المشهد الابداعي بالمغرب الراهن..ما هي استراتيجية وزارة الثقافة لحمايته وتنميته…. ؟ / محمد أديب السلاوي
المتامل في الساحة الفنية المغربية، بما تحتضنه من فنون وابداعات سيجدها مشهدا يعج بالجمال، يساهم بقوة في التعبير عن خصوصيات المغرب العريق، المغرب الراهن والمغرب المتطلع للالفية التالتة/سيجدها تساهم في التعبير عن الكائن والممكن بالحياة المغربية.
ان الرسم والتصوير والخط والهندسة والتصميم وفن العمارة والنحت والفنون التطبيقية والموسقى والغناء والرقص والسينما والمسرح والشعر والحكايات والتراتيل والتجويد والفن الحركي والسيرك والالعاب السحرية والبهلوانيات والتهريج و مسرح الميم هي ابداعات هذه الساحة الواسعة التي تستقطب المبدعين والمهندسين والكتاب والشعراء والعمال والتقنيين، والتي تكمن اهميتها الاقتصادية في خلق فرص للعمل وفي الاسهام في زيادة الناتج المحلي الاجمالي وتنمية اقتصاد البلاد.
من جانب اخر تشكل الساحة الفنية المغربية بابداعها المتنوع بابا واسعا ومؤترا لنقل المعارف وتعميق التواصل مع الشعوب والثقافات والمساهمة في توطيد العلاقات والمشاعر الانسانية بيننا وبين الاخرين،فهي تبين للعالم جمال الريشة والصوت والحركة والكلمة والنغمة. اعطت/تعطي لمسالة الحوار بين المغرب والعالم مفاهيمه العريقة التي نبدت دائما كل ما يمت
الى العنصرية والارهاب والعنف والاستعمار بصلة..
نعم، ان المشهد الابداعي المغربي بمختلف جوانبه يشكل مساحة واسعة للابداع وللمعرفة وللحس الجمالي/مساحة تعكس مظاهر متفوقة من مظاهر الحضارة بقيمها، فهي لذلك تحتل اهمية كبرى في تقدير الامم والشعوب لقيمها ولحسها الجمالي.
الفنون كالعلوم الانسانية والفلسفة والادب والترجمة وعلم الاجتماع والاعمال الفكرية، تمتل حجر الزاوية لازهار وتقدم اي حضارة انسانية
والفنون بكل اصنافها اضافة الى ذلك تمتل نواة لصناعة مجتمع متقدم، متحضر، تقوده ابداعاته الفنية الى التطور، حيت تساهم هذه الابداعات في صناعة وعيه وانفتاحه على العالم وحضاراته من اجل انتاج مناخ مجتمعي /راقي يتسم بالاستقرار النفسي والاجتماعي.
مغربيا،كانت الفنون على مر التاريخ بكل اصنافها وابداعاتها، تساهم في التطور الحضاري ، عملت /وتعمل دائما من اجل حضارة مغربية متفردة. ،اذ كانت الفنون باستمرار نواة اساسية من مكونات تقافتنا الانسانية/ كانت ايضا الوسيلة المتلى لحفظ هويتنا ولحوارنا الحسي مع العالم.
في خضم دفاع الساحة الفنية المغربية عن هويتها وهي تنتمي الى كل الازمنة والعصور، والى كل الجدور واللغات المحلية المترابطة على الجسد الوطني، برزت اسئلة على مستوى كبير من الاهمية حول علاقتها بالثقافة الوطنية وقيمها وقضاياها الفكرية.
على مستوى البحت العلمي كانت الثقافة والفنون تعكسان دائما كافة الحقائق التي تدور حول الذات وحول العالم تساهمان في بناء شخصية الفرد وتقوية وتنمية قدراته وتكيفه مع الابداعات المتعددة وعلى استيعاب الثقافات المختلفة والتواصل معها.
وعلى مستوى الواقع الحي عندما ترتبط الفنون بثقافة المجتمع وبالقضايا التي تسوده تصبح الفنون اداة فاعلة لتحسين جودة الحياة/لتحسين الصحة العقلية والنفسية لتعزيز المشاركة المدنية..
من اجل وضع الفن في موقعه الثقافي الصحيح لاداء دوره الريادي رفعت الحركة الفنية المغربية مند امد بعيد الى جانب الحركة الثقافية المغربية شعارات تنادي بالحرية والعدالة وحقوق الانسان، وببت مشاعر الهوية المغربية في كل برامج ومناهج واستراتيجيات وزارة الثقافة في المغرب الراهن. وهو ما يعني ان وظائف جديدة اضافية اخدت تناط بالثقافة والفنون، في عصرنا الحديت، منها صيانة الذاكرة والمخيلة المبدعة والاسهام في بناء مجتمع المعرفة وتقوية اساسياته والارتقاء بالوعي الفردي والجماعي والتشبع بقيم الجمال والخير ومبادئ المواطنة.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة على المشهد الابداعي المغربي هو يعاني في العديد من جوانبه من الاهمال والتهميش وانعدام التخطيط العلمي، حيت يقاسي العديد من رواده، كتاب ومبدعين من التهميش القاتل : ماهي استراتيجية وزارة الثقافة لتنمية هذا المشهد وتاهيله للقيام بادواره وانقاد رواده….؟
نعتقد ان كل شئ اصبح واضحا اليوم امام المسؤولين، وان احدات مجلس اعلى للفنون ، وصندوق للانقاد اصبحا ضرورة ملحة لقيام الفن المغربي بادواره ومهماته الثقافية والاجتماعية والحضارية.
افلا تنظرون……؟