حوار الموقف في نص "نساء في برزخ" مع الكاتب عدي المختار/ حاوره : علي حسين الخباز
- – نص “نساء في برزخ” هو توثيق لمواجع عذرية اللواتي استبيحن تحت يافطة جهاد النكاح
- -الشعر روح النص المسرحي وعشبة خلوده والمرأة اصدق انباءاً بالبوح من الرجل
- -الوعي الفكري والوعي الفني كلاهما طوق نجاة لكل نص مسرحي
- -الكاتب الذكي هو القادر على ان يشظي الافكارويقودها في النهاية نحو فكرته المركزيةومضمونها
اللقاء بكاتب مسرحي يؤدي بنا الى احترام التجربة الابداعية التي يمتلكها فكل منجز من منجزات تجربه لها مداليلها الخاصةوالعامة, لكن في هذا اللقاء نريد ان نتحاور حول منجز محدد من منجزاته الا وهو نص مسرحية “نساء في برزخ” لما يحمل من عمق اجرائي لا يمكن انجازه الا من قبل خبرة كتابية لها مستواها المرموق ليس مديحا وانما اسعي لايجاد مدخل يؤهلني لمحاورة المبدع عدي المختار، نص استوقفنا كثيرا فاستوقفنا مبدعه.
البعض يبحث عن المتعة في الكتابة انت عن ماذا كنت تبحث في مسرحية نساء في برزخ؟
– ابحث عن الحقيقة المغيبة, ابحث عن توثيق المواجع ,الملم شتات الاهات وابرقها رسالة احتجاج لكل العالم الذي سمع بالمسخ المسمى ( داعش ) دون ان يقتفي اثر المواجع التي خلفها في عذرية اللواتي استبيحن تحتي افطة دولة اسلامية مزعومة ,لذا فنص “نساءفي برزخ” بالرغممنشعريتهالعاليةالاانهوثيقةمهمةلماجرىللنساءفيغياهب (داعش) .
هل تطمح الى التوثيق باسلوب فني لاحداث الجرح العراقي ام كان طموحك ابعد؟
– ارى ان المسرح بمجله هو عملية تعرية للواقع السائد وكل النصوص العالمية منها والعربية على طول سنوات المسرح هي عملية توثيق لحالة او تعرية لواقع ما, ولهذا حاولت ان اكون السارد العليم لمواجع شعبي المسكوت عنها لكن بأسلوب فني , والغريب ان هذه المواجع لاقت صدى في فلسطين و تشابهت لحظات النساء ومواجعهن ما بين ممارسات (داعش) و (اسرئيل) ضد النساء , فقدمت في مهرجان يوم المرأة العالمي في فلسطين من قبل محترف فلسطين المسرحي وبرؤيا اخراجية للمخرج انيس قصاص ولاقت صدى واسع هناك ,اذن الوجع متشابه سواء في العراق او سوريا او ليبيا او مصر او كل مكان فيه ظلم للمرأة .
جميع شخوصك في هذاا لنص هن نساء باختلاف مكوناتهن الفكرية يوحدهن الهم والنزف؟
– هي محاولة في كتابة النص النسائي فضلا عن ان موضوعة النص التي تتحدث عن جهاد النكاح هو من فرض عليه ان تكون شخوص العمل نساء , ولان المرأة اصدق انباءاً بالبوح من الرجل فكان الراي ان اسرد الحقاق لمرحلة مرة ومهمة من تاريخ العراق على السنتهن .
استثمار خصوبة الشعر في النص المسرحي فيه خطورة الخشية من ان تأخذ جمالية الشعر المتلقي وتبعده عن العمق النصي الدرامي؟
– الشعرية الذكية في النص تمنح النص عمقا وتاثيرا ,لذلك من يقرأ نصوصي لا يجد انحياز اللشعرية على حساب المضمون او الرؤيا اوالمسرح ككل , بالعكس سيجد ان الشعرية وضعت في مكانها المفترض ان توضع فيه وانها ساهمت في تعميق الفكرة والرؤيا ومنحتها عشبة خلود في مخيلة المتلقي , وهذا ما كنت المسه بعد كل عرض وانا اسمعهم يرددون كلمات من النص وهنا تحققت المعادلة الا وهي فهم المضمون عبر السرد الشعري المعبر , لذلك اجد ان الكاتب المسرحي لابد ان يمتلك ادوات الشعرية الذكية في كتابة النص المسرحي .
ممكن تسمية النص” نساء في برزخ” بمسرح الموقف؟
– نعم من الممكن ان نسميه مسرح الموقف او مسرح الوثيقة لانه يؤكد موقف ويفضح وثيقة للتاريخ , لانني مؤمن ان ثمة يوم سيستقي المؤرخون واقع التاريخ من ما كتب في المسرح لان المسرح صرخة الكاتب ازاء المشاع او السائد في زمنه .
لماذا استخدمت البرواز في المشهد الاول الاستهلالي؟
– البراويز هي ايقونة الذاكرة فكل ذكرياتنا محكمومة ببراويز معلقة على الجدران تحكي زمنها ولحظة التقاطها وتبقى شاخصة تسجل تلك اللحظة حتى النهاية , فالبرواز ذاكرة , والبرواز قيد , والبرواز قد يكون رحم تلملم فيه شتاتك .
هل انت منتبه لقوة التوازن بين الوعي الفكري والوعي الفني ام ان المضمونية اهم؟
– كل كاتب ناجح لابد ان يكون في مخيلته الابداعية توازن تام ما بين وعيه الفكري ووعيه الفني كي يستطيع ان يمسك العصا من الوسط ما بين كلاهما وبالتالي يقدم خطابا مسرحيا يحمل الوعي الفكري والوعي الفني بشكل احترافي شريطة ان لا ياكل اي طرف منهما من جرف الاخر , والمضمون لا يكتب له الوصول للاخر دون وعي فكري وفني لان كلاهما طوق نجاة لكل مضمون ان توزانت الكفتين بينهما .
استخدام شعرية الحوار في النص المسرحي مالغاية منه؟
–شعرية الحوار يافطات او عناوين تخترق ذاكرة المتلقي لتستفز مخيلته هذا اهم هدف من شعرية الحوار , فالحوار الشعري الذكي يصلح الى ان يكون يافطات تستفز المتلقي وتحول مخيلته الى ثورة ضد ما راد الكاتب ان ينتقده في العمل , الشعر روحال نصو عشبة خلوده .
تعدد الشخوص يعني تعدد الاراء يعني تضارب وجهات النظر او الرؤية بمنظار كل واحد كيف تنال رؤيتك انت؟
– تعدد الشخوص يعني ثمة غاية لدى الكاتب لتشظي فكرته ومضمون عمله الا ان لذكاء الكتابي هنا يلعب لعبته ليقود الكاتب المسرحي جميع هذه الشخصيات والتشظي نحو فكرته المركزية ومضمونه فيكون تماما كالذرة التي يحوم الجميع في فلكها , انك كمن تضرب الالوان مع بعضها لتخلق لك لون خاص بك ,هكذا هي غايتي بالنهاية .
في نصك وجدنا : علامات الاستفهام؟
–هي اسئلة الروح التي لا اجوبة لها , استفهامات الاتي الذي لا افق له .
التحذيرات؟
–الحذر من العبث بالتاريخ غدا , الخوف من القناعات المغلوطة غدا .
الجرأة؟
–عنوان كبير للبوح , طريق اكيد للقناعة ,دروب تؤدي الى الايمان بك .
الدين؟
– الممنوع من الصرف والمستباح تحت وطأة الظرف ,المترجم وفق الاهواء والمطبق دون فهم , وقارب النجاة للبعض .
1700 ؟
– هم 1700 جرح لا زال يرتل الظليمة ما بين الطف وسبايكر , هم الخيط الفضي الذي قفز من مخيلة التاريخ الى مخيلة اليوم وهو يحمل 1700 خيط من خيوط خيمة الامام العباس وعلي الاكبر ( عليهما السلام) عام 61 للهجرة الى عام 2014 ميلادي.
الرسالة؟
– تعرية الدعاة الجدد لدولة اسلامية مزعومة , ودعوة حقيقية لفهم الدين جيدا , وصرخة رفض, ومساقط ضوء نحو الجريمة وتداعياتها .
الانتظار؟
– كل المواجع في كل نصوصي التي كتبتها كانت تنتظر المخلص او المنقذ , الروح الجديدة والحياة التي الجديدة التي تستحق الانتظار لذلك دائما ما احافظ على التذكر بيه ولعل المطلع على كل نصوصي سيجد فيها بطل غائب تنتظر الامهات الثكلى والنساء اللواتي قطعت قلوبهن الحروب والحياة والاطفال اليتامى والمسنين المفجوعين , هي مواجع مؤجلة تنتظر المنتظر.
* الخلاصة ؟
الكتابة من اجل اهداف سامية بعمق الانسانية المفترضة والتي باتت الشعوب تنشدها دون ان تنالها تحت سطوة النار والحديد والمتغيرات الاجتماعية السريعة ويبقى المسرح حلم افتراضي ينشد للخلاص .