشعوبهم . بل حتي الخيانة وبيع الذمم للاجنبي
اما في رحلة الطيور فيلجا الاستاذ حسين السلمان الي الاسطورة او لنقول الي متاب منطق الطير لفريد الدين العطار والاستعانة به لقول ما يقصده وما يريدنا ان نفهمه ويذكنا في هذا النص بنص اخر جميل لمواطنه الراحل محمد قاسم في رسل دالة الطير كما يذكرنا بعمل المخرج الكبير بيتر بروك الذي قام بمسرحة منطق الطير للعطار وصنع منه فرجة جميلة.
فرحلة الطيور هنا او كما عند العطار وقاسم وبروك ه الرحلة التي يقودها ملك الطيور الهدهد هي رخلة البحث عن الله الذي يرمز له بالطائر الخرافي السيموغ. وهو رمز الرب عند الطيور قد يختلف الطرح بين الثلاثة قاسم بروك السلمان ولكن الهدف واحد وكأني بل لا شك انهم جميعا اشتغلوا علي كتاب ابن العطار ومسرحوه .
نص اخر جميل جدا في مجموعات السلمان هو نص انت كما انت والجميل في هذا كتابة النص مرتين .واختلاف النصين عن بعضهما وان بقيت الفكرة واحدة ويقول السلمان ان كتابة هذا النص كانت بطلب من الممثل سامي قفطان الذي كان يرغب في ان يلتقي مع الراحل سامي عبد الحميد في عمل واحد علي الركح. وطريقة كتابة النص مرتين اي جعله نصين لا اختلاف في فكرتها ولكن في اسلوب كتابتهما نجد هذاه الفكرة كذلك عند الكاتب السويسري فريديريش دورينمات في عمله اخترلو والذي كتبه في ثلاثة نصوص كاملة تختلف في اسوب الكتابة وتشترك في الفكرة .وهو نفسه يقول انه كتبه بالتشاور مع زوجته وهي ممثلة مسرح وسينمائية وكانتوفي كل مرة تقرأ نصا الا وتمد زوجها بالنصائح للحذف والظافة وقد فعل السلمان ذلك مع سام قفطان كما يخبرنا هو ذاته فيما كتبه حول ذلك ويقول انه بعد كتابة النص الاول وقراءته لسامي قفطان قظم له هذا ملاحظاته حول العمل وقد اعاد السلمان الكتابة فحذف واضاف ليعطينا نصاوغير النص الاول وقام بنشر النصين معا مع توضيح للامر من بداية الفكرة الي تجسدها كما فعل دورينمات تماما والذي نشر نصوصه الثلاثة مع خديث عن فكرتها واسلوب كتابتها واختلاف الكتابة من نص الي اخر.
شيئ اخر لا حظته عند السلمان هو سيطرة اجواء الحرب علي اغلب نصوصه .فاغلب اجواءها تضعنا في وسط الحرب والخراب والقتل والاغتصاب وربما هو في ذلك بل لاوشك انه متأثر بما يحدث وما حدث في بلده العراق من خراب وتدمير واحتلال وانتشار اجواء اللا امن الي ظهور داعش والاغتيالات الارهابية وما زرعته من خوف بين ابناء الشعب وما تسببت فيه كذلك من تفرقة وزهور طائفية زرعت الرعب بين ابناء الشعب الواحد. ان الرعب المسيطر علي اعمال السلمان هو الرعب والخوف الذي يعيشه ابناء العراق الان يوميا.