مسرح النضال عند (بوكمان) / علاوة وهبي
دانيال بوكمان كاتب من جزر المارتينيك المحتلة من طرف فرنسا من مواليد فور دوفرانسfort de france سنة 1936 بدأ تعليمه في مسقط راسه ثم انتقل الي عاصمة فرنسا ليدخل جامعة السوربون سنة 195 وفيها بدرس الادب الكلاسيكي..هو شاعر وكاتب مسرحي مثل مواطنه ايمي سيزار ومثله كذلك في كتابة الشعر والمسرح .التراجيدي الشعري .
حاز بوكمان دانيال سنة 1992 علي جائزة غاربيت الكرايب .مناضل منذ1964 في جمعية طلبة المارتينيك سنة1961 يغادر فرنسا باتجاه المغرب رافضا المشاركة في حرب استعمارية ضد شعب يطالب بحريته واستقلاله وكان في ذلك ييير علي خطا مواطنه فرانز فانون الذي جندته فرنسا ايام حرب التحرير الجزائرية وهو طبيب نفساني وعندما جاء الي الجزائر وعمل في مستشفي بالبليدة كان له اتصال بخلايا النضال والثورة فانخرط في صفوف الجيش التحريري الجزائري وكان يفيرا للثورة عدة مرات واستشهد . هو الان من شهداء الثورة ومدفون في قرية قرب الحدود الشرقية مع تونس . ودانيال بوكمان رفض هو الاخر الحرب في صفوف الجيش الفرنسي لذلك فر الي المغرب.وبعد استقلال الجزائر يغادر المغرب الي الجزائر وفيها التحق بسلك التعليم في الجامعة التي عمل استاذا بها من سنة1962 الي غاية1981 وفي الجزائر كتب اول نص مسرحي له بعنوان الزنوج وقد تم اقتباسها للسنيما من طرف المخرج مد هندو لعنوان(الزنوج يموتون بالحرية). يقول بوكمان انه تاثر بكلاسيكيات الادب المسرحي وخاصة منه الاغريقي . وذلك ما نلمسه في نصوصه المسرحية واغلبها من المسرح الشعري الذي يمتاز بالعق وقوة الكلمة .عرفت نصوصه العرض في اماكن عديدة وخاصة بين المناضلين من المسرحيين ضد انواع الاضطهاد والاستعمار بكل اشكاله وانواعه .وضد العنف اي كان نوعه فمسرحه مسرح نضالي بامتياز .سنة 1967وفي قسنطينة قمت بترجمة نص له بعنوان اوفي الزنجي وقدمنا العمل وااذي يتحدث فيه بوكمان باسلوبه الشعري الرائع عن النضال الزنجي ضد الاستعمار والعنصرية متخذا من شخصية اورفي غيوالمثولوجيا الاغريقية والذي يعرف بانه مغني وعازف ماهر سلبت منه حبيبته واخذها الالهة الي الارض السفلي الجحيم وفياخذ اورفي الذي كان عزفه يسلب عقل من يستمع اليه ياخذ قيثارته ويلحق حبيبته الي الجحيم وبعزفه يخدر الجميع ويحرر حبيبته ويعود بها الي الارض .وهكذا يريد بوكمان استعادة حرية بلده واستعادة الشعوب المستعمرة لحريتها بالغناء ..بمعني الثورة .فالغناء هنا هو الثورة بالكلمة وللكلمة قوتها في ذلك.