نص مسرحي: "وليمة اثناء الطاعون" / ترجمة: حيدر سلمان

“المرح رغم المعاناة” عند بوشكين
للشاعر الروسي الكبير الكسندر سيرجيفيتش بوشكين
 
القصة مبنية على الفصل الأول من مسرحية (مدينة الطاعون) ل جون ويلسون
 
الشخوص :
الرئيس والسينغهام
مريم
لويز
الشاب
الكاهن
صوت امرأة
وضيوف الحفل
 
 
(طاولة في الشارع)
(العديد من الرجال والنساء) 
 
الشاب: الرئيس الموقر .. سوف اذكرك بشخص مألوف للغاية بالنسبة لنا.. حول نكاته وإجاباته المضحكة وملاحظاته الحادة جدا في أهميتها من المرح..أعيادنا عادت واحيت العلامة التي كان يرسلها ضيفنا إلى العقول الاكثر ذكاء.. ولمدة يومين أشاد ضحكتنا بقصصه المستحيلة.. وها نحن نسينا جاكسون .. جاكسون كراسي ذراعيه هنا .. أنها فارغة كما لو أنها كانت تنتظر زميل المرح. لكنه غادر بالفعل في المساكن الباردة تحت الأرض . على الرغم من أن لسانه البليغ لم يتوقف بعد في رماد القبر .. ولكن لا يزال هناك الكثير منا على قيد الحياة ولا يوجد سبب للحزن .. لذلك اقترح شرابا له كما لو كان على قيد الحياة
 
الرئيس: غادر الأول من دائرتنا .. دعونا نكون صامتين ونشرب تكريماً له .
 
(الجميع يشرب بصمت )
 
الرئيس: صوتك ياعزيزتي يبرز بإتقان بريء.. غني يا مريم.. غني بشدة وقسوة. حتى ننتقل لاحقا إلى المرح الاكثر جنونا .. الذي تم ازالته من الأرض بسبب هذه الرؤية
 
مريم : (تغني)
 
كان هناك وقت مزدهر في رأينا
يوم الأحد كانت كنيسة الله ممتلئة
كان اطفالنا في مدرسة صافية
سمعت أصوات وبريق في مجال مشرق وجديل سريع.
__________________
 
الآن الكنيسة فارغة
والمدرسة مغلقة
ونيڤا مكتئب بشكل مفرط
والبستان مظلم وفارغ
والقرية محترقة
__________________
 
في كل دقيقة يحملون الموتى أنين الاحياء ويطلبون من الله خشية أن يريحوا أرواحهم كل دقيقة .. هناك حاجة للاماكن والمقابر فيما بينهم مثل قطيع خائف يحتضن في تعاقب وثيق
 
__________________
 
اذا كان القبر المبكر متجها لربيعي .. انت الذي أحببته كثيرا ومن حبه يرضيني .. انا أصلي  لا تقترب من جسد جيني فأنت لا تلمس شفتيك الميتة .. اتبع من بعيد
__________________
 
ثم اترك القرية .. أذهب إلى مكان حيث يمكن أن تعذب الأرواح البهجة والاسترخاء وعندما تهب العدوى قم بزياره رمادي المسكين وادموند لن يترك جيني حتى في السماء
__________________
 
الرئيس: شكرا لك يا مريم .. شكرا لك على الاغنية الحزينة . في أيام الطاعون السابق يمكنك رويته .. وكذلك التلال والوديان التي قمتي بزيارتها وسمع الاهات المثيرة للشفقة على طول ضفافها من خلال الجنة البرية لارضك الأصلية .. سنه قاتمة سقط فيها الكثير من الضحايا والشجعان والوحشيون بالكاد تركوا  ذكرى لنفسه في بعض الرعاة البسيط … اغنية مملة وممتعة . لايوجد شي ليحزننا بين الافراح مثل صوت متكرر ضعيف .
 
مريم: لم اغني ابدا خارج كوخ والدي.. لقد أحبوا الاستماع الى مريم.. واعتقد في نفسي انني استمع لمولد الغناء . لقد كان جودوس احلى في ذلك الوقت وكان صوت البراءة
 
لويز: ليس في الموضة مثل هذه الأغاني .. ولكن لاتزال هناك ارواح بسيطة سعيدة لتذوب من دموع النساء وتصدقهن بشكل أعمى فهي متأكدة من أن عينيها الباكيتين لاتقاوم وإذا فكرت بالضحك فسوف تبتسم كل نفس نفس ابتسمت.. والسينغهام أثنى على جمال الصراخ الشمالي .. وهنا افترقت عن كراهية الشعر الاسكتلندي هذه الصفرة .
 
الرئيس: أسمع صوت عجلات (عربة مليئة بجثث الموتى يقودها الزنجي) نعم  يا لويز أنها سيئة .. فكرت وفقا للغة .. الحكم على قلب الرجل .. ولكن حتى العطاء أضعف من الوحشية والخوف يعيش في الروح مع عواطف طويلة الغضب ..   وجهها في المياه افضل ..
 
مريم: اخت حزينة وعارية .. استلقي على صدري
 
لويز (يعود إلى وضعه) شيطان فظيع .. حلمت بأعين سوداء وبيضاء دعاني بعربته وكان القتلى يرقدون هناك ويثرثرون خطاب فظيع غير معروف .. اخبرني كانت العربة تمر في المنام ؟
 
الشاب : حسنا لويز..لقد كان شارعنا كله مبتهجا .. ملجأنا الصامت من الموت .. ملجأ الأعياد ليس غاضبا من اي شي .لكن كما تعلمون أن هذه العربة السوداء لها الحق في القيادة في كل مكان .. يجب علينا السماح لها بالمرور .. أستمع إلى والسينغهام لوقف الخلافات وعواقب اغماء الإناث .. غني لنا اغنية حية مجانية لا نستلهم الحزن الاسكتلندي .. وأغنية باكشي ولدت مندفعة من أجل كاس يغلي ..
 
الرئيس: نا لا اعرف شيئا كهذا .. لكنني سأغني لك ترنيمة تكريما للطاعون .. كتبتها الليلة الماضية كيف افترقنا  وجدت مطاردة غريبة للقوافي  لأول مرة في حياتي استمع إلي صوتي أجش بهذه بالأغنية
 
الجميع : النشيد على شرف الطاعون . نستمع له
 
الرئيس : (يغني) عندما يقود فصل الشتاء العظيم  مثل مدخل مفعم بالحيوية تتوجه فرق أشعث من الصقيع والأشجار نحونا .. وتنفجر المواقد اتجاهه في الأعياد الشتوية البهيجة
_____________________
 
الطاعون يطير علينا الآن ويسطح الحصاد الغني.
ولنا في النافذة ليلا ونهارا نطرق بمجرفة خطيرة … ماذا نفعل؟  وكيف المساعدة
 
_____________________
 
اعتبارا من الأذى بفصل الشتاء  سنغلق أنفسنا أيضا من الطاعون .. دعونا نضيء الأضواء  ونصب النظارات  ونغرق العقول المرحة ونخمر الأعياد  ، ونمجد مملكة الطاعون
_____________________
 
هناك نشوة في المعركة  وهاوية قاتمة على الحافة
في المحيط الغاضب .. وسط أمواج هائلة وظلام عاصف  في الإعصار العربي وفي نهر الدانوب.
_____________________
 
لذلك  الحمد لك يا طاعون!  لسنا خائفين من الظلام الدامس  لن نخلط بينك وبين دعوتك!  نحن نلوم النظارات معا ونحن و العذارى البكر نشرب  الأنفاس .. ربما ممتلئة بالطاعون
 
 
_____________________
 
(يدخل الكاهن)
 
الكاهن: عيد ملحد .. ملحد  مجنون!  أعياد وأغاني الفسق  والموت منتشر في كل مكان!  وسط رعب الجنازات المؤلمة .. وسط وجوه شاحبة  في المقابر  ومتعك البغيضة  تخلط صمت التوابيت والأرض صدمة على الجثث!  .. متى يصلي الرجال والنساء المسنين .  لم يكرسوا حفرة مشتركة مميتة ..  أعتقد أن الشياطين أصبحت الآن روح الموت المفقودة والمعذبة وجرها إلى الظلام الدامس بالضحك
 
الجميع: يتحدث ببراعة عن الجحيم!  اذهب رجل عجوز!  اذهب في طريقك!
 
الكاهن: أستحلفك بدم المخلص المصلوب المقدس بالنسبة لنا  أوقف العيد الوحشي . عندما ترغب في الالتقاء في سماء الضياع والنفوس المنعشة اذهب الى المنزل .
 
الرئيس:(في المنزل) لدينا شباب حزين يحب الفرح.
 
الكاهن: هل هذا أنت والسينغهام؟ هل أنت الذي من قبل ثلاثة أسابيع سقط على ركبتيه جثة والدته.. وكنت تبكي وتعانق وصرخت على قبرها؟ هل تعتقد أنها لا تبكي الآن.. ألا تبكي بمرارة في السماوات نفسها وتنظر إلى ابنها في عيد الفسق.. وتسمع صوتك تغني أغاني محمومة بين صلاة القديس والمراثي الثقيلة؟ اتبعني
 
الرئيس: لماذا تأتي لتزعجني؟ لا أستطيع.. لا يجب أن أتبعك أنا هنا مقيد باليأس.. والتذكر الرهيب بانعدام القانون.. ورعب هذا الفراغ الميت الذي ألتقي به في منزلي.. وأخبار هذه الفرحة المجنونة والسم اللطيف لهذا الكأس والمودة (سامحني يارب) ميت لكن جميل الخلق.. ظل أمي لن يدعوني من هنا.. أسمع صوتك  يناديني متأخرا.. أنا أدرك الجهد لإنقاذي.. ايها العجوز .. اذهب بسلام  ولكن ملعون من يتبعك
 
الجميع: برافو برافو ..رئيس جدير بالفعل.. ها هي الخطب الفرحة ايها العجوز اذهب
 
الكاهن: روح ماتيلدا النقية تدعوك
 
الرئيس: (ينتبه) أقسم لي بيد شاحبة باهتة مرفوعة إلى السماء. اترك اسمًا صامتًا إلى الأبد في القبر!  اه اه..  لماذا اخفي هذا المنظر من عيون خالديها ؟ كانت تعتبرني نقي.. حر.. طاهر  وكانت تعرف الجنة بين ذراعي.. أين أنا؟ طفل العالم المقدس!  أراك حيث لن تصل روحي الساقطة بالفعل .
 
 
صوت امرأة : إنه مجنون .. يهتف عن زوجته المدفونة
 
الكاهن: تعال دعنا نذهب
 
الرئيس: أبي .. اتركني وحدي .. في سبيل الله
 
الكاهن: حفظك الله .. آسف يا ولدي
 
(يترك الاعياد مستمرة)
(الرئيس لا يزال  غارقا في التفكير العميق)
 
 
**حيدر سلمان / مخرج مسرحي عراقي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت