جوازة ست نجوم ..  دليلك للعرض السلس/ نسرين نور

تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واستكمالا لعروض مسرح أونلاين ينتج مسرح بيرم التونسي تحت قيادة المخرج الشاب محمد مرسي مباردة جديدة بعنوان:”المؤلف المصري”  تتضمن عشر عروض جديدة.
أغلب العروض المخرج فيها هو المؤلف ـ حتى وإن لم يكن مشهورا عنه التأليف فيما سبق_ لكنها بالمجمل عروض تتسم بالبهجة وبأزمنه مختصرة لا تتجاوز الثلاثين دقيقة .
عرض “جوازة ست نجوم “يحكي باختصار عن عريس وعروسه ليلة زفافهما وقد وصلا توهما لشقتهما حيث يقتحمها عليهما على مدار العرض كل من هب ودب ، من له حق الدخول ومن لم يكن.، بدأ من جرسون القاعة التي تزوجا فيها  ومطرب الفرح مرورا بأب وأم العريس وابنتهما المستقبلية !!
العرض كوميدي ..
لكني أتسأل ..لماذا لم يقع هذا العرض في فخ التفاهه؟!!في رأي لسببان أولهما :أنه استطاع خلق عالم ووضع منطق خاص بهذا العالم.،عالم كاركاتيري مبالغ فيه ،وثانيهما:أن ما نشاهده على المسرح عاشه اغلبنا بتفاصيله في الحياة اليومية.
ليس عليك أن تكون عميق النظرة كي تتوصل إلى موضوع . لكن عليك أن تكون صادقا فيما تقول .العاطفة و تحتها مائة خط.العاطفة هي العامل العظيم الذي يوحدنا كبشر .
أكثر القصص نجاحا هي القصص الشخصية الصغيرة عن الإنسان العادي ، القصص التي تتحدث عن أناس يريدون ما نريده أنا وأنت .
مخرج ومؤلف العمل الفنان أحمد مصطفى معروف كممثل ، لكني _ورغم انتمائنا لدفعة واحدة _ إلا أني لم اعرف عنه سابقا التأليف المسرحي ، كما ولم أشاهد عروضا من إخراجهوهذا تقصير مني . لكن الفنان أحمد مصطفى من أولئلك الذين يقال عنهم (ابن مسرح) بمعنى  الموهبة التي تجمع بين الدراسة والخبرة والتمرس ،فرغم أنه تصدى لتأليف العمل وإخراجه إلا أن شخصيته وفهمه للكوميديا نضح على باقي عناصر العمل المصنوع بحسابات مسرحية عينها على الجمهور .نجح في أن يجعل آداء الجميع”ساتيري”مبالغ فيه في غير تكلف ، هذا ما جعل العمل يحمل منطقه الخاص ويفرضه بسلاسة على المشاهد ، لم يخل بالتعاقد الغير مكتوب بينه وبين المشاهد ، فمن العنوان (جوازة ست نجوم) تدخل وأنت تتوقع عرض كوميدي وقد كان .
الديكور والملابس لدنيا عزيز والذي تماهى تماما مع حالة العرض ، فالديكور الذي استخدم ألوان مبهجة وصارخة ومواد تعكس لمعة الضوء ورسوم كارتونيه ،تماهى مع ما بالعرض من متعة وبهجة واحساس بأن ما يدور ليس حقيقيا تمام وأن هذه الشخصيات كاركاتير مبالغ فيه.
تألق الممثل” رشاد رشدي” في دور جرسون الفرح الذي كان دخوله في حد ذاته مفاجئة غير متوقعة لا للعريس ولا للجمهور بالطبع، ما الذي يدعو ذلك الشخص للتواجد في عش الزوجية  بل ورغبته في الدخول معهما لحجرة النوم !! زاعما ومتقمسا دور (بتاع تنمية بشرية) أو تلك الوظيفه المستحدثه أخيرا (لايف كوتش) أو أي مدعي والسلام . يملي خبرته الشخصية وأدعاءه بالسفر للخارج وأنه أعجز كل منافس وإنه لآت بما لم تأت الأوائل ، وللحق ورغم الآداء الساتيري للممثل _والذي تماشى مع طبيعة الدور وطبيعة العمل ككل _ فإن حياتنا تزخم بمثل تلك الشخصيات المدعية الواثقة في غير حق .
يدخل الأب ..
من الملاحظ أن الدخول والخروج ايضا يحمل منطق خاص ، فدخول الجرسون والمطرب من ناحية اليسار حيث باب الشقة . ودخول الأب والأم والطفلة من اليمين حيث باقي حجرات الشقة
يدخل الأب ثم الأم والذي قام بآدائما الفنان رضا أدريس وكان قديرا حقا خاصة في دور الأم.
أغلب من في الصالة مر بتلك التجارب أو شاهدها عن قرب . فكم من زيجات فشلت بسبب تدخل عناصر خارجية ، وكم من الأمهات استخدم مصطلحات بعينها كالتي استخدمها الممثل .
حقا كانت حالة التمثيل فيها نوع من الوعي والاقتدار ، فكان العريس  محمد فاروق يعكس إحساس الإنسان المتعلم الشقيان الذي استطاع أخيرا أن يفتح بيتا لكنه (لايص) وسط كل تلك الترهات والتدخلات .  ومحمد فاروق (ابن مسرح ايضا) أين ما وضعته سيؤدي مهمته على الوجهه الأكمل فهو (جوكر مسرح) مساعد ومنفذ ومدير خشبه ومسؤل إعلامي إن تطلب الأمر وقبل كل هذا ممثل . والعروس (شيرهان الشاذلي) اختيارا موفقا من قبل المخرج لما تتمتع به من ضخامه في الحجم تماشى مع الحالة الكاركاتيريه المبالغ فيها وايضا لما لها من قبول وخفة ظل .
دخول المطرب ووجود الأغاني شخصيا لم أجد ما يبرره دراميا إلا شيئان  لهما علاقة بالصنعة وليس بجوهر الدراما .
أولا : إظهار تعدد المتدخلين في حياة الزوجين دون وجهه حق .
ثانيا : إضفاء مزيد من البهجة والروح المرحة للعمل(يدي نفس) .
تدخل الطفلة المستقبلية في ملابس المدرسة وتطلق الصيحات والانتقادات للأب والأم معا وتطالب بالمصاريف ،رغم محاولاتهما باستمرار التنبيه عليها إنها لم تولد بعد !!
وينتهي العرض بقرار من العريس بطرد جميع الدخلاء ، لكن الدخلاء يأبوا إلا الوجود .
ثم أغنية الفنال ..
جوازة ست نجوم ..
تأليف وإخراج : أحمد مصطفى
تمثيل : محمد فاروق ، شيرهان شاذلي ، رشاد رشدي ، رضا أدريس ، المطرب محمد نور، الطفلة بيلار سامي .
ديكور وملابس : دنيا عزيز
توزيع موسيقى: سامي على
إخراج تلفزيوني : عبدالله داوستاشي
سيتم افتتاح العروض العشر للجمهور على مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية  بداية من سبتمبر بواقع ثلاث ليال لكل عرض وبنسبة حضور خمسة وعشرون بالمائة .