السعداوي…جرأة وتحدي/ علاوة وهبي
السعداوي هي نوال .الطبيب والكاتبة الجريئة جدا .المتحدية. المتمردة علي التقاليد والاعراف .الثائرة ضد ختان المرأة في مصر المدافعة عن المرأة وحقوق الانسان .كتاباتها جلبت لها الكثير من المشاكل ليس في بلدها مصر فقط ولكن في دول اخري كذلك .
الدكتورة نوال السعداوي اشتهرت اكثر ما اشتهرت كونها كاتبة رواية ومناصرة للمراة . وربما يجهل الكثير انها كتبت المسرحية كذلك وانها كانت فيها جريئة مثلما في نصوصها السردية الاخري .هي لم تكتب نصوصا كثيرة ولكن ما كتبته منها يعطيها حق تصنيفها في خانة كتاب النص المسرحي المغاير والذي شخصيا لم اقرأ لكاتب او كاتبة نصا في جراة نص السعداوي وخاصة نصها المتميز .الاله يقدم استقالته في اجتماع القمة .وهو ليس نصها الوحيد فهناك نصوص اخري لها منها ايزيس والزرقاء والحاكم بامر الله.
وما يهمنا في هذه الوقفة هو نصها الاله يقدم استقالته في اجتماع القمة لانه من اخطر نصوصها واكثرها جراة، بحيث اتهمت بعد كتابته بالردة و الزندقة وتم منع نشره وجرت محاكمتها بسببه بعد تهمتها من طرف الازهر علي مرتين. ولكن نوال انتصرت علي الازهر في المحاكمة الثانية سنة2008 . وقد نشر نصها ووصل الي القارئ ولكنه لم يصل الي ركح المسرح .
والنص في الاصل كما تقول بعض المعلومات هو في الاصل رواية كان عنوانها سقوط الامام ليحول من طرف الكاتبة نفسها الي نص مسرحي بعنوان الاله يقدم استقالته في اجتماع القمة وفيها تستحضر الكاتبة الذات الالهية نفسها وهو ما لم يحدث مع كل الذين كتبوا عن العالم الاخر بدءا باريسطوفانيس في الضفادع ومرورا بابي العلاء المعري في رسالة الغفران وصولا الي اليجيري دانتي في الجحيم..
نص الدكتورة نوال السعدواي عبارة عن اجتماع وحوار بين الانبياء في السماء العليا حديث بين سيدنا ابراهيم وموسي وعيسي وسيدنا محمد من جهة، ورضوان الذي تجعله السعداوي سكريتيرا للذات الالهية وابليس الذي تصوره في صورة شاب وسيم. اما الذات الالهية فتقدمها في صورة رجل كهل في حوالي الستين من العمر لا يتحرك من مكانه وهو يلبس لباس الملوك ويحيط به الجند وألي جانبه بحيرة من المياه وانهار من الخمر.
اما ما يتحدث فيه الانبياء في اجتماعهم فهو ظلم الاله لهم وتفضيله الواحد علي الاخر وهو الامر الذي دفعهم لعقد المحكمة .
حكمة يحاكمون فيها الذات الالهية ..التي تضطر في نهاية الاجتماع الذي جري في القمة تلي تقديم الاستقالة .وتفويض الامر الي رضوان حارس الجنة .
هذه لعمري جرأة من الكاتبة نوال السعداوي لم اعرف جراة في مستواها في كل ما قراته من اعمال غربية وعربية .عمل قد يصدمك وانت تقرأه لانك لم تقرأ نظيرا له وقد تختلف مع نوال السعداوي او تكفرها كما كفرها اخرين. ولكن في اخر المطاف لا يمكنك الا ان تعجب بجراتها وبالطريقة التي تناولت بها الموضوع وصولا الي اظهار الذات الالهية وتجسيدها نصا طموحا في تجسيدها علي الركح المسرح .
وانصح الذي يقرا هذا النص ان يبدأ اولا بقرأءتها رواية في سقوط الامام وبعدها ينتقل الي الاله يقدم استقالته. ويبقي مهما قيل عن نوال السعداوي ونصوصها امختلفة انها كاتبة كبيرة وكاتبة لم يعرف الاظب العربي بكل اصنافه وانواعه من كانت له جرأة كجرأتها وشجاعتها ليس في نصها المسرحي هذا ولكن في كل كتاباتها.