"المسرح المجالي و الأمكنة الأخرى"/ بقلم: المسرحي المغربي (كريم الفحل الشرقاوي)

       ملخص مداخلة كريم الفحل الشرقاوي في الندوة الدولية لطنجة المشهدية

” المسرح المجالي و الأمكنة الأخرى ” هو عنوان المداخلة التي ألقاها المسرحي المغربي (كريم الفحل الشرقاوي) ضمن فعاليات الندوة الدولية الهامة التي نظمها بمدينة طنجة المغربية المركز الدولي لدراسات الفرجة الذي يرأسه الدكتور خالد أمين أيام 27 – 28 – 29 – 30 نونبر 2020 تحت محور ” مسرح الشارع و الأمكنة الأخرى ” .

 
و يتبدى جليا من خلال عتبة المداخلة أن صاحبها لم يحاول مقاربة مسرح الشارع الذي صارت تحاصره بعض المفاهيم و التنظيرات ” الضيقة ” و إنما حاول نحت مفهوم ” المسرح المجالي ” كمسرح أكثر رحابة في اشتباكه مع المجال العام كما يطرحه يورغن هابرماس مؤسس نظرية المجال العام الحديث الذي يعتبر المجال العمومي فضاء حرا و محايدا بمعزل عن أية سلطة حكومية أو لاهوتية أو حزبية أو إثنية أو عشائرية أو عائلية … مموقعا المجال العام كجسر بيني و فضاء وسطي بين الدولة و المجتمع المدني.
و لكون الفضاء العمومي متعدد و متشعب و متكاثر ..  فإن المسرح المجالي كمسرح مفتوح غالبا ما يستحيل إلى فرجة سائلة قابلة للتمدد و التقلص و التمطط و السيلان داخل كل الأمكنة و الأفضية العمومية المفتوحة و المغلقة .. الثابتة و المتنقلة .. المندمجة و الهامشية .. الترفيهية و القمعية .. المرفقية و الأثرية .. الواقعية و الافتراضية .. الرمزية و التخييلية … و هو ما يتعاقد و يتواشج مع خصوصية المسرح المجالي التي لا تتحقق صميميته سوى بمسرحة المجال العمومي وتحويله ظرفيا إلى حقل مكتظ بإرساليات علاماتية كثيفة تضفي عليه صفة وظيفية متغايرة بهدف محو اغترابه الفرجوي واختراق ديمومته المتكلسة وأسلبة هويته الأحادية .. قبل أن يسترجع المكان الأصلي هويته الوظيفية من جديد بعد انطفاء شعلة الفرجة المسرحية .

و في مقاربته للمسرح المجالي في تعالقه بالأمكنة الأخرى سيستحضر (كريم الفحل الشرقاوي) مشيل فوكو ناحت مفهوم ” الهيتروتوبيا ” HETEROTOPIE  باعتبارها أفضية أخرى مضادة .. صاخبة و ضاجة .. تنسحق داخلها الهويات .. و تنمحي الكينونات .. و تحلل الوشائج و العلاقات .. إنها باختصار اللاأمكنة بتعبير ” مارك أوجي ” كما هو الحال بالنسبة لفضاءات العبور و الملاجىء  و المقابر و السجون و وسائل النقل الحديثة …
و انطلاقا مما سبق ذكره سيعتبر كريم الفحل الشرقاوي المسرح فضاء مثاليا لإنتاج أمكنة أخرى تخييلية مضادة .. باعتبار المسرح مبدع لانهائي للأفضية الوهمية التي تمارس اكتساحها و ابتلاعها الظرفي لكل الفضاءات والمساحات المفتوحة والمغلقة .. الممكنة والمحتملة .. حيث تحضر عملية التفضية الفرجوية كقوة مضادة كاسحة و مكتسحة لكل الفضاءات الأخرى . إلا أن مسرحة الأماكن الأخرى لاتستدعي بالضرورة إعادة إنتاج أمكنتها الحقيقية بقدر ما تستدعي إنتاج فضاءات تخييلية متغايرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت