نص مسرحي: " أستيراد خاص" / تأليف: صادق مرزوق

“المكان ملعب كرة ريشة مهجور, شبكة تقسم المكان إلى نصفين أيمن وأيسر, في مؤخرة المكان عازل زجاجي, يمتد من اليمين إلى اليسار, يجلس في النصف الأيسر لاعب يرتدي سروال اصفر فقط , يضرب بمضرب كرة الريشة على الأرض بإيقاع ثابت ,في النصف الأيمن تقف لاعبة بشموخ وهي ترتدي سروال احمر, الإضاءة على الجانب الأيمن فقط ,, صاحبة السروال الأحمر ترقص  ألجوبي,, الإضاءة تتحول تدريجيا نحو الجانب الأيسر ,ذو السروال الأصفر يجلس على الأرض وبيده ورقة يكتب عليها نرى من خلف القماش في مؤخرة المسرح رجل كبير يتوكأ على عصى  ويحمل معه مجموعة صحف”
 الأعمى: (يرتل) عاجل..عاجل..الشتاء على الأبواب ..جاء الولد.. ولد أعمى .
الأصفر: أستاذي العزيز لازلت اكتب مسرحية عن العميان لكن نوبات الصرع تنتابني كل يوم ,إنها تشل قدرتي على التفكير وتمنعني من الكتابة , إني أحاول أن أكمل المسرحية ربما اسم العميان مناسب  سأسميها أصفر احمر, ولحين عودتك ستكون جاهزة  ولكن الحمى لا تفارقني أبدا, إني ارتجف ,,البرد..هل كلماتي “صوت أغاني ألجوبي”  لازالت صاحبة السروال الأحمر ومنذ سنين مدمنة على رقصات ألجوبي كلما تغلبت علي  إنها رقصة مملة . رتيبة ,نفس الحركات منذ سبعة آلاف عام ونيف ,  وأنا لا أعرف بالضبط ماذا تعني كلمة نيف
الأحمر: (وهو إشارة إلى صاحبة السروال الأصفر) ماذا تفعل؟؟
 الأصفر : (يخفي ألأوراق) لاشئ.. لاشئ
الأحمر: وما تلك الأوراق التي أخفيتها
الأصفر : كما ترين إنها مجموعة من الصحف اجمعها ,احرقها  كل يوم لأتدفأ عليها عندما يهجم البرد (رجل بدائي عاري تغطي عورته جريدة, يمسك بيد رمح يصرخ يركض خلف الزجاج ويختفي)
الأحمر : يهجم البرد .. تعبير دقيق ..يهجم ..يهجم
الأصفر: اعلم انك تحبين هذه الكلمات. بل تعشقينها
الأحمر: هيا هيا..انهض, لابد انك تريد أن تثأر لخاسراتك المتكررة  هيا
الأصفر : (يحاول النهوض) لن تهزميني بعد الآن أبدا ,
الأحمر: هيا حاول من حقك أن تحاول.. حاول أن تثبت رجولتك ..هيا العب .
الأصفر :انظري إلى الشبكة
الأحمر : ما بها
الأصفر: لا أحبها ..لا أحب هذا المكان انه موحش تماما لم لا نتركه ونتخلص منه
الأحمر : شئ أكيد لأنه يذكرك بخساراتك المتتالية ..يا لك من رجل فاشل .فاشل
الأصفر: لنجد غير هذا الملعب المهجور .. انه مكان موحش.الشبكة تخيفني تخيفني
الأحمر:-وهل كنت تحلم بأفضل من هذا المكان.. بإمكانك أن تغادر المكان
الأصفر:أغادر هل جننت كيف تجرأ على قول هذا الكلام وماذا لو عاد الاستاذ
الأحمر :عن أي أستاذ تتحدث؟! أوهام صدقني لم يبقى سوانا .. انا وأنت وووو
الأصفر: بل سيعود وسينتقم  منك وسيخلصني من هذه الشبكة اللعينة انها تخيفني
الأحمر: (تضحك) الشبكة ؟! تخيفك ؟؟شئ مؤكد لأنها تذكرك بخساراتك
الأصفر :- هل كانت هنا بالأمس .. تكلم هل كانت هنا بالأمس .. هيه أنت ألا تسمع
الأحمر: إنا ؟ ماذا بي ؟
الأصفر: أعرفك تمام ..منذ أن جئنا إلى هذا المكان وان تجرديني من كل شئ
الأحمر : هكذا نحن كل يوم نلعب والخاسر عليه أن يدفع شئ بالمقابل ..هيا العب
الأصفر :أرجوك لم يبقى إلا سروالي (يتوجه نحو الشبكة) الشبكة تقترب مني
الأحمر :  كف عن جنونك هذا ..هيا العب..لازالت الشبكة في مكانها .انك واهم
الأصفر : وربما أنت من حركتها من مكانها .. كي يتسع لك هذا المكان.اليس..
الأحمر : هيا أيها المخنث العب..العب كن رجلا وتحدى انوثتي . ام إنك
الأصفر : كل يوم تتغلبين علي فادفع لك شيئا مما أملك ولم يبقى إلا هذا السروال ولكن من حرك هذه الشبكة من مكانها ؟؟؟الم نتفق ان لا نغش بعضنا ؟
الأحمر :كعادتك دائما تشكك (يشير إلى الدمية) اسأله إن كنت لا تثق بي .هيا
الأصفر : (يرفع رأسه نحو الدمية ..صمت ..صوت ريح ) كالعادة أنه لا يجيب على الأبواب ..البرد . القطار قادم …ربما هي الحمى (يعود باتجاه الأوراق .يجمعها .يضرب صخرة بأخرى يحاول حرق الأوراق,,لتقيه من البرد, يشير إلى الدمية كعادته لا يجيب ..انه يقف على الحياد.. يتوقف عن محاولة  إحراق الأوراق.) علي تدوين هذا الكلام ..يقف على الحياد. نعم, نعم ..تذكرت الحياد الفعال ,نعم لابد أن أدون هذا المصطلح في مبحث ما بعد التمثيل .. لا تمثيل من فضلكم . انك تجيدين التمثيل..برافو..برافو لكن التمثيل يفرق عن الأداء التمثيلي بعد أن تداخل الغناء اشتغالات الجسد..الرقص (يرتجف) الرقص .. الرقص ..البرد
الأحمر: ما بك؟ لماذا ترقص مثلهم ,حرام ثم حرام , أرقص هكذا “جوبي
الأصفر : (يجمع ألأوراق يحاول إحراقها) البرد.. البرد.. أين معطفي….
الأحمر : (تشير إلى الدمية) لماذا لا تسأله .. انه عارف بكل شئ ..كل شئ
“يتوجه الاثنان نحو الدمية..صمت “
الأحمر:  توقف عن الرقص الآن (تصرخ) ثابت ..توقف ..لا تتحرك..لا تهمس
الأصفر : هل قال شيئا ؟ (رجل عاري يحمل صحف يركض خلف الزجاج يختفي) (ينظر إلى الأعلى)) لماذا هو عاري ألا يشعر بالبرد.. ألا يشعر بالبرد
الأحمر: هيا العب, لا تراوغ ..العب. الى متى تبقى على هذا الحال …. العب هيا
الأصفر: كم انتم مقرف منذ مدة طويلة وأنت على هذا الحال , لو أني اعرف.العب
الأحمر: كفى.. كفى. لماذا تضرب على الارض
الأصفر: (لازال يضرب) الإيقاع الإيقاع..أهم شئ في العمل المسرحي علينا أن نمسك الايقاع
الأحمر: ماذااااااااااااااااااااااا؟!
الأصفر: إلا الإيقاع.. فا ليذهب كل شئ إلى الجحيم .إلا الإيقاع.. هل تعرف ماذا سيحل بنا ,لو انفلت الإيقاع لا سامح الله؟..الأرض .. القمر ألشمس الراقصات (يدور حول نفسه وهو يؤدي رقصته الصوفية على الطريقة المولوية) الشمس ..القمر الراقصات. الأفلاك.الراقصات (يدور حتى يسقط قرب الشبكة.. الأحمر يمد يده من تحت الشبكة باتجاه الأصفر) توقف ..ألزمي مكانك (ينظر إلى الدمية) قال لنا ليبقى كل منكم في  مكانه حتى يعود الأستاذ
الأحمر : ماذا بك. أردت أن أضع يدي على جبهتك , ربما تكون الحمى هاااا
الأصفر: نعم ..ربما هي الحمى..(يمد رأسه باتجاه يد الأحمر) يدك ساخنة جدا
الأحمر: صوتك بي رجفة, هاي الرجفة تثير أنوثتي
الأصفر :جي إيكوت لي شون دي وزو  (اسمعي انه صوت البلابل الشجية)
الأحمر:.من كاليهيض ياي السكه داي     “ياحبيبي …احبك”
الأصفر: جه كردم بحال تو  “ماذا صنعتي بحالك”
الاحمر: لقد احتضنت عيوني حتى سكب دمعها سحر وعشق
الأصفر : الحمى..الحمى يا أفلاك ..ياأكوان ..أنا محموم وحبيبتي محمومة (يمرر يده على وجهها يتلمس شفتها) شفتاكِ ترتجفان..ترتجفااااان
الأحمر: لالا بل يدك ترتجف..هيا نلعب ربما نتخلص من هذه الحمى ..
الأصفر : لاباس هيا نلعب.. الإيقاع..الإيقاع.. , ماذا سيحدث لو انفلت الإيقاع.
(يحاولون البدء باللعب..الأصفر يحاول الوقوف بثبات على قدمية, يسقط , يخرج ورقة وقلم من جيبه يكتب”شاب في العشرين من عمره يحاول ان يلتقط كرة الريشة من الارض)
الأحمر :  ماذا تفعل؟
الأصفر: أنا أريد أن ..أريد (يخفي الأوراق)
الأحمر:تكلم ماذا تريد , وما هذا الذي تخفيه خلفك .. هل تخفي سلاح
الأصفر:– سلاح وماذا افعل بالسلاح
الأحمر : أنا أعرفك جيدا .. واعرف نواياك..انك تحاول قتلي.مالذي تخفيه
الأصفر: إنها أوراق أحاول إحراق هذه الأوراق,لابد من إحراقها جميعا (رجل يخطف خلف الزجاج مغطى بكومة من الجرائد, يصب على جسده بنزين ويختفي) انه يحترق.. يتفحم . بشع مشهد بشع , هكذا كتبت لخزعل ألماجدي قلت له أنا كاتب الطابعة أقول : ماكو داعي لهذا المشهد . على ما أظن في مسرحيته موسيقى صفراء, نعم كتبت له هكذا
الأحمر: متى تكف عن اللعب بالنار.. هيا تعقل والعب
الأصفر: البرد يخترق جسدي
الأحمر : يا ألله العب .العب (تتوجه نحو دمية تقف خلف العمود ) لماذا لا تتكلم معه انه متعب جدا , أما أن يلعب أو تطرده من هذا المكان .. انه يضيع الوقت
الأصفر : وقت ههههههه اي وقت, سأنهض واريك كيف يكون اللعب (ينظر باتجاه الدمية) لكن أريدك أن تكون هكذا (يبسط كفه ) ولا تكون هكذا (يبسط كفه بالمقلوب)
(صوت طائرة..صفارة.. إضاءة حمراء)
الأحمر : (تصرخ ) طرد ..طرد.. يجب أن يطرد..انه يعترض وبشدة,,لابد أن يطرد
(يشتد الصراخ مع صفارات الإنذار)
الأصفر : كفى .. كفى.. اللعنة عليكم .. كلاب .. إرهاب
الأحمر : انه يعترض ..(تتوجه إلى الدمية) هل سمعت انه يشتم أيضا
الأصفر: لا أريد اللعب معكم , لقد أفسدتم أصول اللعبة , وأنت أيها الواقف هناك فوق.. أنت السبب , تكلم ..ألا ترى ما يحدث
الأحمر : طرد..طرد
الأصفر : ومن ذا الذي يقدر على طردي , إنا ابن هذه الأرض ولدت هنا , وهنا أموت
الأحمر: انه يتحداكم .. انه يرفع صوته .. ستنطبق السماوات على الأرض
الأصفر:- أنا ابن هذه الأرض.. أنا ابن السماء
الأحمر : وهل نحن خرجنا من فطر الحائط , توقف عن صراخك. ولا تخدعنا بهذه الكلمات والخطب الرنانة .إنها الجولة الأخيرة إما تلعب ..أو انه سيطردك ,
الأصفر: ومن ذا الذي يجرؤ على طردي من بين ارضي وسمائي.. انه عاجز عن فعل أي شئ
الأحمر:
ألا تسمع أيها الحاج انه يشتمك
الأصفر: انه لا يسمعك
الأحمر: هو يسمع ويرى ويعلم نواياك..لو كنت رجلا واجهني
الأصفر: أنا لا أخشاك ..ولا أخشاه
الأحمر: هيا إذن.. هيا العب وكما اتفقنا أمامه (يشير فوق) من يخسر يدفع ما يملك وان لم يبقى لديه شئ يغادر هذا المكان ويتركه للفائز ,يترك هذه الأرض
الأصفر : إنها ارضي .. ولن اتركها بأي حال
الأحمر: ها جبان هل تراجعت , كن رجلا.. جولة واحدة وينتهي كل شئ.. كل شئ               الأصفر:  لن أتراجع وسوف أهزمك
الأحمر :اترك هذه الشعارات , والعب
الأصفر: نعم سألعب .. أنا واثق من النتيجة لكني أخشى من (ينظر إلى ادمية)
الأحمر : لا تتحجج .انه فوق راسك يرى مالا تراه أنت,وسيحكم بيننا بالحق
الأصفر: (ينظر إلى ألدمية) هل أنت معها, سنوات طوال وأنا أتوسل بك ,أنا لا ادعوك لكي تكون معي لكني لا أريدك أن تكون ضدي, لم هذا العداء, مرة واحدة فرح قلبي, لا تدعها تشمت بي (يتوكأ على مضرب الريشة يحاول النهوض) هنا أن أتغلب على هذه المتوحشة, لا تخذليني يا قواي يجب أن أقف هناك وسط وسط المسرح (يحاول النهوض) أتذكر هكذا قال الأستاذ إنها المنطقة الأقوى في المسرح, هيا أعينيني يا قدمي,, هيا أيتها الجمجمة حفزي هذه الأقدام على. الحركة ,,هيا ..لا أحب أبقى هنا في ذات المكان ,هكذا قال الأستاذ قف هناك وإياك أن تعطي ظهرك للجمهور..أي جمهور..لقد رحلوا جميعا , أي جمهور .لا أحد..لا أحد..لاحت رؤوس الحراب (يقهقه) أنا لا أقوى على الحركة..لازلت في ذات المكان..وهم رحلوا..تركوني وحيدا , لن أتحرك خطوة واحدة, ملل..قرف..رتابة..وهذا الرأس خاو..أصعب شي أن يتعطل هذا عن التفكير (يشير إلى رأسه) ولكن ما الفائدة حتى لو فكرت هل تستطيع أن تحرك قدمك وتخترق تلك الشبكة اللعينة ,
الأحمر : هيا تحرك ,تحرك
الأصفر:  الشبكة
الأحمر: الشبكة ؟ ما بها؟
الأصفر: ليس هذا مكانها بالأمس.. هناك من يحركها نحوي. ساعيدها الى مكانها
الأحمر: إياك أن تحركها ..
الأصفر:  أنت من حركتها أولا , وعلي أن أعيدها إلى مكانها
الأحمر: إنها في مكانها..
الأصفر: انك تكذبين هذا ليس مكانها.. لابد أن أعيدها إلى مكانها الذي اتفقنا عليه
الأحمر: لو فعلتها فسيطردك من هنا في(يشتد الصراع بينهم صوت بعيد) أستاذ.. الأستاذ.. لابد انه عاد .. أين المصباح . افتحي المصباح..ناوليني المصباح كي يرانا , ويعرف في أي مكان  نحن .. هيا ..هيا.. بسرعة.. لم يعد يعمل .. انه عاطل منذ فترة طويلة .. كم مرة أعيد عليك هذا الكلام
الأصفر: لابد لهذا المصباح اللعين أن يعمل (يحرك المصباح بقوة) هيا هيا أيها المصباح  هيا أيها الضوء .. أتوسل إليك ..سنضيع . سننتهي
الأحمر: إلى متى وأنت تتوسل بهذا المصباح الصدئ , قلت لك انه تعطل
الأصفر: لابد من عمل شئ وإلا فانه الضياع . إنها فرصتنا الأخيرة في النجاة , لابد أن يستدل الأستاذ  على هذا المكان ..انه دليلنا للخلاص . افعلي شئ أرجوك. افعلي أي شئ من اجلنا  نحن معا,من أجل خلاصنا
الأحمر: وماذا تريد مني أن افعل .. وعن أي خلاص تتحدث
الأصفر: افعلي أي شئ قبل أن نضيع فنحن آخر ما تبقى على هذه الأرض ,
الأحمر: أنك مجنون هل صدقت أنه سيعود
الأصفر: انه هو.. طيب أوقدي النار .. نعم النار.. أين الولاعة
الأحمر: هي الأخرى تعطلت ..
الأصفر: الأستاذ.. اسمع الصوت من بعيد..انه الأستاذ انه الدلي
الأحمر: لم يعد هنالك دليل .. اترك أوهامك لقد جن هذا. وربما هي الحم
الأصفر: صدقيني انه هو..أشم رائحته ..اعلم انه لو وجدك بهذا الحال سيغضب
الأحمر: يغضب؟
الأصفر: وسينتقم منك .. إن لم تساعديني سأخبره بكل شئ. كيف تخليت عني .. كيف سرقت طعامي..كيف سرقت معطفي
الأحمر: أنا..أنا.. هل عاودتك الحمى..متى سرقت طعامك.. وعن أي معطف تتحدث  اتفقنا أن نلعب والخاسر عليه أن يدفع أي شئ.أنا لم اسرق .أي شئ. انه اتفاق وعليك أن تحترم تعهداتك أمام الشركاء
الأصفر: وسأخبره كيف انك تريدين أن تطرديني من ارضي
الأحمر: أرضك.. ومتى أصبحت أرضك .. أنا من وجدتها أولا
الأصفر: (يتجهان نحو الدمية)  أنت بالله عليك من اكتشفها أولا. تكلم هيا..تكلم
(الريح تشتد تتداخل أصوات غريبة)
الأصفر: البرد البرد.أرجوك أعيدي إلي معطفي
الأحمر: انه معطفي
الأصفر: سأموت من البرد.. أين أنت أيها الدليل (يصرخ) هييييه .نحن هنا.. أيها الأستاذ.نحن هنا ألا تسمعني ,اجبني يا مغيث.. أنقذني أيها المخلص..
الأحمر: (تلف جسدها بمعطف أصفر وهي تضحك) انه لا يسمعك, لأنه غير موجود أصلا,  كم هو جميل  هذا المعطف لولا هذا اللون المقفر
الأصفر: أيها المنقذ.. يا مغيث..هلا سمعتني
الأحمر: (تضحك بقوة) لن يسمع
الأصفر: البرد..البرد. أعيدي إلي معطفي
الأحمر: انه معطفي
الأصفر: أنت سارقة ..سارقة.. لقد سرقتي مني كل شئ ,أعيدي لي عقلي,,
الأحمر: لم اسرق منك شئ أيها المجنون
الأصفر: بل سرقت (يتوجه نحو الدمية ) أنت الم تخبرني بأنها سرقت معطفي
الأحمر: أنت تكذب لم يخبرك . بل هي خيالاتك المريضة.وماذا تملك أيها الصعلوك حتى اسرقه منك (رياح قوية.. الصحف تتساقط)
الأصفر: أوراقي..أوراقي.. أين أوراقي.
الأحمر: لقد طارت .. رايتها تطير بهذا الاتجاه
الأصفر: بل أنت سرقتيها .. انه صوت الأستاذ اعرفه جيدا..انه يقترب أكثر
الأحمر: إنها الريح أيها المجنون ..
الأصفر: الصوت يقترب
الأحمر: لاشئ يقترب انه صوت الريح ,.البرد.دعنا نلعب لندفأ.انا بردانة.العب
الأصفر: مجنونة ..مجنونة.. نلعب مع هذه الريح الباردة..
الأحمر: (يمسك بالمضرب) الريشة ..أين هي الريشة.. أنت من سرقتها
الأصفر: أنا؟ ولماذا اسرقها ,وما الذي سأفعله بريشة حقيرة,ربما أخذته
الأحمر: إنكم تسرقون أي شئ , السرقة تمشي في دمائكم .قل لي أين هي
الأصفر: وماذا ستفعل هل ستقطعين عني الحصة مثلا
الأحمر: بل سأقطع رأسك..
الأصفر : لا عجب في ذلك انتم قطاع طرق , وقطاع. رؤوس
الأحمر : قل أين هي الريشة , أنك تثير أعصابي .هيا قل ,لقد بلغ السيل الزبى
الأصفر: الزبى ؟ وماذا يعني الزبى؟
الأحمر: لا اعرف وجدتها هكذا مكتوبة في النص
الأصفر: انظري .انه اعتراف بان ما تقولونه ما هو إلا أملاءات تملى عليكم
الأحمر: هل تضن نفسك ذكي, تريد أن تدخلني في أزمة حتى تنسيني أمر الريشة
الأصفر: اقسم بالاستاذ ليست عندي, انا لم أراها منذ فترة طويلة ربما أخذتها الريح
الأحمر: (يشير إلى الدمية) اقسم بوجه الحاج أنها عندك,, أنا متأكد
الأصفر: وما أدراك إنها عندي.. كيف عرفت .. ………………………
الأحمر: انه هو “يشير إلى الدمية” هو اخبرني بذلك
الأصفر: انه يكذب
الأحمر: ششششش.. يا لغبائك, ربما يسمعنا كيف تقول ذلك
الأصفر: لم يعد هناك ما أخشاه
الأحمر:اخفض صوتك وإلا ستندم , وستخسر كل شئ.. ولن ينفعك استاذك
الأصفر: لم يعد لدي ما اخسره . سأصرخ في وجهه, (يتجه للدمية) انت كاذب
الأحمر: الويل لك من غضبه, سيصب عليك لعنات الأرض والسماء.كيف تجرأت
الأصفر: هو يكذب .. تعالي واسأليه إمامي .. هيا اسأليه أن كنتِ صادقة
الأحمر: هيا لنذهب ونسأله (يتوجهان نحوه الدمية) هيا أسأله أنت .انه غاضب
الأصفر: انه عاري تماما , ربما أراد له  المؤلف أن يكون عاري ليسخرمنه
الأحمر: نعم أكيد أن المؤلف أراده اخضر , فالأخضر مقدس نعم هو  مقدس
الأصفر: ولكن …هل نستطيع .. أن نتخلص منه.. كيف لنا أن نتخلص منه .
الأحمر: إياك أن تفكر بالخلاص منه , وإلا فان السماء ستغضب.(الريح تشتد )
الأحمر: (ينظر الى الدمية) لابد انه سيصيبنا بلعناته ..أنه غاضب الرحمة
الأصفر:ما أقوى صوتك أيها الأستاذ………………………………………..
الأحمر: انه يخضر أكثر.أنظر انه يخضر ..يخضر.لابد أن المؤلف أراد له ذلك
الأصفر: لابد أن نتخلص منه. بدأ يزعجني..فلنتخلص منه. هل تؤمن بموت المؤلف
الأحمر: (يتلفت مذعورا) موت المؤلف. استغفر الله.. دم المسلم على المسلم حرام
الأصفر: (يسخر منه) حرام (عبر النافذة الخلفية يمر رجل عاري يرتدي حزام ناسف العاري) اللله أكبر..بممممم
(يسقطان على الارض يدخل زبال يكنس المكان….. )
الزبال: اصحوا يمعودين .. اصحوا  (ينظر الى  الدمية ) هذا بعده أبو الإضاءة معلك  فوك..وليش عريان .انتوا ماتخافون من الله بويه الدنيا تكتل برد وهذا
الأحمر: (تتجه نحو الأصفر) يالله كوم ………………………………….
الأصفر: مااكدر ليهسه ايديه ترجف (يذهبون في الظلام.ي حاولون الكلام…….)
الأحمر: احجي شبيك
الأصفر: (يتهجى الحروف…يجد صعوبة في النطق) أأأأ I, can,t……………..
الأحمر: من كاليهيض ياي السكه داي ” آني أحبك..ياحبيبي
الأصفر : ستوا كنوس………………….. ” اح ضنيني بقوة ”
الأحمر: ايدك ترجف..شنو انت .. منو انت.. احنه وين ..جاي تسمع هذا
الأصفر: جي إيكوت لي شون دي وزو   (اسمع لتغريد الطيور)
الأحمر: بلي به جهجه بلبلان كوش بده (نعم ,أسمع تغريد طيور الحب الشجية)
“ربما تغريد عصافير ,,احتمال موسيقى..وينتهي كل شئ “
 

صادق مرزوق