بتونس: استعدادات لتنظيم المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء
ينتظم المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء خلال شهري ديسمبر 2020 و يناير 2021 كفترة لانطلاق الورشات التتكوينية و خلال شهر فبراير 2021 لانجاز فعاليات المهرجان و لمدة 5 ايام بقرية الصابرية من ولاية قبلي بدعم من برنامج «تفنن» بتمويل من الاتحاد الاوروبي، والذي تشرف عليه شركة «فن الضفين» للإنتاج و التي يشرف عليها المخرج المسرحي المتميز حافظ خليفة بالشراكة مع مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجنوب التونسي (قفصة، توزر، قبلي،قابس،مدنين، تطاوين). وشركة « فن الضفتين هي مؤسسة ثقافية تأسست بمنطقة جمّنة من ولاية ڨبلّي منذ سنة 2008 وهي من أوائل الشرّكات الثّقافيّة بالجنوب التّونسيّ والوحيدة بولاية ڨبلّي التي اختصّت بنشر الحراك المسرحيّ والثقافيّ معتمدة على طاقات مسرحيّة محترفة وهاوية في نشاطها.
وقد ساهمت هذه الشّركة منذ انبعاثها في تطوير الحراك الثقافيّ وتكوين الكوادر الثّقافيّة بالمنطقة خاصّة وبالجنوب التّونسي عامّة. وقد بلغ عدد الورشات الفنّية والتربّصات التكوينية الميدانيّة التي قمنا بها أكثر من 40، مع إقامة العروض المسرحيّة والفرجويّة للصّغار والكبار من خلال إنتاجاتها المسرحيّة والفرجويّة ملحمية التي تعدّ 12 عملا. وهي أعمال ناقلةٌ للمظاهر الحضاريّة والحياة اليوميّة والتّراث اللّاماديّ الصّحراويّ بالجنوب التّونسيّ.» وقد تمكنت شركة فنّ الضفّتين من تقديم حوالي 120 عرضا بكلّ ربوع الجنوب إضافة إلى إخراج لأربع مسرحيّات بالجمعيّات الهاوية في دوز وڨبلّي وتطاوين. فضلا عن المشاركة في أكبر التّظاهرات الثّقافيّة كالمهرجان الدّوليّ للتّمور بڨبلّي والمهرجان الدوليّ للصحراء بدوز سواء في الافتتاح أو الاختتام خلال أغلب دوراتهما منذ سنة 2013 إلى غاية 2018. كما اسست هذه المؤسسة الثقافية «مهرجان فنون الفرجة «منذ سنة 2009، وساهمت في تأسيس مهرجان الواحة بجمنة سنة 2019 مع قيامها بورش تكوين ورسكلة مسرحية للأطفال والشباب في جميع مناطق ولاية ڨبلّي، وقد نالت السّنة الماضية جائزة أفضل هيكل إنتاج خاصّ في تونس في مهرجان أيّام قرطاج المسرحيّة. هذا اضافة الى مشاركاتها الدولية التي صدرت بواسطتها ثقافة الجنوب التّونسيّ الصّحراويّ، ولعل أهمّها المشاركة في مهرجان الشّارقة للمسرح الصّحراويّ، وكذلك مهرجان الثّقافات الإفريقيّة المعاصرة بروما، وغيرها من الدّول العربيّة والأوروبيّة الأخرى، كما نالت المؤسسة شرف الحصول على الدّرع الوطنيّ للثّقافة خلال سنة 2019.
برنامج طموح اذا سمح وباء الكورونا بإنجازه
يتمثل برنامج المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء حسب تصورات مديره و مؤسسه المخرج حافظ خليفة في تنظيم ورشات تكوينية في فن الممثل. وتخص ست ولايات هي (قفصة ،توزر ،قبلي ،قابس ،مدنين ،تطاوين) وذلك بمعدل72 حصة تكوينية لمدة ثلاثة اشهر، وسيستفيد منها 60 شابا مشاركا بالورشات وسيؤطرهم 6 مؤطرين من خيرة المسرحيين بالتكوين، بالشراكة مع سبعة مراكز للفنون الدرامية والركحية بالجنوب التونسي هي مراكز قفصة وتوزر وقبلي وقابس ومدنين وتطاوين وجربة، ومع مؤسسات فنية وثقافية وإعلامية دولية.
وتتاح المشاركة في هذه الورشات لمن تستجيب مطالبهم لشروط مثل أن يكون المترشح أو المترشحة من الولايات المذكورة آنفا وان يكون هؤلاء مهتمين بالشأن العام عموما والثقافي خصوصا في تونس (بالنسبة للشباب) وقادرين على الحضور كامل الدورة (12 حصة) ومن المطلوب أيضا الالتزام بتقديم العرض النهائي لمخرجات الورشة بفعاليات المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء . علما بانه يمكن بداية من يوم 13ديسمبر2020 ملء استمارة الترشح على المنصة بالموقع التالي:
( www.fits.tn).
اما عن مواضيع التربصات والتكوين في فن الممثل فستكون حول التسامح والتعايش ( من 21/ 12 / 2020 الى 31 جانفي 2021) وعن الصوفية والروحانية ( من 19 ديسمبر الى 31 جانفي 2021 ) وعن أهمية الحدود ( من 21 /12/2020 الى 31 جانفي 2021 ) وعن الصحراء كبوابة للإبداع ( من 20 /12/ 2020 الى 31 جانفي 2021 ) وعن التلوث البيئي ( من 20 ديسمبر 2020 الى 31 جانفي 2021) وعن الحوض المنجمي ( من 19 ديسمبر الى 31 جانفي 2021 ) وذلك في مراكز الفنون الدرامية و الركحية في كل من قفصة و توزر وقبلي وقابس ومدنين وتطاوين وجربة.
كما سيحتوي برنامج المهرجان على عروض مسرحية وملحمية كبرى وطنية ودولية في الصحراء للكهول والاطفال وندوة علمية، مسامرات نقدية، زيارات لأجمل المواقع بالصحراء، تكريمات لشخصيات مسرحية وطنية ودولية، ضيوف من المسرح و الإعلام التونسي والعربي والأوروبي
المخرج المسرحي (حافظ خليفة)
(بقدر ما يسمح به الوضع الصحي للبلاد).
ان فكرة المهرجان تتمثّل في تحويل العروض المسرحيّة إلى الصحراء واتّخاذ رمالها ركحا واستغلال الكثبان الرمليّة الصّافية كمدارج مهيّأَة طبيعيّا للجمهور، والإسهام في السّياحة الثّقافيّة بربوع ولاية قبلي عموما وبمنطقة الصّابرية خصوصا. وتنظيم ندوات وبحوث مسرحيّة مع استقطاب أهمّ رجالات المسرح ونجومه وطنيّا وعربيّا وعالميّا ومحاولة خلق مشهديّة مسرحيّة جديدة. مع المساهمة في الحراك الثّقافي بالمنطقة، الذي يشكو تصحّرا وإهمالا كبيرين رغم تعطّش جمهور المنطقة وشغفه بالفرجة والفن عموما. كما أن المهرجان سيكون فرصة لرسكلة ستّين شابّا من محبي المسرح بإقامة ورشات عمل.»تعزيز مفهوم أدب الصّحراء كفضاء للإبداع وكمسرح صالح لكلّ التّعابير المسرحيّة المعاصرة»
المهرجان يجسّد نوعا من الأفكار المفتوحة بتقديمه خدمة نوعيّة للمسرح العربيّ، وذلك من خلال تنويع الأفكار وتبنّيها من قبل مؤسّسات وهيئات ذات صلة بالإبداع المسرحيّ، والغاية هي نشر الثّقافة المسرحّية في كلّ مكان وغايتنا هي تعزيز مفهوم أدب الصّحراء وثقافتها مع اعتبارها فضاء للإبداع ومسرحا شاسعا لعرض كلّ أنواع التّعابير المسرحيّة المعاصرة. فالمهرجان يحقّق رؤًى فنّية تعكس اهتمام القائمين عليه بخلق تنّوع في الأداء، فهو يخرج المكان المسرحيّ من مكانه التّقليديّ «العلبة الإيطاليّة» إلى فضاءات رحبة مفتوحة من الرّمال والكثبان الصّحراويّة، ممّا يُلْزِمُ المسرحيّين البحث والعمل على تطوير أدواتهم المسرحيّة لتتلاءَم مع هويّة المكان، وكذلك البحث عن حلول ووسائل وحيل إخراجية لتقديم عروضهم المسرحيّة، وكأنّها تمرينٌ مسرحيّ يتمحور حول الحكاية والشّعر والملاحم والأداء، وأحيانا الارتجال، ويعتمد على أساليب متعدّدة من التّعبيرات الفنّية التي تختزنها الذّاكرة الجماليّة للصّحراء، بعد أن تصبح الرّمال الذهبيّة في الصّابريّة، هي خشبةَ المسرح.»
تتمثل خصوصية المهرجان في ذهاب المشروع مباشرة إلى الجمهور، وخاصة العائلة لمزيد جذب كل افرادها إلى الحالة المسرحيّة الاستثناء، شكلا ومضمونا تحت مظلّة هدف رئيسي يسعى المهرجان لترسيخه، ويتمثّل هذا الهدف في استكشاف الخطوط التي يمكن أن تصل بين الفنّ المسرحيّ وأنماط الأداء من المرويّات والسّير الشّعبيّة في البادية مع كلّ الأشكال المسرحيّة والكوريغرافيا المعاصرة أيضا، بحيث ننظر إلى هذه التّظاهرة المسرحيّة الفريدة بوصفها شكلا حديثا من أشكال للفرجة المسرحيّة التي تزاوج بين عناصر الطّبيعة الحيّة وأشكال مختلفة من فنون الأداء التّراثيّة والشّعبيّة والفلكلوريّة وحتى المعاصرة، وهي في الواقع شكل جديد من حوار التّجارب المسرحيّ في سعيٍ لإضفاء هويّة عربيّة على هذا اللّون من الأداء، من خلال العودة إلى التّراث واستدعاء النّماذج والمظاهر والطّقسيّة المسرحيّة وسواها من الممارسات التي عرفتها الثّقافة العربيّة، بحيث يأتي هذا النّشاط الفكري ليدوّن التّاريخ الخاصّ بهذا الحدث الجميل، ويزيده رسوخا وامتدادا».
و يحتوي المهرجان ايضا على مسامرات نقدية و ندوة علمية حول دور المسرح في تطوير السياحة الثقافية و رحلات الى اهم المناطق الصحراوية السياحية و تكريمات لوجوه مسرحية وطنية و عربية و عالمية مع تواجد الصحافة التونسية و العربية و العالمية لتغطية هذا الحدث الهام و الذي نطمح ان يساهم في دعم اللامركزية الثقافية وو المساهمة في السياحة الثقافية و جعله موعدا مهما في الاجندة الثقافية العامة بالبلاد التونسية و العربية و العالمية.