نص مسرحي: " ولاد الأصول"/ كتابة وإخراج: إميل شوقي & أشعار: ايمن النمر

 ( عن مسرحية الأيدي الناعمة لتوفيق الحكيم )

 
الشخصيات:
1/ فكري البرنس: رجل أعمال معاصر يمتلك شركات و أسهم في البورصة وقُرى سياحية، يتعرض لأزمة مالية شديدة ويخسر كل شيء فينفض الناس من حوله. (أصحاب المنفعة ) فيتعرض لأزمة نفسية .. وسنه 50 سنة.
2/ حمودة المدق: دبلوم صنايع قسم خراطة وهو مُدعي شعر يحاول أن يجد فرصة من خلال الميديا وهو قادم من الأرياف ومقيم مع خالته فى حارة (المزنوقة) وسنه 35 سنة.
3/ مرفت: ابنة فكري خريجة الجامعة الأمريكية خرجت عن طوع أبيها وتزوجت من (سالم) دون رغبة أبيها وسنها 25 سنة
4/ سالم: زوج مرفت وهو حاصل على دبلوم صنايع ومُكافح حتى حصل على بكالوريوس هندسة سيارات ..اجتهد حتى أصبح صاحب ورشة كبيرة  لصيانة السيارات و سنه 30 سنة
5/ نادية: سيدة مهتمة بكبار السن.. فهي رئيسة جمعية الرفق بالإنسان.. وتبحث طوال الوقت عن مكان لإيواء كبار السن و سنها 50 سنة
6/ فوزي: زوج نادية وهو تابع لها فى كل شىء ومُنفذاَ لأوامرها وسنه 60 سنة
7/ كريمة: اخت سالم وتعمل مُحاسبة  40 سنة
8/ الحاج عبد السلام: والد سالم .. على المعاش وهو مُكافح طوال حياته وهو الذي زرع في ابنه سالم حب العمل و الكفاح وسنه 65 سنة
9/ نرمين: مديرة النايت وهى سيدة أنيقة وسنها 35 سنة
10/ دقدق: صبي القهوة
بالإضافة إلى شخصيات ثانوية ومجاميع وفرقة حسب الله الموسيقية
 
المشهد الأول
حارة المزنوقة
(حارة شعبية حيث المحلات والقهوة التقليدية و صالون الحلاقة والعجلاتي و خلافه .. يوجد بائعين الفواكه والخضار وعربة حمص الشام .. نسمع فى الخلفية أغنية أم كلثوم ياليلة العيد .. الكل يُعيّد على الكل .. يدخل حمودة راكباً دراجة مُزينة بزينات العيد .. يسلم على كل الناس )
حمودة: كل سنة وانتوا طيبين ؟ يا اهل حارتنا الطيبين( أصوات متفرقة ترد ) وانت طيب يا استاذ حمودة
سيدة 1: وانت بخير يا خويا
سيدة 2: يعود عليك ألأيام بخير
حمودة: (بصوت عالي) كل سنة وحارتنا حارة المزنوقة بخير.. وبالمناسبة السعيدة  دى ..أحب اسمعكم أخر قصيدة كتبتها وانا ع العجلة دلوقتي (ينشد) يا ليلة العيد أنستينا .. وجددتي الأمل فينا.. ياليلة العيد .. ايه رأيكم؟ ( لا يرد عليه أحد ) ايه مش حلوة؟؟ طيب (لنفسه) ماحدش مقدر .. ما حدش بيبل الريق .. ياله
(يُشاهد مع أهل الحارة فرقة حسب الله وهى تدخل من الصالة على أنغام موسيقى شعبية ومعهم فرقة ألأقزام يؤدون حركات إكروباتية .. بالإضافة الى الحواه ولعبة الطوق والساحر والحمامة )
القزم 1: ( ينادى ) قرّب قرّب .. قرب يا باشا وانت يابيه
القزم 2: قرب وشوفنا .. بنعمل إيه ؟
القزم 1: الليلة ليلة العيد .. يارب يبقى سعيد
القزم 2: ( لقزم 1 ) سعيد مين ؟
القزم 1: (لقزم 2) ياعم إسكت انت ( يُكمل ) لا احنا حرامية .. ولا نصابين .. وبناكل لقمتنا بعرق الجبين .. قرّب قرّب .. وبنرحب بكل الموجودين.. واللى كمان مش موجودين… صلي ع النبى فقلبك.. وخليك.. جنب اللى يحبك ..واحنا بنحبكم .. علشان كده جايين لكم .. فى ليلة العيد السعيد
القزم 2: ( لقزم 1 ) تاني سعيد ؟ سعيد مين ؟
القزم 1: (لقزم 2) ياعم ما تسكت قولتلك (للناس) إتفرج وشوف .. من غير قلق ولا خوف شوف الألعاب .. اللى مش موجودة فى أى كتاب.. واللى بيها على كل حتة فى المحروسة لفينا.. وحفينا.. اللعبة دى.. كنا بنعملها في شبرا بأربعة جنيه وفى الوراق ب تلاتة جنية .. وعشان خاطركم ها نعملها هنا بجنية.. ولا تسأل ولا تحتار.. أول لعبة.. لعبة النار… ها نوّلع الدنيا .. وها نخليك تفتح عينك وبُقك م الأنبهار
دقدق: نار إيه الله يخربيتك .. انتوا مش عارفين ان النار ممنوعة .. إمشى ياد انت وهوه من هنا
القزم 1: ما تزّعلش روحك يا عم دقدق .. بلاش لعبة النار .. ها نعمل لعبة الحاوي أظن ما فيهاش حاجة
دقدق: قلت إمشى ياد انت وهوه من هنا
القزم 2: طب بلاش ألعاب خالص .. دقى يا مزيكا
الحاوي: (تعزف الفرقة .. ويتقدم) بص .. بص .. بص .. بص .. لما تبًص تزيد النًص ..
( يؤدى العاب الحاوى وبعد ألإنتهاء من ألعابه يتقدم القزم 1 )
القزم 1: ودلوقتى جه دور الحركات.. إتفرج يا باشا.. إتفرجي ياهانم على ألاكروبات (يؤدي بعض الموجودين حركات إكروباتية وبهلاونية وسط تصفيق الناس ولا تخلوا الحركات من حركات كوميدية وبعدها يتقدم قزم 2 ) تاني حاجة ها نقدمها .. لعبة الصواريخ
دقدق: صواريخ ايه يا عم انت .. مش قولنا النار ممنوعة
قزم 1: بلاش الصواريخ .. طب إسمع دى ( للفرقة ) دقى يا مزيكا
(تعزف الفرقة مقطوعتها الموسيقية المعروفة.. أثناء عزف الفرقة.. يدخل البرنس مُرتدياً بدلة بيضاء وما إن تًشاهده الفرقة.. تتوقف عن العزف ..ثم تلتف حوله وتعزف له لفترة ويحتكون به)
البرنس: إيه ده ؟ ايه ده ؟ إبعد يا إبني شوية مش كده (يستمروا فى العزف والإلتفاف حوله) يا إبنى قلت مش كده .. عيب .. ها أبدأ اتنرفز والله .. قلت عيب
قزم 1: عيب إيه يا بيه .. بنحتفل بيك .. شوف لنا معاك حاجة والنبي .. بقالنا تلات سنين ما إتعشناش
البرنس: بعدين .. بعدين
قزم 2: ايه اللى بعدين ؟ بيقولك شوف لنا حاجة .. ما أتعشيناش بقالنا اربع سنين
البرنس: اربع سنين ؟؟ مش كانوا تلاتة ؟ كده إنتوا بتكدبوا .. وها تخشوا النار
دقدق: ما هو كدا كدا فى النار يا بيه .. ما دخلهاش برجله هايدخلها غصب عنه
قزم 1: هات أى حاجة يا بيه الله لا يسيئك .. كل سنة وانت طيب
البرنس: ما فيش .. ما فيش
قزم 2:  ما فيش ؟ يعنى كحيان ومأشفر زينا .. ولابسلي بدلة وكرافتة .. وجزمة بتلمع كل ده على إيه ؟
قزم 1: وكمان عامل فيها أنضف واحد فى الحارة
البرنس: (بغضب) احترم نفسك (ينظر حوله) أيوه أنضف واحد فى الحارة
(نسمع أصوات مُتفرقة من الحاضرين رافضة لكلمة أنضف واحد فى الحتة ويحاولون العراك مع البرنس .. الذي يقف خائفاً .. بينما تعزق الفرقة الموسيقية موسيقى يا واد يا تقيل )
1: إيه هو اللى أنضف واحد فى الحارة ؟
2: يعني إيه ؟ هو احنا لا مؤاخذة … مش مستحميين .
3: ما تلم نفسك يا جدع انت
4: هو عشان لابسلى أبيض فى أبيض يعنى ؟
5: ها نوّريك بقى اللى مش مستحميين ها يعملوا إيه
(يتدخل دقدق و حمودة ويحيطون بالبرنس)
حمودة: يا جماعة مش كده … البيه ما يقصدش .. والله ما يًقصد
البرنس: (خائفاً ) اه والله ما أقصد
حمودة: خلاص يا جماعة بقى .. حصل خير
1: ما هو احنا مش كده يا استاذ حمودة .. هو عشان لابس نضيف يعني
دقدق: خلاص يا جماعة بقى .. الراجل ما قتلش قتيل يعني (للبرنس) اتفضل يابيه ع القهوة .. إتفضل روّق دمك
حمودة: تعالى .. تعالى .. دقدق عازمنا على عنّاب ساقع
البرنس: (وهو يتجه الى القهوة معهما) انتوا بس اللى حوشتوني .. دا أنا كنت
حمودة: كنت إيه ؟ كنت عامل زي الديك المبلول
البرنس: احترم شخصيتك يا أستاذ مش كده
( يصلون الى القهوة .. ويتركهما دقدق وهو ينادي )
دقدق: وعندك 2 عنّاب للأستاذ حمودة والبيه التقيل قوى اللي شوفناه قبل كده . فى التليفزيون وقيدهم على الحساب
البرنس: متشكر ياااااا
حمودة: اسمي حمودة .. انا حمودة المدق .. شاعر ..ذ
البرنس: شاعر إزاي يعنى ؟
حمودة: شاعر يا استاذ .. مش عارف يعني ايه شاعر ؟
البرنس: ايوه .. برد يعنى ؟
حمودة: باكتب قصايد وأغاني وكده .. وعندي دواوين ع الفيس .. وصفحة أدب إسمها إشعر بما تشعر .. أسمعك بقى أحسن ماقيل عن النحو والصرف ؟
البرنس: ( متردداً ) إتفضل
حمودة: عندما تكون الاخلاق فعل ماضي .. والعنف فعل أمر .. والحرب فعل مضارع والضمير غائب .. والصدق منفى ..
البرنس: ( يقاطعه ) دى أفكارك ؟
حمودة: لاء .. دا حد كاتبها وانا عامل لها شير .. وانت بقى
البرنس: مش فاهم
حمودة: انت مين؟
(يصل دقدق بالعناب )
دقدق: العنّاب  يا بهوات .. يروّق الدم ويهدي الأعصاب .. بالهنا والشفا
حمودة: تُشكر (للبرنس) ما قولتليش بقى ..  مين حضرتك ؟
البرنس: انا فكري البرنس.. صاحب أكبر مشاريع فى البلد.. سياحة.. بورصة مهرجانات وحاجات كتير أوي
حمودة: بجد اللى بتقوله ده ؟ هى دي عربيتك اللى راكنة وسدة الشارع ؟
البرنس: آيوه
حمودة: ياااااه .. كل دى عربية .. دا العيال بيتنططوا عليها .. دى الحارة كلها على العربية طب أتأكد إزاي ؟
البرنس: ايه ؟ انت مش مصدقنى؟ مش بتشوف تليفزيون؟ مش بتقرا أخبار؟ هو فيه هنا واي فاي ؟
حمودة: بس ضعيف أوى .. سحلفا بعيد عنك
البرنس: كان عندى شركة محمول
حمودة: وراحت فين؟
البرنس: خسرتها فى البورصة
حمودة: (يعتقد أنه مجنون فيسايره ويمسك موبايله) وليه كده بس.. ربنا يعّوض عليك.. بمناسبة الوّنس.. انا كاتب قصيدة إنما إيه؟؟ مطلعها بيقول بتوّنس بيك.. وانت معايا.. بتونس بيك وبلاقي فقًربك دنيايا ..لما تقرّب ( يميل حمودة عليه )
البرنس: عيب يا استاذ حمودة .. مش كده … هو فيه إيه ؟
حمودة: (مُكملاً )  باتوّنس بيك .. واما بتبعد (يبتعد عنه) بتوّنس بيك
البرنس: يا إبنى دى اغنية وردة واللى مألفها عمر بطيشة
حمودة: لاء دى كلماتى وواخدها منى .. حتى بألأمارة لسة ما حاسبنيش
البرنس: سيبك من الكلام ده .. شوف لى على النت عندك أخبار البورصة إيه ؟
حمودة: بورصة ؟؟!!!!
البرنس: أيوه .. أسهم إيه اللى إرتفعت ؟؟ أسهم ايه اللى انخفضت ؟؟ كده يعني
حمودة: باقولك إيه يا حضرة.. انا ماليش فى الجو ده.. انا كبيري فيس.. واتس هنا ليه ؟ بتدوّر على حد ؟ أقدر أساعدك ؟
البرنس: لا انا كنت بالف بالعربية.. وسمعت صوت مزيكا.. قلت أنزل أشوف فيه إيه.. أصلى باحب الأعياد فى المناطق الشعبية .. هى المنطقة دى إسمها ايه ؟
حمودة: المزنوقة ؟
البرنس: مين المزنوقة دي؟
حمودة: الحتة دى إسمها المزنوقة .. وحضرتك منين
البرنس: قريب منها .. يا دوب تعدى الكوبري ..
حمودة: (مُتفاجاً لما وجده على الموبايل) إيه ده ؟ دا بجد .. انت فكريبيه البرنس .. يعنى مش لاسع
البرنس: لاسع !!!!
حمودة: معلش.. اللى ما يعرفك يجهلك.. أتاريني كنت حاسس إني شوفتك قبل كده دا انا كاتب قصيدة عن الاحساس .. انما إيه .. إسمع ..إحساس وإحساس و إحساس يبقوا أحاسيس .. ومية ومية ومية .. يملوا فناطيس لو سيبناك تتضرب .. أكيد .. كنت رحت فطيس ( مُهللاً لنفسه ) الله يا واد يا حمودة .. هايل .. بس النصيب بقى ..
البرنس: فعلاً هايل .. بس مش وقته
حمودة: إيه مش عاوز تسمعني.. شكلك مهموم.. حاكم الهم اما يمسك حد.. يوووه ما أقولكش .. دا انا حتى كاتب حتة قصيدة عن الهم ..أسمعهالك؟
البرنس: يا سيدى قلتلك مش وقته
حمودة: أه مش وقته.. دا انا كاتب حتة قصيدة عن الوقت.. إسمع حتة منها ساعات أقوم الصبح .. قلبى حزين .. أبص م الشباك .. وارجع أنام تاني
البرنس: كفاية ارجوك
حمودة: ماشي (مُأكداً له) بس ها تسمع .. فاهم؟
البرنس: ها اسمع أسمع .. بس مش دلوقتى
حمودة: على راحتك .. انا بقى عارف مالك .. انت عندك مشاكل
البرنس: وعرفت منين ؟
حمودة: مش باقولك.. حاكم انا أفهمها وهى طايرة.. دا انا كاتب قصيدة عن المشاكل انما ايه .. أسمعهالك؟
البرنس: (بعصبية) يا استاذ إرحمني شويه ( متداركاً ) قصدي إهدى شوية
حمودة: ما هو انت لازم تسمع.. و تحكي.. وتفضفض.. شيل من على قلبك.. ايه بقى المشاكل اللى عندك ؟
البرنس: قول ايه هى المشاكل اللى مش عندى
حمودة: ياااااه .. للدرجة دى .. بس معقول ؟! حد زيك مليان ومتريّش .. اللهم لا حسد وعنده مشاكل ؟
البرنس: وليه لاء ؟ عادي
حمودة: لاء مش عادي .. أكيد صنف الحريم اللى معكنن عليك .. مراتك ؟
البرنس: لاء مشاكل فى الشغل ومشاكل عائلية.. بنتي الوحيدة اللى باحبها ووهبت لها كل حياتي ما سمعتش كلامي  .. وسابتني ومشيت من الفيلا
حمودة: ( مبهوراً ) فيلا !!
البرنس: انا قرفت من الناس والبنت وكل حاجة .. الدنيا كلها سابتني بعد ما خسرت ..
حمودة: وايه يعنى خسرت؟ انت ما سمعتش القصيده اللى انا كتبتها لما كنت زيك كده
البرنس: يا استاذ مش وقته
حمودة: (يُلقي القصيدة وكأنه لم يسمع من البرنس شيئاً)  وانا ويايا باعيش.. زي المليونيرات.. واحلم وانا ماعييش ما لعنش الأزمات.. إيه رأيك بقى ؟؟ قصيدة بتلخص الحياة.. يا خسارتك فى البلد دى يا حمودة ..
البرنس: (بزهق) فعلاً .. فعلاً
حمودة: بس إيه رأيك فى المزنوقة ؟
البرنس: فانتاستيك.. ما لاقيش هنا شقة صغيرة .. او بنسيون ممكن أعيش فيه
حمودة: يا باشا مافيش هنا خرم أبرة الناس كلها راكبة على بعضها كل 5 مزنوقين فى أوضة .. امال سموها المزنوقه ليه ؟ علشان كده..دا انا هاجج من بلدنا الفقرانة و قاعد عند خالتي.. باستنى جوز خالتي يصحى ويروح الشغل علشان انام مكانه .. ويوم يروح وعشرة لاء. ويوماتي على بابا الله أعدي على كل شركات الإنتاج الفني علشان أبيع اغنية أو أعمل اغاني مُسلسل.. وساعتها ابقى مشهور زي الأبنودى وسيد حجاب واللا شوقى حجاب
البرنس: يعني انت زيي مش لاقى حتة تعيش فيها
حمودة: (مُتعجباً ) الله انت مش لسه قايل أن عندك فيلا ؟!!!
البرنس: أيوه.. بس الفيلا كبيرة جداُ عليا انى أعيش فيها لوحدي.. مشيت الطباخ والجناينى و الخدامين.. ما أقدرش أعيش فيها لوحدى
حمودة: ياااه صعبت عليا .. الموضوع عاوز 2 شاى على ما أسمعك اغنية وحدى قاعدة فى البيت .. فكرت ف حالى وبكيت ..
البرنس: يا سيدى عارفها .. دى بتاعة عفاف راضي
حمودة: كلماتي وواخداها منى.. بس لسه مكسور عليها 30 جنية .. ( لدقدق ) الشاى يا دقدق
دقدق: (ينادي) وعندك 2 شاي للأستاذ حمودة وسجل ع النوته والحساب تِقل
البرنس: لا .. لا .. مالوش لزوم
حمودة: لازم تشرب شاي تانى.. دا انا كاتب قصيدة ع الشاى.. انما إيه.. أسمعهالك؟ (يؤدى على لحن إعلان حمادة هلال ).. إيه رأيك؟
البرنس: بعد إذنك.. بعد إذنك.. مش كده ها اموت منك (يأتي دقدق بالشاي)
حمودة: انت ليه ما بتبقاش عاوز تسمع مني حاجة؟
البرنس: لا ابداً .. دماغى مش رايقة
حمودة: (مُنفعلاً) ما ليش فيه .. دا انا ما صدقت حد يسمعني
البرنس: ها أسمعك يا سيدي ها أسمعك .. يا ساتر
دقدق: أحلا شاى , اتفضلوا (للبرنس) الباشا منوّر المزنوقة .. منوّر يا باشا
حمودة: ده بيه كبير أوى .. وجايلى مخصوص .. جاي يشتري منى شوية أغاني
دقدق: تحت أمرك يابيه … احنا فى الخدمة .. انت بس تأمر
البرنس: انت عندك ولاد يا دُقدُق؟
دقدق: 3 يا باشا.. 2 منهم خلصوا الجامعة.. صرفت عليهم دم قلبي.. الواد الكبير لما خلص قعد يدور على شغل لما حفيت رجليه.. ما لقاش.. فى الأخر عمل عربية كبدة.. والوسطاني خدها من قاصرها وهاجر
البرنس: على أوروبا ؟
دقدق: أوروبا إيه يا باشا .. هاجر على شرم .. بيشتغل هناك حارس أمن
البرنس: والتالت ؟
دقدق: التالت بقى ما رضاش يكمل تعليمهواد لّعبي .. بيلعب كورة .. دا بقى اللي فلح فيهم .. والنوادي بيتخانقوا عليه يا باشا .. كلها سنة وها يعكشله عكشة تمام ( وهو يتركه ) دعواتك يا باشا
البرنس: ما شاء الله .. ما شاء الله
( موبايل حمودة يرن )
حمودة: (يرد بإهتمام) إيه !!! معقول !!! يا ساتر إستر يا رب (للبرنس) با قولك إيه.. خليك هنا ما تتحركش.. انا رايح أشوف حاجة واجى..
البرنس: حاجة !! حاجة إيه؟
حمودة: بيقولوا خالتى جالها كورونا
البرنس: ( مُرتعداً ) كو.. كو .. كو ..
حمودة: ايه يا برنس فيه إيه ؟؟ انت بتكوكو كده ليه ؟ والله تنفع مطلع قصيدة
البرنس: تاااااااااني !!
حمودة: خلاص خلاص..ها ابقى اكتبها بعدين..المهم ها أروح اتطمن واجيلك مش ها أتأخر.. ها أرجعلك تاني (يهم بالتحرك) ما ألاقيش معاك كمامة ؟؟
البرنس: للأسف والله
حمودة: طب إستناني .. انا جاى
البرنس: طب لو ما لقتنيش ع القهوة ها تلاقينى بأتفرج على المزنوقة .. أوكيه ؟
حمودة: (وهو يمضي) بس ما تمشيش .. انا راجعلك (يركب العجلة ويخرج)
(يبقى البرنس لفترة بسيطة ثم يقوم ليمشي فى المنطقة ويشاهد المحلات .. ونسمع تكملة اغنية يا ليلة العيد .. اثناء ذلك تدخل مرفت إبنته تتجه اليه )
مرفت: بابا .. بابا
البرنس: مين ؟ مرفت
مرفت: انت ايه اللى جابك هنا يا بابا ؟
البرنس: المفروض ان انا اللي أسألك
مرفت: انا ساكنة قريب من هنا .. هنا بيت سالم و أهله
البرنس: طبيعى.. واحدة ما سمعتش كلام ابوها هاتسكن فين إلا فى المزنوقة.. خريجة الجامعة ألأمريكية اللى كانت بتغيّر عربية كل سنة ..فى الأخر تسكن هنا
مرفت: ما فيش داعي للكلام ده يا بابا .. انا اللى كنت فاهمة انك بتدور عليا
البرنس: الحقيقة غير كده .. انتي ما تستاهليش إني أدور عليكي
مرفت: ليه كده بس يا بابا ؟ على فكرة انا ما غلطتش
البرنس: انتى عرفتى منين ان انا هنا ؟ انتى عرفتى منين ان انا هنا ؟
مرفت: سالم شاف عربيتك فاتصل بيا .. مسكين
البرنس: المزيت ؟ مسكين .. مسكين ليه بقى ؟
مرفت: كان فاكر إنك يتدوّر عليا
البرنس: انا أدوّر عليكي؟
مرفت: وليه لاء يا بابا ؟ مش انا بنتك ؟
البرنس: بنتي ماتت
مرفت: بس انا ما مُتتش .. و محتاجة ليك زي ما انت محتاج ليا
البرنس: انا مش محتاج لحد
مرفت: لاء يابابا .. انت محتاج ليا .. خصوصاً بعد الأزمات اللى حصلتلك
البرنس: الأزمات دى خلتني أعرف وافهم حاجات كتير .. مين معايا ومين ضدي
مرفت: انا معاك يا بابا .. و…..
البرنس: (يُقاطعها) مافيش حد معايا.. إنتي بعتيني.. مشيتي ورا سالم المزيّت كل واحد كان جنبي  شاف مصلحته
مرفت: يا بابا سالم مش كده خالص.. سالم محترم وجدع.. واعتمد على نفسه لحد اما بقى عنده أكبر ورشة لتصليح السيارات .. اشتغل وتعب وكافح وفى ألأخر .. ربنا وفقه
البرنس: ما فيش داعي للكلام ده … انا مش محتاج لحد
مرفت: ممكن نتجمّع تانى وتبتدى من جديد .. انا وانت وسالم
البرنس: انتى اتجننتى ؟!!!
مرفت: وتوافق على جوازنا اللى ماكنتش موافق عليه .. سالم يا بابا كويس و….
البرنس: (يُقاطعها) أوافق على ايه؟ جوازكم.. انتى أكيد مش طبيعية.. انااااااا أحطإيدي فى إيد بتاع الزيت والشحم وعامود الكرانك؟؟؟؟ مش ممكن انتى أكيد بتخرفي
مرفت: اللى تشوفه يا بابا.. زي ما انت.. مش ها تتغير.. رغم كل الأزمات اللى حصلت مش قادر تتغير.. اسمحلي أقولك حاجة.. انت أما كان معاك فلوس وشركات مالهاش عدد..كانت كل الناس حواليك.. علشان كانوا بينافقوك علشان فلوسك.. إنما دلوقتى وبعد ما خسرت كل حاجة بقيت لوحدك بردان.. وده اللى خلاك تيجى هنا.. بتدوّر ع الدفا.. الدفا هنا يا بابا.. فى قلوب الناس النضيفة.. اللى مش بتاعة مصلحة.. اللى بتحب بجد .. انا أسفة انى باقول لحضرتك كده
البرنس: انتى اتجننتي يا بنت .. إزاى بتكلمينى بالطريقة دى ؟
مرفت: هى دى الحقيقة اللى إكتشفتها من زمان..وحضرتك ما كنتش مصدقني وربنا بيثبتلك ان انا كنت صح.. بس حضرتك مش قادر تقتنع.. كنت مصدق الوشوش اللى كانت حواليك واللى بتنافقك وبتضحكلك ليل نهار.. الوشوش اللى وقعت أما حضرتك خسرت كل حاجة وبانت على حقيقتها
البرنس: ( مًكابراً ) انا خسرت أه .. بس مش كل حاجة
مرفت: يا بابا الحقيقة كلها موجودة على الجرايد والنت.. حضرتك خسرت كل حاجة
البرنس: مش حقيقي
مرفت: أعتقد تليفوني مع حضرتك.. أما تحتاجني.. ها تلاقيني.. أشوف وشك بخير يا بابا .. وعلى فكرة … انالسه محتاجالك
البرنس: رقم التليفون مسحته
مرفت: اللى يريحك يا بابا
(تخرج مرفت من ناحية ويدخل حمودة من الناحية الأخرى )
حمودة: يا باشا.. ايه إتأخرت عليك ؟ دا انا كاتب قصيدة عن التأخير إنما إيه.. أسمعهالك ؟؟ (يلاحظ ان البرنس به بعض التغيير) مالك يا باشا؟ فيه حد ضايقك ؟ فيه حد فى المزنوقة داسلك على طرف ؟ شكلك متغيّر ..
البرنس: لا ابداً ما فيش
حمودة: ما فيش إزاى؟ دا انت وشك أحمر وحالتك حالة.. هو انت تعرف الست مرفت مرات الباشمهندس سالم؟ دول أحسن ناس هنا دى من عيلة كبيرة أوى وناس محترمين.
البرنس: لا ما اعرفهاش .. دى كانت بتشبه عليا .. المهم خالتك عندها كورونا ؟
حمودة: (ضاحكاً) عندها .. أجيبلك كام كيلو؟
البرنس: ايه ؟
حمودة: إيه اتخضيت كدا ليه ؟ الكورونا هنا يابيه العيال بتعملها سندوتشات
البرنس:امبوسيبول .. ساندوتشات ؟!!!
حمودة: باهزر يابيه .. باهزر .. ما الدنيا ما تتاخدش قفش كده .. لازم من فككان
البرنس: واضح إنى مش هالاقى بنسيون ولا شقة.. يبقى أمرى لله ما فيش ألاإني أرجع تاني الفيلا .. تحب تيجى تقعد معايا تونسني ؟ يا شاعر انت قولتلى إسمك إيه ؟
حمودة: محسوبك حمودة المدق .. دبلوم صنايع قسم خراطة وشاعر أغاني ومُسلسلات ومُنتظر الفرج.. واهى فرصة ألاقى حد أسمعه كل اشعاري
البرنس: باقولك ايه.. إذا كنا ها نبقى مع بعض.. أرجوك إرحمنى من القصايد بتاعتك دى ..
حمودة: بس ده فيه قتل لموهبتى ولنفسيتى وطموحي
البرنس: طيب شوية كده .. وشوية كده
حمودة: ماشي الحال
البرنس: ياله بقى نروح الفيلا.. رغم إنى كرهتها.. لانها بتفكرنى باللي حصل.. إنما هو ده الحل الوحيد
حمودة: (مُهللاً ) الله الله أيوه كده.. طب ياله بينا..على الأقل أشوف فيلا على الطبيعة مرة من نفسى.. انا باشوفها فى الأفلام بس.. دا انا كاتب قصيدة ع الأفلام انما إيه أسمعهالك؟
البرنس: وبعدييييين بقى
حمودة: خلاص خلاص .. مش دلوقتي
البرنس: طب ياله بينا
حمودة: ياله .. بس سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق ( يغني ويضحك )
(يخرج البرنس وحمودة)
                                                   ( إظــــــــــــــــــلام ) 
 
                                                       المشهـــد الثانــــــى
                                                        ( فيلا  البرنس )
(فيلا فخمة وأثاث فاخر.. دور أرضي وهناك سلم من الناحية اليُمنى وسلم أخر من الناحية اليُسرى يؤديان الى الدور العلوي.. وأسفل السلم يمين يوجد باب الحمام وأسفل السلم شمال يوجد باب المطبخ.. البرنس جالساً على فوتييه مُمدداً قدميه ويقرأ بعض الأوراق.. بينما حمودة ينام على بطنه وفى يده قلم وأمامه ورقة.. كما لو كان يؤلف قصيدة.. من حين لآخر يرفع صوته.. يرتدى السروال الفلاحي.. فانلة وصديرى.. بينما البرنس غير راض عن ما يحدث ويرتدي ملابس خروج وفوقها روب )
حمودة: (صارخاً) تعالي بقى .. تعالي بقى (بأداء أخر)  يووووه .. راحت
البرنس: (ينظر له يإستغراب ثم يُكمل قراءة الأوراق)
حمودة: (صارخاً مرة أخري) تعالي بقى.. تعالي بقى .. أيوه.. ايوه.. هاتيجى اهه ها تيجي اهه (بأداء أخر) يوووووه … راحت برضه
البرنس: ( مُتعجباً ) فيه يا انت؟ هى ايه اللى تيجى..وهي ايه اللى راحت؟
حمودة: الكلمة
البرنس: كلمة ايه ؟
حمودة: الوحي يا بيه..الوحي.. فيه كلمة معصلجة معايا.. مش عاوزة تيجى خالص
البرنس: انت بتعمل إيه أساساً ؟
حمودة: بأولد
البرنس: إيه ؟؟ بتولد ؟
حمودة: ايوه .. الشُعرا أما بيألفوا قصيدة جديدة .. بتُعتبر ولادة
البرنس: ( ساخراً ) تحب اتصلك بمستشفى الجلاء للولاده ؟
حمودة: انت بتتريّق ؟
البرنس: ما انت جننتني .. من يوم ما جينا الفيلا وانت مش بتعمل حاجة غير التأليف بتاعك .. اللى هو مش تأليف أساساً
حمودة: يعني انت بتعمل حاجة انت كمان
البرنس: انا بالتليفون يا ولد.. كنت باعمل كل حاجة.. فكرك أقوم وأروح وآجي وأتعب نفسي زى عامة الشعب.. نو إمبوسيبول.. مش انا
حمودة: الإيد اللى ما تعرقش وتتعب علشان لقمة العيش .. بتبقى إيد بطالة
البرنس: وانت ما بتعرقش ليه ؟
حمودة: انا ليا حلم وها أحققه.. وفنفس الوقت بأدوّر على شغلانة أعرق فيها علشان ما تبقاش إيدى بطالة
البرنس: هو دا الفرق ..انتم بتشتغلوا بإديكم .. واحنا بنشتغل بدماغنا .. بذكائنا
حمودة: أهو ذكائك ضيّع اللى وراك وقدامك..لو كنت بتشتغل بإيدك.. كان على الأقل معاك صنعة.. شغلانة تاكل منها عيش
البرنس: انا كده .. وها أفضل كده .. قوم ياله إعمل حاجة بقى انا كده .. وها أفضل كده .. قوم ياله إعمل حاجة بقى
حمودة: طب هو فيه حاجة تتعمل وما عملتش ؟ذ
البرنس: يا أخي .. قوم شوف لنا حاجة ناكلها بدل اللى احنا فيه ده
حمودة: وهو فيه عندك حاجة ؟؟ دا المطبخ ما شاء الله مهوي.. إلا مافيه معلقة شاى ولا حبة سكر.. ولا حتة جبنة حتى.. دا انا كاتب قصيدة عن الجبنة .. ( عندك جبنة ف التلاجة .. رد رسمي لآي حاجة )
البرنس: بس بقى .. على فكرة .. كان فيه كل حاجة
حمودة: كان .. كان فعل ماضي .. المهم المُضارع يا باشا
البرنس: أعمل ايه يعني ؟؟
حمودة: ماهو مش معقول يا باشا
البرنس: ايه هو اللى مش معقول يا ولد انت
حمودة: (بإستغراب ) ولد انت !! انا من يوم ما جيت معاك وانت عمال تقول لي  ولد انت.. ولد انت.. هو انا ما ليش إسم ؟ لاااا دا انا ليا إسم وإسم كبير قوي .. حمودة المدق . بس ها أعديها ..
البرنس: ايه بقى اللى مش معقول بقى ؟
حمودة: مش معقول  الهلُمة دى كلها تروح منك فجأة كده؟ هي البورصة دي قُمار لا سمح الله ؟
البرنس: قُمار واللا مش قُمار … اللى حصل بقى
حمودة: بس انا متأكد إنك لو دورت هنا واللا هنا.. أكيد هاتلاقى ولو الف جنية حتى بلاش الف .. ميه .. ميت جنية نجيب حاجة ناكلها .. باقولك ايه .. بيع العربية
البرنس: أبيع إيه؟ العربية ؟ انا أخسر أه.. أبيع.. لاء.. العربية دى بتكمّل الوجاهة اللى عايش بيها . وبعدين أهى وقفت بينا علشان البنزين خلص ..وما فيش فلوس نجيب بنزين
حمودة: (بإستغراب) وجاهة !!! بس أكيد فيه حاجة هنا واللا هنا
البرنس: خلاص يا حبيبي .. كله ضاع فى البورصة واتاخد فى الضرايب
حمودة: دا انا كاتب قصيدة عن الضرايب انما ايه.. أسمعهالك؟(ما أخدتوا كل حاجة.. وبقينا ولا حاجة.. وماسيبتوش اى حاجة  ما كفاية يا ضرايب)
البرنس: (متوسلاً) أرجوك مش وقته.. مش عاوزين مشاكل.. إحنا جعانين.. أرجوك إتصرف.. هات لنا حاجة م الجنينة نا كلها
حمودة: طلِعت الجنينة..شجر المانجة واضح ان كله اتسرق..وشجرة الجوافة كان فيها جوافاية واحدة وكلتها (يغني على لحن طلعت فوق السطوح بعض الكلمات التى تناسب الموضوع) فيه ورق جوافة أغليلك ؟
البرنس: إتصرف يا أخي  .. إعمل أي حاجة
حمودة: ما انا عملت الإعلان ع الفيس (يمسك موبايله ويقرأ) شوف انا كتبت إيه..على النيل فيلا فاخرة للإيجار.. ها تدهشك.. وتروشك.. وتفرفشك.. وتنعشك وتنعنشك.. اللى عاوز يقول.. ويتصل بينا على طول..إيجار 7 تلاف جنية والإيجار مش ها تندم عليه.. وحطيت رقم تليفوني وعنوان الفيلا .. بس احنا اما نأجر الفيلا..ها نعيش فين انا وحضرتك؟
البرنس: فى الفيلا برضة يا ذكي..ها نأجرها وناكل ونشرب مع الناس اللى ها يأجروها.. نعيش معاهم يعنى.. وانت شايف ان الأوض كتير..ده غير أوضة الجنايني ممكن نعيش انا وانت فيها.. المهم نلاقى فطار وغدا وعشا واهو بالمرة حد يخدمنا.. فاهم؟
حمودة: ولحد بقى ما ييجي حد يأجر الفيلا..عندي فكرة السوبر ماركت اللى فى أول الشارع .. نطلب منه اي حاجة
البرنس: اللى ما تعرفوش أن بتوع السوبر ماركت لو عرفوا إن انا هنا ها ييجوا ياكلونا أساساً
حمودة: هو انتااااااااا
البرنس: (مُكداً) ايوه ليهم فلوس عندي..كنت بابعت عثمان.. ياخد اللى هوه عاوزه ويمشى
حمودة: (مُتعجباً) وفين عثمان دلوقتي؟
البرنس: مقبوض عليه فى القسم.. متعلق فى الفلكة.. علشان لما سألوني على الفلوس.. قلتلهم ما أعرفوش.. ما شفتوش
حمودة: والله إترحم من الذل اللى كان عايشه معاك..على الاقل بياكل ويشرب ده غير الأمن والأمان و الفُسحة (حالماً) يااااه .. وحشني طبق البامية طبق الكوسة و الرُز المفلفل.. واللا المفتقة.. يا سلام بقى على بيض مفّقش عايم فى السمنة
البرنس: الله يقرفك.. بيض مفّقش !! الناس بتاكل سيمون فيمية.. سكالوب.. كل سلو ستريبس .. بيتزا .. كافيار
حمودة: كافيار إيه؟ واللا فطيرة مشلتته متغرقة بالسمن البلدى.. الله.. واللا حلة عكاوي على حبة ممبار وجنبيهم شوية فشه محمرة .. الله
البرنس: الحاجات دي مش عارف بتاكلوها إزاي أساساً ؟
حمودة: يا عم رووح.. إيش فهمكم انتوا فى ألأكل.. بس فيه سؤال يا جناب البرنس إزاي قادر تستحمل العيشة دى؟ بعد ما كنت بتلعب بالفلوس لعب..تبقى كده.. مافيش حد من أصحابك.. زمايلك..قرايبك ينجدك من اللى انت فيه ده ؟
البرنس: كلهم باعوني..بعد ما أشهرت إفلاسي..كانوا أصحاب مصلحة .. بص يا ولد
حمودة: قولتلك انا مش ولد..مش عشان إتنازلت وجيت أعيش معاك عشان أونسك زي ما انت طلبت.. تعاملني بالطريقة المُشمئزة دى.. انا وانت زى بعض..ولاد تسعة ..انت مفلس وانا مفلس..انت مش لاقى تاكل وانا شرحه عندك فيلا من أربع حيطان؟ انا فيلتى الدنيا كلها..الرصيف مرتبتي..والسما لحافى..فى الشتا حضن الناس بيدفيني.. فى الصيف نسمة حب من قلوب الناس تحوش الصهد والحر..القمر منوّر حياتي..بيبقى عاوز ينزل يقعد معانا فى لمتنا..وكتير أوى النجوم بتبقى غيرانه من النجوم اللى فقلب الناس.. يعني القمر و النجوم بيدفعولى فاتورة الكهربا..انا اللى خسران (يغنى مقطع من اغنية فيروز إعطني الناي وغنى )
البرنس: بس..بس.. مش عاوز كلام كتير..انا ها أخد دش قبل ما يقطعوا الميه (يخلع الروب الذي يرتديه ويُلقيه على الفوتيه)
حمودة: ويقطعوها ليه ؟
البرنس: ما انا مش بأدفع فاتورة المية..يبقى أكيد ها يقطعوها يا ذكي..عاوزك تنضف الريسبشن وتلمعُه.. يمكن حد من المُستأجرين ييجي.. لما يقرا الاعلان اللى انت عملته .. فاهم يا ولد !!
حمودة: هو ايه الإستعباد ده؟ دا انا حتى شاعر و مُغني..دا انا لسه مغنيلك دلوقتى
البرنس: انا عارف انك شاعر..شاعر بالجوع..و مُغني..بتغني عليا.. ياله بسرعة ( يتجه الى الحمام )
حمودة: (لنفسه) ايه الوقعة المهببة دى..وانا اللى قولت فيلا وحركات.. لكن الحظ لما يلّطش يفضل المنحوس منحوس (نسمع جرس الباب) مين بقى اللى جاي دلوقتى (لنفسه) يمكن حد قرا الاعلان اللى على الفيس وجاي يأجر الفيلا ؟ يمكن..ليه لاء يا خبر بفلوس بعد شوية ها يبقى ببلاش.. لازم الواحد يبقى محترم بقى وبيزنس مان بجد (يرتدي روب البرنس الذى خلعه.. ويمسك بسيجار البرنس ويذهب ليفتح الباب.. فإذا بالأنسة نرمين) صباح الخير يا فندم.. ايه النور دا كله؟
نرمين: صباح الخير .. يا ترى فكري بيه البرنس موجود ؟
حمودة: (بتعال واضح) إيه مش باين عليا إنى فكري البرنس واللا ايه ؟
نرمين: أسفه يا فندم .. بس شكل حضرتك متغيّر شوية
حمودة: نعم .. طلباتك
نرمين: (تُخرج فاتورة) الحكاية ان المبلغ كبير وووو
حمودة: ( يُقاطعها ) أبداً أبداً .. المبلغ مش كبير ولا حاجة ده مبلغ تافه
نرمين: لا يا فندم .. المبلغ كبير بجد وانا باحاول أعمل ديسكونت بس …
حمودة: (يُقاطعها) حضرتك إنسي موضوع الديسكوّن ده..إنتي مش شايفه المكان عامل إزاي؟
نرمين: شايفه يا فندم ووو
حمودة: ( يُقاطعها ) طب ديسكوّن إيه اللى بتتكلمي عليه
نرمين: خلاص يافندم .. بلاش ديسكون
حمودة: أيوه كده .. بس لازم تكوني مقتنعة
نرمين: اللي تشوفه حضرتك .. طب المبلغ 70 الف
حمودة: ( مفزوعاً ) ايه ( لنفسه ) ايه ده ؟ ها تأجر ب70 الف ؟ دا احنا طالبين7 !!! لعبت يا برنس
نرمين: حضرتك إتخيت ليه يا فندم ؟
حمودة: لا أبداً .. ما إتخضيتش ولاحاجة .. وإتخض ليه ؟ ده يا دوب
نرمين: يعنى متفقين؟
حمودة: إتفضلي إرتاحي الاول
(تجلس على فوتيه .. بينما يدخل البرنس .. بملابس الحمام الفوطة و البرنُص .. يجري حمودة الى البرنس ويميل عليه بصوت منخفض)
حمودة: الإعلان إشتغل.. عاوزة تدفع 70 الف .. وسيبني اشتغل .. إديني فرصتى ..
البرنس: هايل ( لنرمين ) صباح الخير يا افندم
نرمين: صباح النور .. مين حضرتك ؟
حمودة: ( لنرمين ) ده البيه المُساعد بتاعي ووكيل أعمالي
نرمين: أهلاً بحضرتك .. انا نرمين
البرنس: أهلاً آنسة نرمين
حمودة: (للبرنس بتعال) إيه رأيك يا ولد .. الأنسة نرمين بتقول 70
البرنس: (لحمودة) اللى تشوفه حضرتك
حمودة: (للبرنس بتعال) هو انا مشغلك علشان تقول لي اللى تشوفه؟ لازم يكون ليك رأي .. إيه رأيك ؟
نرمين: رأيه فى إيه يا فندم؟
البرنس: جري إيه يا أنسة .. سيبيني أتعامل مع المُساعد بتاعي
نرمين: الموضوع مش محتاج رأي يا فندم
حمودة: (للبرنس) مش تشوف الأنسة نرمين تشرب ايه ؟
البرنس: (بصوت منخفض) هو احنا عندنا حاجة ؟؟
حمودة: على فكرة يا أنسة..المكان هنا. مُريح للأعصاب..هادى..وكل شىء ممتاز
نرمين: واضح .. واضح .. ممكن رد حضرتك علشان عندى شغل
حمودة: يا آنسة القول قولك.. انتى اللى تقررى
نرمين: ما انا قولت
البرنس: انا شايف إنك تعيدى النظر فى المبلغ..ده رأيي
نرمين: للأسف هو ده المبلغ اللى عندي
حمودة: ( للبرنس بصوت منخفض ) إتقل إوعه تتهوّر
نرمين: بتقول حاجة حضرتك؟
حمودة: ولا حاجة .. ولا حاجة
نرمين: انا مشغولة جداً على فكرة
البرنس: يعنى أعمل إيه ؟ ووو
نرمين: ( تُقاطعه ) يا فندم المبلغ كده 70 الف
حمودة: يعني هو ده أخر كلام؟
نرمين: أيوه
البرنس: طيب تمام
حمودة: ( يميل عليه بصوت منخفض) ما قولتلهاش اننا ها نقعد معاهم فى الفيلا
البرنس: (لحمودة) بعدين بعدين
حمودة: ( لنرمين ) إمته بقى حضرتك ها تشرفى ؟
نرمين: ما انا مشرفه أهوه
حمودة: بس انا مش شايف مع حضرتك شُنط ولا حاجة
نرمين: شًنط ليه ؟
البرنس: يعني هدوم حضرتك الشخصية
حمودة: أه .. هدوم حضرتك ال…. شخصية
نرمين: هدوم إيه ؟ مش فاهمة
البرنس: يا فندم ما خلاص خلصنا .. إتفقنا وكله تمام
نرمين: طب فين ؟
حمودة: أه … أوض النوم ؟ فوق
نرمين: (تثور عليهما) أوض إيه ؟؟؟ النوم ؟؟؟ نوم إيه ؟ انتوا إزاي بتكلمونى بالطريقة دى .. أل نوم أل !!!
البرنس: يا أنسة مالك بس ؟؟ مش إحنا إتفقنا
نرمين: ايوه إتفقنا .. بس أوض ايه وشُنط ايه اللى بتتكلموا عنها ؟ ممكن تخلصوني ؟
حمودة: يا افندم ما خلاص .. نعمل ايه تانى ؟
نرمين: تجيبوا اللى عليكم …. اعتقد انا صبرت كتير
حمودة: علينا إيه ؟؟
نرمين: (بأداء مُختلف) واضح ان الحكاية فيها سوء تفاهم..انا نرمين إسكندر مديرة النايت فى الاوتيل وفكري بيه كان سهران عندنا ومشيي من غير ما يسدد الشيك
البرنس: شيك ايه ؟
نرمين: (للبرنس) حضرتك الشيك ب70 الف جنية ..وادارة النايت كلفتني اني أجي احصّل الشيك
(حمودة يؤدى ريأكشانات كوميدية ويخلع روب البرنس)
حمودة: يعني حضرتك مش جاية علشان تأجري الفيللا ؟
نرمين: فيلة ايه اللى أأجرها ؟
حمودة: فى الحالة دى انا لا البرنس ولا أعرفه .. فكري بيه البرنس اهه ( يُشير الى البرنس )
نرمين: (لحمودة) مش ها تفرق..انت هوه..انا جاية فى مهمة محددة الشيك يتحصّل
البرنس: بس أحب أوّضح لحضرتك.. إن فى اليوم ده انا كنت معزوم .. مش عازم
نرمين: معزوم إزاي يا فندم ؟
البرنس: ايوه معزوم.. طارق بيه السباعي رجل الاعمال المعروف هوه  اللى كان عازمني .. ودى كانت خطوبة بنته
نرمين: إنا روحت لطارق بيه.. قال انحضرتك اللى عازمه.. بمناسبة خطوبة بنته من فضلك ها تسدد المبلغ كاش واللا ها تكتب لى شيك ؟
البرنس: كاش لاء مش معايا دلوقتي..ها أكتبلك شيك بالأجل..حضرتك ممكن تحصلية بعد شهرين ثلاتة.. اربعة خمسة (لحمودة وهو يوقع الشيك بتعال واضح) يكون السكان دفعوا الايجار
حمودة: ايه ؟
البرنس: (يغمز لحمودة) ويكون حصّلنا إيجار العزبة القبلية .. والبحرية
حمودة: ايه ؟
البرنس: واستردينا قيمة الوديعة م البنك
حمودة: ايه ؟
البرنس: إتفضلى الشيك 70 ألف جنية (يعطيها) وسلميلى على طارق بيه السباعي وقوليله عقبال البكاري
نرمين: شكرا (تخرج)
البرنس: معفن .. نتن .. جبلة .. إستقطاعي
حمودة: انا ؟
البرنس: باتكلم عن طارق زفت السباعي..يعزمني على خطوبة بنته وانا اللي أدفع
حمودة: 70 الف جنية..دا انا أكتر مبلغ مسكته فى إيدى..5 تلاف جنية.. وكنت واخدهم من واحد صاحبي جاي من بره باعتهم لأمه علشان بتتعالج بيهم
البرنس: مش عاوز كلام كتير .. ياله خد الخيشة وامسح السلم
حمودة: (يقلد الشغالة) عنية يا سيدى..امسح السلم..وأسلت إيدى من الخيشة وأخشلك ع المطبخ أأوّر البتنجان والكوسة وأسويلك المحشى..بعد كدة أقوم أشطف المواعين واقلع المريلة..والله يا سعادة البيه انا عمري ما اشتغلت عند عُذاب وبعد كده ه اخد الميكروباظ واروّح على حارة المزنوقة..وتانى يوم م الفجر هاتلقيني عندك جايبالك القهوة والجرايد ومصحياك.. تحب أعملك مساج واللا أدلكلك رجلك؟ (يرن الجرس) يالهوي يالهوي.. ليكون البوليس..والله يابيه انا مش باعمل حاجة غلط استر عليا الله لا يسيئك ( الجرس مستمر )
البرنس: إفتح الباب
حمودة: باب ايه ؟؟ انت مفكرني خدامة بجد..انت صدقت..انت متخيل ان انا سلاحى المقشة؟  انا سلاحى الورقة والقلم (يغني) بالورقة والقلم.. خدتيني ميت قلم..دا انا شوفت فيكي مرمطة..وعرفت مين اللى إتظلم
البرنس: بسرعة إفتح يا ولد..بسرعة (يندفع حمودة ناحية الباب) ايه ده يا ولد ده انت ها تفتح الباب باللبس ده ؟
حمودة: طب أعمل ايه يعني
البرنس: إستنه (يبحث عن ملابس لحمودة) أهه .. خد اللبس ده (يعطيه روب حريمي وشبشب حريمى) ايوه حلو قوي شكلك كده..بتفكرني بالمدام ياله إفتح الباب بقى (يذهب حمودة ليقف أمام المرأة) انت لسه ها تقف قدام المرايا ؟ إفتح الباب
(يذهب حمودة ليفتح الباب..فإذا بالسيدة نادية وزوجها فوزي يرتديان ملابس واقية تماما.. كما لو كانت فى غرفة العناية المركزة لمرضى كوفيد 19 )
حمودة: أهلاً أهلاً يا فندم .. إتفضلوا (بإستغراب) انتوا عاملين كده ليه؟
نادية: أهلاً بحضرتك (تنظر له بإستغراب) هو انتي الشغالة ؟ فين البيه صاحب الفيلا
حمودة: بالراحة عليا يا مدام شغالة ايه ؟ انا غلطان ان انا با قابلك رسمي (بيقلع الروب)
نادية: انا جاية علشان الإعلان (تتطلع الفيلا) حاجة عظيمة فعلاً
فوزى: واضح انها ها تنفع جداً
البرنس: أهلاً أهلاُ يا مدام … أهلاً يا استاذنا .. انا فكري البرنس صاحب الفيلا
نادية: ( مُندهشة ) إيه ده ؟؟ هو حضرتك .. أهلاً أهلاً
البرنس: هو حضرتك تعرفيني؟
نادية: وهو فيه حد ما يعرفش حضرتك ؟ قريت عن أخبارك وأخبار شركاتك كتير
حمودة: (للبرنس بصوت منخفض) يبقى عرفت إنك ع الحديدة
نادية: (لحمودة) بتقول حاجة يا استاذ ؟
حمودة: لا يا هانم .. باقول زيارة سعيدة
البرنس: ( مُشيراً لحمودة ) الأستاذ حمودة .. المُساعد بتاعى
فوزى: ودي مدام نادية .. رئيسة جمعية الرفق بالإنسان
البرنس: أه والله يا مدام .. الإنسان دلوقتى محتاج رفق وحب
حمودة: وأكل كمان والله
فوزى: احنا قرينا الإعلان .. فقلنا نيجى نشوف
حمودة: إن شاء الله تكون عجبتكم
نادية: فيها كام أوضة نوم ؟
البرنس: 20 يا مدام .. وكل أوضة مُجهزة على أعلى مستوى .. ده غير  2 ريسبشن .. و 3 قاعات وجنينة كبيرة
فوزى: هايل .. حاجة فخيمة جداً (لنادية) هو ده اللى بندوّر عليه
نادية: تمام (للبرنس وحمودة) طلباتكم ؟
البرنس: إحنا ما لناش أى طلبات … هو طلب واحد
حمودة: اننا نعيش معاكم فى الفيلا..وبما إنكم بتوع الرفق بالإنسان.. فا هاترفقوا بينا..ونفطر ونتغدى ونتعشى مع العيلة الكريمة
نادية: ما فيش مانع..وفعلاً هى عيلة كبيرة…مليانة بالحب والحنان
فوزى: والود والأمان
نادية: و إحنا هاندفع المبلغ المطلوب ويمكن زيادة
حمودة: (صارخاً) يا فرج الله..وبمناسبة موضوع الود والامان ده..انا كاتب حتة قصيدة انما ايه..أسمعهالكم؟ (يغنى) الحب هو حتة قصيدة انما ايه..أسمعهالكم؟ (يغنى) الحب هو الود والحنية..الود والحنية.. عمره ما كان غيرة وظنون وأسيّه (يحاول البرنس كتم صوت حمودة )
البرنس: الاستاذ حمودة بيحب يهزر
حمودة: باهزر إيه .. انا شاعر يا نادية هانم .. ودايماً فكري بيه بيحبطنى
نادية: شاعر !!! ده معناه انك إنسان مُرهف الحس وأكيد ها نستفيد من خبرتك
فوزى: حاكم المشاعر وألأحاسيس دى مهمة فى الرسالة اللى بنقدمها
نادية: طب نقدر نبتدي إمته ؟
البرنس: تحت أمرك يا هانم..من دلوقتي لو حبيتى..هى العيلة الكريمة ها تشرف إمته ؟ وعددهم قد إيه ؟
نادية: دى أكتر من عيلتى..أحب الناس لقلبى..وعددهم بيا انا وفوزى وانتم حوالى 40..42 . 44 ايوه .. عددنا 44
البرنس: الله يبارك يا هانم .. بس مش شايفه ان العدد كتير شويه ؟
نادية: لا ابداً مش كتير ولا حاجه .. و المكان هنا يادوب يكفينا
فوزى: احنا يا استاذ جمعية كبيرة جداً وبنهتم بألإنسان..الإنسان وبس.. (بطريقة آليه) وبتقبل التبرعات
البرنس: والله مش فاهم
حمودة: ولا انا
نادية: إحنا بقالنا فترة بندوّرعلى مكان كبير بالمواصفات دى..يسكنوا فيه المُسنين و العجزة اللى الزمن جار عليهم .. وكل الناس سابتهم يواجهوا الحياة لوحدهم
فوزى: وياريت صحتهم بتساعدهم على ده.. فإحنا بنساعدهم..ونوّفر ليهم المكان اللى يعيشوا فيه بشكل مُحترم (بطريقة آليه) ونقبل التبرعات
البرنس: يعنى حضرتك قصدك تقولي إن الفيلا ها تبقى دار للمُسنين ؟
حمودة: ايه ؟؟ دار للمسنين؟
نادية: بالظبط كده..خير بنقدمة للناس دول..الناس الغلابه اللى إتبهدلوا على أخر الزمن..ومالهمش حد يعتني بيهم..حتى ولادهم مش بيشوفوهم
البرنس: بس .. بس
فوزى: بتبسبس ليه يا بيه ؟؟ الموضوع سهل وبسيط.. الناس دى مالهاش أى طلبات شوية إهتمام بسيط.. وبس
حمودة: إهتمام إزاي يعني ؟
نادية: أولاً..بما إنكم ها تعيشوا معانا..فلازم ها تساعدونا.. ويكون ليكم دور فى خدمة الانسانية المعذبة الكئيبة البائسة
البرنس: نساعدكم إزاي يا هانم؟
فوزى: ألأول إعرفوا المواعيد..المواعيد عندنا أهم حاجة..وكل شىء بميعاد نبدأ من الصبح الصحيان هايكون الساعة 6 صباحاً .. وطبعاً الفطار لازم يكون جاهز
نادية: زبادى .. مربى .. جبنة بيضا .. عيش .. وبيض
حمودة: مفقش؟
نادية: لاء مسلوق
فوزى: الغدا
نادية: الغدا الساعة 2 الظهر..كوسة مسلوقة.. أرز مسلوق.. رُبع فرخة أو لحمة مسلوقين برضة..وطبق شوربة لسان العصفور.. بنقطة لمونة واحدة
فوزى: العشا
نادية: الساعة 8  .. 7 حبيات فول مسلوق .. جبنة .. بيضة
حمودة: مفقشة؟
نادية: ممكن نفقشها (لفوزي) بعد اذنك يا فوزي.. وبيحصل تغيير طبعاً فى نوعية الأكل كل يومين.. حسب منيو وزارة الصحة
البرنس: وأكيد يا هانم فيه طباخين .. علشان الناس دى كلها
حمودة: ( للبرنس ) طبعاً هى دى عاوزه سؤال
نادية: لاء..ما فيش طباخين..حضرتك عارف ان الفيروسات منتشرة وخاصة  كوفيد 19وعشان كده لابد من الإجراءات الاحترازية..غسل اليدين .. الكمامة ..المطهرات ..
البرنس: يعني ايه مش فاهم
نادية: يعني لازم احنا اللى نخدمهم بنفسنا والاكل كله نعملة بإدينا..ونقدمه بنفسنا لا أمن ولا أمان للغير
حمودة: انا عن نفسى ها البس الكمامة والجوانتي وأقرالهم قصايدى..وخاصة قصيدة الانتي فايرس..ها اسمعهالكو..يا فيرس يا كوفيد 19 .. لو جدع اظهر وبان وانا اشقلبك 13 ..
نادية: ارجوك ارجوك..انا بيجيلى أرتيكاريا..باهرش على طول لما باسمع كلمة كوفيد 19..إهرشلي يا فوزى..ولابد من تضافر الجهود .. ومساعدة بعضنا البعض ( يتبادلان الهرش لبعضهما )
حمودة: نساعد مين؟
فوزى: تساعدونا ( بأداء خطابي ) ما إستحق أن يعيش .. من عاش لنفسه
نادية: يعنى شغل الفيلا كله كلنا ها نعمله .. اللى ها يروح يشترى ألأكل .. واللى ها ينضفه .. واللى هايغسله
فوزى: ( مُكملاً ) واللى هايقطعة .. واللى ها يطبخة .. وهكذا
حمودة: ليه يعني ؟؟
فوزى: (بأداء خطابي)  ما إستحق أن يعيش .. من عاش لنفسه
نادية: ده غير يا جماعة .. حبة حاجات بسيطة ها نعملها
حمودة: وهو لسه فيه تاني؟
نادية: أكيد
فوزى: يعنى يا باشمهندس انت وهوه..همه عددهم 40 فيه منهم اللى حضراتكم ها تحموهم..تمشوهم فى الجنينة الصبح .. تدخلوهم الحمام .. وووو
البرنس: ( يقاطعة ) و نغيّر لهم
نادية: طبعاً .. كلهم كبار السن .. ها يعملوا الحاجات دى ازاي ؟
فوزى: وفيه منهم الأخرس..وفيه ألأعمى..وفيه اللى ماشي على عُكاز.. وفيه ألأطرش .. وفيه اللى على كرسي متحرك
نادية: كلهم محتاجين مُساعدة وإنسانية .. وحب ودفا وحنان
فوزى: كلهم بيمدوا إديهم لينا علشان نساعدهم فى الأيام اللى فاضلالهم فى الحياة البائسة (بطريقة آليه) ونقبل التبرعات
البرنس: يا هانم..إحنا محتاجين اللى يخدمنا  إحنا بنمد إيدينا احنا كمان على فكرة
حمودة: احنا محتاجين اللى يأكلنا وياخد باله مننا .. نقوم إحنا اللى نعمل ده كله !!
البرنس: من فضلك يا مدام كوفيد..احنا محتاجين حد يساعدنا..احنا ما نقدرش نساعد حد..احنا من الانسانية المعذبة..حضرتك لو لقيتى مكان تانى احنا ممكن نيجى نعيش معاكم ..
نادية: يا فكري بيه..أي انسان بيتمتع بالصحة واجب عليه يقدم الخدمة لغيره لإنه هايحتاج حد يخدمة فيما بعد لما يكبر
البرنس: أسف يا هانم .. الفيلا مش للإيجار
حمودة: (يميل عليه) والديون اللى عليك ها تعمل فيها إيه ؟
البرنس: مش مهم يا ولد..إيه ها يحصل أكتر من اللى حاصل..انا ما اتعودتش على كده انا كنت بأدورها بالتليفون
نادية: فكر فى المشروع اللى جاينلك عشانه..علشان فى يوم من الايام ها تكبر وتحتاج حد يخدمك
البرنس: انا طول عمري باتخدم..ما باخدمش حد ..كل الناس كانوا خدامين عندي..الكبير قبل الصغير..كلهم كانوا بيتمنوا يخدموني..أوروفوار يا هانم
نادية: يعني بترفُض ؟؟  اوروفوار  .. ( تخرج نادية و فوزي )
حمودة: انت مسددها ليه .. طب والديون اللى عليك ؟
البرنس: انت يا ولد عاوزني ابقى خدام على اخر الزمن..روح نضف السلم زى ما قلتلك (يدق جرس الباب) وروح إفتح بسرعة
حمودة: طيب ما تزقش ( يذهب ليفتح الباب )
كريمة: (لحمودة) ممكن أقابل فكري بيه ؟ (حمودة يقف مذهولاً ) انا كريمة عبد السلام
البرنس: (يجري ناحيتها) أهلاً يا هانم انا فكري البرنس ..ده حمودة المساعد بتاعي (يبدو عليه ألإعجاب الشديد بكريمة)
كريمة: انا زى ما قُلت كريمة عبد السلام..بكالوريوس تجارة قسم محاسبة..وماسكة دفاتر  بعض الشركات من البيت (تقدم الحاج عبد السلام) وده والدى الحاج عبد السلام..كان موظف فى السكة الحديد وعلى المعاش دلوقتي
البرنس: أهلاً يا حاج .. نورت الفيلا .. والله كلكم منورين
كريمة: انا كنت قريت إعلان على الفيس وشوفت الفيديو بتاع الفيلا..وعرفت انكم عاوزين تأجروها ب 7 تلاف جنية  فى الشهر..هى فعلاً الفيلا تستاهل بس للأسف ..
البرنس: أسف ايه يا هانم
كريمة: انا دخلي محدود . ..وبابا ع المعاش  واللى نقدر ندفعه5 تلاف جنية بس
البرنس: ألفلوس مش كل حاجة يا فندم..كفاية طلتك..كفاية نورك انتى وعم الحاج..وكويس أوي 5 تلاف جنية..مش عاوزين اكتر من كده..دا انتي ها تباركي المكان..ها تنوري المكان..وكفاية الحاج البركة ده ووشه السمح ..
كريمة: مرسي .. وكنت عاوزه أعرف .. إذا كان ليكم طلبات تانية .
حمودة: احنا يا كريمة هانم ما لناش اى طلبات
البرنس: (لحمودة) انت مالك انت..فرّج الحاج على المطبخ والحمّام.. احنا يا كريمة هانم ما لناش أى طلبات
حمودة: هو طلب واحد .. إننا نقعد معاكم فى الفيلا
البرنس: يا ولد انت مالك؟ قلت لك فرّج الحاج.. كريمة هانم بتكلمني انا..إخرس انت (لكريمة) هو طلب واحد..إننا نقعد معاكم فى الفيلا
كريمة: (بضيق) إيه؟ تقعدوا معانا فى الفيلا؟ مستحيل .. إزاى أقعد مع إتنين رجاله فى بيت واحد ؟
البرنس: مين قال إننا رجالة ؟
كريمة: إيه ؟؟
البرنس: أقصد ان أنا وحمودة عصافير.. مش ها تسمعى لينا صوت .. عصفورتين عايشين معاكم .. أوعدك
الحاج: بس يابني .. ما يصحش
البرنس: خلاص احنا ها نعيش فى أوضة الجناينى .. وانتم هنا .. ايه رأيكم
حمودة: لا طبعاً انا مش ها اعيش فى أوضة الجنايني
البرنس: ها تعيش فى أوضة الجنايني..مش أحسن من عيشتك عند خالتك فى حارة المحروقة دى .. قصدى المزنوقة
الحاج: (لحمودة) هو حضرتك من حارة المزنوقة؟ (يضحك) اللى بيسموها المحروقة
حمودة: أيوه يا عم الحاج
الحاج: أجدع ناس قابلتهم هناك .. تحس بالدفى الحقيقى .. ناس بيعرفوا الأصول
حمودة: (للبرنس) شوفت ؟ بيعرفوا الأصول
البرنس: ايه يا هانم .. قولتي إيه ؟ موافقة ؟
كريمة: لا..لا..مش ها نبقى براحتنا وبعدين انا أضمنكم منين؟ مش يمكن يحصل حاجة كده واللا كده ..ياله يا بابا
الحاج: ( مُستسلماً ) اللى يريحك يا بنتى ( يتحركون بإتجاه الباب )
البرنس: (لحمودة) إتبسطت ؟ (يُقلده) مش ها اعيش فى اوضة الجناينى.. أهم مشيوا
( يعود الحاج وكريمة مرة أخري فتنفرج أسارير البرنس )
الحاج: خلاص يا جماعة. كريمة إقتنعت إن ما فيهاش حاجة..وانا على العموم موجود..بس احنا ها نعيش فوق..وانتم ها تعيشوا تحت
حمودة: الحمد لله .. على الأقل نبقى جنب المطبخ
البرنس: انا متشكر يا حاج عبد السلام .. والله مش عارف أشكرك إزاى
كريمة: هه .. ليكم طلبات تانية ؟
حمودة: طبعا حضراتكم .. ها تفطروا وتتغدوا وتتعشوا وتحلو وتتسلوا
الحاج: أيوه يابني زى كل الناس … تُقصد إيه ؟
حمودة: أقصد يعني لو ما فيهاش رزالة ولا غتاتة ولا سماجة..ممكن تبقوا تزودوا الطبيخ حبة مية..وتطلعولنا صحن طبيخ ليا وللباشا؟
البرنس: طبيخ ايه وأرف ايه يا ولد انت؟ (لكريمة) حمودة يقصد إن احنا نبقى شركا معاكم فى موضوع الأكل طالما إحنا عايشين مع بعض
كريمة: انا فعلاً كنت با فكر فى الموضوع ده قبل ما تتكلموا فيه .
الحاج: أيوه يا فكري بيه .. واهى لقمة هنية تكفى ميه ..
حمودة: وبصلة المحب خروف..دا انا كاتب حتة دين قصيدة عن الخرفان خاصة الخرفان المشوية
الحاج: انت شاعر؟
حمودة: شاعر دايماً بالجوع..إسمعوا القصيدة دى يا حضرات..ريح الكباب ولا ريح الكناتين..عطر الكباب ولا عطر الرياحين..إن اللحم إذا ولا ريح الكناتين..عطر الكباب ولا عطر الرياحين..إن اللحم إذا احترق وفاح.. هيج نخاشيشى
الحاج: كفايه .. كفاية … جوعتنا
كريمة: طالما إتفقنا أن احنا نعيش مع بعض وناكل مع بعض..يبقى لازم كلنا نتعاون ونشتغل فى البيت مع بعض
البرنس: طبعاً نشتغل فى البيت مع بعض..انتي تأمري يا ست هانم..حمودة تحت أمرك..ده ممكن يطبخ ويغسل ويعمل عجين الفلاحة لو حابة
حمودة: نعم نعم نعم..انت مفكرني ام زكية الشغالة؟ ست البيت هى اللى تعرف شغل البيت وتربي عيال..فين هى زكية..فى الأوضة ديه
كريمة: لا يا فكري بيه كلنا ولاد تسعة..كلنا لازم نشتغل بأدينا..كلنا لازم نشقى ونتعب علشان نقدر نعيش..لان الايد البطالة ايه؟
البرنس: ناعمة (بأداء أخر) فعلاً عندك حق حتى بالنسبالى ها تبقى تجربة مُثيرة وجديدة عليا ..فانتاستيك
حمودة: أكيد يا هانم … إحنا تحت أمرك من دلوقتى
البرنس: ( مُندفعاً بعد ما شعر بدلالها ) إحنا تحت أمرك من دلوقتى
كريمة: طب ياله يا بابا نجيب الحاجة م العربية
البرنس: لا يا هانم .. خليكم مستريحيين .. إحنا اللى ها نروح نجيب الحاجة م العربية (لحمودة) ياله يا ولد
(استعراض يوضح ان الجميع يحمل الشنط لمساعدة كريمة وأنها الاميرة التى لا تحمل شيئاً وفيه تتحول كريمة الى برنسيسة أو أميرة تعطى الاوامر لحمودة والبرنس فى ترتيب الفيلا وتنظيفها ووضع الزينة من خلال توجيهاتها لحمودة وتتحول الفيلا الى جنة من الزهور والورود .. وينتهى الاستعراض ب النهاردة اليوم انتهى .. بكرة الصبح يوم جديد)
( بـــــــــــــــــــــــلاك )
 
                                                            المشهــد الثالـــــث
                                                             (فيلا البرنس)
(صباح يوم جديد كريمة تقف تُغني ياصباح الخير ياللى معانا.. الكروان غنى وصحانا.. و تنادى على البرنس وحمودة والحاج.. ليتناولوا الإفطار)
كريمة: ياله يا جماعة.. الفطار جاه .. يا فكري بيه.. يا بابا.. يا استاذ حمودة الفطار ها يبرد ( تُكرره أكثر من مرة )
البرنس: (يدخل وهو بملابس النوم يفرك عينيه) فيه إيه ؟
كريمة: الفطار .. معقول كل ده مش سامع؟ (يذهب البرنس لإحضار سيجار من مكان ما .. فتعترضه) لا..لا.. ما فيش سيجار دلوقتي .. قبل الفطار .. مافيش سيجار .. لازم تخلي بالك من صحتك ..
البرنس: بس انا متعوّد على كده .. ما باصحاش بدري .. ومش بافطر أول ما باقوم من النوم .. و…..
كريمة: (تُقاطعه) من النهاردة..كل ده ها يتغير..لإن صحتك تهمني (مُتداركة) قصدي تهمنا..ولازم تاكل كويس..وكويس أوي كمان.. وتتفضل دلوقتى علشان تفطر  ( تنادي ) يا بابا .. يا استاذ حمودة
البرنس: كريمة..انا أول مره فى حياتي أحس إن فيه حد خايف عليا..عمر ما حد إهتم بأكلي ولا شُربي..كنت بأكل فى المطاعم ولما أجوع..أو أطلب لديفري..على طول ألأكل ما لوش طعم..حاجة روتينية.. وأكلت بقى أو ما أكلتش..مش مهم
كريمة: أنا دلوقتى مسؤولة عنك .. زى ما انت مسؤول عني
البرنس: إنتي مسؤولة عني؟
كريمة: طبعاً..وإعمل حسابك اللى ها أقوله ها يتنفذ..رضيت ما رضيتش..ها يتنفذ يعني ها يتنفذ..انا عارفه أن طول عمرك انت اللى بتدي الأوامر..بس وقتها ما كانش فيه كريمة.. انما دلوقتى.. الوضع إتغير
البرنس: طب مسؤولة عني وعرفناها .. أنا مسؤول عنك إزاي ؟
كريمة: هو انا مش فى بيتك .. يبقى مسؤولة منك
البرنس: يصح برضه .. أيوه بس انا مش متعود على …
كريمة: (تُقاطعه) ها تتعود .. كل شىء بالتعوّد .. بس انت سيبلي نفسك خالص
البرنس: أيوه .. بس انا مش …
كريمة: (تُقاطعه) دلوقتي .. انت تفطر وبس (تنادي) يا بابا .. يا استاذ حمودة
الحاج: (يدخل) ايوه يا كريمة .. انا جيت اهه ( لفكري ) صباح الخير يا فكري يا بني
البرنس: صباح الخير يا حاج
حمودة: ايه الدوشة اللى انتوا عاملينها دى؟ (يلاحظ الإفطار) إيه ده ؟؟ أحمدك يارب فطار!!! أول مرة من يوم ما دخلت الفيلا أشوف أكل
كريمة: إستنه .. فيه حاجة لازم تحصل قبل الفطار
حمودة: ايه نسمي ؟
كريمة: نسمى ايه ؟ لازم يحصل كدة
(إستعراض الرياضة و الإفطار.. يتناولون فيه الأكل الصحي الذى أعدته و تهتم بالجميع .. وتخص بالتحديد فكري بيه )
كريمة: فطرنا .. ياله نشتغل بقى
البرنس: شغل إيه؟ انا ما اتعودتش على كده..انا باصحى الساعة 12 .. أقوم براحتي..وأعيش حياتي..الشغل كنت بأدوّره بالتليفون
كريمة: ده كان زمان..دلوقتى لازم كل حاجة تتغير..لازم تشتغل بإيدك..علشان الحياة يبقى ليها طعم ومعنى..تشوف الحاجة كده بعد ما تعملها تحس إنك فعلاً عملت حاجة..الشغل اللى بالتليفون ده مش شغل يا فكري بيه
البرنس: ما بلاش بيه دى .. انا من النهارده إسمى فكري .. ماشي يا عم الحاج ؟ ماشى يا كريمة ؟
حمودة: طب وانا ؟ مش ماشي؟
البرنس: انت هاتفضل تقول لي يا فكري بيه غصب عنك
حمودة: شايفيين العُنصرية
الحاج: بيهزر معاك يا بنى .. ما تزعلش منه
البرنس: بصراحة يا جماعة..انا باحمد ربنا إن انتم اللى أجرتم الفيلا..انتم ناس بجد قمة فى الإنسانية والذوق
الحاج: احنا يابنى ناس زي أى ناس..بدأناها من الصفر..بنتعب ونشتغل ونعرق علشان ربنا يبارك فى قرشنا
البرنس: وكريمة يا عم الحاج .. مالهاش إخوات؟
الحاج: ليها أخ واحد..تعب من صُغره وإتحمل المسؤلية..لحد أما بقى صاحب مشروع كبير
البرنس: برافو .. هايل
الحاج: ومتجوز من بنت محترمة..بنت أصول..متربية تربيه عالية..تقدر تقول تربية باهوات..وخريجة جامعة
كريمة: (مُغيرة الموضوع) احنا ها نقعد نتكلم..ورانا حاجات كتير..الى العمل
الجميع: ياله بينا  ( يهمون بالتحرك )
                                  ( بــــــــــــــــلاك )
 
                                           المشهــــــد الرابــــــــع
                                               ( فيلا البرنس ) 
((استعراض الى العمل) بينهم الأربعة … يتخلل الاستعراض المواقف القادمة )
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك )
( الحاج عبد السلام جالس على فوتيه يضحك..بينما يخرج البرنس وحمودة يحملان أطباق بلاستيكية مملوءة بالملابس..ويقومان بغسلها.. بينما كريمة تقف وتُشرف عليهما و امامها منشر الغسيل )
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك )
( البرنس وحمودة يقومان بتنظيف البامية .. وتقشير البطاطس .. بينما الحاج عبد السلام ينقي ألأرز.. وكريمة تمسك بعصا المنفضة كقائد الاوركسترا وتقوم بتوجيههما )
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك)
(البرنس يدخل المطبخ .. يرتدي مريلة ويتبعه حمودة .. وإذا بإنفجار فى المطبخ .. يخرج ألإثنان على أثره وهما مُلطخان بالسواد .. كل منهما يحمل صينية بها دجاجة محروقة .. بينما كريمة والحاج يضحكون بشدة )
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك)
(تقف كريمة تُشير إليهما بتغيير أماكن أثاث الفيلا..وهم يحملان الفوتيهات والكراسى..بما فيهم الفوتية الذى يجلس عليه الحاج)
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك)
(البرنس يحمل سلم .. وبجواره حمودة يمسك مقص الشجروعربة الحديقة التي تركب عليها كريمة ويدفعها الحاج عبد السلام)
                                     ( بــــــــــــــــــــلاك)
(بعد الإستعراض ينقسم المسرح الى قسمان..الحاج عبد السلام وحمودة يلعبان الطاولة وفى الجانب الأخر يجلس البرنس وكريمة)
البرنس: (يمسك وردة) أجمل وردة قطفتها ليكى يا كريمة (يعطيها)
حمودة: ( للحاج ) مسكتك
البرنس: وطي صوتك يا ولد .. مش عارف اتكلم
كريمة: اللى عاجبنى فيك انك بدأت تهتم بالزرع وترعاه..بعد ما كانت الجنينة دبلت والأشجار ماتت
البرنس: الحياة بدأت معاكى من جديد يا كريمة..والعصافير رجعت تغنى ع الاشجار
حمودة: ما تُقرصش يا عم الحاج
البرنس: ( لحمودة ) ما قولتلك وطي صوتك يا ولد
كريمة: ما تبقاش رومانسى قوى كده يا فكري
البرنس: قبل منك كانت الحياة عدم .. مالهاش طعم … انا حاسس اني إتولدت من جديد
كريمة: انت بتقول الكلام ده من قلبك؟
البرنس: انا حاسس إن إنسانيتى رجعتلى تانى..بعد ما فقدتها فى التجارة وألأسهم مع الناس اللى بميت وش
حمودة: شكلك إتغلبت يا حاج .. ها تسلم يا جميل
كريمة: قيمة الأنسان الحقيقية بتظهر فى بساطته وسط حبايبة والناس اللى بتسعده
البرنس: كنت فقدت الأمل خلاص..بعد ما إتعرضت لهزة خدت كل اللى كسبته فى حياتي كل اللى كسبته من ثروة ونفوذ.. الناس كانت بتحترمني وتنحنيلي طول ما انا معايا فلوس ونفوذ ..
حمودة: كسبتك يا حاج
كريمة: وأكيد الصورة اتغيرت لما فقدت كل شىء..لكن الحياة فيها ناس ممكن تقدرك وتحترمك علشان ذاتك مش علشان فلوسك
الحاج: العشرة ما خلصتش والعبرة بالنهاية
البرنس: كريمة أنتي غيرتى حياتى..انا مشدودلك..ونفسى أرتبط بيكى..ونكمل مع بعض..حياتنا
حمودة: إلعب
كريمة: ما تتسرعش يا فكري بيه .. ما يمكن تغير رأيك فيا  لما تعرفنى كويس
البرنس: انا لا يمكن أغير رأيي فيكي …. قوليلى انك موافقة .. وانا أكلم عم الحاج على طول
حمودة: راحت عليك يا عم الحاج .. كده خلاااااص
كريمة: ممكن نتكلم فى الموضوع ده بعدين؟
البرنس: وليه بعدين ؟
كريمة: علشان خاطري أجله شوية .. بعد ما يمشوا الضيوف
البرنس: ضيوف مين  ؟
كريمة: أخويا ومراته جايين علشان يحتفلوا بعيد ميلاد بابا
البرنس: كل سنه وهو طيب .. وانا ها اعمل لكم مفاجأة
(نسمع صوت جرس الباب..بلاك على المسرح والجرس يرن.. يدخل سالم بالتورتة نسمع اغنية إنزل يا جميل فى الساحة..التورتة بصاروخ وطراطير..البرنس يخرج يجر عربة الشاى..بيحتفلوا فى استعراض عيد الميلاد..بعد الأحتفال والغناء للحاج..تُضاء الإضاءة ويُفاجأ بمرفت وسالم موجودان على المسرح)
البرنس: خونة … خدعتونى … مين دول ؟ انتوا ايه اللى جابكوا هنا .. بره بره
سالم: مساء الخير يا عمى
البرنس: إبعد إيدك .. عاوز تسلم عليا بأديك المزيته دى .. يا ميكانيكى ..
مرفت: يا بابا سالم مش ميكانيكى..سالم عندة اكبر مركز لصيانة السيارات..ده غير فى مشروع لإنشاء مصنع للسيارات مع الصين فى مصر
الحاج: ايوه يا فكري بيه..سالم يبقى ابنى اللى ربيته وعلمته..لغايه ما خلص كلية الهندسة والنهاردة انا بافتخر بيه لانه من اكبر مهندسي السيارات فى مصر
البرنس: سالم يبقى ابنك ؟
كريمة: ايوه يا فكري سالم يبقى اخويا اللى انا باحبه وبافتخر بيه
البرنس: الله .. الله .. الله .. يعنى كلكم مثلتم عليا وخدعتونى
كريمة: ما حدش خدعك يا فكري بيه..احنا حاولنا نقف جنبك ونساعدك.. ونخّرجك من أزمتك
مرفت: ايوه يا بابا .. كلنا عملنا التمثيلية دى علشان نقف جنبك ..
البرنس: مين قال لكم اني عاوز حد يقف جنبي
مرفت: من غير ما تقول..كان صعب نسيبك لوحدك بعد ما فقدت إسمك التجارى وأشهرت افلاسك والناس تخلت عنك ..
سالم: ياعمى الدنيا اتغيرت..وما بقتش الحياة كلها مضاربات فى البورصة ورهان على المكسب والخسارة..الشغل هو الشىء الوحيد اللى ممكن نبني بيه نفسنا ونبنى بيه بلدنا
البرنس: ده مش مُبرر إنكم تخدعوني
مرفت: يا بابا إحنا ما خدعناكش .. وقفنا جنبك اما شوفناك محتاج لنا .. واما الظروف كسرتك
الحاج: ولو الواحد منا إتكسر..لازم يقوم يقف من تانى..ولازم ما يستسلمش وعلشان يقوم يابني..لازم إيد تتمدله وتساعده
كريمة: الدنيا فيها ناس وحشة وبرضة فيها ناس حلوة..زي ما فيها الأسود فيها الأبيض زى ما فيها الخريف فيها الربيع..زي ما فيها المُر .. فيها الحلو
مرفت: الناس اللى انت كنت بتعرفهم كانوا بيعرفوك علشان مصلحتهم
كريمة: علشان بيستفيدوا منك
سالم: وفنفس الوقت .. هُمه اللى بيخدعوك بوشوشهم وأفعالهم المُزيفة
مرفت: والدليل إنهم سابوك .. أول ما وقعت .. وخسرت كل حاجة
حمودة: واللا اللى كانوا عاملين أصاحبك وبيعزموك كل ليله..ما كانوش أصحاب حقيقين..ورطوك فى عزومات وديون مالهاش لازمة واللا نسيت عزومة الخطوبة اللى دبسوك فيها..ولسة بتقسطها مع البنك
سالم: انا جايلك ومادد ايدى بالخير .. عشان نبدأ بداية جديدة .
حمودة: طبعاً لازم نبدأ بداية جديدة..انا كاتب حتة قصيدة عن البداية الجديدة..بس هى قديمة شوية باقول فيها..ان البدايات أصعب من النهايات.. واذا بدأنا من النهايات..فلن نصل للبدايات..وانا الاديب الادباتي.. قاعد بالعب شنباتى ..
كريمة: ممكن تلعب شنباتك بقى بعيد شوية (تنادى لفكري) بعد اذنك يا فكري بيه انا عاوزاك
(يذهبان الى احد جوانب المسرح..وفى الناحية الأخرى يفرد سالم الرسوم الهندسية للمشروع الذى ينوي القيام به..ويتحدث مايم مع الحاج و حمودة)
كريمة: انت لسه عند رأيك ؟ بعد كل اللى عرفته عن عيلتى .. واللا غيرته ؟
البرنس: مش عارف أقولك ايه .. بس هى كانت مفاجأة بالنسبالي ..
كريمة: فكر يا فكرى بيه .. القرار قرارك .. لو لسة إحساسك زى ماهوه انا موافقة .
البرنس: انا لسة عند رأيي يا كريمة ومُصر عليه وباطلب إيدك
كريمة: عندك بابا .. إطلبنى منه
البرنس: (يتركها ويذهب للحاج) عمي الحاج عبد السلام . أنا طالب إيد كريمة ويبقالى الشرف إنى أناسبكم
الحاج: خد رأى سالم .. إن كان عليا انا موافق
البرنس: (يذهب الى سالم) انا أسف ليك يا سالم..وأسف ليكى يا مرفت..انا فعلا ظلمتكم..كريمة غيرت فيا حاجات كتير..
مرفت: ما تتأسفش يا بابا .. إحنا طول عمرنا أهلك اللى بيحبوك مهما عملت فيهم
سالم: فكري بيه .. لو مش بنحبك ما كناش صممنا إننا نكون جنبك
البرنس: انا بامد إيدى ليك ..  إقبل يا سالم إنى اتجوز اختك
سالم: وانا موافق..بس نبدأ مشروعنا اللى انا كنت جاى أكلمك عليه..انا مشارك فى مصنع للسيارات..ومحتاجك كمهندس بخبراتك وعلاقاتك انك تمسك المصنع.
البرنس: انا يشرفنى أكون معاك
حمودة: طب وانا..دا انا دبلوم صنايع قسم خراطة وطالع الأول على الدفعة دا انا كاتب حتة قصيدة على المخرطة (ياخارطة يا حلوة يا مخرطة خرطتي بجمالك الإمعه)
الحاج: قصدك يابنى يا حلوة يا بلحة يا مقمعة ؟
حمودة: شرفتي إخواتك ال 4 .. توارد أفكار يا حاج ..
سالم: أكيد ها نحتاجك معانا … ممكن تبقى مشرف على الورشة
حمودة: ( فرحاً ) أيوه كده
البرنس: ( يذهب الى كريمة ) مبروك علينا يا كريمة..انا مش عارف أقولك إيه..النهاردة بس..حسيت إني باتوّلد من جديد.. مبروك
كريمة: ايوه بس انا ليا شرط..الفرح بتاعنا يبقى فى وسط ناسنا الطيبين فى حارة المزنوقة..هناك الناس الحقيقين اللى بتغفر وتسامح..الناس اللى بتحب وما بتعرفش تكره..واللى بتاكل من عرق جيبينها..الناس اللى بجد.. الناس اللى بتشتغل بإديها.. ووقت الجد تلاقيهم ..
سالم: الناس اللي بتعافر مع الحياة علشان لُقمة العيش
مرفت: الناس اللى الحياة بتلطش فيهم ومع ذلك مستحملة
حمودة: اللي بيعلموا ولادهم علشان يكونوا أحسن منهم..بيحرموا نفسهم من كل مُتع الدنيا علشان بكرة اللي جاي يكون أحسن
كريمة: اللى بيحمدوا ربنا على كل شىء .. واللى شايفين إن الحياة طريق مهما كان صعب .. بالحُب .. هايعدي
حمودة: اللى بيساعدوا من غير ما حد يطلب منهم المُساعدة
كريمة: اللى لو ضاقت بيك الدنيا..تلاقى البراح فى حضنهم ( للبرنس ) قلت إيه ؟
البرنس: موافق طبعاً
الحاج: سمعونا زغرودة يا ولاد
(الحارة حيث المشهد الأول..تم دخول فرقة حسب الله..ودخول البرنس وكريمة وهما بزى الفرح..على أغنية الختام فرح شعبي ثم ستار النهاية )
 
كتابة و إخراج : اميل شوقي
اشعار : ايمن النمر
                           

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت