نص مسرحي: " عودة الصرار "/ تأليف: عبد المجيد ادهابي
الفصل الأول
المشهد الأول
(الجو صيف، في الوسط يجلس الصرار حاملا قيثارته ، تدخل ثلاث نملات فتجدن الصرار منهمكا في رقصه وغنائه كما اعتاد أن يفعل كل صيف. تتوقف النملة الأولى وتتجه نحوه في غفلة من صديقتيها)
النملة الأولى: ماذا تفعل أيها الصرار؟
الصرار: كما ترين، أغني وأرقص.
النملة الأولى: آه…كم أتمنى أن أغني وأرقص مثلك، فأحذو حذوك،
الصرار: وما المانع من ذلك؟
النملة الأولى: المانع…
في هذه الأثناء تدخل النملة الثانية غاضبة
النملة الثانية: ويحك، ماذا تفعلين أيها المجنونة ؟
النملة الأولى: أستمع إلى غناء الصرار
النملة الثانية: بربك ما هذا العار؟
الصرار: عار.. الغناء والرقص عار؟
النملة الثانية: العار أن تبقى طيلة النهار، بين طبل ومزمار
الصرار: أنا فنان، الغناء حياتي، والرقص سكني وملاذي !وما أعظم ما صنعت..!
النملة الأولى: صدقت، فما أجمل ما أبدعت… !
النملة الثانية: بل قولي ما أغباه في الصيف وما أشقاه في الشتاء
الصرار: لا يهم.. أنا على الأقل أمتع نفسي في الصيف، أما أنت ففي الصيف كد وشقاء، وسجن في الشتاء.
النملة الثانية: هذا كله هراء في هراء. (تمسك بالنملة الصغيرة وتسحبها نحو البيت) هيا ليس لنا وقت نضيعه مع أمثاله
النملة الأولى: إلى اللقاء أيها الصرار اللطيف
الصرار: إلى اللقاء أيتها النملة الفريدة
المشهد الثاني
(الجو شتاء، الصرار وحده يتألم من شدة البرد والجوع)
الصرار: آه…. بطني يؤلمني، أحس بالبرد والجوع الشديدين (صوت رياح مدوية) ماذا سأفعل يا ربي؟ لا بد من حل، أخ أخ أخ … سوف أنادي عن تلك النملة الفريدة ،قد ترأف لحالي وتساعدني، ( ينادي على النملة الأولى) أيتها النملة الفريدة، أيتها الجارة الصغيرة
تخرج النملة الأولى متسللة
النملة الأولى: أخفض صوتك أيها الصرار، قد تسمعك النملات الأخريات فيخرجن قادمات غاضبات
الصرار: إني أتضرع جوعا وأموت بردا، فهلا ساعدتني؟
النملة الأولى: ما عساي أفعل؟ أنت تعرف أمنا النملة كم هي حريصة، تمنعنا من الخروج في مثل هذه الأيام المطيرة.
الصرار: قطعة خبز صغيرة، أسكت بها أمعائي الثائرة، وغطاء ألفه حولي، أدفع به لفح الرياح الغادرة
النملة الأولى: حسنا.. حسنا، سأرى ما أنا فاعلة؟
تخرج النملة الصغيرة فيأخذ الصرار مزماره ويبدأ في الغناء
النملة الأولى: (تعود من جديد) أجننت أيها الصرار الغريب، كيف تغني في مثل هذه الظرف العصيب؟
الصرار: الغناء هو كل ما تبقى لي
النملة الأولى: خذ لقد أحضرت لك شيئا، لعله يكفيك ليوم واحد
في هذه الأثناء تدخل نملتان غاضبتين
النملة الثانية: ماذا تفعلين أيتها النملة الغبية؟
النملة الثالثة: هل فقدت عقلك أيتها الصغيرة الشقية؟
النملة الأولى: أنا… لا أفعل شيئا (تحاول إخفاء قطعة الخبز)
النملة الثالثة: وماذا تخفين وراء ظهرك؟
النملة الأولى: لا شيء.. لا شيء
النملة الثانية: هيا، أرينا ما تخفين وراء ظهرك؟
النملة الثالثة: ماذا أرى خبزا وغطاء؟
النملة الثانية: غطاء وخبزا أرى، والله أمرك انتهى
النملة الأولى: إنه خبزي ، وهذا غطائي
النملة الثانية: بل قولي إنه للصرار
النملة الثالثة: إذن فقد سرقت غذاءنا
النملة الثانية: وأخذت غطاءنا
الصرار: اسمعا أيتها النملتان، لقد رقت لحالي، وحاولت مساعدتي
النملة الثانية: تساعدك، ومن تكون أنت حتى تساعدك؟
النملة الثالثة: ربما هو من العائلة ولا ندري
النملة الأولى: كفاكما تهكما، لقد أردت أن أساعده في محنته فقط
النملة الثانية: كم أنت نملة حمقاء
النملة الثالثة: والله إنك نملة غبية شمطاء
الصرار: بل هي نملة رحيمة، ألم يقولوا ” الجار للجار رحمة ”
النملة الثالثة: رحمة، أنت نقمة وأية نقمة
النملة الأولى: عيب عليكما، إنه صرار لطيف، وجار ظله خفيف
النملة الثانية: أنت لا زلت صغيرة، إسأليه ماذا كان يفعل وقت الصيف؟
الصرار : كنت أغني وأرقص ، كنت أمتعكما بشعري وشدوي
النملة الثانية: ومن قال لك أننا نحتاج شعرك ورقص
النملة الثالثة: ربما طلبنا منك ذلك ونسينا، فاعذرنا سيدي الصرار
النملة الأولى: أجل لقد كنا سعيدات بشعره ورقصه، فلا تنكرا ذلك
النملة الثانية: اصمتي أيها الصغيرة، أنت لا تعرفين شيئا
النملة الثالثة: نحن لسن بحاجة إليه، هيا أيها الصرار أغرب عن وجهنا ، وأنت دعينا نعود إلى البيت، حتى لا يكتشف أمرك ، وتصبحين نادمة.
تخرج النملات ويبقى الصرار وحده حزينا
الصرار: كم هم قساة، لن أبقى في هذه القرية دقيقة واحدة، سأبحث لي عن مكان آخر ، لعلي أجد من يحترم شعري ويقدر غنائي ورقصى
الفصل الثاني
المشهد الأول
النملة الأولى: آه… لقد تعبت
النملة الثانية: ما أغرب هذا الصيف لا حب ولا ضيف
النملة الثالثة: كأن شيئا ما تغير، منه عقلي تحير
النملة الأولى: ألا تعرفا ما الذي تغير؟ وللعقول حير؟
النملة الثانية: وما الذي تغير يا صاحبة التفكير وذات العقل الكبير؟
النملة الأولى: الصرار!
النملة الثانية: الصرار..
النملة الأولى: أجل، الصرار، لقد غادر قريتنا ولم يعد بيننا
النملة الثالثة: لا بد أنك تهذين، ما دخل الصرار بما نحن فيه من أضرار؟
النملة الأولى: غناؤه، شعره ورقصه، فالصرار هو من كان يضفي على صيفنا الجمال وعلى مشيتنا الدلال، وعلى قريتنا الكمال.
النملة الثالثة: ( تفكر في كلام النملة الصغيرة) ربما معك حق، فلأول مرة يأتي صيفنا بكل حره، ويغيب الصرار بشدوه وشعره
النملة الثانية: أجل ، لم نتعود أن يكون صيفنا دون صرار، وحصادنا بلا أشعار
النملة الأولى: أأ دركتم أهميته الآن؟ لكن مع كامل الأسف.
النملة الثالثة: ولماذا الأسف؟
النملة الأولى: ألم تسمعا قولي، لقد هجر الصرار القرية منذ شهور؟
النملة الثانية: وما العمل الآن؟
النملة الأولى: لقد فات الأوان
النملة الثالثة: لقد كنت قريبة منه، لابد أنه أخبرك عن وجهته؟
النملة الأولى: لا، لم يخبرني ولم يخبر أحدا، أنسيتما كيف كنا نعامله؟
النملة الثانية: دعونا من هذا الكلام، فقد أوشك الظلام، ونحن لا زلنا بعيدين عن القرية
إظـــــــــــــــــلام
المشهد الثاني
(يدخل النمل البراح)
البراح: يا جماعة النمل، ما تسمعوا إلا كلام الخير، أمنا النملة تطلب منكم جميعا التواجد بساحة الربيع، ولكلامها الكل يطيع، من الفرد حتى القطيع، والحاضر منكم يبلغ الغائب.
(يبدأ النمل بالتوافد على ساحة الربيع، وبعد لحظة انتظار تدخل النملة الأم ( ملكة النمل) في موكب مهيب)
النملة الأم: السلام عليكن يا جماعة النمل الطيب
جماعة النمل: وعليك السلام أيتها الأم العظيمة
النملة الأم: قد جمعتكن اليوم كي أخبركن بخبر مهم وسار، أيها الحاجب أخبرهن بقرارنا
الحاجب: بعد السلام والتحية على سيدة المقام، لقد قررت أمنا النملة أن تزوج النمل نمول بالنملة نمولة، وعليه فحفل الزواج سيكون بعد أسبوع، والسلام عليكن جميعا
النملة الثانية: لو سمحت لي مولاتي
النملة الأم: تفضلي ، ماذا لديك؟
النملة الثانية: كيف يمكن القيام بعرس دون غناء وطرب
النملة الأم: صدقت أيتها النملة العاملة، كما تعودنا دائما، سوف نطلب من الصرار أن يحيي لنا العرس بما لديه من رقص وأشعار، فأنت تعلمين أنه لم يرد لنا طلبا أبدا، يكفيه أن نمده بقليل من الحب وبعض القش (الكل يضحك)
النملة الثانية: لكن مولاتي، الصرار لم يعد في الدار
النملة الأم : الصرار ” المهضار” غير موجود في الدار؟ وأين هو الآن؟
النملة الأولى: لو سمحت لي مولاتي، لقد غادر الصرار القرية منذ شهور، فقد أحس بالمهانة و سوء المعاملة
النملة الأم: وما العمل الآن؟ لا يمكن إقامة الحفل دونه.
النمل الخازن: لو سمحت لي مولاتي الملكة
النملة الأم: ماذا هناك أيها الخازن؟
الخازن: هناك مشكلة أخرى
النملة الأم: مشكلة أخرى، صباحكم هذا كله مشاكل، هيا تكلم ما المشكلة؟
الخازن: لا يمكن القيام بحفل كالمألوف، أو دعوة الضيوف، فالخزائن فارغة لا حب ولا صوف
النملة الأم: خزائني فارغة، وأين هم عمالي؟
الخازن: إن عملهم هذا الصيف غريب يا مولاتي، فقد أصابهم الكسل والخمول الملل، فلا يحملون من القمح إلا القليل، وكأن بهم نزل جلل
النملة الأم: لكن لم الملل؟ ولم الكسل؟ والصيف بخيراته قد حل
النملة الأولى: مولاتي، غياب الصرار هو السبب
النملة الأم: وما دخل الصرار اللعين بخزائني؟
النملة الأولى: من دون غناء ورقص الصرار، فالنمل يحس بالملل من تكرار المشوار
النملة الأم: ماذا تقولين أنت في هذا الكلام؟
النملة الثانية: أجل مولاتي، فغناء الصرار كان يضفي على القرية البهجة والسرور، وكنا نتسابق للعمل في حبور، فلا نحس بثقل حملنا ولا بطول المشوار
النملة الأم: وما العمل الآن ؟ هيا أخبروني
النملة الثالثة : أن نبحث عن الصرار ونرغمه على العودة
النملة الأم: أيها الحاجب، أخرج في طلب هذا المحتال، وأحضره في الحال
النملة الأولى: لو سمحت لي مولاتي، أن أخرج أنا في طلبه، فهو يعزني أكثر من غيري ولا أظنه سيرد لي طلبا
النملة الأم: حسنا، لك ذلك، لكن أسرعي فالوقت يداهمنا
الفصل الثالث
المشهد الأول
(المكان عبارة عن قرية صغيرة ، يدخل الصرار سعيدا فرحا)
الصرار: الحمد لله، كان يوما ممتعا، أكلت حتى شبعت، غنيت ورقصت حتى تعبت
البومة: مساء الخير أيها الصرار
الصرار: من عمتي البومة؟ كيف حالك أيها العمة الحكيمة؟
البومة: الحمد لله، وأنت كيف حالك؟
الصرار: الحمد لله والشكر لله، أحسن مما كنت عليه في السابق
البومة: أرى البهجة ستنط من وجهك، هلا أخبرتني ما سر ذلك؟
الصرار: آخ..آخ.. عمتي البومة .. لو رأيت ما رأيت، وأكلت ما أكلت، وسمعت ما سمعت
البومة: كل هذا…؟ وماذا سمعت جعلك سعيدا بهذا الشكل؟
الصرار: تخيلي معي عمتي البومة، ما كدت أدخل العرس حتى سمعت الزغاريد والهتافات باسمي ( يشخص دخوله)
البومة: وهل يعرفونك إلى هذه الدرجة؟
الصرار: لا أدري، لكن الكل هنا يعرف اسمي
البومة: لقد صرت مشهورا إذن
الصرار: ولما أكلت ما طاب من الأكل، وشربت ما لذ من المشروبات، طلبوا مني أن أغني لهم ،فأحيي حفلهم
البومة: وماذا فعلت..؟
الصرار: غنيت طبعا ورقصت ، حتى أحسست أن الأرض صارت تهتز تحتي
البومة: هذا أمر رائع ، وإنك والله تستحق أكثر من ذلك
الصرار: أتقصدين ذلك فعلا؟
البومة: بالطبع، إنك تملك موهبة قل نظيرها
الصرار: أتعلمين ماذا فعلوا عندما أوشك العرس على نهايته؟
البومة: رموك خارج الدار طبعا .. هاهاها
الصرار: لقد طلبوا مني أن أقطن معهم، فأصبح واحدا منهم، لي ما لهم وعلي أقل ما عليهم
البومة: وماذا قررت أيها الفنان المشهور؟
الصرار: لا أدري ..
البومة: ألا زلت تفكر في أصدقائك القدامى ..؟
الصرار: ماذا تقصدين ؟
البومة: جماعة النمل..؟
الصرار: ربما.. لكن لا أحب أن أتذكر ما مضى، فأنت أعلم بحالي معهم
البومة: وصديقتك الصغيرة، ألم تكن تحبها وتعزها ؟
الصرار: أجل، قد أحبت موسيقاي، وكانت ترغب أن تتعلمها مني لولا جماعتها
البومة: أتدري.. لقد سمعت أن غيابك عنهم أصابهم بحزن وضيق عميقين
الصرار: مستحيل، قد قضيت معهم دهرا كاملا، ولم يهتم بي أحد منهم
البومة: لكن غيابك جعل الأمر يتغير
الصرار: كيف ذلك؟
البومة: لن أخبرك المزيد
الصرار: لماذا..؟
البومة: هناك من سيخبرك بنفسه
الصرار: من ..؟
البومة: النملة الصغيرة
الصرار: وكيف سأراها ؟
البومة: لقد خرجت تبحث عنك منذ أيام
الصرار: كم أشتاق إليها
البومة: اسمع فكر فيما ستقوله لك ولا تتسرع في الرد، مع السلامة أيها المشهور
الصرار: لاقتك السلامة أيتها العمة الحكيمة
المشهد الثاني
(يجلس الصرار وحده غارقا في إنشاء موسيقاه)
النملة الأولى: ( تدخل) السلام عليك ايها الصرار
الصرار: من أرى..؟ جميلة القرى، يا مرحبا يا مرحبا
النملة الأولى: كيف حالك أيها الصديق العزيز؟
الصرار: الحمد لله، كما ترين لا زلت حيا
النملة الأولى: لقد جئتك من طرف جماعة النمل
الصرار: وماذا تريد جماعتك مني؟ ألا يكفيهم ما جرى؟
النملة الأولى: إن جماعة النمل تأسف لما جرى، وهي تطلب الصفح والعذر
الصرار: لا عليك يا جارة، قد تعوذت منهم الجور والقهر
النملة الأولى: مذ أن رحلت، تغيرت أحوال القرية، صيفها لم يعد صيفا، وقيظها اشتد عنفا
الصرار: ألقلة الأمطار وكثرة البوار؟ فغار حرثكم وقل زرعكم
النملة الأولى: بالعكس أيها الصرار، المطر كثير والحب وفير
الصرار: إذا ما خطب عامكم هذا، إن كان خيركم كما تقولين؟
النملة الأولى: غيابك أيها الصرار، رقصك وكل الأشعار
الصرار: ألم يضايقهم رقصي و يزعجهم شعري؟
النملة الأولى: كن حليما أيها الصديق، يكفيهم ما أصابهم من ضيق
الصرار: ماذا تريدين مني أيتها الصغيرة الآن، فأنا هنا بأحسن حال
النملة الأولى: أن تعود معي إلى القرية، فتقيم بيننا معززا مكرما
الصرار: لا أظن أن هذا الأمر حسن، فأنت تعرفين كيف كانت تعاملني جماعتك
النملة الأولى: لقد تغير كل شيء، والكل أصبح يعلم أهميتك وقيمتك
الصرار: أكره أن أرد لك طلبا
النملة الأولى: ثق في أيها الصرار، لن تجد إلا ما يرضيك
الصرار: حاضر يا صديقتي الصغيرة ، لك ذلك، سأعود معك وأمري لله
النملة الأولى: كنت متأكدة أنك لن ترد لي طلبا
الصرار: انتظري
النملة الأولى: ماذا هناك، أغيرت رأيك ؟
الصرار: قلت سأعود، ولكن لم أخبرك عن شروطي
النملة الأولى: وهل لك شروط..؟
الصرار: صارت لي شروط
النملة الأولى: ( تفكر) حاضر أيها الجار، شروطك أوامر
الصرار: الشرط الأول، أن تبنوا لي بيتا به ماء وأغصان، يليق بمقام فنان
النملة الأولى: لك ذلك أيها الفنان
الصرار: الشرط الثاني، أن تؤدوا عن غنائي وتدفعوا عن شعري ورقصي
النملة الأولى: لك ذلك أيها الجار
الصرار: الشرط الثالث
النملة الأولى: أهناك شرط ثالث..؟
الصرار: دائما هناك شرط ثالث، والشرط الثالث هو الأهم
النملة الأولى: تفضل أيها الفنان، ما شرطك الثالث والأهم
الصرار: أن تجعلوا لي نسبة من الزرع الذي تجمعن في الصيف
النملة الأولى: لك ما تشاء، أهناك شروط أخرى أو حاجة ترغب أن تقضى؟
الصرار: إذا كان الأمر هكذا، فسأكون لجماعتك صديقا ومؤنسا
النملة الأولى: إذن ، لنعد إلى الديار، فالكل في الانتظار أيها الصرار
يخرجـــــــــــان
النهايــــــــــــــــــــــــــــــة
الكاتب المسرحي عبد المجيد ادهابي