محمود المليجي … وحضوره المسرحي/ د محمود سعيد
(كي تكون ممثلا جيدا عليك الا تمثل)
الراحل الجميل محمود المليجي يمثل اهم محطات الأداء التمثيلي العربي بل والعالمي احيانا .فهو خريج مدرسه كي تمثل جيدا عليك الا تمثل بمعني انه تميز بالأداء الطبيعي التلقائي لأعلي درجه ففي مدرسه الخديويه كان المليجي هو رئيس فريق التمثيل وكانت الانطلاقه من خلال المسرح المدرسي في مسرحيه الذهب ومن حسن حظه ان تشاهده فاطمه رشدي لتظن انه ممثل محترف وتضمه لفرقتها وينطلق المليجي مسرحيا في أول ادواره في مسرحيات (٦٦٧زيتون_الزوجه العذراء علي بك الكبير حدث ذات ليه يوليوس قيصر…ثم انتقل لفرقه رمسيس وقدم معها مسرحيه مليون ضحكه ثم انتقل لفرقه اسماعيل بس وقدم معها العديد من المسرحيات
وانتقل لفرقه تحيه كاريوكا ثم فرقه المسرح الجديد وكان من المعروف محمود المليجي انه كثير التنقل بين الفرق المسرحية فقد كان صاحب مزاج فني خاص جدا يلعب لنفسه يمثل تحقيقا لاغراض شخصية ذاتيه اهمها عشق الفن والاستمتاع به ومن ثم امتاع الجمهور بشكل تلقائي فمن يشاهد المليجي مسرحيا يلاحظ مدي اتقانه واجادته واخلاصه لفنه لابعد الحدود
وقدم مسرحيه غراميات عفيفي مع عادل إمام وأمين الهنيدي وليلي طاهر ثم قدم الزوجه آخر من يعلم مع عقيله راتب وسناء يونس ثم قدم العديد من المسرحيات الاخري وكان الختام في دور البروفسيور فريد في مسرحيه انتهي الدرس يا غبي عام ١٩٧٥ مع محمد صبحي ولينبن الرملي
منطقه العبقريه……
تمثل منطقه العبقريه لدي محمود المليجي في الاشتغال علي الدور لاقصي حد ممكن كان يؤدي وكانه لا يمثل في بساطه وسلاسه بشكل مذهل كان يمتلك عينان لهما وقع السحر امام المتلقي عيون مرعبه تجبر الجميع علي الاستمتاع والدهشهوالتأمل وهذا ما جعل منه ممثل مسرحيا لا يقل عن عظماء فن التمثيل علي مستوي العالم وقد شهد له اعظم مخرجي وممثلي العالم
ولأن المليجي يمثل الشخصية بكل ما تحمله من تفاصيل كان لا يشغله مساحه الدور أو شكله فهو من يعطي للدور مساحه وهو من يخلق له شكل شديد الاهميه ، هو المليجي ياساده هو الدور هو الشخصيه هو الفنان المسرحي عاشق الخشبة
وما بين البدايهوالنهايه لم ينقطع محمود المليجي عن المسرح ابدا ظل وفيا للمسرح وكان دايما يقول ان المسرح هو الابن البكري له لا يمكن أن ينساه أو تجاهله فلو تحدثنا عن آخر الأدوار المسرحيه انتهي الدرس يا غبي ….نجد اننا امام طاقه تمثيليه مرعبه ..ممثل تعدي السبعين عاما ويصول ويجول علي خشبه المسرح في دور البروفسيور فريد ذالك العالم الذي يحاول أن يستخدم سطوحي محمد صبحي المتخلف عقليا كنوع من حقول التجارب لايجاد علاج وكسب شهره ومنجز علمي وبحثي جديد يحسب له الا انه يقر في النهاية ان اللعبه كانت بحاجه الحب والإنسانية
ليعطي محمود المليجي درسا شديد الخصوصية في فن التمثيل وخاصه المسرحي لجيل الشباب حيث ضروره الاتقان والإخلاص
والسيطرة علي الدور ومفردات الشخصية من كل زواياها وعدم السعي لمناطق علي حساب اخري فقد كان شديد الاهتمام بالتفاصيل خاصه الوجه فهو صاحب الوجه المعبر والعيون الفاصحه ..التي تفضح كل شيء واي شيء امامها بشكل مرعب لدرجه انه فوق خشبه المسرح لا يختلف كتيرا عن الأداء في السينما والتليفزيونلانه كان يمثل ويعرف قدراته الحقيقيهالداخليةوالخارجيه ليستخدمها بقوه وقت القوه ويمهل النفس وقت الحاجه
كان مدرسه في الاداء ..كثيرا ما منح الفرصه للشباب وساندهم ليبقي المليجي احد اهم رموز الاداء التمثيلي في المسرح المصري
د محمود سعيد