صراع خارج النص من أجل البناء (الحلقة: 11) / عبد الصاحب ابراهيم اميري

التأليف المسرحي، هندسة وبناء. حالة حال اي بناء صعب ومعقد، يحتاج الى مهارة فائقه و حسابات معقدة، تبدأ قبل وضع حجر الأساس، ، وبعد تحقيق نتائج المحاسبات ، يوضع حجر الأساس، ولحجر الأساس محاسبة وإلا لسقط البناء وتهدم، شانه ، شان المسرحية، عالم كبير مزدحم بالأحداث والشخصيات، وترسم لكل واحدة منها لنفسها آمال ، التي قد لا تتشابه مع آمال الآخرين وقد تتناقض خلال فترة، كي تتضح لك الصورة، انظر في وجوة الملياردات من البشر، لا ترى وجها يشبه بوجه إلا بالإطار، ففيهم الأبيض والأسود والاصفر و الاحمر،، ولكي يكون الكاتب (الرسام)، بارعا يجب عليه أن يكون بارعا في الرسم ليرسم الأجزاء بوضوح، الآمال، العقول، والنفوس والطموح والاستعداد، كلها قد لا تظهر العيان ، إلا انها تساعد في بناء الشخصية.
ان احتدام الشخوص مع بعضهم، امر مقبول وهو أمر ظاهر في عالم البشرية منذ الأزل ، وعكسه مرفوض تماما، وهذا الاحتدام، يختلف من شخصية لآخرى وهى. منبع الصراع لو طلبوا منك أن تكتب منابع الصراع بنقاط، فهو امر مستحيل لتتعدداها الفائق ومن الصعب أن يتصوره ذهن العاقل أيضا، فهو حاله كحال الملياردات من الوجوه التى، يصعب تشبهها، ، فليست هناك قاعدة للتصرف أمام حدث ما وابسط مثال لتقريب الصورة إلى ذهن القارئ لنقف على ساحل مزدحَََم بالزائرين، وصبي صغير، يقع في البحر فجأة وأمام الانظار.

سؤال: كيف يتصرف هذا الحشد الكبير أمام هذا الحادث؟
الجواب: واضح من الصور المتكرره التي طالما شاهدناها بصور متعددة لكل شخصية حسب تكوينه الشخصي تصرفه الخاص ،
إن شخصية (الف)، تتصرف تصرفا معينا يختلف عن شخصية(ب) التي عاشت نفس الموقف وظروفه ، لذا يستوجب ان يكون بناء الشخصيات واضحا وحساسا للوصول للحالة التي يرمي إليها الكاتب في مسرحيته، فالكتاب لا يرى بعينه فحسب، بل بفكره، وجوارحه واعضاء جسمه كلها و هذه الرؤيا، يحملها للشخصية كي تتصرف وفق قصة مسرحيته ليتم البناء، من الخطا الفادح ان نعتمد على الرسم الهندسي للشخصية، الذي لا يهتم بالجزئيات وخط بناء الحدث، لنترك شخصياتنا تتصرف، فهي كالبشر، وإلا لسقطت منها الهوية الإنسانية وباتت من المسرح اللامعقول، نفهم من هذا انها حرة في التصرف ولا يستطيع الكاتب ان يقيدها بقيد، يستطيع الكاتب ان يناقشها اذا اختلفت عنه، قد يكون فعلها طيشا، وهذا أيضا قابل للنناقش، نعارض، بعض تصرفاتها، كما يحدث في عالمنا الملىء بالاحاسيس والاذواق المتعددة، المتناقضة، هنا يشهد الصراع أوجه خارج نطاق النص، وخارج حلبة الصراع، وهذا محور بحثنا في هذا الفصل وفيه أربعة محاور:
المحور الأول: صراع خارج النص، بين الكاتب وشخوصه
المحور الثاني: صراع خارج النص، بين الكاتب و احداثه
المحور الثالث: صراع خارج النص بين الكاتب والقصة اذا كانت من الموروثات الأدبية، أو . من كاتب معاصر
المحور الرابع: صراع خارج النص بين الكاتب وأسلوب العرض
للإجابة على المحاور ، سنتناول نصا عالميا، القارئ على معرفة بتفاصلية كي تتبسط لنا الأمور

،،،،.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،.،،.،،،،،،.

لكي تتضح الصورة، لابد أن يكون لنا مثالا واضحا للقارئ الملم بالمسرح، كي تنمو هذة الفكرة في راسة ويعرف كيف يستعملها إن كانت على مذاقة، نستجير. بالكاتب المسرحي وليام شكسبير. ومسرحيته المشهوره عالميا، هملت عنوانها الكامل (مأساة هاملت أمير الدنمارك)
تختصر كثيرا إلى (هاملت) ، المسرحية مستمدة من أسطورة (أميث) مسرحية تراجيدية (مأساوية) كتبها وليام شكسبير بين  عامي 1599 و 1602. تقع أحداثها في الدنمارك، تدور حول قصة انتقام الأمير هاملت من عمه كلوديوس. كان كلوديوس قد قتل أخاه واستولى على العرش، كما تزوج من أرملة أخيه. هاملت وتعتبر من بين أكثر الأعمال الأدبية قوة وتأثيراً في العالم. وهنا تتضح لنا أن المسرحية مستوحاة من أسطورة، تناولتها الأيادي قبل قرون عديدة، وكانت من حكايات الجدات لاحفادهن وهي خالدة في ذاكرة الشعب الانجليزي منذ عصور قديمة، هل من المعقول ان يتناول وليام شكسبير الاسطورة كما هي، الإجابة واضحة تماما،-كلا بالطبع انه اكتفى بالاطار، وراح في صراع خارج أسوار النص يختلق منه احداثا وحوارا يفي بالقصة ولا يخالف الاسطورة بالكامل وقد نجحت مساعية، فكانت المسرحية (هملت)
خلاصة الاحداث:
أمير الدنمارك الذي يظهر له شبح أبيه الملك (اسمه هاملت أيضاً) في ليلة ويطلب منه الانتقام لمقتله، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم جدا. تموت جرترود (جزاء على علاقتها الآثمة) بعد أن شربت بالخطأ نبيذاً مسموماً وضع أساسا ليشربه هاملت فقام هاملت بعد فوزه بقتل عمه فقطع ذراعيه ووضع السم في فم عمه. كيفية اكتشاف هملت خيانة عمه.
أقام هاملت حفلا بمناسبة مرور عام على زواج عمه من أمه وتتويج عمه كملك على الدنمارك وعرض في هذا الحفل قصة الخيانة التي عرفها بواسطة شبح أبيه وظهر على عمه التوتر وذهب عمه وترك الحفل ومن هنا تأكد هاملت من خيانة عمه كلوديوس وقرر الانتقام منه.
غادر هاملت من القناعات الدرامية بعدة طرق. أولا، في أيام شكسبير، كانت أغلب المسرحيات تتبع أرسطو في شاعريته: أي أن المسرحيات يجب أن تقوم على الحدث، وليس على الشخصية. في هاملت، عكس شكسبير هذا الاتجاه، ببنائه المسرحية على المناجاة الشخصية (المونولوج) وليس على الحدث، حيث كان المتلقي على علم بدوافع هاملت وأفكاره.
لابد من الإشارة إلى أن شكسبير كي يتخلص من إطار الموروث الاسطورة لجأ إلى المنلولوج وهي كانت أنجح وسيلة لتكون الشخصية حرة بما تريد أن تقول انها عبرت بصراحة عن كوامنها الشخصية وهذا وبهذا الشكل لن نجدها في الاسطورة وان إبداع شكسبير تجلى في الحوار، واستذوق جمهوره الحوار فباتت انشودة للأجيال حتى هذه الأعوام.
وهذا كان محورنا الرابع. صراع خارج النص بين الكاتب وأسلوب العرض والمعرفة هملت قاتل ابية، كان لابد له من إقامة حفل
أقام هاملت حفلا بمناسبة مرور عام على زواج عمه من أمه وتتويج عمه كملك على الدنمارك وعرض في هذا الحفل قصة الخيانة التي عرفها بواسطة شبح أبيه وظهر على عمه التوتر وذهب عمه وترك الحفل ومن هنا تأكد هاملت من خيانة عمه كلوديوس وقرر الانتقام منه.
القصة من الاسطورة والحوار كان نابعا من الشخصية في هذا المشهد حدث تزاوج بين الاسطورة َمناجات الشخصية
نفهم مما جاء ان الكتابة المسرحية من أصعب انواع الكتابات، فعين الكاتب عدسة مجهريه ترى كوامن الأشياء، ان تحققت هذه الأمور، انتعش النص دون الحاجة لقناني الأوكسجين، ليعيش أياما اخر، سيكون ك هملت شكسبير حيا أمد العصور

عبد الصاحب ابراهيم أميري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت