ايمان الكبيسي.تضمين التأكيد/ علاوة وهبي
(المسرح فرجة .. والفرجة متعتان.متعة عين ومتعة اذن)
قليلات هن كاتبات النص المسرحي في الوطن العربي .ولا اعرف السبب الذي من اجله لا تغامر الكثيرات من كاتباتنا الدخول الي عالم فن المسرح والكتابة له علي عكس دخول عالمه ممثلات او مخرجات وحتي ناقدات. واظن الامر يحتاج الي وقفات بحثية .
فعلي كثرة ما قراته من النصوص المسرحية لم اجد من كاتباته في الوطن العربي الا اسماء لا يتعدي عددها اصابع اليد الا قليلا ومن اللواتي قرات لهن نصوصا مسرحية . اذ ركر اوالهن الدكتورة نوال السعداوي ثم فتحية العسال فجليلة بكار والدكتورة عواطف وصفاء البيلي واخيرا الدكتورة ايمان الكبيسي .التي عندما قرات لها اول نص صادفته في احد المواقع اعتقدت انه من عائلة الصديق الناقد الذي ربطتني به منذ منتصف السبعينات علاقة صدقة اقصد طراد الكبيسي .
ثم قلت ان ذلك لا شان له وتركت الامر ومؤخرا اقف عند ايمان الكبيسي لأقرأ لها مجموعتين من النصوص المسرحية هي التي جربت الكتابة للكبار وللصغار كما كتبت المونودرام والديودرام .و هي خريجة كلية الفنون ببغداد ولها دراسات وكتابات في مجالات اخري .
مجموعتي ايمان التي تمكنت من قراءتهما هما ايوب . وقالت لي العرافة والتي كان عنوانها في البداية هو ترانزيت تضم مجموعة ايوب خمسة نصوص هي. رصيف77 ونشاز والمصباح المنير وروليت ثم ايوب اوتغريدة صفراء اما مجموعة قالت لي العرافة فتضم خمسة نصوص هي.
وتتراوح نصوص ايمان بين اشكال مختلفة من الكتابة المسرحية بحيث كما سبق القول هي كاتبة تجرب ولا تكتفي بشكل واحد من اشكال الكتابة كما وفي موضوعاتها كذلك اذ تنتقل ما بن السياسي والاجتماعي والموقف مستندة في اغلبها وعلي الوجع العراقي اقصد الذي عرفه العراق منذ الحرب الاولي مع ايران وصولا الي الغزو الامريكي وسقوط نظام صدام وظهورفصائل الارهاب و الفتن الطائفية. وكل ما نجم عن ذلك من تصدع في المجتمع العراقي وتدمير وتخريب الخ..
وفي اغلب نصوص ايمان الكبيسي تكون المرأة هي المحور الاساسي، فالكبيسي لا تتردد في تناول قضايا المراة ومناصرتها والمطالبة بحريتها .تقف مدافعة عنها وتلجأ في ذلك الي الكثير من الاستشهادات بالشعر وبالقصص والاساطير وحتي الخرافة لتدلل علي الضيم الذي عاشته وتعيشه المرأة العربية في مجتمع ذكوري بامتياز مجتمع يعتبر المراة عورة وجارية . مجتمع يقوم بوادة الانثي ويري فيها علامة شؤم .
كل هذا تتناوله ايمان من الجانب الانساني مركزة علي الصراع في الغالب بين الخير الشر وبجراة وحداثة في الرؤية .جراة تكون احيانا صادمة .كما تلجأفي بعض النصوص الي استخدام اسلوب الفنتازيا كما في رياحوشرقية مثلا واستخدام الرمزية الدالة مثل الدمي التي تتمرد علي علي اللاعب لتوأنسن او ادانة القمع والاستبداد كماوفي تويتر نسأئ الي الكتابة عن الصراع بين المراة والرجل الخ
وما يميز في اعتقادي الخاص وانا اتحدث عن نصوص ايمان بشكل عام اذ لم اعتمد اسلوب وطريقة تحليل النصوص واحدا واحدا لان التيمة عندها في اغلبها متشابهة وان اختلفت في معالجتها من نص الي اخر قلت ما يميز نصوصها متنها الشعري النابض سواء في المونودرامات او في غيرها ضف الي ذلك درايتها بالركح واستخداماته في كل ابعاده الهندسية ووصفها الدقيق لاستخدامات السينوغرافيا وتاثيث الركح مما لا يعطي مجالا لمن يتعامل مع نصوصها اخراجا اضافة او حذفوالا فيما ندر وانت تقرا نصوصايمان الكبيسي تشعر وكانك تشاهدها مجسدة فوق الركح. الامر الذي يعطيها تفردا بين زميلاتها من الكاتبات باستثناء جليلة بكار الي تستخدم هي كذلك الوصف الدقيق والمحكم لما يؤثث الركح لانها تمارس الاخراح احيانا الي جانب زوجها فاضل الجعايبي. وتلك ميزة تمتاز بها دارسات الفنون المسرحية مثل جليلة وايمان علي عكس الاخريات
والقول ان نصوص ايمان الكبيسي التي كان لي حظ قراءتها في مجموعتيها ايوب وقالت لي العرافة جعلتني اكتشف كاتبة كبيرة متمكن من ادواتها .تقول رايها بجراة قد تصدمك بها احيانا لاول وهلة ولكنك لا تفتأ ان تراجع نفسك لتقف الي جانبها لا ن ما تقوله رغم قسوته حقيقة . والحقيقة في الغالب جارحة كما يقول المثل .لا شيئ يجرح مثل الحقيقة.