نص مسرحي: "معاناة دجاجة" / تأليف: لؤي زهرة

( تدخل الممثلة وهو ترفرف بجناحيها وكأنها دجاجة ، تجلس )
الدجاجة: قيق قيق قاق (وكأنها تبيض) لا اعرف لماذا اشعرُ بأنني دجاجة .. دجاجةٌ بياضة تبيضُ لكم كل يومٍ بيضة، بيضة، وانتم تحبون البيض؟، كل واحد منكم يأكل أربع بيضات في اليوم!، تلتهمون البيض من دون أن تفكروا بي كم اعاني عندما ابيض، ربما ستقولون وما هي المشكلة هي مجرد بيضة لا أكثر!! ، ما لا تعرفوه انها تخرج من روحي، أكاد اموت وانا أخرج البيض من تحتي، انا دجاجة مظلومة… لدي شعورٌ بالظلم، الكل يظلمني.. فالديك ينقر رأسي وينتف ريشي ويركب فوق ظهري، لا تضحكوا هي سنة الله فالديك لا يكون ديكا الا لو صعد ظهر الدجاجة، وانتم، أنتم تستلون البيض من تحتي، والقط يراقب أطفالي الصغار ينتظر غفلة مني ليلتهم افراخي، اما انتم.. فتخيفني نظراتكم وانتم تنظرون إلي بشهية تتخيلون شكلي وانا اتقلبُ بالفرن …
انا دجاجة مظلومة.. اسمي مع الطيور لكني لا اطير. انا مثل طائرالبطريق فكلانا من فصيلة الطيور لكننا لا نطير، بامكاني ان اقلد مشية البطريق، انظروا استطيع ان امشي مثل البطريق ( تتمايل في مشيها كما البطريق ) انا لا استطيعُ الطيران فثقل جسمي وقصر اجنحتي يمنعاني من ذلك . اقسم لكم لو كنت أستطيع الطيران لرحلتُ بعيدا عنكم. اهاجرُ إلى اي مكان بعيدا عنكم ُ، قيق قيق قاق ( تخاطب الجمهور ) تخيلوا انفسكم بدوني عندما تخلوا اطباقكم من الدجاج وموائدكم من البيض، حتى كيكة أعياد ميلادكم ستكون بلا طعم وموائدكم ستخلوا من المايونيز كذلك ( تضحك ) قيقيقيقيقاق، ستغلق محلات المخلمة ومطاعم الباقلاء بالدهن الحر أبوابها.
الدهن الحر هو السمن البلدي، يذكرني بالحرية، اه كم اتمنى ان أمتلكَ الحرية لاحلقَ بعيدا عنكم، تحتاجون ان القنكم درسا في الحرية، فانتم لا تعرفون معنى الحرية . ( تتجه صوب قفص خشبي وتحطم القفص ) الحرية ان تكسروا كل الأقفاص التي تحيط بكم ولا تنسوا اقفاص العقول التي في رؤوسكم .
انتم قساة وقلوبكم تخلوا من الرحمة، أنتم قساةٌ جدا، تحزون راسي وانتم تتلون اسم الله، اسم الله رحمة وليس لذبح الدجاج. كل جرائمكم ترتكب بسم الله.. أنتم من اتخذ اسم الله لاراقة الدماء… يا الله كل الجرائم ترتكب باسمك، هل تسمعني أيها الرب، فأنا أذبح قربانا لك، انهم يتقربون إليك زلفى بدمي. يوفون بالنذر بدمي، ويكرمون الضيف بلحمي، يتلذذون وانا اتقلب في الفرن. حتى عظامي يرمونها للقطط والكلاب تحت شعار الرفق بالحيوان. وهل انا نبات مثلا ام ان هناك شجرة ثمارها دجاج لماذا لم ترفقوا بي أيها الكرماء ( تضحك ) قيقيقيقيقاق سالقنكم درسا انا دجاجة مظلومة .
دعوني أخبركم عن زوجي الديك أنه يؤذن لكنه لا يصلي… ( تضحك ) قاقاقاقاق … أنتم تعتقدون انه ورع و تقي فهو يوقضكم للصلاة . مالا تعرفوه أنتم انه يوقضكم لأنه يشعر بالجوع يوقضكم لأنه يريد منكم طعاما، هذا هو عمله ليس له عمل سوى أن يوقضكم وينقر راسي لقد سئمت الحياة معه، انه كاذب ومحتال وانتم تحبون الكذابين وتطبلون للمحتالين، الديك زوجي وانا اعرفه أكثر منكم ، انه ينقر فوق رؤوس كل الدجاجات، و لا يكتفي بدجاجة واحدة ، انه يفتقر إلى الوفاء ، وانتم كذلك تفتقرون الى الوفاء، فشكلي لم يعد يعجبكم لذلك انتم تستوردون الدجاج من الخارج، وتتركون دجاج بلدكم يموت بانفلونزا الطيور، ربما يجب ان اطالب بحقوقي المشروعة مثلكم تماما، سأقود مظاهرة، مظاهرة عارمة ضد الديك، الديك الذي صيرني مجرد ماكنة للبيض (تهتف) قيق قيق قاق …قيق قيق قاق …  قيق قيق قاق … قيق قيق قاق .. (تخاطب الجمهور) هل تعرفون ما كنت اطالب به؟ ، اعرف بانكم لم تفهموا قولي والديك كذلك لم يفهم قولي ولكن حق التظاهر مكفول للجميع، الديك يسمح لي ان اهتف قيق قيق قاق لكنه لا يفهم ما اقول. الديك لا يفكر الا بامرين كيف ياكل ! وكيف ينقر رؤوس الدجاجات!. تتظاهر مرة أخرى ويرفع يافطة مكتوب فيها ( قيق قيق قاق ، يرتقي ربوة ويخطب ) أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت..يا  دجاجات العالم اتحدوا. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. هل استسلم لقدري؟ وأبقى مجرد دجاجة أم علي أن اغير واقعي فلقد سئمت من دور الدجاحة المستكينة كرهت خضوعب و خنوعي وهذه القفص الذي تطلقون عليه عش الفراخ ..
لقد تعبت وكبرت وتوقف عندي المبيض الا استحق منكم راتبا تقاعديا بعد كل هذه السنين التي منحتكم فيها البيض . لكنني أشعر بأن السكين سيحز رأسي تثمينا لجهودي بالحياة، السكين هو ثمن وفائكم لي، وما يحزنني فعلا بأني  قضيت عمري اخاف ان تلتهمني الكلاب السائبة وفي نهاية المطاف سيذبحني صاحب المزرعة .
صاحب المزرعة الذي قضى عمره يطعمني .. ليس حبا ورحمة بي، بل لأجل أن ينبت اللحم في جسمي، كان يرمي ما زاد عن مائدة طعامه استعداد لوجبة طعام جديدة، هذا قدري ان اكون طعاما لصاحبي الذي آمنت ووثقت به.
قيق …. قيق …قيق … قاق .
لقد سئمت من كوني دجاجة مصيرها الفرن ومائدة الطعام ونظرات تلك العيون التي تنظر إلي بشهية ..
لا أريد أن العب دور الدجاجة … ما رأيكم أن أكون قطة
ماذا قطة ؟! قطة.. اوووف سيطاردني الكلاب في كل مكان فالكلاب أنواع كلاب الشوارع وكلاب الصيد وكلاب السلطة..
ميووو (تسمع صوت نباح وتخرج من المسرح ،وهي تقول) يا إلهي الكلاب في كل مكان انهم يبحثون عن القطط البريئة …
                                                          انتهـــــــــــــــــــت