يوم المسرح العالمي في زمن الكورونا …/ د. عواطف نعيم

ها أنت تقترب ، نعلم موعدك ونُعد له كل ما نملك من مشاعر وأحاسيس ، من ثورات رفض وإحتجاج ، من تمرد وإقتحام ، ونسعى لكي نكون في هذا اليوم تحت جناحيك وفي عمق فضاءك ، نمنّي النفس بالآمال العِذاب ،
ففي يومك سوف نزهو ، نبوح ، نغرد ، نرقص ، وينثال العشق من بين أحضاننا ، وينهمر الوله مع إنهمار الدمع من الأعين ، وتوزع بيننا الاغاني وسلات الورد ، لكنك هذا العام حين تحل بيننا ستجدنا على غير ما عهدتنا . فالروح شابها السأم ، والعين أضناها السقم ، والعالم كله ينزوي مبتعدا عن كل ما يحب ويحلم وينتظر ، مهددون بالهلع والرعب ، فجأة ضاق العالم حتى غدا مثل خرم إبرة وكيف تدخل كل هذا الوجع وتخرجه من خرم إبرة !! لذا سأدعوك إلى بيتي ، بين أسرتي حيث الكتب التي تتحدث عنك.
والصور الملونة التي تظهر تموجات وتنوعات عوالمك السحرية ، وحيث كل ما أحلم به أحفظه بين جفني ومكتبتي وتحت وسادة نومي ، تعال إلى بيتي ، نحتفل سويا بيومك ، سأقول كلمتي فيك وسأتلوها أمامك وسأرتدي ثوبا أبيضا وتاجا من أغصان حديقتي حيث أشجار البرتقال والرارنج ،سأفتح الموسيقى وأرقص أمامك ستكون جمهوري وضيفي وصديق رحلتي أيها الفن العظيم الذي علمني ، نهض بي ، منحني الصلابة والقوة ، وجعل للكلمات عندي ألف معنى. وزرع في قلبي الشجاعة وعلى لساني الحكمة وتوجّني بالنبل والطيب ، أيها العظيم المسرح بيوم عيدك البهي أقبلك وأنظر معك ومن خلالك إلى عظمة ذاك الانسان الذي إبتكرك فكنت وكنا في وهج ضوءك ، يوم المسرح العالمي في زمن الكورونا ، مرحبا بالحياة حين تجعلنا نرى ما لا يراه الآخرون …..

د. عواطف نعيم / كاتبة ومخرجة ممثلة وناقدة مسرحية (العراق)
 

صورة المنشور من العرض المسرحي ( دائرة العشق البغدادية ) فيها يظهر الفنان عزيز خيون والفنانه ألاء حسين .