حسن عطية.. الناقد الأستاذ الأب/ محمد الروبي
ألقاب كثيرة يمكنها أن تسبق اسم د. حسن عطية.. يمكنك مثلا أن تصفه بضمير مستريح بالأستاذ، ويشهد على ذلك مئات من تخرجوا على يديه سواء في المعهد العالي للفنون المسرحية (بيته الأول والأثير) أو في كليات ومعاهد فنية مختلفة، أو عبر تواصله مع كل طالب علم حتى ولو لم يكن من تلامذته المباشرين. كذلك يمكنك أن تصفه بـ(الناقد) – بالألف واللام – وتشهد على ذلك مقالاته وكتبه وندواته ولقاءاته التلفزيونية. وفي كل منها ستلمس معنى أن يكون الناقد لا ينفصل عنده موضوعه الفني عن محيطه الاجتماعي والسياسي. وكيف لم يقع يوما في فخ الخلط بين موقفه السياسي وبين موقف العمل الفني. كذلك يمكنك أن تصفه وبضمير مستريح أيضا بـ(الأب) لكل من ارتبط به، تلميذا أو زميلا أو صديقا أو حتى عابر سبيل التقاه مرة أو مرتين في ندوة أو مهرجان أو حلقة بحث. ففيض المحبة التى يحيط بها الأخرين لا يمكن أن يتدفق إلا من (أب) منحه الله قدرا من المحبة والرعاية لم يبخل بها يوما وصارت من ملامحه الثابتة.
والمتتبع لمسيرة الرجل النقدية سيكتشف بسهولة أنه كان بداية لطريق جديد في النقد المسرحي، هو في حقيقته رافد متطور لطريق أكبر مهده الآباء المؤسسون، وأضاف هو إليه ما اصطلح على تسميته بـ(النقد التطبيقي) ذلك الذي لا ينفصل عنده النص المسرحي في العرض عن بقية عناصر تضيف إليه أو حتى تسحب من قيمته. فكان البداية الحقيقية المؤسسة على العلم لقراءة العرض المسرحي بتفاصيله التي علمنا أنها جزء لا يتجزأ من رسالة العرض إن زاد عن حده انقلب إلى ضده وأدخل العرض في متاهات تفسيرية تضيع معها الرسالة أو المعنى. وكان يحكمه في ذلك إيمان راسخ بأن العرض المسرحي هو بالأساس للناس وبالناس لا يصح أن يصاب بتعالٍ مجاني يصيب ناس العرض (مشاهدوه) باغتراب ينفرهم منه أو بقصور وتهاون هو في حقيقته نوع آخر من التعالي.
هذه الملامح (الصفات) هي ما شكلت خصوصية حسن عطية الناقد والإنسان. وهي ما تعلمناها على يديه سواء في قاعات الدرس المغلقة أو في مجالات الحياة الرحبة. وهي الملامح والصفات التي دفعنا صدقها وصدق ممارسها أن نسعى إلى التشبه بها وبه. وكان هو يعلن عن فرحه إذا ما لمس بتفوق أحد تلاميذه في مجال النقد بل ويقدمه بتقدير وإجلال إلى الآخرين دون أن يشفع هذا التقديم بوصف يستخدمه البعض بتعالٍ: (هذا تلميذي). فلم يشعرنا الأستاذ يوما بأنه يمن علينا بعلمه، وفي المقابل كنا – وما زلنا – نصر نحن أن نفخر بهذه الصفة ونؤكد عليها في كل لقاء يجمعنا بآخرين حتى وإن لم يحضره هو فنصرح بفخر: (هو أستاذنا).
رحم الله الناقد الأستاذ الأب حسن عطية وكافأه عنا وعن العلم الذي علمنا في الفن والحياة.
محمد الروبي
والمتتبع لمسيرة الرجل النقدية سيكتشف بسهولة أنه كان بداية لطريق جديد في النقد المسرحي، هو في حقيقته رافد متطور لطريق أكبر مهده الآباء المؤسسون، وأضاف هو إليه ما اصطلح على تسميته بـ(النقد التطبيقي) ذلك الذي لا ينفصل عنده النص المسرحي في العرض عن بقية عناصر تضيف إليه أو حتى تسحب من قيمته. فكان البداية الحقيقية المؤسسة على العلم لقراءة العرض المسرحي بتفاصيله التي علمنا أنها جزء لا يتجزأ من رسالة العرض إن زاد عن حده انقلب إلى ضده وأدخل العرض في متاهات تفسيرية تضيع معها الرسالة أو المعنى. وكان يحكمه في ذلك إيمان راسخ بأن العرض المسرحي هو بالأساس للناس وبالناس لا يصح أن يصاب بتعالٍ مجاني يصيب ناس العرض (مشاهدوه) باغتراب ينفرهم منه أو بقصور وتهاون هو في حقيقته نوع آخر من التعالي.
هذه الملامح (الصفات) هي ما شكلت خصوصية حسن عطية الناقد والإنسان. وهي ما تعلمناها على يديه سواء في قاعات الدرس المغلقة أو في مجالات الحياة الرحبة. وهي الملامح والصفات التي دفعنا صدقها وصدق ممارسها أن نسعى إلى التشبه بها وبه. وكان هو يعلن عن فرحه إذا ما لمس بتفوق أحد تلاميذه في مجال النقد بل ويقدمه بتقدير وإجلال إلى الآخرين دون أن يشفع هذا التقديم بوصف يستخدمه البعض بتعالٍ: (هذا تلميذي). فلم يشعرنا الأستاذ يوما بأنه يمن علينا بعلمه، وفي المقابل كنا – وما زلنا – نصر نحن أن نفخر بهذه الصفة ونؤكد عليها في كل لقاء يجمعنا بآخرين حتى وإن لم يحضره هو فنصرح بفخر: (هو أستاذنا).
رحم الله الناقد الأستاذ الأب حسن عطية وكافأه عنا وعن العلم الذي علمنا في الفن والحياة.
محمد الروبي
عن: مسرحنا