الفنانة والوزيرة السابقة والمناضلة (ثريا جبران) تودع مسرح الحياة

عن عمر يناهز 68 عاما، و بعد معاناة طويلة مع المرض، غادرت الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران مسرح الحياة، مساء الأمس الاثنين 24 غشت 2020 بالدار البيضاء بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، حيث كانت تتابع علاجها تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
السعدية قريطيف أو كما يعرفها الكثير بثريا جبران، من مواليد 1952 بدرب السلطان، الدار البيضاء، استعارت اسم “جبران” من زوج شقيقتها محمد جبران، بعد أن عاشت فترة طويلة تحت رعايته حين توفي والدها.
السعدية أو ثريا عاشت طفولتها بين أحضان دار الأطفال المتواجدة بحي عين الشق، نظرا إلى كون والدتها كانت تشتغل في هذا الفضاء، بعد وفاة والدها، قبل أن تصير في رعاية محمد جبران، زوج شقيقتها، الذي صار في فترة من الفترات مسؤولا عن مصحة دار الأطفال.
بدأت ثريا جبران عالمها الفني في سن مبكر، لا يتعدى عشر سنوات، طفلة صغيرة تعتلي خشبة المسرح البلدي وسط تصفيقات الجمهور.
في أواخر الستينيات من القرن الماضي، التحقت ثريا بمعهد المسرح الوطني بالرباط، اختارت أدوار المهمشين لتعبر عن حياتهم على ركح المسرح، جعلتها تظل تحت أعين المراقبين والسلطات.
حادث اختطافها لم ينس، خاصة أنها كانت محسوبة على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض آنذاك، جعلت من مجهولين يحلقون شعرها لمنعها من المشاركة في برنامج حواري على القناة الثانية.
ثريا جبران انتقلت من وسط تصفيقات الجمهور على خشبة المسرح، إلى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة (2007-2009) في حكومة عباس الفاسي، هنا أيضا كان الهاجس الخيري حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع.
تسمي نفسها، ب”ابنة الشعب”، لم يدم جلوسها على كرسي الوزارة كثيرا ، فسرعان ما عجل المرض بتقديمها استقالتها من منصبها، خلال زيارة قام بها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة لها بالمستشفى.
ثريا جبران، غادرت كرسي الوزارة لكن لم يغادر تفكيرها ذكرى مع الملك محمدا السادس، الذي طلب منها أن تقف بجانبه خلال التقاط مجموعة من الفنانين صورة جماعية معه إثر إهدائهم له لوحة تشكيلية حول مناهضة الإرهاب بعد واقعة الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء ، حيث خاطبها الملك مازحا: “دابا ما كاين مخزن”، وهي عبارة وردت في مشهد من مسرحيتها الشهيرة “ياك غير أنا”.
عندما قالت ثريا جبران للملك: “عنداك يسمعونا ويجيو يشدونا”
وتعتبر الفقيدة إحدى القامات الشامخة في المسرح المغربي، حيث عاشت مرحلة النجاح الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل “مسرح الشعب” و”مسرح الفرجة” و”مسرح الفنانين المتحدين”. وشكل العمل مع المسرحي الراحل الطيب الصديقي مرحلة مهمة في مسارها الفني، حيث شاركت معه في تشخيص مسرحية “سيدي عبد الرحمن المجدوب” و”أبو حيان التوحيدي” ضمن “فرقة الناس”.
كما بادرت الراحلة إلى جانب المؤلف والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، إلى تأسيس فرقة جديدة، شكلت تجربة مهمة وورشة هدفها إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه. ومن بين أعمالها “حكايات بلاحدود” و”نركبو الهبال” و”بوغابة” و”النمرود في هوليود” و”امرأة غاضبة” و”جنان الكرمة” و”خط الرجعة” و”العين والمطفية” و”عود الورد”.
وحرصت ثريا خلال مهمتها على رأس وزارة الثقافة على متابعة الأوراش الثقافية الكبرى بمدينة الرباط : المكتبة الوطنية، والمتحف الوطني، ومسرح الرباط الكبير، والمعهد العالي للموسيقى والرقص، إلى جانب العناية بقضايا الفنانين، والبنيات الثقافية الجهوية.
وحصلت الفنانة ثريا جبران على العديد من الجوائز والأوسمة في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، من قبيل وسام الاستحقاق الوطني، ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.
 
الفنانون المغاربة احتلوا مقاعد أعضاء البرلمان بمناسبة منحهم بطاقة ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت