بتونس: مركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة يقدم اخر اعماله المسرحية « فرنانة جدّي »/ ر ت
يقدم مركز الفنون الركحية والدرامية بجندوبة اخر اعماله المسرحية بعنوان « فرنانة جدّي » من إخراج هشام الشيحي وبمساعدة أمين الدخيلي وعن نصّ للعروسي الحناشي وبتصميم للملابس لإيمان الصامت.
وهذا الانتاج الجديد هو دراما مسرحية تستلهم عبق التراث و تسترجع عصر الشهامة و حب الزمن الجميل وذكريات الصمود و المقاومة و تروي حكايات شجعان خمير و قصص إبطال الجبل و خيرات جندوبة على إيقاع صوت الحنين ونغمات الأصالة وهي تأكيد كذلك وعبر اللعب المسرحي و كل أطراف اللعبة أن الفعل المسرحي يمكن أن يكون بطاقة العبور عبر الزمن و المكان إلى أعماق أعماق النفس البشرية و محاكاة مختلف إرهاصاتها الثقافية .
والعمل هو فضاء يتداخل فيه الحلم بالواقع و الخيال بالحقيقة هي الحاضر وحصيلة الماضي واستطلاع القادم وقد انقسم الفضاء المسرحي لهذا المنجز المسرحي إلى أجزاء هي وحدات زمانية و مكانية وظّفت حسب الحالات المعاشة وبما أعطاها دلالتها المختلفة في فضاء كوني سرمدي يرحل عبره متابع العمل إلى أمكنة و أزمنة تتداخل و تتشابك رغم تفردها و تميزها وضمن تناول يقوم على مقاربة التناول » Approche De Traitement « باعتماد طريقه السناريو في الكتابة الدرامية أي » أسلوب اللقطة » « Plan Séquence » الى جانب اعتماد صياغة التعبيرة بصفة شمولية أي لكل مكونات اللغة الفنية حيث تنصهر مفردات التعبير الجمالي في تداخل خيوط نسجها الانفعال بين الكلمة و الصوت ،الصورة و الظل ، الضوء و الإيقاع ، الإيماء و الحركة ، الدلالة و المدلول الفكري ليحتفي الفضاء الركحي في « فرنانة جدي » بشطحات الأجساد من قوة الفعل متنقلة أو قوة التخيل و هذا ما دفع بالعملية الإخراجية للتناسق و التناغم و كانت العلاقة حميمية و مع الفضاء و مع جميع العناصر التشكيلية من إكسسوار و ملابس و قطع ديكور و إضاءة و مؤثرات صوتية لخلق صور مسرحية لها دلالات يدركها المتفرج و بالتالي تتوق الأجساد في هذا العمل إلى الانتشار في هذا الفضاء الذي تتلامس فيه الحياة .