نص مسرحي:" السيد و العبد و النخاس" / تأليف: محمد اسماعيل القناوي

 اللوحة الأولى

 
يضاء على غرفة مكتب الكاتب بالمستوى الأسفل  للمسرح والتي تتكون من مكتب ومقعد ومكتبة كما يوجد نافذة . الكاتب يجلس يكتب ويقرأ ما يكتبه .
 
الكاتب: ترفع الستار على سوق النخاسة والسيد البدين يقف بجوار العبد وأمامه الدلال .
(نرى التمثيل على المستوى الاعلى)
السيد : وهل يستطيع فتاك هذا أن يكون لي عبداَ ؟
الدلال: مادمت ستدفع ثمنه .. وتأخذ الصك فهو عبدك .
السيد : العبودية ليست بالثمن أو الصك فحسب .
الدلال: أمرك عجب لي عمراَ مديد يزيد عن مائة مليون سنة أبيع فيها العبيد بالثمن ويكتب في الصك على العبد أطاعت سيده
السيد: لم اكن سيداً أبدا بصك مقابل ثمن . وإنما أنا سيد بمن أغويه و ألهيه فيظن أنى ضالته فيؤمن بي .
الدلال: هذا فتى لم يرى ألا القيد ،
الكاتب: (يقف عن الكتابة و يتحدث مع نفسه .. بينما يظلم على المستوى الاعلى) لازم حد يمثل الشخصيات دى . لازم اشفهم لحم ودم . ” صمت ” لازم اعرفهم . . . (يصعد للمستوى الأعلى وهو عبارة عن غرفة مزدحمة بالأشياء والكتب الخزانات والأكياس بها عدة نوافذ وتتصل بالمستوى الأسفل بدرجتي سلم ، يُخرج من أحد الصناديق أوراق لإِحدى مسرحياته ويقرأ فيها)
الكاتب: كان عليكم جميعاً أن تكتبوا لي رسائل العزاء … كان عليكم جميعاً ، بين قوسين صمت , كل رسالات العالم لن تعزيني فأنا افتقد إحساسي بالسعادة ، لا أود أن اكتب  ، نقط (يسأل نفسه) ليه النقط دى ؟ قاصد بيها ايه ؟ وليه ماكتبتش بدل النقط الكلام اللي أنا عايز اكتبه ؟ خايف اكتب المستخبى ؟ ولا بقاوم رغباتي .( تمر لحظة صمت ثم يعود للقراءة )لا ارغب في الاعتزال (يضحك في سخرية )اعتزال هو أن احترفت عشان اعتزل . . . أصلا المسرحية دى ما كملتش ومش دى بس وحتى  اللي  كملوا ما فيهمش كل حاجة . . . للمرة الخمسين بعيد كتابة المسرحية دى ومش قادر أقول كل حاجة انا عايز أقولها … الديلوج ده نفسه كان على لسان مين؟ مش عارف .. يمكن كنت ها حطه على  لسان العبد ؟ يمكن اكمل عشان اعرف (يكمل القراءة ) فقط أتمنى أن اثأر لتلك المنتهكة صمت نعم تلك التي انتهكت ظهر هذا اليوم، لقد اغتصبها ذلك المخنث الرزيل . . .آه ذلك المخنث . . .
(فلاش باك . يحدث بعض التغيرات في مكتب الكاتب ليصبح مكتب في مصلحة حكومية ، يدخل شخص بدين يرتدى قميص مفتوح الصدر الذي به قلادة ، ويتكلم في تليفون محمول بالإنجليزية )
البدين: أى ويل جوتو ذار.. ناو.. باي ماى كار .. آه (يدخل الموظف معه بعض الأوراق )
الموظف: صباح الخير
البدين: (يشير له بالسكوت ثم يتكلم في التليفون ) لحظه يا حبيبتي .. اسمع استنى بره شويه لحد ماخلص التليفون
الموظف: بس ده مكان عملى ومش هاسيبوه . عايز أنت تتكلم اخرج بره
البدين: (في التليفون) طيب انا هاقفل دلوقتى واكلمك بعدين (يغلق التليفون ويكلم الكاتب) انت تقولى انا اطلع بره انت فاكر نفسك اية ؟ انت هنا عشانى ، تستلم عهدة انا استعملها ، تكتب اللي انا عايزه ، تنفذ رغباتى ، انا رئيسك هنا وانت مجرد آلة تحت امرى ،
الموظف: انا انسان… موظف  بس مبدع في عملى وليه الحق احافظ على عملى وابداعى فيه  حتى لو انت شايف ده مش في مصلحتك .
البدين : انا بعد سنين التعليم ديه كلها تيجى انت يابو دبلوم وتعارضنى ، انت وامثالك الحكومة بتعينكم عشان تريحونا احنا صفوة المثقفين اصحاب الشهادات العالية والعالية جدا  . . اطلع بره استـنانى قدام الباب لحد ما اخلص التليفون واحولك للتحقيق .
الموظف: مش هاطلع بره ولا هاسيب مكان عملى .
البدين: (ينادى من الباب ) يا آمـن
(يدخل اثنان يرتديان ملابس تدل على السلطة،ودون أى كلام يمسكان الموظف بعنف ويخرجانه من المكتب بينما الموظف يحاول الإفلات منهم عبثاً،البدين يعود للكلام في التليفون ويسحب الضوء لينتهي الفلاش باك ويضاء على الكاتب في المستوى الأعلى وهو يقرأ) )
الكاتب: لقد اغتصبها ذلك المخنث الرذيل وكلكم كنتم تشاهدون هذا المنظر المثير لكم أيها السادة الساديين . . . آه كلهم ، كل الناس المدير والغفير كل المجتمع اللي خلوه هو وأمثاله آلهة .(ينهض من مكانه ثم يرمى الورق على الأرض ويمشى فوقه وهو متجه الى إحدى الخزانات ويخرج مجموعة أخرى من الأوراق مكتوب عليها عنوان نفس المسرحية ويقرأ منها ) الو .. كنت بجانبي ، أين ذهبت ؟ ظللت جواري ألف عام نحتسي معاً القهوة ثم . . . أين انت (يخرج من أحد الأدراج لفافة ضخمة من ورق الجرائد ثم ينزع الورق عنها فنرى صابر الذي يمسكه الكاتب كما لو كان ماريونت يجلسه أمامه ثم يكلمه )
الكاتب: صابر انا كتبتك وخليتك تقول كلام مهم جداً في مسرحية القطة . المسرحية اللي خدت الجائزة يعنى انت واخد جائزة برده
صابر: (لا حراك ولا كلام )
الكاتب: انت لازم ترد الجميل وتمثل شخصية العبد . . .  آه انا عملتك كويس وخليت الناس تعرفك ، صحيح هما مش ناس كتير بس على الاقل الناس اللي ادوك الجائزة ، اسمع انت لازم تنفذ امرى . قول كان عليكم جميعاً .. لا بلاش ديه . قول الو.. كنت بجانبي أين ذهبت ؟ ظللت جواري ألف عام نحتسى
صابر: كفاية هلاوس .. ايه انت بالع راديو ؟
الكاتب :انت عمرك ماهتفهم في المسرح ابداً (يذهب الى صندوق ويخرج منه ” زينب ” ينظف عنها التراب ويضعها امامه ثم يحركها )
الكاتب: (لصابر) زينب هي اللي هتمثل معاك ، زينب فاكرها اللي كانت معاك في مسرحية القطة
صابر: ( صمــــت )
الكاتب: عنك ما مثلت (لزينب) زينب قولي الكلام ده . مثلى قولي لى انا . . امكث معى قليلاً لنحتسى بعضاً من دمائنا . . سيعجبك . . نعم . . .
صابر: يع ايه القرف ده… حد يكتب في مسرحيه الكلام ده مين يقدر يمثله ولا حتى يتفرج عليه
(زينب تتركه وتذهب مع صابر الى احد جوانب المسرح وقد قام هو بالتمثيل )
الكاتب: لا تعاملنى بإشمئزاز انه دم طازج لتوه نازف من كرامتى
صابر: اللي اغتصبها . . . آيه؟ اسمه آيه ؟
الكاتب: نعم هى التى انتهكت 
زينب وصابر: ( يضحكان في سخريه )
الكاتب: آه يا ملاعين  . مش مهم انا لقيتها وهكتب من غير مأحتاج لحد منكم ( ينزل الى المكتب ويجلس ليكتب بينما نرى صابر وزينب يطرقان على الباب ) لا .. لا ( يقرء مايكتب )
النخاس: (بين قوسين وهو يخاطب السيد البدين ) اهديك غلام يصلح لكل الاعمال والافعال ، تستطيع أن تضعه بجوارك في الفراش او تهديه لمحظيتك دون أن تألمك مشاعر الغيرة
صابر وزينب: ( يزيدان من سرعة الطرق وقوته )         
الكاتب: مين؟ قلت مين؟ انا مش هافتح لاى حد، انا خلاص لقيت فكرتى وهكتب ومش هاعرف أى حد منكم سامعين (لحظة صمت)ثم انى معرفش أى حد في الكون ده فعلاً
صابر : وحياة امك
الكاتب: امى ؟ انت مالك بأمى . . تعرف آيه عنها انت
صابر : امك في العشة اللي حوليها السور الاخضر، اللي ولدتك فيها . . وسط الاف الملاين من الناس
الكاتب: امى . . ! امى ماتت الشتاء اللي فات غرقانة في شبر ميه
زينب : كفاية بقى وقوم شوف شغلانة تأكلنا منها عيش . . . ياشيخ حرام عليك
الكاتب : بتقولى كلام مراتى . . . لا مش عليه سمعين انا اللي بحط الكلام على لسنكم وأنتم مش من حقكم تتمردوا عليا انا بس اللي اتمرد على لسنكم لانى انا سيدكم .
( صمــــــــــــــــــــت )
صابر : بتاع النور على الباب . . . عايز فلوس النور
الكاتب: انا معنديش نور اساساً.
صابر : افتح الباب يا جبان وادفع فلوس النور بتاع امك .
الكاتب : انا قلت معنديش نور وامى ماتت
صابر : مش عايز تفتح . طيب احنا هانفضح اهلك وادى مسرحياتك اللي فيها جنانك اهية .
(صابر وزينب يخرجا احدى مسرحياته ويقوموا بالتمثيل)
زينب: (تتأوه من الم المخاض )قوم هات لى الداية .
صابر : انتِ . . . ؟
زينب: يا راجل اتحرك . . .عايزة الحق الرقصة قبل ما تخلص.
صابر: مش ضرورى… مش ضرورى تولدى والحقى الرقصة . اجلى الولادة (صمت)من فضلك  (يعود صابر للطرق على الباب)  
زينب: فيه ست في الدنيا كده . . . انت بتألف ايه لمين ؟ !
الكاتب: انتو عمركم ما هاتفهموا ابداً هو ضرورى تكون ست فعلاً وراجل فعلاً . . . الشخصية الاعتبارية يرمز لها بأى رمز في الدنيا
زينب:على رأى مراتك . هى الناس دخلت جوه دماغك وعرفت انت بتفكر في ايه ونيتك ايه ؟ 
صابر : خايف يكتب وزى ماقال صحبه المؤلف التانى الخوف ضد الابداع
الكاتب: يعنى عايزنى افضح نفسى ياولاد الكلب يامفضيح ؟
صابر : (يزيد الطرق هو وزينب)قوم الراجل بتاع السجاير عايز تمن السجاير اللي اتسممتها
الكاتب: لن اسمعكم وهاكمل .
السيد البدين : ليس هذا هو العبد وانما سأشتريه بثمن بخس وسأجعل منه العبد الذي يحى في ظلامى ابدا وسانسيه كل الاصوات من حوله وكل الاخرين الذين عرفهم وسأجعل عينه مطموستان فلا يرى الا ماارى بين قوسين يضحك بصوت عال .. اعلا من اصوات الخبط اللي عملنها ولاد الافاعى دول .
صابر : الخبط مش جايب نتيجه (لزينب)مثلى معايا
زينب :  (تمثل)ياشيخ حرام على اهلك
صابر : (يمثل)قوم وخلى عند اللي جابك نخووة
زينب : خليك راجل . . . شوف شغلانة اكلنا منها عيش
الكاتب:  السيد يضحك عاليا جدا والضوء يخفت عليه
(يظل الجميع يتكلم ويعلو الصوت اكثر فأكثر حتى يعم المكان ضجيج شديد )
الكاتب: (منفعل من اثر الضجيج)لازم انهى اللوحة ديه ، سمعين ، وانا اللي كاتبكم كلكم (يعود للكتابه)تسحب الاضائة تدرجيا حتى الاظلام (يتم مايقوله في الارشاده ، ويظلم المسرح . )
 

 اللوحة الثانية

يضاء على الكاتب بالمستوى الاعلى وقد تمدد على الارض يحدث نفسه
الكاتب: كان عليكم جميعا أن ترسلو لى برقيات العزاء تلك البرقيات ذات الخط الاسود والعبارات المستهلكه الموضوعة في الانماط المبرمجة . . . لن اسجل اسمائكم في سجل المجاملات لدى . . . برقة سأنسحب وبصمت سأدمع . 
(لحظة صمت ثم تبدء الاشياء الموجودة في الغرفة تهتز ونرى صابر يخرج من درجه وزينب من صندوقها وسالم ينزل من فوق احد الارفف وحسنيه تخرج من دلفة الدولاب وسعاد تنفض كومه من الاوراق والملابس وتقوم ثم يتجهوا جميعا الى الكاتب الذي يفزع من رئيتهم )
الكاتب : انتوا عايزين منى ايه . . . انتو ازاى تخرجوا من غير اذنى
صابر: قفلت اللوحة وجات تانى تحاول تكتب نفس الكلام … انت ايه يا اخي؟
زينب: للدرجة ديه زاتى وانانى ، شغلك قوى الجدع اللي طردك وعايز تكتب الموقف في مسرحية تبلى بيها الناس .
سالم: والناس ذنبها ايه ؟ هه ؟
سعاد: واحد قهرك في موقف ليه تصدر القهر ده للناس ؟
حسنيه: يا اخي الدنيا مليانة بلاوى ومشاكل تهم كل الناس اكتب عنها شارك الناس همومها مش تقحمهم في مشكلة هما بعاد عنها .
 الكاتب: انتوا . . انتوا بتحكمونى . اوعوا تنسوا انى أنا اللي وجدتكم وعملت لكم كيان انا اللي خلقـ . . .
سعاد: (تقاطعه) اوعى تكمل انت لن ولم تستطيع تخلق نمله
الكاتب : لاء انا عملتكم على الورق شخصيات في مسرحياتى .
صابر : مش من عدم . . احنا اساسا موجودين
زينب :و انت بألهام بس قدرت تشوفنا وتجمعنا في مسرحياتك .
حسنيه: اوعى تفتكر اننا شوية خشب ولا صاج وجمعتنا عشان تعمل مننا رجل تربيزة ولا كرسى حمام .
سالم : انت من شوية في اول اللوحة اللي فاتت معرفتش تكمل كتابة وقلت لازم الشخصيات ديه تبقى لحم ودم . صح ؟
الكاتب: انتوا اجزاء منى
سعاد :  انت مين ؟
الكاتب: ديه محكمة بجد ؟
صابر: ايوه بجد . . . ورد على السؤال انت مين وليه بتكتب القرف ده
الكاتب : ابويا باع هدوم اخويا للجيران وشاللى اسمه في الثلاجة
(فلاش باك ، تغير في المستوى الاعلى لنرى غرفة في شقة متوسطة والاب والابن معا)
 الاب: ياخليع ياقليل الدين
الابن :  انا مابحبش البس فانلة تحت القميص
الاب: عشان تبين جسمك للبنات والحريم
الابن:ابدا والله يا بابا الفنلة بتضايقني , بحس انها مكتفانى . . . وانا مش ناقص قيود
الاب: آه يابن الكلب يا شيوعى . . كلام الشيوعيين ده محبش اسمعو في بيتى فاهم
(يظلم المسرح عدا بؤرة ضوء على الابن بينما يتلاشا الاب في الظلام . ولازال الفلاش باك مستمر )
الابن: عمرى ماكنت شيوعى ولا شهوانى ، انا بس نفسى اتحرر من قيدك ثم أن الفنلة مش مقياس للدين (صمت).
اثناءه يضاء المكان لنرى غرفة معيشة في منزل الابن وتدخل زوجته منفعلة “
الزوجة:  لمع مراية الحمام ، بخار الميه غيمها . . .
الابن : انا عمرى ما ستحميت بميه ساخنة
الزوجة:طول عمرك بتقرفنى بريحة عرقك ، (صمت) البرشام ده بينفخلى جسمى شوفلى حل . . انت جبله
(تأتى صوت الات تنبيه سيارت عالية ويضيع صوت الابن الذي لازال يتكلم بصوت غير مسموع في بؤرة ضوء وقد تلاشت الزوجة في الظلام ، ويظل الابن منفعلا دون أن يسمع صوته من اثر الضجيج حتى ينتهى الفلاش باك على الغرفة وصابر يصيح في وجه الكاتب )
صابر: خلاص عرفنا أن ابوك بعد مادفن اخوك كان عيزك تبقى زيه
الكاتب : ابويه مادفنش اخويه (صمت)حنطه . . جوايه
سالم: حنطه . . . ! ليه . . . هو كان من كهنة امون
الكاتب: البرديات بتقول أن ابويه الله يرحمه كان دكتور (لحظة صمت تقطعها اصوات الات تنبه سيارات)
سعاد: ابوك ده ؟
الكاتب : (يقاطعها)ابويه مات
صابر :مين قال لك
( يذهب الكاتب الى بعض الكتب متجاهل صابر ويقلب فيها )  
الكاتب: المؤرخين قالوا أن رمسيس الثانى هو فرعون موسى
سالم : الا قولى يااستاذ هو مين اللي كتب التاريخ ؟
الكاتب: (يتجاهل سؤال سالم)العلماء قالوا أن الانسان اصله قرد
سعاد: انت شفت اخر قرد اتقلب انسان امتى ؟
الكاتب: هما قالوا
حسنيه: (تقاطعه)اصلك اهبل ومسلم لهم ودانك لحد مابيعوك دمك
صابر : اسمع يا استاذ سيبك انت من التأليف واحنا اللي هانألف
الكاتب : تألفوا ؟
سعاد : على فكرة ده حكم واجب النفاذ، وزى ماسبناك تحط على لسننا كلامك وارائك احنا كمان نألف مسرحية تعبر عننا احنا (تذهب  الى اسفل وتجلس على المكتب بينما الكاتب يقلب في الكتب ، وتقرأ سعاد ماتكتبه)الام تقول وهى ترتب خزانة الملابس . لعنت كل هذه الملابس . يسئلها ابنها الصغير . امى . متى بدئت تجارب الذرة . الاب وهو يشرح لابنته الدرس . أن مجالس النواب في جميع الجمهوريات تحوى داخلها نواب البنت لاخيها . تذكر جيدا انه لاتوجد دول بلا رؤساء هذه قاعدة عامة . الام للزوج . أن الملوك لايرتدون السرويل فقط قمصان وتيجان . لعنت كل هذه الملابس . الولد يسئل امه متى رسمت اول خريطة للعالم ؟
الكاتب : (وقد تنبه لماتفعله سعاد) ايه العك ده ؟ انت بتكتبى ايه ؟
حسنيه: اللي مايخرجش من كوعك تكتبه
صابر : (للكاتب)مش ديه القضية اللي انت متبنيها ؟، قضية المرأة
سعاد: الام وهى تعلم ابنتها . اعلمى يابنتى أن كل اقداح القهوة ليست من الفخار
صابر: (لسعاد) اكتبى على لسان الاب وهو يعلم ابنه ، اعلم يابنى أن الجنس لكل النساء حالة انسانية
سالم: (للكاتب) ماعرفتش أن مرات ابليس رفعت عليه دعوى خلع وبعد كده سكنت في قبر مفروش بالحرير الاحمر
سعاد: آه يانجس منك له . الست انسان في امومتها وبنوتها واخوتها وعشان يبقى فيه العلاقات ديه لابد من الزوج ، والعلاقة الجنسية مجرد وسيلة ، لاستمرار الامومه اللي هيه اساس الحياة وعلى فكرة الست اللي تتنكر لامومتها تبقى بتتنكر لجنسها وانوثتها (لحظة صمت ثم تعود للكتابه) الام لابنها . ليس بالانتظار تأتى الامانى ولا بالامانى تتحقق الرغبات . . واعلموا ياابنائى أن الرغبات داخل النفس تتصارع وكى تنتصر احداهم على الاخرى لابد لها من قوة تدفعها فأذا صادفت القوة الداخلية لديك و وافقت  القوة الخارجية  من المجتمع فأنها المنتصرة . الثورة يا بقر .
حسنية: ايه الرغى ده ؟ فين الدراما؟
صابر: فكرين مسرحية التركة (ينزل إلى سعاد ويبدان التمثيل)لن تحيى ايتها العاهرة حرة مادمت انا احى
سعاد: من انت حتى تحكم على بالعهر؟
صابر :سمات ملابسك التى تصرخ بمفاتنك … يا ذات الاعضاء البارزة..
سعاد: انه الوحيد المباح له أن يرانى هكذا
حسنية: لحد متعود ما يشوفكيش غير كده بقيتى انتى والسرير والدولاب واحد
الكاتب: انتِ بتقولى كلام مهم جدا رغم انك . . .
صابر : بطل تعمل من الحبه قبه ، هى ماتقصدش اللى في بالك
الكاتب : حتى لو ماقصدتهوش. بس قالته ، اسمعوا انا لقيت الفكرة وهكمل اللوحة الثانية وهتمثلو اللي بقوله (ينزل الى غرفة المكتب بينما يظلم على المستوى الاعلى ليكتب ويقرء ما يكتبه  وقد صعدت سعاد وصابر الى اعلى) اللوحة الثانية قصر السيد البدين ، السيد يجلس على حاشية حمراء وجواره الفتى والمرابى ،
(اثناء هذا يضاء على المستوى الاعلى ونرى ما وصفه الكاتب وسالم يمثل دور السيد وصابر دور الفتى واحد الاشخاص الذين دخلوا في الفلاش باك  يمثل دور المرابى وفى احد الاركان تجلس المحظية التى تمثلها سعاد ومعها الوصيفه التى تمثل دورها حسنيه بينما تكون زينب التى تمثل دور الفتاة في اقصى اليمين في بؤرة ضوء خافت فتبدوا كالثراب)
المرابي: خير سلعة اشتريت ، لو استطعت أن تعرضه جيدا . . انه صبى بض  . جسده لجينى . وجنتاه حمروان . ياله من سلعة مربحة . . خير من الف جاريه . . ايها السيد الا تريد شريكا ؟
المحظية: (للوصيفة)انى اتى ليلا الى هنا كى ارى هذا الضوء المنبعث من هذا القمر الناظر الى هذا السفح لهذا النهر فى هذه الروض
الوصيفة: ابيك كان دمث الخلق لم يريد ان يقول لك انك قد توارثتى عن امك مرض الحلم الانسانى
المحظية: انت تهزين ، ابى قد مات (مغيرة لهجتها)مات ابى بعد ايام الجفاف الاولى وبعد الرقصة الثانية والثلاثين بالبرلمان المؤقت(صمت)من انت ؟
(يضاء على الكاتب فى لحظة صمت ثم نسمع صوت خطواط ثقيلة وبطيئة من الخارج )
الكاتب:كان على الجميع ان يقدمو لى العزاء فى السرادق الحقير الذى اقيم بجوار بوفيه الشاى الاحقر . كان عليهم ان يصافحونى ويحركو شفاهم بكلام لايعلموه  . كان لازم يستنو لحد ما يخلص عم محمد جاد واعظ البيروقراطين الاول خطبته  (صمت)كان المفروض يشغلوا سورة الرحمن وخواتيم سورة الفجر (صمت) لن نذهب جميعا الى نهاية واحدة رغم انها نهاية واحدة
صابر: (من اعلى)يانهار  ابيض رجعت تانى للموضوع ده
سعاد:  اصعب الم فىالدنيا لما يغتصبوا كرمتك
سالم : بس الدنيا عمرها ما تقف حتى عند اصعب الام فى الدنيا
صابر : خد بالك انت لازم تحرك الاحداث ، كل ده سرد ممل .
الكاتب: قلت قبل كده لازم محرك ، يحرك الاحداث
سعاد: بيسموه فى الفلسفة باعث ، او دافع .
حسنية: انا من ساعة ماعرفت حكاية علاء الدين وانا كل يوم الصبح اقعد ادعك المواعين بالسلك
سعاد: لسه غرقانة فى التخاريف والجهل .
الكاتب: رغم انها خرافه الا انها دافع قوى لتنظيف الموعين
صابر: مع العلم ان فانوس علاء الدين مادعكش بسلك مواعين .
زينب: انا معرفش حكاية علاء الدين
سالم: امال بيحكولكم آيه دلوقتى قبل النوم
زينب : بشوف احداث  24 ساعة ونام
الكاتب: ايام زمان كان الوعى بالزمن عجوز جدا . . . الاخبار كانت اقل (صمت)ثم تعود اصوات الخطوات ولكنها اسرع)زى مثلا لما تسمع اسم تلاقى اكثر من تفسير بس لازم حد يفسره ، اضرب لكم مثال . امين المعداوى ، مين يعرفه ؟
صابر : اكيد فى حد اسمه امين المعداوى وأكيد فى حد يعرفه
سعاد: وممكن يكون حد اسمه امين وبيشتغل معداوى واكيد فى حد يعرفه
الكاتب:فى موجز الانباء اعلنو عن وفات معمرة من احدى قرى اليابان وعمرها 115 سنة
زينب: انت مش ناوى تكمل ، انا رأيى انك تغير المشهد  تخليه مخدع المحظية .
صابر : عيلة زى ديه ممكن تدمر مفاعل نووى بزيه ؟
سالم: (لسعاد)انتِ عارفة ،
سعاد: انت عايز حاجة
سالم: دايما بتفكرينى بإيزيس
سعاد: انا ؟ ” تقترب منه ” وانت أوزوريس ؟
سالم: كان نفسى ، وكنت اخترعتلك ميليون اختراع يريحك انما ست مابيخترعش
سعاد: انا نفسى . . . اركب المراجيح
زينب: (تقترب من صابر وهى تزهو بنفسها)انا وردة (تحاول حسنية ان تبعدها)انا حرة المراجيح ليه انا . . .
سالم: البنت لسه صغيرة . . . لو وقعت من المراجيح عمرها ما هتنفع ثانى
الكاتب:كلكم بقيتوا بتفهموا وتتكلموا غصب عنى، وانا بجرة قلم احبسكم كلكم (صمت ويعود للكتابة واثناء قراءته لما يكتب تحدث التغيرات التى يذكرها ) يخفت الضوء ويعود على مخدع المحظية ومعها الوصيفة والفتاة كما كانت بالمشهد السابق ، يدخل السيد والعبد الغرفة .(يبدء التمثيل بينما يثبت المشهد على الكاتب فى ضوء خافت)
السيد:(للعبد)عليك ان تلازماها وان تحك لها ظهرها كلما طلبت منك هذا ، واياك ان تضايقها ، فهى اشهى من الف الف متعه
العبد: (يتحرك ناحية الفتاة) هل ادلك لك ساقيك
الوصيفة : انها ليست السيدة
المحظية: ماذا تستطيع ان تصنع غير هذا ؟
العبد : ليس لدي الا يداى وفمى
الفتاة: هل تأتى لتلاعبنى انى لا اريد الايداك تلاطف بها جدائلى وفمك تغنى لى به اغنيات المساء الطيبة . هل تعرفها ؟
المحظية: ليس لك الا خيار واحد ان تأتينى وتحك لى ظهرى كما امرك السيد
 سالم :(للكاتب) انت نسيت تطلعنى من المشهد , ولا هقف كده من غير ما اشترك فى اى حدث
الكاتب: (يرد عليه فى انفعال)انت موجود حتى لو مقلتش كلام او حركة
سالم: بس ده ضد الجمال المسرحى واصول العمل الدرامي
الكاتب : اسمع انت مش هتعلمنى اعمل آيه . انت وحسنية الغاوية وسعاد الملهية وزينب . .
سالم: (يقاطعه)المستحية (يضحكوا)
الكاتب: والعبد صابر كلكم موجدين فى مكان واحد وزمان واحد دائما
(فى هذه الاثناء تأخذ حسنية صابر من يده الى سعاد فتنأى بهما فى مكان اقصى المسرح )
العبد: كان مجرد لهو
المحظية: الحب ؟
العبد: مجرد طفلة غير ناضجة لاتعرف سوى اغانى المساء
الفتاة: (من بعيد)الحب ليس عضوا مرن
الكاتب: (وقد انتبه لهم) مين اذن لكم بده
سالم: سيبهم يمكن . .
الكاتب: اسكت انت (ثم يعود للكتابة)
العبد :حين عرفتك عرفت كيف يكون الرجل
المحظية: لكن لم تكن ابدا مكتمل
السيد: عليك الا تعكر صفوها
الوصيفة: (للمحظية)عليكى ان تكملى ما ينقص منه
الفتاة: الحب ليس عضوا مرن
السي: (للوصيفة)هذه الفتاة التى تأبى العبودية ، انها حجر عسر
الوصيفة: لازالت صغيرة . عليك اغوائها
(فى هذه الاثناء ترقص المحظية والعبد حتى نرى محاولت مضاجعة فاشلة فيهرب العبد من المحظية لتقابله الفتاة)
السيد: ابعد عن هذه العاصية لسيدها
الوصيف: (تدفع المحظية عليه)انت يا عبد السوء عليك ان ترى مايمتع محظية سيدك وان تلبى لها ماتريد ، حتى لو كنت تفشل
السيد: اذهب وحاول مرة اخرى ، وسأكمل انا ما بدئته انت .
(تعاد الرقصة السابقة ومع سماع صوت خطوات ثقيلة وسريعة وعاليت جدا الى حد الضجيج ثم يظلم المسرح )
 

اللوحة الثالثة

يضاء على الكاتب اسفل المسرح والجزء الاعلى مظلم .
الكاتب: لبد من وجود محك ثانى فعلى محك اهم واقوى (صمت)بعد ان تعلق العبد بالمحظية ماذا سيحدث ؟ علينا ان نرى . . استعدوا هنكمل
( يضاء اعلى المسرح وجميع الشخصيات موجوده ونرى العبد والمحظية معا فى حالة حب كما نرى السيد والوصيفة معا يتابعان الموقف بينما الفتاة كما هى فى بؤرة ضوء كما لوكانت ثراب ، نسمع صوت امطار على زجاج النافذة شديد جدا ويصاحبه صوت رياح , وتظل هذه الاصوات طوال الوقت)
سالم: (للكاتب)الشتاء دخل
صابر: الشتاء السنة دى برد عن كل سنة
الكاتب: كل سنة بنقول كده
سالم: الشتاء مابيفكركش بحاجة
صابر : بالقمر
الكاتب: ليلة ما شفت القمر بدر عينى اليمين راحت
سالم: فاكر عمتك حسنيه لما راحت القلعة مع خطيبها لوحدهم . . .
الكاتب: ( يقاطعه ) بنت عمتى ، وانا مالى هما اسبور .
سالم:  زى خالتك نوال
الكاتب: بنت خالتى  . . . كان عندها ديما بلطو وضيف ومغص . . . وانا مالى
سعاد: يا استاذ بتسرح فى ايه لم هلاهيلك وارجع للموضوع
سالم: ما هما دول سبب الموضوع
الكاتب:نفسى فى كوباية شاى . . . لكن بعد ما خلص (يزداد صوت المطر والريح مع صوت رعد السيد البدين يأخذ محظيته من العبد )( يبدء التمثيل) )
السيد: كفاك هذا
العبد : لقد تعلقة بها جوارحى .  وكان هذا حسب اوامرك
السيد: انها جاريتى .. ملكى ..
العبد: وما هو عملى الان وكيف احظا انا بها ؟
السيد: ما عدت فى حاجة اليك سأبيعك لنخاس اخر
العبد : لكن قلبى هنا معها
الوصيفة: لاعليك الا ان ترضى سيدك وسيدها وهو يهبها اليك
الفتاة: قيد جديد فى عنقك ايها الابله . .
الفتى: (يذهب تجاه الفتاة)انك لا تعرفين كيف تلعب معى وليس لكى ثوبها الحريرى الآحمر
الفتاه: ليس الحب ثوب حريرى أحمر
السيد:(هامس للوصيفة)عليك به قبل ان تحوذ عليه هذه اللعينة
الوصيف: (تذهب الى الفتى)لقد توسط لك عند السيد وقد وافق ان يهبك محظيته لكن بشرط واحد وبسيط
العبد: موافق على اى شرط
السيد: هو شرط يسير . فقط ان تعوضنى عن هذه الجاريه بأخرة تميل لها جوارحى . وكى اختار فعليك ان تسلب لى الكثير من الجوارى حتى انتقى منهن ما تميل لها جوارحى
العبد: كيف وانا هنا عبدا لك مقيد الحرية
السيد: ( فى حزم )هذا هو الشرط
العبد: علمنى كيف وانا افعل
السيد: العلم . . . عندى العلم والسلاح الذى يفتك بلاحرار ويسلب الحرية ويجعل كل الرافضين لى عبيدا عندى ( يمسك يده ، ويقف المشهد )
الكاتب: (يكتب ويقرء ما يكتب وتنفذ الارشادات التى يقولها)
يظلم المسر ح عدا بؤرة ضوء على الفتاة وهى تنشد . تنشد . تنشد ايه ؟! ” (يذهب الكاتب الى المكتبة ويأخذ منها كتاب ويفتحه على صفحة بها علامة ورقيه وتنشد الفتاة)
الفتاة: لمع البرق علينا عشا                     وكمثل الصباح رد المساء٭  وسطى الحكيم واخفى                    زمن الصيف وبدا الشتاء
                       زرع الحكمة فى ارض قوم  وكساهامن سناها البهاء
الكاتب: يضاء  المسرح على العبد والمحظية وقد ارتدى العبد ملابس قائد عسكرى من العصر الحديث وامام مكتب عليه جهاز كمبيوتر وقد اصبح على علم بأساليب الحرب والدمار ثم تأتيه بعض اصوات من الخارج (يبدء التمثيل)
صوت (1): عليك ان تحدد الهدف على شاشة الكمبيوتر كما تعلمت
المحظية: يجب ان تسمع لهم وتنفذ ما يجعلنى لك وحدك .
صوت(2) :عليك ان تعطى امر النسف كما تعلمت .
صوت(3): عليك ان تطلق الشرارة الاولى كما تعلمت
العبد:ما عرفتكم ابدا ولا رئيتكم ايضا ، انتم . . . ( صمت )انا  . . . افتقد العلم ، هل تعلموا ؟ . . هل لديكم كل العلم ؟ ..(صمت)من انتم اذن ؟ من ؟
المحظية: انك تعلمت من اجلى ، من اجل ان اكون لك وحدك
الفتاة: ( قبل ان تدخل)” ليس عليك ان تبحث عن شيئ بين يديك” (تدخل الفتاة فى نفس الضوء الذى يلازمها )هل تأتى تلاعبنى؟
العبد: أتظنى ان اترك هذا المجد واذهب كى اعبث معك ؟
الفتاة  : تلاعبنى وتغنى لى اغنيات المساء الطيبة
المحظية: ( تقترب من العبد)لقد سئمت ان اكون لكل من اراد انكون له
العبد: (يترك المحظية ويقترب من الفتاة )انت فتاة طيبة وصغيرة ليس لى من مأرب فيك
الفتاة : والعلم ؟
الفتى:  العلم ؟ ! لدى علم لااعلمه ، مالى بعلم اخر ؟
الفتاة: ما لديهم ليس علم وانما هو قيود الرق
المحظية: انه من اجل ان يحررنى ، واكون له وحده ، ويكون لى وحدى
العبد: هل لديك انت علم يكسر قيودى ويحررنى من اسيادى
الفتاة: ليس لك اسياد الا سيد واحد
الفتى: كلا انهم كثر ، السيد البدين والاصوات التى تعلمنى والسلاح الفتاك الذى سا يعطينى القوة ويساعدنى ان اسلب الحرائر و اجعلهم جوارى حتي احرر بهن حبيبتى
الفتاة : مجرد لهو
العبد : لهو ؟ هذه الجميلة التى علمتنى ان اتم مابدأت
الفتاة: انها مثلك ، جارية ، وكى تحبك لبد ان تُحرر ، وكى تحبها لبد ان تتحرر
العبد: وهذه الاجهزة وهؤلاء الذين ينتظرون اوامرى ، كل هذا لهو ؟ لهو (تتردد الكلمة بأصوات شتى ، ثم يخفت الضوء ويبقى العبد والمحظية فى بؤرة ضوء )
المحظية: ما هو اللهو ؟
العبد: لقد سمعت السيد عندما اشترانى يقول للنخاس . انما انا سيد على من اغويه والهيه فيظن انى ضالته فيؤمن بى .ثم اغوانى بجمالك الذى ادهشنى وجعلنى مولع بما لااعرفه من قبل . ان هذا العلم قال. . .
ص(1): لكل فعل رد فعل مساوى له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه
المحظية: عليك ان تفعل اذن
ص(2) : الارض تجذب نحوها الثمرة فأذا كبرت الثمرة وضعف عنقها سقطت على الارض
المحظية: عليك ان تقوى وتتماسك ، ارجوك لا تسقط
ص(3): اقطف الثمرة قبل وقوعها حتى لاترتطم بالارض فتفسد .
الوصيفة: انك عبد سوء عليك ان ترى ماتتمتع به محظية سيدك وان تلبى لها ماتريد ،(للمحظية)قبليه
المحظية: انى احبه ولن ارديه فى الهاوية
السيد: عليك ان تهيئها لى  . . . عليك ان تعيد المحاولة ، وسأكمل ما بدأت
العبد : ان الارض تحاول ان تجذبنى
المحظية: لن ادعك تسقط
العبد: لقد امتلئة رغبة وثقلت داخلى رغباتى
المحظية: لن اكون لك الا اذا تحررت وحررتنى
العبد: اننى اقترب من الهاوية
السيد:كفاك هذا . . . هي جاريتى انا . . . ملكى انا . . . محظيتى
المحظية: انك لن تحظى منى بشئ ابدا بعد الان لقد سئمت تملكك لى . اننى لى ارادة ولن اسقط مثله ابدا
العبد: يقطفني قبل ان ارتطم بالارض فأفسد ، لكنه يريدنى له أتيه بالجوارى ، وان لم يكن هذا سقط معه وتمرغت فيه
(يترك صابر المستوى الاعلى وينزل الى الكاتب)
صابر: (للكاتب)انا مش قادر اكمل
الكاتب: ارجوك ساعدنى يا صابر
صابر :خلاص خليه يهرب منه
الكاتب: لازم الباعث يكون اقوى لازم يحس بمهانة العبوديه ويكرهها لازم يشوف انه بقى مجرد سلعة للبيع والشراء لابد من احساسه بمرارة سلب الارادة ومحو الهوية
 (يضاء المستوى الثانى على المجموعة)
سعاد: بالنسبة ليها ، ابتدت ترفض و بتدفعوا للحرية
صابر: انا مش قادر ، مش قادر
سالم: انا مش هاقدر اكمل القرف ده ولو انت تقدر كنا احنا قدرنا
حسنية: ايه اللى جواك ؟
صابر: من امته ؟
سعاد: قبل مانلاقى نفسنا
زينب: امتى حسينا اننا موجودين ؟
الكاتب: انتوا اصلا موجودين
سالم: اصلا موجودين ؟
سعاد: يمكن
صابر: اكيد ، انا عرفتكم من زمان جدا ومن ساعة ما وعية عندى المعرفة ، واكيد قبل ماعرفكم انتو موجودين لاننا مش ممكن نعرف حاجة مش موجودة
سعاد  : (للكاتب)انت اللى جبتنا ؟
الكاتب: انا عمرى ما سألت نفسى السؤال ده ، ما خطرش على بالى اصلا
صابر:خلاص لازم تخليه يهرب
الكاتب: وقواعد الدراما ؟ وبعدين اه يهرب ديه اللى عايز يتحرر مايهربش
سالم: يعنى اللى انت كاتبة على لسان السيد ده مش قرف ؟!
الكاتب: خلاص فى مشهد بين زينب وسعاد اثناء صراع صابر الصامت
سعاد : لاء ادينا فرصة نرتاح شوية
الكاتب: لاء المشهد دلوقتى ، العبد والمحظية وحيدان على المسرح وتأتى الاصوات تأمره بأن يبدء (يصعد صابر الى مكانه)
ص(1): عليك ان تحدد اهداف على شاشة الكمبيوتر كما تعلمت
العبد: ( يبحث عن مصدر الصوت فى شغف وتوتر )
ص الفتاة: ( للمحظية ) الحب ليس عضوا مرن
ص(2): عليك ان تعطى الامر بالنسف كما تعلمت
ص الفتاة : مالديهم ليس علم انما قيود الرق
ص(3): عليك ان تطلق الشرارة الاولى كما تعلمت
العبد: ان الارض تحاول ان تجذبنى كى اهوى
ص الفتاة: مجرد لهو
ص السيد: انا سيد بمن اغويه والهيه فيؤمن بى
(ينهك الفتى ويظل يبحث فى الاجهزة والاوراق بينم يضاء على الفتاة والمحظية )
الفتاة: (للمحظية)على كل عبد ان يتشبث بسيده
 المحظية: اين ذلك النخاس ؟
الفتاة: اتبحثين عنه ؟
المحظية: منذ رئيتك وهو اخذ صك عبوديتى واختفى
الفتاة: النخاس فقط ؟
المحظية: وتلك المرأة الشهوانية التى كانت تدفعنى بشبق نجس نحو كل العبيد الذين يأتون بهم غنيمة
الفتاة : وانت . . . الم ترى انك كنت رخيصة الثمن ؟
المحظية:كان يروقنى رئيت كل العبيد وهم يرغبونى ، كنت اشعر انى الانثى الوحيدة فى هذا الوجود
الفتاة:  الم تحاولى ان تعرفى حقيقة الامر ولو مرة واحدة ؟
المحظية: المحك ان تتعرضى للبيع فتأبى
الفتاة:عندما تجعلى منك بضاعة فأنت فى سوق النخاسة ، واى بضاعة معروضة للبيع لابد ان تستباح
المحظية: اننى لن استباح ثانية ، انا باحثة عن حريتى مهما كان ذلك صعبا
( تخرج المحظية ويضاء على الكاتب )
الكاتب: الفتاة فى بؤرة ضوء اقصى المسرح بينما العبد فى اسفل المسرح يجلس على ركبتيه وجزعه مائل للامام ويسند على ساعديه ، والفتاة تنشد ” يحدث ما يقوله الكاتب ”
الفتاة:  كوكب قال بتنزيه نفسه                    فرماه العجب فى سجن رمسه٭
طلعت حكمت مولاه ليلا                   بمحياه فأرد بنفســــــــــــــــه
فشكى الكوكب وجدا وش                 وقا سناها عند ابناء جنســــه
( تتلاشا الفتاة فى اظلام بينما تدخل المحظية وتبقى مع العبد فى بؤرة ضوء ، ياتى صوت عميق من بعيد يخاطبهما )
ص(4):ايها الحر . . . هم . . . واليها قم . . . رافعا روحك . . . ايها الحر . . . عن هذا القيد تمرد . . . وعن هذا القبو اعرض . . . ايها الحر . . . الى البراح . . . حيث الوضوح . . . نحو وجود الروح . . . فر…ايها الحر… فر.. فر
الكاتب: يعم المسرح ضوء باهر فى صمت وتنتهى اللوحة
 ( يظلم المسرح )
 

اللوحة الرابعة

(يضاء على الكاتب والشخصيات جميعا بالمستوى الاعلى للمسرح وكل منهم ويمسك ورق يفرد فيه)
الكاتب: اللى يلاقى اللوحه يقولى عليها
صابر : وها نعرف منين انها هى…
الكاتب: انا هاعرف
سعاد : ازاى…؟
الكاتب: اقروا بصوت مسموع… وانا ها عرف
حسنية: انت متأكدانك كتبت اللوحة ديه قبل كده؟
الكاتب: ايوه متأكد…اقروا
سالم: نقرا بس ولا نمثل اللى بنقراه؟
الكاتب: أبدءوا..
(حسنيه وسالم يقرئان معاَ وسعاد وصابرمعاَ وزينب والكاتب معاَ)
سعاد: من الذي استبدل البرسيم بالبنزين؟
حسنيه:  الايام اللى فاتت عمرها متتعوض
سالم:   القانون سيد الاخلاق.. عليكم احكام لازم تنفذوها…ده امر القانون
حسنية: المراجيح بتوح الهواء يمين وشمال وبترفع ديل  الفستان
سعاد: من اول من عرف المادة ؟
الكاتب: بكيت كثير عندما مات
زينب: لااستشهد . جارى مكرم استشهد
الكاتب:فى تلك المعركة اللعينة التى لم يكسبها الا بعض النخاسيين
حسنية: ايام ماكنت صغيرة كان كلامى قليل لانى مكنتش اتعلمت الكلام ، وكان عياطى اكثر من ضحكى لانه كان لغتى .
سالم: الحاجة الحلوة عمرها . . .
حسنية: امتى اكتشفو الكلام ؟
سعاد: بعد الفحص والتدقيق اكتشفو ان السيدات هن امهات الناس جميعا
صابر: عند بداية الاعوام تدق الطبول ابتهاجا ، ولكن ماذا يحدث عند  نهايتها ؟
سعاد: تمنيت عناقك فحرمتنى الدنيا
الكاتب: (يترك ما فى يده)ايوه هى ديه اللوحة ، كملى
سعاد: الليالى لا تبالى بالقبلات المليئة بطلاء الشفاة لانها تذوب مع هذا اللون
سالم : صحيح الغش عبارة عن شوية الوان بهتانة
الكاتب: (لسالم)اسكت يافليسوف  سعاد  هاتى الورق واستعدوا اللوحة هاتبدء  (ينز الكاتب الى المكتب ويجلس ليكتب بينما تخفت الاضائة على لمستوى الاعلى)يضاء المسرح على مخدع المحظية و الفتاة و العبد معا )
العبد: ( يبدء التمثيل )سيدى الابدى نادانى . امرنى ان اهرب . . . بل افر … هل ستكونين معى ؟
الفتاة: لست انا . . . انما هى
العبد : هى ! من ؟ وانت … من انت ؟
الفتاة: هى التى كانت جارية قهرا ، والتى احببتها طوعا
العبد:  انما هى التى سقطت بى وهوت ، وانت التى . . .
الفتاة: (تقاطعه)مثلها مثلك ، واذا تحررت اصبحت حبك
العبد : وهل هى ناداها سيدها الابدى كما نادانى
الفتاة : عليك ان تعرف بنفسك ، وان تساعدها على ان تتحرر كما انا ساعدتك
العبد: لكنى لازلت ضعيف
الفتاة : الجأ الى الاقوى
العبد: سيدى الابدى . . . لكن اين هى ؟
الفتاة: انك هنا فى مخدعها . . . وعليك ان تصبر وتبحث وتكابد حتى تفوز بحبك الاعلى
العبد: سيدى الابدى هو حبى الاعلى
الفتاة: السيد الابدى هو الاسما
العبد : وانت ؟ من انت ؟ والى اين تذهبى ؟
الفتاة: ستعرفنى حين تكمل حريت ذاتك . . . واياك ان تخف ، فأنا اقطن جوارك
الكاتب : تدخل المحظية وقد بدا عليها النصب والاعياء
العبد : اشتقت اليك كثيرا
المحظية: فوق هذه الربوة اعيش واحلم بالبدء قبل زرع السواد والدخان على هذا التل
العبد: سيدى الابدى نادانى امرنى ان افر هل ستكونين معى ؟
المحظية: ولكن الصك مع هذا النخاس  . . . يجب ان نأخذه منه حتى نفر الى السيد الابدى
العبد: معا ؟
المحظية: معا
(يقتربا من بعضهما ويحاولا التقبيل ولكن يحدث برق ورعد شديدين وبعد لحظة اظلام نرى المحظية نائمة والعبد بجوارها)
العبد :كلما حاولت الفرار من هذا القبو تعلقت قدماى فوقعت امامك ثانية
المحظية: من اول من استبد البرسيم بالبنزين ؟
العبد: ماذا تعنى . . .؟ ان الحاجة ام الاختراع
المحظية :من اول من صنع تاج فى هذا الكون ؟
العبد: ليس بالضرورة تبنى الممالك بالدماء
المحظية:لكن بالجهاد تبنى الاوطان التى تدوم ابدا
العبد: انى سأظل ابحث عن هذا النخاس حتى آخذ منه صك العبودية البالى (صمت)هذا النخاس الذى سرقنا من سيدنا الابدى (تمر لحظة صمت )
المحظية: هل ستجد النخاس وانت قابع تحت قدماى على السرير لاتقوى على اى فعل الا ان تتأملنى وانا اتحسر ؟
العبد: كلا لن ابقى قابع هكذا فاليوم بلغت سن الجهاد وسأكون جدير بك ( يهم للخروج)
الفتاة: وانا بين صفحات الزمن ارقب عودتك إلى وانتِ (الى المحظية) عليك ان تبحثى عن صك عبوديتك ، فالجهاد قسمة بينكم
(يضاء على الكاتب و هو جالس على الارض يكتب)
العبد : (للفتاة)هل تعتقدى ان شئ سيحدث ؟
الفتاة:  انا ليس لدى اعتقاد الا هو واحد .
العبد: ليس لديكِ اعتقاد الا هو واحد ؟
الفتاة: ليس لدى اعتقاد الا هو واحد .
المحظية: هل تعلميه يقينا ؟
الفتاة : ويعلمكم يقين .
العبد: هل تريه ؟
الفتاة: يرانا
المحظية: يعرفك ؟
الفتاة: ويعرفكم
( صمـــت)
الاثنان معا: هل انت الكل ؟
الفتاة: لا . انا جزء .
صابر : هل عندكِ كل العلم ؟
الفتاة : انا لا اعلم اى كل بل جزء
المحظية: انتِ جزئ !؟
الفتاة: وانتِ جزء
العبد : وانا جزء ؟
الفتاة :وانت جزء
المحظية: من الكل ؟
الفتاة:  من الكل ؟!
العبد: من الكل؟
الفتاة : الكل يعلمه الجزء
المحظية: اى جزء ؟
الفتاة :  كل جزء
العبد: الكل يعلمه كل جزء ؟
الفتاة: الكل يعلمه كل جزء
المحظية :هل يحدث شئ ؟
الفتاة: مادام الكل . ستحدث كل الاشياء التى يريدها هوا
العبد: سيحدث مانعلم ؟
الفتاة:سيحدث ما تعلم وما لا تعلم
( فترة صمت ويعود رذاذ المطر ولكنه ضعيف )
المحظية: هل انتِ مبتئسة ؟
الفتاة: لا … كيف والكل موجود ؟
العبد: لكن البعض مبتئس
الفتاة: البعض يتناس الكل
(يقف المسرح تمام ويعم المسرح ضوء الشمس )
ص سالم: الشتاء انتهى
الكاتب: اسكت انت . . كملوا . . صابر اتكلم
العبد: النخاس داخل القمقم
المحظية: (للفتاة)لسنا عبيدا للنخاس؟
الفتاة: لسنا عبيدا للنخاس .
(صمت تخرج المحظية ومعها العبد وتبقى الفتاة )
الفتاة: اصلا لايوجد نخاس انما النخاسون فى صدور الناس
(تعود المحظية ومعها العبد  وقد ارتدت زى اخضر يدارى مفاتنها )
المحظية: ماتت تلك المراة الشهوانية الشرها التى استعبدتنى
العبد:ماتت ام قتلت ؟
المحظية: قتلتها انا
العبد: بحثت عن ذلك النخاس كثيرا
المحظية:وجدته ؟
العبد: وجدته
المحظية:قتلته ؟
العبد: قتلته
(يصعد الكاتب الى المستوى الاعلى ثم ينادى على كل الشخصيات بأسمائهم)
الكاتب: تعالو كلكم
(يدخل الجميع ويبدء فى لفهم ووضعهم فى اماكنهم وبعدهذا يعود الى مكتبه ويكتب )
الكاتب:حينما نقتل النخاسين لا يسال لهم دماء ( يكتب ويقر ما يكتب)تقول الامة للعبد انى اخشى ان يعود النخاس . . اين الملاز  . . يقول العبد قبل الاظلام واسدال الستار نلوز بالسيد الابدى السرمدى من كل نخاس غوى
( يغلق الكاتب اوراقه ويضاء المسرح بضوء باهر فلا نرى تفصيل المكان منه . . . )
                                        ســـــــــــتار
 
٭ محى الدين بن عربي-كتاب مواقع النجوم
٭ محى الدين بن عربي _كتاب مواقع النجوم
 

محمد اسماعيل القناوي

31/6/2001-   8/12/2003

                     
 
                      
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت