يوم المسرح …يوم الامل/ بقلم: كاظم نصار
بمناسبة قرب يوم المسرح العالمي بالتزامن هذا العام مع مليار واكثر من البشر يلزمون بيوتهم تجنبا للاصابة بفايروس خطير لم يمر في تاريخ البشرية منذ مائة عام بينما يقف اخرون بالملايين في الشوارع وفي المختبرات والمستشفيات وفي المصحات من جيش وقوات امنية واطباء وممرضين ورجال دين واعمال ونشطاء وصانعي امل لمساعدة الناس على البقاء احياءا ومازال العالم حتى هذه اللحظة مرتبكا ومذعورا وخائفا من فقدان احبتهم ..لكن الامل يلوح دائما لتجاوز هذه الازمة الحادة والرهان على امل العقل العلمي الطبي الذي سيكتشف المصل الحقيقي لنجاة البشرية …وهنا الامل هو المفتاح …الامل ….الامل
اذن كل عام ونحن نجدد الامل بالمعنى ، معنى الحياة ، والمسرح صانع امهر لهذا المعنى الذى يتصدى للتيه المعرفى بمساءلاته النقدية الجادة وهو ، اى المسرح يفحص الظواهر والاحداث نصا وعرضا ويقدم رؤى معرفية وجمالية … فبدون المعنى تصبح الحياة فوضى وجحيما لايطاق،كل عام نفحص ما انتج وما تحقق ليس بمعزل عن التغييرات التى تطرا على المجتمعات فى العالم وهنا فى بلادنا … نحتاج ان نستبدل لغة الشكوى الى مساءلات جادة … لماذا يتراجع العرض المسرحى النوعى اذاكانت قد تحققت الحرية المشروطة الحذرة ربما بسبب انتقال السلطة من قوة الدولة الى قوة القو ى المجتمعية التى تكبر وتصغر حسب الظرف الدولى والاقليمى والمحلى … واذا كان فضاء التداول للمسرح قد انفتح عن سنوات ماقبل 2003 وحصارها .. فما هى المشكلة اذن .. ثمة تدمير للمعنى تدمير على يد من لايجيدون انتاجه ولايعتقدون بضرورته انطلاقا من ان الفوضى والفراغ هما الفضاء الامثل للطفيليين وغير المنتجين.
نتفاءل كل عام ونطمح ان يكون للمسرح دورا كبيرا فى النهضة الثقافية فى ادانة الحرب والقسوة والعنف وعشوائية الحرب وشعاراتها الايديولوجية وفى فضح الارهاب والعنف والتصدى له ومن ثم كيف نعود تدريجيا ان نجعل من المسرح جزءا اساسيا من حياة الناس اليومية ومصدرا لمتعتهم وفائدتهم
كل عام والمسرح امل
كل عام والمسرح يتعافى سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي
والامل الامل هو من سيجعلنا نحتفل به كل يوم
و كل خشبة
وكل تصفيق
تحت سلطة الامل في الحجر الصحي للبيت 22/3/2020
*كاظم النصار / كاتب ومخرج مسرحي عراقي