راهبة المسرح في تونس / علاوة وهبي
من سيرتها انها من مواليد سنة1952 بمدينة تونس وفيها نشات ودرست ودخلت الجامعة .في الجامعة بدات النضال وهي طالبة اداب فرنسية ..ومن الجامعة تنتقل مع فريق من زملائها الي جنوب تونس سنة 1973 وبالضبط الي مدينة قفصة ومعهم تؤسس فرقة مدينة قفصة المسرحية .فرقة من الهواة امثال فاضل الجعايبي وفاضل الجزيري ولمين النهدي ومحمد ادريس وغيرهم ممن كانوا يناضلون ضد كل تعسف سلطوي والدعوة الي بناء الديموقراطية في بلدانهم .
وكانت سمات مسرح الهواة مشتركة بين اغلب فرق الهواة في دول الشمال الافريقي بحيث كان هذا المسرح يقلق السلط الحاكمة .ولكنها لم تستطيع فعل اي شيئ لايقافه والحد من نضاله وقوة انتقاداته..ومن قفصة تنتقل مع رفاقها والي مدينة تونس من جديد كان ذلك سنة 1975 وهنا يتم تأسيس فرقة المسرح الجديد. الذي احدث انقلابا في الحركة المسرحية في تونس .بما كان يقدمه من اعمال برؤية فنية جديدة مغايرة ومختلفة عن تلك التي تعود عليها جمهور المسرح.
فرقة المسرح الجديد جاءت كما هو اسمها بالجديد للمسرح التونس .كانت الكتابة في فرقة مسرح الهواة في غالبها تتم بطريقة جماعية كما الاخراج كذلك وهذه الطريق كانت كذلك مشتركة بين حل فرق مسرح الهواة في دول شمال افريقيا اذ اغلبها يتاثر ويؤثر كذلك .فالتاثير متبادل فيما بينها .وما يجد صدي ونجاحا هناك ينتقل الي هناك . وقد يحدث عن طريق تبادل الزيارات وحتي عن طريق سماع الاخبار الفرق عن اعمال بعضها البعض وما تكتبه الصحافة عنها.
راهبة المسرح في تونس اسم وجد نفسه في المسرح و وجد المسرح في تونس نفسه فيها. يعني في المرات الكثيرة بعد مشاهدتها فوق الركح ان اقارنها بسارة برنار او بغرية غاربو. ولا اجد من صفة لها سوي انها راهبة المسرح قدست المسرح فقدس المسرح اسمها .ومن الهواية مع فرقة قفصة والمسرح الجديد تجد نفسها في مصاف النجوم وايقونة مسرحية لا يمكنك الا ان تقف لها مصفقا وهاتفا بعد كل عرض تشارك فيه.
تزوجت من المخرج فاضل الجعايبي وهو احد رفاقها من قفصة الي المسرح الجديد ورفيق دربها ومسارها المسرحي.
هي القديرة المبدعة جليلة بكار.
جليلة برزت بشكل كبير بعد مشاركتها مع رفاقها في المسرح الجديد بشكل خاص في ثلاث مسرحيات هي:
١. غسالة النوادر
٢..العرس
٣..التحقيق
هذه الاعمال احدثت قفزة نوعية في مسار جليلة المسرحية وكرستها نجمة كبيرة . وراهبة متعبدة في محراب المسرح.
جليلة بكار ليست ممثلة فقط فهي كاتبة نصوص كذلك .فقد ساهمت في كتابة اغلب النصوص التي كتبها زوجها فاضل الجعايبي والتي تعد من روائع الحركة المسرحية في تونس مثل:
١..كوميديا
٢..فاميليا (وهذه التسمية هي التي سميت بها فرقة الجعايبي وجليلة بعد فرقة المسرح الجديد..)
٣ عشاق المقهي المهجور
٤..البحث عن عائظة
٥..سهرة خاصة
وقد لعبت في كل هذه الاعمال ادوار فوق الركح كما انها كتبت نصوصا بمفردها وهي من روائع النصوص المسرحية في تونس وكذلك جسدتة فيها ادوارا .ومن نصوصها الرائعة:
١..جنون سنة 2001
٢. عرب برلين سنة2002
٣. خمسون سنة 2000
وكذلك يحي يعيش الذي ساهمت في كتابته كعمل مسرحي ثم ساهمت في كتابته دراميا للتلفزة، جليلة بكار الممثلة فوق الركح لا يمكنك الا ان تنحني لها احتراما وتقديرا ان التقيتها ولا يمكن سوي ان تقف اجلالا لها ان شاهدته علي الركح ممثلة.
شخصيا كلما اعدت قراءة نصيها جنون وخمسون ورغم انني اكون ساعتها في خلوة القراءة بمنزلي الا انني اقوم احتراما لها بعد كل قراءة، جليلة راهبة المسرح ليس في تونس وحدها بل شمال افريقا .وسفيرته في البلاد العربية والغربية .
يحق للحركة المسرحية الشمال افريقيا والعربية الافتخار بها وبامثالها من الممثلات. تحية لها هي التي لها الان ما يقرب من الخمسين سنة في المسرح اداء وكتابة.
