مقاربة نقدية لعرض ( النفخ في رئة الذنوب ) سوريا / بقلم: صادق مرزوق
نص : أثير الهاشمي،
اداء : يزن حلاق
من العلامات التي هيمنت على هذا العرض والذي عرض ضمن محترف ميسان المسرحي (اون لاين) هما المؤلف واداء الممثل. ولكن الاخراج كان متارجحا لم يواكب عمق النص الذي يرصد عزلة الإنسان وهو يعاني من ويلات الحروب والخراب الذي ساهم كثيرا في غربة الذات وخوفها من القادم ،
وقد عمق جراحات شخصية النص والعرض هو هذا العدو الخفي والمتمثل بفيروس كورونا الذي احتاح العالم . هذه الشخصية هي عبارة عن صراع بين انا /الآخر.. النص المهيمن أسس لشخصية مبنية بناء شاقوليا فهي تتمتع بعمق معرفي وهي تنتقل بنا من عوالم السياسة وتداعياتها ضمن اطار النفس ،
ولذلك نجد الشخصية لها عمق في البناء النفسي كما أسس لها المؤلف اثير الهاشمي وكما شاهدنا في اداء الممثل يزن .. كذلك الجانب الفلسفي الذي اسس له كاتب النص للشخصية وخبراتها في الجانب الوجودي والصوفي وهي التي تتحرك ضمن عدة خطوط تمثل لنا الهوس الذي ينتاب هذه الشخصية .
وهنا أسهب في مقاربتي مع نص المؤلف كونه المهيمن الاول في العرض ونجد ان العنوان استعارة بلاغية .. حيث جعل المؤلف للذنوب رئة ننفخ فيها .. نتيجة الأخطاء المتكررة للبشرية ضمن صراعاتها التاريخية لفرض الهيمنة على الآخر . لذلك نجد ان الآخر هنا هو الضحية والجلاد ..
وحكاية النص تشير الى الواقع الذي يمر بنا حاليا انطلاقا من المشاكل السياسية في المنطقة ومحركاتها الخارجية وتدخل الدول الكبرى في شؤون الدول العربية .. ولذلك دائما تتكرر اسماء بعينها في رؤوسنا المثخنة بالاخبار مثل ترامب بوتين انتقالا الى حروب المنطقة وكورونا فضلا عن أحداث وأخبار الحروب والقصف والقتل والخرائق المفتعلة وغبرها .. شخصية البطل وكما رسمها المؤلف واكدها العرض شخصية واقعية وجدية تتفاعل مع الحدث والظروف المعطاة .. ونجد ان العرض فيه شخصيتان هما الذات للشخصية الانسانية والآخر المتمثلة بالتلفاز .لذلك وبالرغم من بساطة الاخراج لكن اناقة السينوغرافيا اعطت لهذا العرض قبولا من حيث التلقي في هندسة العرض حيث الصراع يبدو فاعلا بين الانا/التلفاز الانا المقعد بفتح حرف الميم والمقعد بضم الميم وهذه الثنائيات التي اوحى بها نص العرض جعلت منه مقبولا لعين التلقي بالرغم من البساطة في ادوات المخرج..
الممثل اجاد في اداء هذه الشخصية .وحضوره كممثل كان الافضل من الحضور مخرجا .وهكذا نصوص مهيمنة تعد فخا للمخرج لانها تمتلك لغة رصينة وحفرا عميقا في تاريخ الشخصية وسياحة معرفية في الانتقال بين الافكار الفلسفية التي تم بناء.. الشخصية على اساسها.