المغرب في زمن الصناعة الثقافية والابداعية، بين الممكن والمستحيل/ محمد أديب السلاوي
تعد الثقافة مفهوما مركزيا في الانتروبولوجيا، يشمل الظواهر التي تنتقل من خلال التعلم الاجتماعي، من السلوك الانساني، من الأشكال والرموز التعبيرية.
الثقافة هي الكل المركب الذي يشمل المعرفة،العقائد، الفنون، العلوم،القيم الاخلاقية ، ،العادات،الافكار،المشاعر، الممارسات المتوارتةاجتماعيا، الطقوس، الطبخ، الملابس، الهندسة المعمارية، الاساطير، الفلسفة، المسرح الموسيقى، الفنون التشكيلية النحت، الاداب، الثرات الثقافي،وهي كل ما صنعه/يصنعه عقل الانسان من اشياء ومظاهر ومعارف وعادات، وهو ما يجعلها تلعب دورا فاعلا وبارزا في كل العلوم الانسانية، علم الاجتماع، علم الانسان، علم النفس، علم ثقافات المستقبل.ولاشك أن الموروت الثقافي للمغرب، كبير وعظيم وواسع وشامل موروت تتراكم عليه حضارات متنوعة، امازيغية، افريقية، عربية، اندلسية، وهم ما يجعلنا نملك رصيدا ثقافيا غنيا ومتنوعا، يتكون من عدد كبير من المجالات التي تدخل في خامات الثرات الحضاري الوازن، الذي يشكل في كلياته، ثقافة انسانية غنية بكل المقاييس.
السؤال: ما علاقة هذا الثرات الوازن بالصناعات الثقافية والابداعية. في عالمنا اليوم.. ؟
الصناعة الثقافية،هي كافة الانشطة والممارسات الاقتصادية التي تتسم بدرجة من التعقيد في تحويل المواد الثقافية الى سلع وخدمات، فهي تسهم في الرفع من قيمة الراسمال اللامادي وتطويره ليصبح اداة اقتصادية مؤترة في التنمية البشرية/المستدامة.
استعمل هذا المصطلح “الصناعة الثقافية” لاول مرة سنة 1947 من طرف الالمانية اوركارمر في كتابها “جدل التنوير”، وبعد تلاثة عقود اصبح يستعمل في الترويج للمصنفات الفنية والثقافية اقتصاديا باروب والولايات المتحدة الامريكية.
وحاليا اصبحت الصناعة الثقافية والابداعية من اسرع الصناعات نموا في العالم، تدر عائدات هامة، وهو ما جعل/يجعل الراسمالية الثقافية في طريقها الى التبلور بعدما اتبتت انها خيارا انمائيا مستداما، يعتمد على مورد فريد ومتجدد، هو الابداع البشري الذي يقدم للمتلقي حلولا وافكارا جديدة ومبتكرة،نابعة من الخيال، او من مهارة الابتكار.
ولان الصناعة الثقافية والابداعية، صناعة واسعة ومترابطة تشمل الكتاب واللوحة والقطعة الموسيقية والبرنامج التلفزي والسينما والمسرح والحرف الفنية والاعلان والسياحة
وتصنيع الادوات الموسيقية والحرف الفنية التقليدية وغيرها،اصبحت هذه الصناعة فاعلة في اي مجتمع، لها قاعدة علمية، اقتصادية تمكنها من الانتشار، لتكون في قلب عصرها بتفاعلاته وصراعاته وتطلعاته.
في عالم اليوم لا يمكن للمجتمع أن ينجز تنمية بشرية او تنمية مستدامة في غياب الثقافة الداعمة لخططها، وهو ما يتطلب من السياسات الاقتصادية دعما مستمرا للصناعة الثقافية، وتوفير بنية تحتيتة متطورة لها. يعني دلك، ان الثقافة اصبحت في قلب الاقتصاد العالمي، تتنافس على استغلال قيمتها المضافة في سبيل تحقيق الاهداف الكبرى للتنمية..
مغربيا، وقبل أن نتطرق لاشكاليات الصناعة الثقافية والابداعية ،علينا أن نسأل عن الموقع الذي يحتله المغرب اليوم في المجال الثقافي، ماذا قدم المفكرون والكتاب والأدباء التنويريون للثقافة الانسانية؟. ماهي الفنون التي برع فيها الفنانون المغاربة؟. كم عدد المتاحف والاكاديميات التي شيدها المغرب لاحتضان مواهبه؟كم شيد من مكتبة عامة لحفظ انتاج العقل المغربي عبر الازمان والقرون؟ كم شيذ من مسرح واوبرا لبلورة الابداعات المغربية؟. من هم علماء ورموز الفكر والفن والمعرفة الدين اطلق المغرب اسماءهم على الشوارع والمتاحف والمعاهد والمدارس… ؟
لاشك أن المغرب يملك رصيدا ثقافيا غنيا ومتنوعا، وان موروته الثقافي كبير وعظيم وواسع وشامل، يتكون من عذذ هام من المجالات التي تدخل في خانات الترات الثقافي القابل للتصنيع، الا ان هذا الرصيد مازال بعيدا عن تحويل قيمه المعنوية والروحية الى قيم مادية،اي تحويله الى صناعة… والى سلع اقتصادية، على غرار الراسمال اوالرصيد المادي،وهو ما يجعل المغرب الراهن يحتل رتبا عالمية متدنية، ان على مستوى التنمية البشرية ،او على مستوى التجهيزات الني تتطلبها الصناعات الثقافية والابداعية.
حتى الأن القطاع الثقافي بالمغرب، وحده الذي لا يملك دراعا اقتصادية، كما هو حال القطاعات الاخرى. ان المجالات الثقافية والابداعية التي اصبحت منتجاتها تصل الى 10٪من اجمالى الصناعة العالمية، لا تشكل بالمغرب دراعا اقتصادية ،كما هو حال الصحة والرياضة وصناعة الملابس وغيرها، في حين أن الصناعة الثقافية في عالمنا تمتد من صناعة الاقلام والورق والادوات التقنية الي اقراص واشرطة الكتاب والاغنية والمسرح والسينما، وكل المواد الثقافية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
نعم. إن ما نطمح اليه في مغرب اليوم هو أن يكون لنا مشروعا ثقافيا يقوم على تحديت الثقافة المغربية، لكي تكون ثقافة عصرية،قابلة للتصنيع،. ان يكون لنا مشروعا ثقافيا يستمد قوته من الاسئلة المطروحة علينا، ماذا لدينا؟ ماذايجري حولنا؟ واي ظروف تحيط بنا؟ وما الذي يتوجب علينا عمله من اجل ان نكون في قلب عصرنا، لا خارجه…؟ بعد انجاز هذا المشروع سيكون علينا التوجه الى الصناعة الثقافية والابداعية. التي اصبحت تشكل طريقا ممكنا ومستحيلا للصناعة التي نطمح اليها في زمن الالفية الثالتة.
الثقافة هي الكل المركب الذي يشمل المعرفة،العقائد، الفنون، العلوم،القيم الاخلاقية ، ،العادات،الافكار،المشاعر، الممارسات المتوارتةاجتماعيا، الطقوس، الطبخ، الملابس، الهندسة المعمارية، الاساطير، الفلسفة، المسرح الموسيقى، الفنون التشكيلية النحت، الاداب، الثرات الثقافي،وهي كل ما صنعه/يصنعه عقل الانسان من اشياء ومظاهر ومعارف وعادات، وهو ما يجعلها تلعب دورا فاعلا وبارزا في كل العلوم الانسانية، علم الاجتماع، علم الانسان، علم النفس، علم ثقافات المستقبل.ولاشك أن الموروت الثقافي للمغرب، كبير وعظيم وواسع وشامل موروت تتراكم عليه حضارات متنوعة، امازيغية، افريقية، عربية، اندلسية، وهم ما يجعلنا نملك رصيدا ثقافيا غنيا ومتنوعا، يتكون من عدد كبير من المجالات التي تدخل في خامات الثرات الحضاري الوازن، الذي يشكل في كلياته، ثقافة انسانية غنية بكل المقاييس.
السؤال: ما علاقة هذا الثرات الوازن بالصناعات الثقافية والابداعية. في عالمنا اليوم.. ؟
الصناعة الثقافية،هي كافة الانشطة والممارسات الاقتصادية التي تتسم بدرجة من التعقيد في تحويل المواد الثقافية الى سلع وخدمات، فهي تسهم في الرفع من قيمة الراسمال اللامادي وتطويره ليصبح اداة اقتصادية مؤترة في التنمية البشرية/المستدامة.
استعمل هذا المصطلح “الصناعة الثقافية” لاول مرة سنة 1947 من طرف الالمانية اوركارمر في كتابها “جدل التنوير”، وبعد تلاثة عقود اصبح يستعمل في الترويج للمصنفات الفنية والثقافية اقتصاديا باروب والولايات المتحدة الامريكية.
وحاليا اصبحت الصناعة الثقافية والابداعية من اسرع الصناعات نموا في العالم، تدر عائدات هامة، وهو ما جعل/يجعل الراسمالية الثقافية في طريقها الى التبلور بعدما اتبتت انها خيارا انمائيا مستداما، يعتمد على مورد فريد ومتجدد، هو الابداع البشري الذي يقدم للمتلقي حلولا وافكارا جديدة ومبتكرة،نابعة من الخيال، او من مهارة الابتكار.
ولان الصناعة الثقافية والابداعية، صناعة واسعة ومترابطة تشمل الكتاب واللوحة والقطعة الموسيقية والبرنامج التلفزي والسينما والمسرح والحرف الفنية والاعلان والسياحة
وتصنيع الادوات الموسيقية والحرف الفنية التقليدية وغيرها،اصبحت هذه الصناعة فاعلة في اي مجتمع، لها قاعدة علمية، اقتصادية تمكنها من الانتشار، لتكون في قلب عصرها بتفاعلاته وصراعاته وتطلعاته.
في عالم اليوم لا يمكن للمجتمع أن ينجز تنمية بشرية او تنمية مستدامة في غياب الثقافة الداعمة لخططها، وهو ما يتطلب من السياسات الاقتصادية دعما مستمرا للصناعة الثقافية، وتوفير بنية تحتيتة متطورة لها. يعني دلك، ان الثقافة اصبحت في قلب الاقتصاد العالمي، تتنافس على استغلال قيمتها المضافة في سبيل تحقيق الاهداف الكبرى للتنمية..
مغربيا، وقبل أن نتطرق لاشكاليات الصناعة الثقافية والابداعية ،علينا أن نسأل عن الموقع الذي يحتله المغرب اليوم في المجال الثقافي، ماذا قدم المفكرون والكتاب والأدباء التنويريون للثقافة الانسانية؟. ماهي الفنون التي برع فيها الفنانون المغاربة؟. كم عدد المتاحف والاكاديميات التي شيدها المغرب لاحتضان مواهبه؟كم شيد من مكتبة عامة لحفظ انتاج العقل المغربي عبر الازمان والقرون؟ كم شيذ من مسرح واوبرا لبلورة الابداعات المغربية؟. من هم علماء ورموز الفكر والفن والمعرفة الدين اطلق المغرب اسماءهم على الشوارع والمتاحف والمعاهد والمدارس… ؟
لاشك أن المغرب يملك رصيدا ثقافيا غنيا ومتنوعا، وان موروته الثقافي كبير وعظيم وواسع وشامل، يتكون من عذذ هام من المجالات التي تدخل في خانات الترات الثقافي القابل للتصنيع، الا ان هذا الرصيد مازال بعيدا عن تحويل قيمه المعنوية والروحية الى قيم مادية،اي تحويله الى صناعة… والى سلع اقتصادية، على غرار الراسمال اوالرصيد المادي،وهو ما يجعل المغرب الراهن يحتل رتبا عالمية متدنية، ان على مستوى التنمية البشرية ،او على مستوى التجهيزات الني تتطلبها الصناعات الثقافية والابداعية.
حتى الأن القطاع الثقافي بالمغرب، وحده الذي لا يملك دراعا اقتصادية، كما هو حال القطاعات الاخرى. ان المجالات الثقافية والابداعية التي اصبحت منتجاتها تصل الى 10٪من اجمالى الصناعة العالمية، لا تشكل بالمغرب دراعا اقتصادية ،كما هو حال الصحة والرياضة وصناعة الملابس وغيرها، في حين أن الصناعة الثقافية في عالمنا تمتد من صناعة الاقلام والورق والادوات التقنية الي اقراص واشرطة الكتاب والاغنية والمسرح والسينما، وكل المواد الثقافية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
نعم. إن ما نطمح اليه في مغرب اليوم هو أن يكون لنا مشروعا ثقافيا يقوم على تحديت الثقافة المغربية، لكي تكون ثقافة عصرية،قابلة للتصنيع،. ان يكون لنا مشروعا ثقافيا يستمد قوته من الاسئلة المطروحة علينا، ماذا لدينا؟ ماذايجري حولنا؟ واي ظروف تحيط بنا؟ وما الذي يتوجب علينا عمله من اجل ان نكون في قلب عصرنا، لا خارجه…؟ بعد انجاز هذا المشروع سيكون علينا التوجه الى الصناعة الثقافية والابداعية. التي اصبحت تشكل طريقا ممكنا ومستحيلا للصناعة التي نطمح اليها في زمن الالفية الثالتة.