ملخص رسالة الدكتوراة:" البناء الدرامى فى مسرحيات الكاتب السعودى فهد ردة الحارثى" للدكتور خالد أحمد محمود

حصل د. خالد أحمد على دكتوراة الأدب العربي من جامعة حلوان المصرية بعنوان: ” البناء الدرامى فى مسرحيات الكاتب السعودى فهد ردة الحارثى” وهى الأولى فى الجامعات المصرية
وكانت لجنة  المناقشة  مكونة  من:
ـ  الأستاذ  الدكتور سيد على  اسماعيل  استاذ  الأدب  بجامعة  حلوان  / مشرفا  ومقرارا
ـ الاستاذ  الدكتور  أحمد حسن  صقر  استاذ  الدراما  المسرحية  جامعة  الإسكندرية  / عضوا  خارجيا  عبر  الإنترنت
ـ الاستاذ الدكتور  رشا  صالح  استاذ النقد العربي/ عضو  داخلى
ـ الأستاذ  الدكتور  أحمد  إلبهي  / مشرفا  ومقررا  
وحصل  الباحث خالد  أحمد  محمود  على تقدير  امتياز  مع  مرتبة  الشرف  الأولى
حيث  دارت  المناقشة  حول  أعمال  الكاتب  المسرحى  السعودى  فهد ردة  الحارثي

 

ملخص  رسالة الدكتوراة

البناء الدرامى فى مسرحيات الكاتب  السعودى

فهد ردة الحارثى

د / خالد أحمد محمود

المقدمة :
الْأدَبُ الْمَسْرَحِيُّ مِنَ الْآدابِ الْأَكْثَرِ مُتْعَةَ، وَمَنْ أَكْثَرَ الْأَجْنَاسِ الأدبية توغلاً فِي نُفُوسِ الْبَشَرِ بَلْ وَعُقُولَهُم أيضًا ، وَالْمَسْرَحُ أَبُو الْفُنُونِ حَيْثٌ لَجَأْتِ إِلَيه الْأُمَمَ قَدِيمًا لِتَعْرِض مُشَكَّلَاتِهَا وَأَفْكَارَهَا وَمُحَاكَاة مَوَاقِفِ حَياتِيَّةٍ وَإِنْسانِيَّةٍ ، وَقَدْ عَرَفْتُ أُمَّتَنَا الْعَرَبِيَّةِ هَذَا الْفَنَّ بعدما أُخِذْتِ مِنَ الْحَضَاَرةِ الْأورُوبِّيَّةِ تَقْريبًا فِي مُنْتَصَفِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ عُشُرُ الْمِيلاَدِيِ وَذَلِكً مِنْ خِلاَلِ الرُّوَّادِ فِي هَذَا الْجِنْسِ الْأدَبِيِ مِمَّنْ اِرْتَادُوهُ ، فَأَصْبَحَ لَنَا أَدُبُّ مَسْرَحِيِ عَرَبِيٍّ بِفَضْلِهُمْ.
و مَا لِفْتُ اِنْتِباهِي إِلَى الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ ، هُوَ نَدْرَةٌ مَا كُتُبٌ عَنْه أَوْ مَا رَصْدٌ عَنِ الْحَرَكَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ ، بِاِعْتِبارٍ أَنَّ الْمَسْرَحَ السُّعُودِيَّ مَسْرَحُ وَلِيدٌ وَلَكِنَّ اُسْتُوقِفْتِنِي نُصُوصَ الْكَاتِبِ الْمَسْرَحِيِّ السُّعُودِيِّ فَهْدُ رَدَّةِ الْحارِثِيِ وَالَّتِي وَجَدْتِ فِيهَا اِخْتِلاَفًا مِنْ حَيْثُ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ لِمَسْرَحِيَّاتِهِ ، وَتَطْوِيعُهُ لِلنُّصُوصِ الْمَسْرَحِيَّةِ لِتُوَاكِبُ مَا يَعْتَرِي الْمَسْرَحُ السُّعُودِيُّ مِنْ أَزْمَاتٍ جَعَلْتِهِ يَتَأَخَّرُ عَنْ مَسِيرَةِ رُكْبِ الْمَسْرَحِ الْعَرَبِيِّ ، كَمَا وَجَدْتُ فِي لُغَةِ الْحارِثِيِ الْحَوَارِيَّةُ تَدْفُقُ لِلْأَفْعَالِ الْمَسْرَحِيَّةِ وَمَوْضُوعَاتُهُ الْفِكْرِيَّةِ الَّتِي تَهْتَمُّ بِذَاتٌ الْإِنْسانُ الْمُعَاصِرُ كُلُّ هَذِهٍ الْأَسْبَابُ جُعِلْتِنِي أُقْدَمَ عَلَى مِشْوَارِيِ الْبَحْثِيِ وَلَكِنِّي أَرَدْتُ التَّأْكِيدَ عَلَى رَصْدِ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ لِمَسْرَحِ الْحارِثِيِ ، حَيْثٌ أَتَى مِنْ وَجْهِهِ نَظَرِ الْبَاحِثِ الْمُتَوَاضِعَةَ كَاسِرًا لِلنَّسَقِ . الْمُعْتَادُ فِي الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ لِلْمَسْرَحِ عُمُومًا وَهَذَا مَا سَأُحَاوَلُ إِثْبَاتَهُ فِي بَحْثِي إضافَةٍ لِمُدَى التَّطَوُّرِ الَّذِي دُبًّ فِي الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ الْمُعَاصِرِ ، وَكَيْفِيَّةُ مُعَالَجَةِ خُصُوصِيَّةِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ فِي نُصُوصِ الْحارِثِيِ الْمَسْرَحِيَّةَ.
وَمِنْ هُنَا تَأْتِي أهَمِّيةُ الدِّرَاسَةِ حَيْثٌ تُؤَكِّدُ عَلَى رَصْدِ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ بِشَكْلِ مُخْتَلِفٍ عِنْدَ مَسْرَحِ الْحارِثِيِ فَالْخُرُوجَ أحيانًا عَنِ النَّسَقِ الْبِنَائِيِ الْمُتَعَارَفِ عَلَيه يَجْعَلَ مِنْ مَسْرَحِ الْحارِثِيِ مَسْرَحًا مُخْتَلِفًا حَيْثُ التَّوَغُّلِ فِي الذات الْإِنْسانِيَّةَ وَمَا بِهَا مِنْ تَنَاقُضٍ وَمَشَاعرِ سَلْبِيَّةٍ وَإِيجَابِيَّةٍ وَتَوْظِيفُ لُغَةِ الْحِوَارِ لِإِبْرَازٍ مَا يَدُورُ فِي خَلْجَاتِ الْإِنْسانِ مِنْ شُعُورٍ وَإضافَةً لِهَذَا هُوَ تَطْوِيعُ النَّصِّ الْمَسْرَحِيُّ لِيَتَنَاسَبُ مَعَ مُعَوِّقَاتٍ خَارِجِيَّةٍ فُرِضْتِهَا الظُّروفَ عَلَى الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ ، فَمَنْ ضَمِنَ هَذِهِ الْمُعَوِّقَاتُ الصَّعْبَةُ هُوَ غِيَابُ الْعُنْصُرِ النسائى وَكَيْفِيَّةُ التَّغَلُّبِ عَلَى هَذَا الْمُعَوِّقِ وَقَدْ اسْتُخْدِمْتُ الْمِنْهَجَ الْوَصْفِيِ التَّحْلِيلِيِ الَّذِي من خلاله حلل الباحث نُصُوصِ مَسْرَحِ فَهْدِ رَدَّةِ الْحارِثِيِ.
وَبَدَأْتِ بَحْثَي بِمُقَدَّمَةٍ عَنِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ وَنَشْأَتُهُ وَأُصَوِّلُهُ وَتَطَوُّرَهُ وَخُصُوصِيَّةُ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ وَآرَاءُ الْبَاحِثِينَ حَوْلَ أَزْمَةِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ وَمَا الْأُمُورُ الَّتِي آلَ إِلَيهَا الْمَسْرَحُ السُّعُودِيُّ وَكَيْفِيَّةُ تَغَلُّبِهِ عَلَى الْأَزْمَاتِ الَّتِي أَحَاطَتْ بِهِ مِنْ خِلاَلِ مَسْرَحِ سُعُودِيِ مُعَاصِرِ مُتَطَوِّرٍ وَاُشْتُمِلْتِ نُصُوصَ الْمَسْرَحِيَّةِ وَأُسْلوبُهُ الْكِتَابِيِ وَكَيْفً اِسْتَطَاعَ أَنْ يُسَخِّرَ النَّصُّ الْمَسْرَحِيُّ فِي إِعْلاءِ شَأْنِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ.
كَمَا تُضُمِّنْتِ الْمُقَدَّمَةَ عَنِ الدِّرَاسَاتِ السَّابِقَةِ عَنِ الْكَاتِبِ الْمَسْرَحِيِّ فَهْدُ رَدَّةِ الْحارِثِيِ وَمَا وُقِفْتِ إِلَيه فِيمَ يُفِيدَ بَحْثْي حَوْلَ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ الْمَسْرَحِيِّ لِلْحارِثِيِ وَمَا الْإضافَاتُ الَّتِي سَيُضِيفُهَا الْبَحْث عَلَى مَا تَمُّ الْوُصُولِ إِلَيه:
 

  • ينقسم البحث إلى بابين وهما:
  • الباب الأول: البنية الداخلية لمسرحيات فهد ردة الحارثي:

 
الفصل الأول: الحبكة المسرحية عند فهد ردة الحارثي
 

  • العرض التمهيدي
  • العقدة
  • الحل

 
الفصل الثاني: عناصر الحبكة المسرحية عند الحارثي:
 

  • الفكرة .
  • الشخصية.
  • الحوار فى مسرح الحارثى .
  • الفعل ( الحدث الدرامي) .
  • الزمن .
  • المكان .
  • الباب الثاني: الصراع الدرامي في مسرحيات فهد ردة الحارثي:

 
الفصل الأول: عناصر البناء الدرامي ودورها في تشكيل الصراع.
 

  • الصراع الدرامي.
  • أشكال الصراع الدرامي.
  • أنواع الصراع الدرامي.

 
الفصل الثاني: عتاصر البناء الدرامي وجورها في تشكيل الصراع الدرامي عند الحارثي
مسرحية ” تنصيص ” نموذجا ومسرحية كافى
ثم يختتم البحث بالتوصيات والمقترحات وما أثر مسرح فهد ردة الحارثي على المسرح السعودي.
 

  • نُبْذَةٌ عَنِ الْكَاتِبِ المسرحى فَهْدُ رَدَّةِ الْحارِثِيِ :

 
لَعَلَّ الْفَتْرَةَ الْأَخِيرَةَ مِنْ هَذَا الْقَرْنِ شهِدْتِ بُزُوغًا وتقدمًا كَبِيرًا لِلْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ ، مما اسْتُوقِفَ الْعَدِيدُ مِنَ الْمَسْرَحَيْنِ وَالْأدباءِ وَالْبَاحِثِينَ لِلْوُصُولِ إِلَى سِرٍّ هَذَا الْبُزُوغِ وَتَحْلِيلَهُ وَدِرَاسَتهُ وَمُشَاهِدَةَ الْعَدِيدِ مِنَ الْمَسْرَحِيَّاتِ الَّتِي أثِرْتِ الْمَجَالَ الْمَسْرَحِيَّ ، وَخُصُوصا فِي الْكِتَابَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ ، وَرَغَمَ أَنَّ الْمَسْرَحَ السُّعُودِيَّ مَا زَالَ يَبْحَثُ عَنْ مَكَانَتِهِ الَّتِي لَمْ يَصِلْ إِلَيهَا بَعْد ، إلّا أَنَّه لَا يُخْفِي عَلَى الْكَثِيرِ أَنَّ النَّصَّ الْمَسْرَحِيَّ السُّعُودِيَّ قَدْ وَصَلَ إِلَى مَكَانَةِ عَالِيَةٍ بِالْمَسْرَحِ العربي، وَأَصْبَحَ الْقَائِدَ الْحَقِيقِيّ لِاِزْدِهَارِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ ، وَأَعْتَقِدُ أَنَّه رَغْمُ الْمُعَوِّقَاتِ الَّتِي تُعَوِّقَ الْمَسْرَحَ السُّعُودِيَّ إلّا أَنَّه يُوجَدُ بادِرَةُ أَمَلٍ لِوُصُولِهِ إِلَى مَا يَسْتَحِقُّ وَذَلِكً بِسَبَبِ الْأَعْمَالِ الْأَخِيرَةِ ، الَّتِي أَسْهَمْتِ فِي إثراته وَلَعَلَّ الَّذِي لَفتَ نَظَرُي إِلَى الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ هُوَ نُصُوصُ الْكَاتِبِ الْمَسْرَحِيِّ ” فَهْدُ رَدَّةِ الْحارِثِيِ ” لِأَنَّه اِسْتَطَاعَ أَنْ يَصْبِغَ الْمَسْرَحُ السُّعُودِيُّ بِصِبْغَةِ فَرِيدَةٍ جَعَلْتِهِ يَتَغَلَّبُ عَلَى مُعَوِّقَاتِهُ الْمَعْرُوفَةِ وَمُنِحْتِهِ مَضْمُونًا خاصًا يُعْبَرْ عَنْ مَسْرَحِ جَدِيدٍ مِنْ حَيْثُ الْفِكْرِ وَالْمَوْضُوعِ، وَقَدْ وظفت بَحْثَي هَذَا لِتَحْلِيلِ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ فِي نُصُوصِ مَسْرَحِ فَهْدِ الرَّدَّةِ الْحارِثِيَّ وَأَرَدْتُ أَنْ أُرَكِّزَ عَلَى الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ لِأَنَّ ثَمَّةَ اِخْتِلاَفَ وَتُمَيِّزُ لَدَى كِتَابَاتِ فَهْدِ الرَّدَّةِ الْحارِثِيَّ ، وَهِي إِنَّه مُؤَلِّفُ كَاسِرٌ لِلنَّسَقِ الطَّبِيعِيِّ لِلْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ أغْلَبَ مَسْرَحِيَّاتِهِ يَبْدُو بِنَاؤُهَا الدِّرامِيِّ وَاضِحٌ وَلَكِنَّ أَحَيَّانَا يَبْعُدُ عَنِ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ ، كَمَا لِفَهْدِ الرَّدَّةِ أُسْلوبُ مُخْتَلِفٌ مِنْ حَيْثُ اِسْتِخْدامِهِ لِلُغَةِ وَالْفِكْر ، لِذَا نَجِدُ أَنَّ كُلّ هَذِهٍ الْأسْبَابُ جَدِيرَةُ بالدِّرَاسَةِ وَالتَّحْلِيلِ للبَنَّاء الدِّرامِيِّ لِمَسْرَحِهِ وَخُصُوصًا أَنَّ نُصُوصَه الْمَسْرَحِيَّةِ تَغْلِبت عَلَى مَا يُعَانِيهِ الْمَسْرَحَ السُّعُودِيَّ  من معوقات
، نَجِدُ أَنَّ فَهْدَ رَدَّةِ الْحارِثِيِ تُوغِلُ فِي دَاخِلِ الْإِنْسانِ بَلْ غَاصًّ إِلَى أَعْمَاقِهِ مُحاوِلًا أَنْ يَجِدَ تَفْسِيرَاتٌ لأسثلة كَثِيرَةُ تَشْغَلُ الْإِنْسانَ مُنْذُ قَدِيمِ الْأَزَلِ ، وَقَدْ عَنَى الْحارِثِيُّ بِالدَّاخِلِ الْإِنْسانِيِّ وَحِوَارَهُ مَعً ذاته وَرُؤْيَتَهُ لِلْآخِرِ وَالْأَشْيَاءَ مِنْ خِلاَلٍ هَذِهٍ الذات الْبَشَرِيَّةَ وَتَجَلَّتْ لَدَيه المونودراما فِي الْعَدِيدِ مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ.
فَشَخْصِيَّةُ فَهْدِ رَدَّةِ تُمَيِّلُ إِلَى الْإِنْسانِ بِمَفْهُومِهِ الشَّامِلِ مَا يُؤَرِّقُهُ وَيَشْغَلُهُ وَيُحَيِّرُهُ وَيَجْعَلُهُ يُفَكِّرُ في أحْلاَمهِ وَطَمُوحَاتِهِ وَأَفْكَاره وَهَوَاجِسه وَمَخَاوِفَه وآلامِه وَعَذَابَاتِهِ وَعَوَاطِفهِ وَأَوْهَامه ِوَمَشَاكِله وأفراحه وَأحْزَانَه وَكُلُّ مَا يَجُولُ بذاتهِ ، فَهُوَ كَاتِبُ مَسْرَحِيٍ اِعْتَمَدَ عَلَى الْإِنْسانِيَّاتِ وَمُنَاقَشَتَهَا عَلَى الْمَسْرَحِ مِنْ خِلاَلِ شَخْصِيَّاتٍ تُمَثِّلُ أَنْمَاطَ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الْبَشَرِ.
. إِنَّ الْحارِثِيَّ اِسْتَطَاعَ مِنْ خِلاَلِ تَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَى الدَّاخِلِ الْإِنْسانِيِّ وَتَجْسِيدُ تَفَاصِيلِهِ عَلَى خَشَبَةِ الْمَسْرَحِ مِنْ خِلاَلِ حِوَارِ يَسْتَخْدِمُ الفاظ تَمَيُّلً إِلَى الشَّاعِريَّةِ وَالْخَيَالِ وَمِنْ خِلاَلِ الْاِهْتِمَامِ بِالشَّخْصِيَّاتِ الْمُهَمَّشَةِ الَّتِي بَعْدَ الْمَسْرَحِ التَّقْليدِيِ عَنِ التَّرْكِيزِ عَلَيهَا هَذِهٍ الشَّخْصِيَّاتِ الهامشيه أَصْبَحَتْ فِي مَسْرَحِ الْحارِثِيِ أبطالاً لَهَا قِيمَةُ كَبِيرَةٌ لَمْ تَكُنْ وَاضِحَةً لِأَنَّهَا بَرَزْتِ مِنْ خِلاَلِ لُغَةِ الْحارِثِيِ وَحِوَارُهُ الْمَسْرَحِيِ فَقَدْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَصِلَ بِالْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ إِلَى مِنْطَقَةِ جَدِيدَةٍ تَتَوَاءَمُ مَعَ ظُروفِ
وقد حلل الباحث فى  رسالته أكثر من خمس وعشرين مسرحية وحلل المسرحتين الأخيين لفهد  ردة  “تنصيص” و” كافى “
مسرحيات فهد الحارثى فى الرسالة التى حللها  الباحث :
يا رايح الْوَادِي ، بَيْتُ الْعِزِّ ، شَدَتْ الْقَافِلَةُ ، النَّبْعُ ، الْبابُورُ ، مَلَفٌّ إنجليزي ، أَنَا مسروريا قَلْعَةٌ ، شُرُوقُ مَرْيَمٍ ، زُبِنَ خَلِيُّكَ رُجَّالٍ ، البروفه الْأَخِيرَةَ ، الْمُحْتَكِرُ ، لُعْبَةُ الْكُرَّاسِيِ ، بَازَارٌ ، عَصْفٌ ، النَّاسُ وَالْحَبَّالَ ، الْعَرْضُ الْأَخِيرُ ، سَفَرُ الْهَوَامِشِ ، يُوشِكُ أَنْ يَنْفَجِرَ ، أَنْباءُ الصَّمْتِ ، حالَةُ قَلَقٍ ، رِحْلَةُ بَحْثٍ ، كُنَّا صَدِيقَيْنٍ ، نُقْطَةُ آخِرِ السَّطْرِ ، يا وَرْدِ مَيْنِ يَشْتَرِيكَ ، عَنْتَرَةُ أُسْطورَةِ الْحُبِّ وَالْحَرِبِ ، الْمَحَطَّةُ لَا تُغَادِرْ ، الْجُثَّةُ صِفْرٌ ، رِحْلَةُ بَحْثٍ ، مِسَاحَةُ بُوحٍ ، تَشَابُكٌ ، تَفَاصِيلُ الْغِيَابِ ، بَعيدَا عَنِ السَّيْطَرَةِ ، وَأَخِيرَا تَنْصِيصٍ . وَكافَى
كما  تناول  الباحث  بالتحليل  الدراسة  التى  سبقت  بحثه للباحثة “تركية الثبيطى”والذى نشر فِي عَامٍ 2017 بعنوان كتاب” تَفَاصِيلُ الطِّينِ وَمَحَطَّاتُ الْمُغادَرَةِ  بِنْيَةُ الْعَلاَمَةِ فِي نُصُوصِ فَهْدِ رَدَّةِ الْمَسْرَحِيَّةِ ، مِنْ إِصْدارِ نَادِي الاحساء الْأدَبِيِ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ أُطْروحَةِ قدمتِهَا الْبَاحِثَةِ تُرْكِيَّةُ عَواضِ الثُّبَيْتِيِّ لِجَامِعَةِ الطَّائِفِ لِنَيَلُّ دَرَجَةَ الْماجِسْتِيرِ وَقَدْ حَصَلْتِ عَلَى تَقْديرِ اِمْتِيازٍ
واستعرض  الباحث  الصعوبات التى واجهته فى  الرسالة  منها ندرة المصادر عن المسرح السعودي وصعوبة تقريب  الثقافة  السعودية للمجتمع العربي ، أيضا خصوصية المسرح  السعودى  ، ندرة  ما  كتب فى  فهد ردة  الحارثى  بشكل  منهجى وعلمى  ،فأغلب المكتوب  عبارة  عن  مقالات  أو  صفحات  على  مواقع  الكترونية على  الشبكة  العنكبوتية .
فَهْدُ الْحارِثِيِ كَاتِبُ مَسْرَحِيِ مَهْمُومٍ بِقَضِيَّةِ الْمَسْرَحِ ، وَهَذَا يَتَّضِحُ فِي مَسْرَحِهِ فَفِي عَامٍ 2018 أُنْتِجَ فَهْدَ الْحارِثِيِ مَسْرَحِيَّةُ جَدِيدَةٌ بِعُنْوَانٍ ” تَنْصِيصٌ ” وَهِي تَعَالُجُ مُشَكَّلَاتِ الْمَسْرَحِ وَالْمُسَرَّحِينَ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ صُدُورِ كِتَابِ الْبَاحِثَةِ تُرْكِيَّةٌ بَعْدَ إِنْتاجِ مَسْرَحِيَّةِ تَنْصِيصٍ إلّا أَنَّهَا أَكَّدْتِ فِي بَحْثِهَا أَنَّ فَهْدَ الْحارِثِيِ صَاحِبُ قَضِيَّةٍ وَمَهْمُومً دَوْمًا بِالْمَسْرَحِ وَقَضَايَا وَمُشَكَّلَاتُهُ وَإِنْجازَاتِهِ . وقام  الباحث  بتحليل  مسرحية  تنصيص وكافى وهذا  لم  يتم  تحليله نهائيا  من  خلال بحث  علمى  وأنما كتب  عنه بعض  المقالات  على  الشبكة  العنكبوتية
. وَيُوضِحُ فَهْدُ رَدَّةِ الْحارِثِيِ عَمَلِيَّةُ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ مِنْ خِلاَلٍ هَذِهٍ الْفَتْرَةِ حَيْثٌ يَقُولُ  وَمَّأَ أَنَّ يُتْمً لِلْكَاتِبِ فَعَلًّ اِقْتِناصً هَذِهِ الْفِكْرَةِ حَتَّى يُسَارِعَ الْكَاتِبُ بِكِتَابَةِ نَصِّهِ وَتَحْوِيلُ الْفِكْرَةِ إِلَى أَفْكَارٍ وَأَشْكَالِ مُتَدَاخِلَةِ مُتَرَابِطَةِ مُتَمَاسِكَةِ إِنَّه سَيُحَوِّلُهَا فِي سَاعَةٍ فِي يَوْمٍ فِي شَهْرٍ فِي سَنَةٍ ، تَتَدَفَّقُ لِحُروفِ تَتْبَعُهَا الْكَلِمَاتِ ، تَتَرَابَطُ فِي جَمَلِ مُكَوِّنَةٍ ذَلِكَ النَّصُّ الْمُذْهِلُ واللامذهل الْمُدْهِشُ وَالْعَادِيُّ ، وَهُوَ يَكْتُبُ نَصُّهُ وَفْقِ مِنْهَجٍ ، مَدْرَسَةٌ وَدُونَ مِنْهَجً وَمَدْرَسَةٌ ، وَقَدْ يَكْتُبُ نصًا تقليديًا أَوْ ملحميًا أَوْ تسجيليًا أَوْ يَكْتُبُ نصًا عَبَثًا “.()
وَنَجِدُ فِي الْعِبَارَةِ السَّابِقَةِ أَنَّ فَهْدَ رَدَّةٍ ، قَدْ وُضِعَ إِطاراً علمياً أكاديمياً لِعَمَلِيَّةِ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ بِمُنْتَهى الْبَساطَةِ ، فَالْفِكْرَةُ عِنْدَه تَتَوَالَدُ إِلَى مَجْمُوعَةِ أَفْكَارِ وَتَتَدَاخَلُ بِأَشْكَالِ مُتَرَابِطَةٍ وَفَنِّيَّةُ مُتَمَاسِكَةٌ ثُمَّ تَتَحَوَّلَ الْفِكْرَةَ وَالْأَفْكَارَ إِلَى حُروفٍ وَالْحُروفَ لِكَلِمَاتٍ وَالْكَلِمَاتِ لِجَمَلٍ كُلُّهَا تُشَكِّلَ نَسِيجَ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ . هَذَا التأطير الْعِلْمِيَّ لِعَمَلِيَّةِ الْكِتَابَةِ تُجْعَلُنَا نِقْفً أَمَامَ كَاتِبِ مَسْرَحِيٍ فِي يَدٍ مِنْ نَوْعِهِ الْآخِرِ يُمَيِّلُ إِلَى الْمَنْطِقِ وَالْعَقْلَ وَالتَّرْتِيبَ الْفِكْرِيِ فَهُوَ أَمَامَ ذاته يَعْلَمُ كُلُّ الْعِلْمِ مَا يَفْعَلُ نُكْمِلُ مَا يَكْتُبُهُ لَهُ قَصْدُ وَتَظْهَرُ صَمْتَهُ بِهِ .
* وَهَذَا مَا سنراه فِي تَحْلِيلِ النُّصُوصِ وَتَأْكِيدًا لِعَمَلِيَّةِ الْبِنَاءِ الدِّرامِيِّ بِالْجُمْلَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ فَاِسْتَطَاعَ فَهْدٌ أَنْ يَبْنِيَ الدِّرَامَا فِي جُمْلَةِ حَوَارِيَّةٍ .
* فَهُوَ كَمَا يَقُولُ لِرُؤْيَتِهِ لِلنَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ الْمُخْتَلِفِ وَالْجَدِيدِ. 
“إِنَّنَا أَمَامَ عَالَمِ مُتَغَيِّرِ مُتَبَدِّلِ سَرِيعِ الرَّكْضِ نَحْوَ اِتِّجَاهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَكُلُّ يَوْمِ يَمَرُّ بِنَا يَجْعَلُنَا نَلْهَثُ فِي الرَّكْضِ خَلْفَ هَذِهِ الْاِتِّجَاهَاتِ لِأَنَّكَ بِبَساطَةِ شَدِيدَةٍ لَا تَسْتَطِيعُ أَنَّ تَظَلُّ وَاقِفًا وَكُلُّ شَيْءِ يَرْكُضُ مِنْ حَوْلَكَ ، نَحْنُ فِي عُمْقِ دُوَّامَاتٍ مِنَ التَّغَيُّرِ وَإِعادَةُ الْهَدْمِ وَالْبَنَّاءِ لِعَالَمِ جَدِيدٍ ، عَالَمٌ لَهُ فَكُرَةُ وَتَكْوِينَهُ وَبِنْيَتُهُ الْخَاصَّةِ بِهِ وَلَعَلَّ مِنْ أَكْبَرُ أَمِنْهَا بِنْيَةُ مُتَحَرِّكَةٌ لَا قَرَارً فِيهَا”.
وَمِنْ هَذَا نَفْهَمُ أَنَّ النَّصَّ الْمَسْرَحِيَّ عِنْدَ كَاتِبِنَا لاَبِدٍ أَنْ يُوَاكِبَ سُرْعَةَ وَتُغَيِّرُ الْعَالَمَ الْمُحِيطَ ، وَهَذَا لَنْ يَأْتِيَ مِنْ خِلاَلِ النَّصِّ وَالْبَنَّاءِ الدِّرامِيِّ التَّقْليدِيِ وَإِنَّمَا لاَبِدً أَنْ يَتَوَغَّلَ فِي عَالَمِ مُخْتَلِفِ ،يَرْصُدُ مَا بِدَاخِلِ الْإِنْسانِ الْمُعَاصِرِ مِنْ مُشَكَّلَاتٍ وَقَضَايَا ، فَإِنْسانٌ هَذَا الْعَصْرِ مُحَاطً بِقَضَايَا الْغُرْبَةِ وَالْاِغْتِرَابَ وَالتَّهْميشُ وَالْفقرُ وَالْعُنْصُرِيَّةُ وَبِعَدَمِ الْاِسْتِقْرارِ ، رُؤْيَةُ كَاتِبِنَا أَنَّ النَّصَّ الْمَسْرَحِيَّ لاَبِدً أَنَّ يَغُوصُ فِي هَذَا التَّغْيِيرِ الَّذِي يَشْهَدَهُ الْعَالَمَ وَأَنْ يُمَثِّلَ الصِّراعَ الدَّاخِلِيّ لِإِنْسانٍ اخْتُلِفْتِ ظُروفَهُ الْمَعِيشِيَّةِ عَنْ سَابِقِهِ. 
وَيُؤَكِّدُ ذَلِكً قَائِلًا ” لَكِنِّي أَتَصَوُّرً أَنَّ كُلُّ ذَلِكً سَيَحْمِلُ فِي طياته تحولاً فِي الْخِطَابِ الْمَسْرَحِيِّ عَلَى كَافَّةِ مُسْتَوِيَاتِ الْحَرَكَةِ ، فَمِنْ غَيْرَ الْمِنْطَقِيِ أَنْ يَتَحَوَّلَ كُلُّ شَيْءِ حَوْلِكَ وَتَبْقَى أَنْتَ سَاكِنَا اعتياديًا لَا مَلاَمِحَ بِالتَّغَيُّرِ بِكَ . ثُمَّ يُوضَعُ فَهْدُ الْحارِثِيِ أَنَّ هُنَاكَ اِخْتِلاَفً بَيْنَ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ الْيَوْمَ وَبَيْنَ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ فِي السَّابِقِ وَنَجِدُهُ يُدَعِّمَ الْجَدَلِيَّاتُ فِي الْبِنَاءِ الْمَسْرَحِيِّ الْجَدِيدِ .يقول فهد الحارثي: بعد أن كانت الأسئلة المحورية محور في البناء المسرحي لفترة طويلة نظرًا لظروف سياسية ورقابية واجتماعية واقتصادية، تحل الجدليات محل الأسئلة لتناقش القضايا، ليس لأن الأمور تبدو واضحة أكثر الآن، ولكن لأن مستويات الحرية وسقفها ارتفع قليلاً أو كثيرًا حسب حالة العباد والبلاد، واستطاعت محركات الأحداث أن تشعل الجدليات عوضًا عن الأسئلة. 
* لِذَلِكَ نَجِدُ أَنَّ تَدْعِيمَ فَهْدِ الْحارِثِيِ لِلْجَدَلِيَّاتِ فِي الْفَتْرَةِ الْقَادِمَةِ مِنْ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ الْعَرَبِيِّ تَأْتِي لِإيمَانِهِ بِقِيمَةِ الْعَقْلِ وَضَرُورَةً أَنْ يُعْمِلَ الْقَارِئُ وَالْمُشَاهِدُ عَلَى الْعَرْضِ عَقْلَهُ فِي الْقَضَايَا الْمَطْرُوحَةِ وَأَنْ يَكُونَ لَهُ دَوْرُ وَلَا يَكُنْ سَاكِنًاَ كَالْمُعْتَادِ ، فَالْمُتَعَارَفُ عَلَيه أَنَّ دَوْرَ الْمُشَاهِدِ أَوْ الْمُتَفَرِّجَ هُوَ دَوْرُ سَلْبِيُّ يَحْمِلُ مَعَانِي الْمُشَاهِدَةِ لِلْاِسْتِمْتاعِ بِالْعَرْضِ أَوْ التَّسْلِيَةَ ، وَلَكِنَّ لِإيمَانِ الْكَاتِبِ بِضَرُورَةِ إِشْراكِ الْمُشَاهِدِ أَوْ قَارِئُ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ لمَا أَصْبَحَ عَلَيه الْمُشَاهِدَ مِنْ تَغْيِيرٍ أَنْ يَكُونُ لَهُ دَوْرً فِي تَرْجِيحِ الْقَضَايَا الْجَدَلِيَّةِ وَاِخْتِيَارُ الْأَنْسَبِ لَهُ ، فَالْحُرِّيَّةُ الَّتِي سَقْفَهَا اُرْتُفِعَ عِنْدَ الْمُشَاهِدِ الْعَرَبِيِّ حَتَمْتِ عَلَى كَاتِبِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ فِي عَصْرِنَا الْحالِيِّ أَنْ يَتْرُكَ لِلْمُشَاهِدِ الْاِخْتِيَارَ وَعَدَمُ الْإِجْبَارِ عَلَى فِكْرَةِ مُؤْمِنٍ بِهَا كَاتِبُ النَّصِّ ، فَالْأسْئِلَةُ الْمُبَاشِرَةُ لَيْسَتْ الْوَسِيلَةُ الَّتِي تَجْعَلُ مِنْ قَارِئِ النَّصِّ وَمُشَاهِدُهُ عُنْصُرِ فَعَّالِ يُرْضِي بم يُلْقَى لَهُ مِنْ أَفْكَارٍ ، لِذَلِكَ اُعْتُمِدْتِ نُصُوصَ فَهْدِ الرَّدَّةِ الْحارِثِيَّ عَلَى الْجَدَلِيَّاتِ وَالْفَرَضِيَاتِ وَكَثْرَةُ زَوايا الرُّؤْيَا وَتُدَاخِلُ الْأَفْكَارَ وَنَجِدُ ذَلِكً فِي أَكْثَرُ مِنْ نَصٍّ آخرهم نَصًّ ” تَنْصِيصٌ ” يَحْمِلُ لَنَا فَكُرَةُ مُخْتَلِفَةٍ ، تَضَعُ الْقَارِئَ فِي فَرَضِيَّاتُ وَجَدَلِيَّاتٌ وَهَذَا مَا يَجْعَلُ الْبَاحِثُ يُؤَكِّدُ أَنَّ فَهْدَ الرَّدَّةِ الْحارِثِيَّ اِسْتَطَاعَ أَنْ يُعَبِّرَ بِالنَّصِّ لِاِتِّجَاهِ يَجْعَلُهُ نَصًّ حَيًّ ، نَصُّ تَفَاعُلِيٍ ، نَصُّ يَتَعَايَشُ مَعَنَا وَنَتَعَايَشُ مَعَه.
ثم  يبدأ  البحث بمقدمة للتعريف  بالمسرح السعودى  ونشأته وعوامل  تطوره 
المرحلة الأولى: مرحلة النشأة الأولى التأسيس والتجربة
المرحلة الثانية : مَرْحَلَةُ التَّأْسِيسِ الثَّانِيَةَ أَوْ رِيادَةُ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ
المرحلة الثالثة : مرحلة التجريب والتأصيل.
العوامل المسرحية في نهضة المسرح السعودي المعاصر:
الأزمات التي واجهها المسرح السعودي:
يحدد الباحث أزمة المسرح السعودي في النقاط التالية:
1- لَا يُوجَدُ كُتُبُ ثَقافِيَّةُ وَتَعْلِيمِيَّةٌ عَنِ الْمَسْرَحِ بِشَكْلِ كَثِيفٍ حَيْثٌ تَضُمَّ الْمَكْتَبَةَ الْمَسْرَحِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ عَدَدُ قَلِيلٌ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي تَعْرِضُ تَارِيخَ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ ، أَوْ الْمَنَاحِيِ الْمَسْرَحِيَّةِ ، أَوْ أَعلامُ الْأدَبِ السُّعُودِيِّ ، أَوْ كَيْفِيَّةُ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ ، فَلَا زَالَ الطَّرِيقُ مَفْتُوحَاً أَمَامَ الْعَدِيدِ مِنَ الْكِتَابِ لِإِثْرَاءِ مَكْتَبَةِ الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ وَتَعْرِيفُ الْمُجْتَمَعِ بِأهَمِّيَّةِ الْمَسْرَحِ وَقَيِّمَتَهُ وَفَائِدَتَهُ فِي عَرْضِ الْمُشَكَّلَاتِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ فَحَلَّتَهَا.
2- تَفْتَقِرُ الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ إِلَى مَعَاهِدِ أكَادِيمِيّةِ عُلْيَا لِلتَّعْرِيفِ بِالْمَسْرَحِ ، وَالنَّصُّ الْمَسْرَحِيُّ ، وَالْعَرْضُ ، الدِّيكُورُ ، وَخَشَبَةُ الْمَسْرَحِ ، وَكَذَلِكَ تَفْتَقِرُ الْجَامِعَاتِ لِلْأَقْسَامِ الْمُتَخَصِّصَةِ فِي الْمَسْرَحِ ، وَبِالْتَّالِي نَجِدُ نُدْرَةً فِي الْأكَادِيمِيِّينَ الْمُتَخَصِّصِينَ فِي مَجَالِ الْمَسْرَحِ وَخُصُوصَا الْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ .
3- دَوْرُ الْعَرْضِ وَالْمَسَارِحَ ، وَقَاعَاتُ الْجَامِعَاتِ مُغْلَقَةُ مُحَافِظٍ عَلَيهَا لِلْحَفْلَاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالنَّدْوَاتُ الْعِلْمِيَّةُ وَلاَبِدً ان تَكُونَ الْقَاعَاتِ وَالْمَسَارِحُ مُجَهَّزَةٌ بِكُلِّ مَا يُتِيحُ لِلْعُرُوضِ الْمَسْرَحِيَّةِ لِلنّجاحِ
 .4- دِرَاسَةُ الْفُنُونِ الْمَسْرَحِيَّةِ فِي الْجَامِعَاتِ ، سَتُتِيحُ التَّوَسُّعَ فِي الْأبْحَاثِ وَالنَّشْرُ الْأكَادِيمِيُّ لِهَذِهٍ الْأبْحَاثَ لِمُعَالَجَةٍ أَيُّ ظاهِرَةِ خَاصَّةٍ بِالْمَسْرَحِ وَمُحَاوَلَةُ تَشْجِيعِ الطُّلاَّبِ لِلْاِنْتِسابِ لِلْمَعَاهِدِ الْفَنِّيَّةَ لِلْمَسْرَحِ وَالْأكَادِيمِيَّاتُ الْمَسْرَحِيَّةُ.
5- نَقْصُ الْوَعْي الْاِجْتِمَاعِيِّ وَالثَّقافِيِّ لِفَنِّ الْمَسْرَحِ وَقَيِّمَتَهُ وَعَدَمُ تَفْهَمٍ قِيمَةَ الثَّقَافَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ ، فَيَجِبُ تَعْرِيفُ النَّاسِ بِالْمُجْتَمَعِ عَنِ الْمَسْرَحِ وَالْفَنُّ الْمَسْرَحِيُّ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ فُنُونِ الْإِضاءةِ وَالدِّيكُورَ.
– أَغُلِبَ النَّاسُ تُفَكِّرُ فِي الْمِهْنَةِ الَّتِي سَتُمْتَهَنُهَا مُسْتَقْبَلًا ، لِذَلِكَ فَغَالِبِيَّةٌ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَسْرَحِ السُّعُودِيِّ يَعْمَلُونَ كَهُوَا
– لَا يُوجَدُ مَرْكَزُ أكَادِيمِيٌّ لِتَنْمِيَةِ الْمَهَارَاتِ الْمَسْرَحِيَّةِ مِنْ كِتَابَةِ النَّصِّ الْمَسْرَحِيِّ – الدِّيكُورُ – الْإِضاءةُ دَرَّاسَةُ أكَادِيمِيّةُ وَافِيَةُ تَخْرُجُ كوادر مِنْ دَاخِلِ الْمَمْلَكَةِ وَتُسَاعِدُ عَلَى نُمُوِّهَا
الباب الأول  البنية  الداخلية لمسرح  فهد  الحارثى
الفصل  الأول  :  الحبكة  المسرحية  فى نصوص فهد رد الحارثى المسرحية
 

  • العروض  التمهيدية والمقدمات المسرحية
  • التعقيد
  • الحل .

 
استعرض الباحث من  خلال  تحليلة  لمجموعة  من مسرحيات الحارثى  العروض  التمهيدية ووجد  إِنَّه لَا يَغْرَقْ فِي التَّفَاصِيلِ مُنْذُ الْبِدَايَةِ وَإِنَّمَا يَسْتَخْدِمَ الرَّمْزُ وَالْأسْئِلَةُ الْمُثِيرَةُ ؛ الَّتِي لَا يُجَابُ عَلَيهَا فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ مِنْ مَرَاحِلِ الْحَبْكَةِ  مِنْ مَرَاحِلِ الْحَبْكَةِ والتعقيد  فى  مسرحه والحلول التى كانت فى أغلب نصوصه  مفتوحة  غير  مباشرة  لإعمال  عقول القارئ والمشاهد .
الفصل  الثانى :عناصر الحبكة  المسرحية  عند  الحارثى  
 

  • فكرة .
  • حوار.
  • شخصيات .
  • الفعل  .
  • الزمن .
  • المكان .

 
استنتج  الباحث أَغُلِبَ الْأَفْكَارُ لِنُصُوصِ الْكَاتِبِ الْمَسْرَحِيِّ دَارَتْ حَوْلٌ ” الْحُلْمُ – الصِّراعُ الذّاتِيُّ – الْقَلَقُ – سُلْطَوِيَّةُ الذُّكورِ – الْأَمَلُ وَأَغْلِبُهَا تَبَحُّرً فِي الذات الْإِنْسانِيَّ.
 2- أَفَكَارَ الْمَسْرَحِيَّاتُ جِرِّيئةُ ، فَلَمْ يرى الْبَاحِثَ أَنَّ الْحارِثِيَّ قَدْ خُجِلَ مِنْ أَفْكَارٍ ، تَمَسُّ دَاخِلَ الْمَرْأَةِ وَإِحْسَاسَهَا وَقَضَايَاُهَا الْخَاصَّةِ كَمَا جَاءَ فِي شُرُوقِ مَرْيَمٍ ،” سُكَّرُ نباتٌ ” فَالْمَسْرَحِيَّتَانِِ تُنَاقِشَانِّ أُمُورَ تَتَعَلَّقُ بِإِحْسَاسِ الْمَرْأَةِ وَقَدْ عَبَّرَ عَنْهَا بِطَلاَقَةٍ بَلْ اِسْتَطَاعَ فِي مَسْرَحِيَّةِ شُرُوقِ مَرْيَمٍ أَنْ يُجَسِّدَ إِحْسَاسُ الْمَرْأَةِ الْمُطْلَقَةِ وَنَظْرَةُ الْمُجْتَمَعِ لَهَا وَهِي قَضِيَّةُ شَائِكَةٌ فِي الْمُجْتَمَعِ السُّعُودِيِّ.
3- جَاءَتْ أَفْكَارُ الْمَسْرَحِيَّاتِ فِي أغْلَبِهَا أَفْكَارِ فَلْسَفِيَّةٍ جَدَلِيَّةٍ ، كَمَا فِي مَسْرَحِيَّةٍ ” تُشَابِكُ ” حَيْثُ الصِّراعِ الدَّاخِلِيِّ بَيْنَ النَّفْسِ وَالْإِنْسانَ وَاِسْتَطَاعَ مِنْ خِلاَلِ الْفِكْرِ الْفَلْسَفِيِّ أَنْ يَطْرَحَ قَضَايَا اِجْتِمَاعِيَّةُ 
 

  • أَنَّ الْحارِثِيَّ ، اُتُّخِذَ مِنْ شَخْصِيَّاتِهِ عُنْوَانًا لِأَفْكَارٍ أَوْ تَوْضِيحًا لَمَّا تَدُورَ حَوْلُهُ الْفِكْرَةِ وَالْقَيِّمَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ مِثْلُ مَسْرَحِيَّاتٍ ” شُرُوقُ مَرْيَمٍ – زَيَّنَ – لُعْبَةُ الْكُرَّاسِيِ ” فَقَدْ أُطْلِقَ أَسْماءَ شَخْصِيَّاتِ الْمَسْرَحِيَّةِ كَعُنْوَانٍ لَهَا لِأَنَّهَا تُعَبِّرُ عَنْ مَضْمُونِ الْفِكْرَةِ.
  •  اُهْتُمَّ الْحارِثِيُّ بِشَخْصِيَّاتٍ جَدِيدَةٍ وَغَيْرَ مُسْتَغِلَّةً فِي الْمَسْرَحِ مِنْ قَبْلَ فَقَدْ جَعَلَ ” الْجُثَّةُ ” فِي مَسْرَحِيَّةٍ ” الْجُثَّةُ صِفْرً ” تَتَحَاوَرُ مَعَ مُحَقِّقِهَا فَقَدْ جُعِلَهَا شَخْصِيَّةَ مِحْوَرِيَّةٍ عَلَى غَيْرَ الْمُعْتَادِ ، مِمَّا يَكْسِبَ النَّصُّ كَثِيرًا مِنَ الْإِثَارَةِ .

 
← اُعْتُمِدَ الْحارِثِيُّ عَلَى التَّنَوُّعِ وَالتَّجْدِيدَ فِي الشَّخْصِيَّاتِ 
 

  • يُحَدِّدْ أَسْماءٌ لِشَخْصِيَّاتٍ فِي بَعْضُ نُصُوصِهِ ، فَنَجِدُ اِسْتِخْدامَهُ لِكَلِمَةٍ ” مُمَثِّلٌ ” رَقَمَ 1 ، رَقَمَ 2 … وَهَذَا جَعَلَ نَوْعٌ مِنَ الصُّعُوبَةِ فِي تَحْدِيدِ الشَّخْصِيَّاتِ وَمَعَالِمَهَا ، وَإِلَى تَقَارُبِ الشَّخْصِيَّاتِ فِي الظُّهورِ وَتُعَاقِبُ أَدْوارَهَا.

 

    • – لُغَةُ الْحارِثِيِ اُعْتُمِدْتِ عَلِيَّ اللُّغَةِ الشَّاعِريَّةِ ، الَّتِي تَبْرُزَ دَفِئَ الْمَشَاعِرِ ، فَالْحِوَارُ عِنْدَ الْحارِثِيِ لَيْسَ مُجَرَّدُ تَوْضِيحِ فِكْرَةٍ فَقَطُّ ، و إِنَّمَا يُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِ عَمِيقِهِ لِلْمُمَثِّلِ يُرَادُ مِنْ خِلَالَهَا اظهار الْقِيمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ لِلْحِوَارِ وَهِي تَوْصِيلُ الْمَشَاعِرِ الصَّادِقَةِ .
    • 3- اُسْتُخْدِمَ الْحارِثِيُّ فِي لُغَةِ حِوَارِهِ ، لُغَةُ تَقُومُ عَلَى الصُّورِ الْبَلاغِيَّةَ و الْمُفَارَقَةَ و التَّكْرارَ و التَّفَاصِيلَ و التَّضَادَّ , و الصُّورَ الْبَلاغِيَّةَ و الْجِنَاسَ و رَدُّ الصَّدْرِ عُلِيَ الْعَجْزُ وَرَدُّ الْعَجْزِ عَلَى الصَّدْرِ و الْاِسْتِعارَاتِ .
    • 4- كَلِمَاتُ الْحِوَارِ مَرْكَزَهُ و مُكَثَّفَةً بِهَا دَلالَاتٍ و رُموزً الَّتِي لَهَا قِرَاءَاتُ مُخْتَلِفَةُ .
    • 5- مَا يُمَيِّزُ حِوَارَاتُ الْحارِثِيِ أَنَّهَا تَسْتَخْدِمَ لُغَةَ مُوسِيقِيَّةٍ أَوْ مُنْسَجِمَهُ مَعَ بَعْضِهَا لَهَا تَأْثِيرَاتُ صَوْتِيَّةٍ .
    • وَنَجِدُ أَنَّ الْفِعْلَ فِي مَسْرَحِ الْحارِثِيِ مُتَجَدِّدٌ ، و حَيَوِيًّ فِي مَسْرَحِيَّاتِهِ جَمِيعَهَا و لَمْ يَفْتَقِدْ مَسْرَحُ الْحارِثِيِ مِنَ الْفِعْلِ الْمُتَجَدِّدِ عُلِيَ الرَّغْمُ مِنْ مَيْلِ مَسْرَحِهِ إِلَى الْفِكْرِ وَالْفَلْسَفَةَ وَذَلِكً لِأَنَّهُ الْحَدَثَ يَرْتَكِزُ عَلِيُّ الْعَنَاصِرِ الْفِكْرِيَّةُ الدَّاخِلَةُ فِي الصِّراعِ الَّذِي يُجْرِيهِ
    • الزَّمَنُ عِنْدَ الْحارِثِيِ رَمْزٌ ، فَقَدْ اُسْتُخْدِمَ الرُّموزُ لِتَعْبِيرٍ عَنِ الزَّمَنِ ( الْمَسَاءُ ) رَمَزَ لِلْكِبَرِ أَوْ لِلتَّقَدُّمِ فِي الْعُمَرِ ،( الْفَجْرُ ) رَمَزَ لِلْبُزُوغِ وَالنُّورَ.

 

  • هُنَاكَ اِرْتِبَاطُ وَاضِحٌ بَيْنَ الحارثى وَالْفَجْرُ وَالصّباحُ ، لِأَنَّه يرى إِنَّه مَوْلُودُ جَدِيدٍ ، أَمَلٌ ، حُبٌّ ، بِدَايَةٌ ، فَالْفَجْرُ عِنْدَ الْحارِثِيِ لَيْسَ مُجَرَّدُ بِدَايَةِ يَوْمٍ وَإِنَّمَا مِيلاَدُ حَيَاةٍ

 
الصراع الدرامي في مسرحيات فهد ردة الحارثي
الفصل  الأول  عناصر  البناء  الدرامى  ودورها  فى  الصراع
الفصل  الثانى    تحليل  عناصر  البناء  الدرامى فى  نسرحية  تنصيص  وكافى
ثم  يحتتم  الباحث الرسالة  من  خلال  مجموعة  نوصيات وعدة  نتائج  من  أهمها
فهد ردة الحارثي كاتب مسرحي من نوع خاص استطاع أن يضفي بصمة مختلفة على المسرح السعودي، وقد استحقق لقب عراب رغم اللفظ الذي برز عقب صدور كتاب العراب الذي زامن حصوله جائزة مهرجان مسرح الكويت للمونودراما، وقد ناقشت مع الكاتب في ذلك الموضوع، فاللقب عراب، هولقب مستحق لفهد ردة الحارثي لإنه استطاع أن يلون المسرح السعودي بريشته فجعل له لوناً وطعماً مختلفاً عما كان سابقاً فعلى الرغم من ظهور الكثير من الكتاب السعوديين المسرحيين، إلا أنهم لم يخلقوا تلك (الكاريزما) التي صنعها فهد ردة الحارثي 
هذه الشخصيات المليئة بأحلام مقيدة وطموحات بائسة هي تعبر عن كلمات غادرت مكانها في متن الصفحة إلى العامش حيث حال الهامش، فيقول الكاتب على لسان الشخصية الممثل1 “عندما غادرت مكاني السابق غادرتني أحلامي وأصبحت الأوقات تتسع لكل شئ ليصبح المكان بعد ذلك شاحباً لا حياة فيه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت