بالمغرب: (د. عمر حلي) يبرز أهمية التمازج بين التنظير والممارسة
أكد الأستاذ الجامعي، عمر حلي، اليوم الجمعة بالرباط، على ضرورة المزج بين التنظير والممارسة في مجالات التنشيط الثقافي والمسرحي والسينما.
وأبرز الأكاديمي عمر حلي، في الدرس الافتتاحي للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي برسم الدخول الجامعي 2020-2021 حول “التعليم الفني بالجامعة المغربية: التحديات والرهانات”، أن الممارسة النظرية لا تأتي معزولة بل يجب أن تكون في قلب التطبيق، لأن التنشيط الثقافي أو المسرحي ليس دراسة نظرية فحسب، بل يتعين القطع مع هذه المقاربة، لأنه لا يوجد مسرح أو سينما بدون حركية.
واعتبر أن التعليم الفني، خاصة في مجال التنشيط المسرحي والثقافي، سيظل رهينا بالتماس والدينامية التي يمكن خلقها بين الدرس النظري الذي لا يمكن التخلي عنه، وبين التطبيق فوق خشبة المسرح، مسجلا أن الفنون تفرض وضعا اعتباريا خاصا وأيضا تمازجا بين الرغبة في الأداء والمنحى الذي يفرض نفسه في التنظير، مشيرا إلى أن الجامعة تقترح اليوم العديد من التكوينات، ولكن يغلب عليها الجانب الأدبي والكلاسيكي في المقاربة، مما يصعب في كثير من الأحيان الانتقال من الجانب النظري التأريخي للفنون للأدب والمسرح والسينما، إلى أعمال تطبيقية.
وتطرق الأستاذ حلي إلى مختلف المحطات التي عرفها التعليم الفني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “التعليم العالي بصفة عامة والتكوين في المجال الفني على الخصوص حديث ذو شجون، لأن الممارسة المسرحية والسينمائية، التي تمتد على مدى أربعة عقود على الأقل شهدت محاولات التحدي والاستمرار والتصويب والتقويم بصفة دائمة “، ومبرزا أن التعليم الجامعي والتكوين في المجالات الفنية حديث العهد زمنيا، لأن الركن الأساس الذي بنيت عليه هذه المجالات هو الممارسة المسرحية والسينمائية والتنشيط الثقافي، تلاه بعد ذلك اهتمام الجامعة المغربية والتعليم العالي بمجال التكوين في المجال المسرحي والفنون الدرامية والسينما وبالتنشيط الثقافي.
وزاد قائلا إن “المسرح والدراما والسينما استحدثت انطلاقا من إنشاء هذه المؤسسات الجامعية منها المعهد العالي، وانطلاقا من رجة وقعت في التعليم العالي بولوج كثير من الممارسين للمسرح إلى أسلاك التدريس بالتعليم العالي أغلبهم قدموا من العمل الجمعوي والممارسات المسرحية التي كانت معروفة أساسا في مسرح الهواة والمسرح الاحترافي بعد ذلك، وهذا ما أثرى الدرس الجامعي “.
وتابع بالقول أن ” هذه النشأة خلقت نوعا من المعضلة والتشابك ، لأن في الجامعة هناك غلبة للتنظير والدرس النظري “، لافتا إلى أن هذه الغلبة بقدر ما تحمل معها زادا معرفيا ونظريا هاما لا محيد عنه من أجل تطوير الدرس المسرحي والفني بصفة عامة في الجامعة، بقدر ما ألقت بثقلها على تلك الممارسة.
واعتبر السيد حلي أن الممارسة النظرية كانت تجد وقعا أكثر في الممارسة التطبيقية عند الجمعيات وليس في الجامعات، مما خلق نوعا من التوازي بين درس نظري رصين يقوده نقاد منفتحون على الثقافة الغربية، وأثروا تأثيرا بليغا وعميقا في الدرس الجامعي، وبين الممارسة التطبيقية، ولكنهم في المقابل، لم يؤثروا على الممارسة المسرحية والسينمائية داخل رحاب الجامعة.
وأردف أنه تم خلق بدائل لهذا التطبيق في تنظيم مهرجانات جامعية بعدد من الجامعات المغربية منها الدار البيضاء وأكادير وطنجة، حيث أصبحت هذه المهرجانات تشكل مجالات لتطبيق الدرس النظري، وذلك عبر التلاقح والتقاطعات بين الفرق المسرحية المشاركة التي كانت تقدم عروضا رفيعة المستوى، مستطردا أن للمهرجانات حيزا زمنيا قصيرا ولم تستطع السير بالوتيرة ذاتها وبنفس حمولة البدائل المطروحة.
ولفت في هذا الإطار إلى أن المسرح الجامعي عرف انكماشا لتوقف عدد من المهرجانات الجامعية معوأيضا لاستمرار أخرى بإيقاع مغاير، وحصل تغير في الوسائل والرؤى، فتمت العودة إلى الدرس النظري بإحداث مسالك وتكوينات تقترح مداخل للثقافة والفرجة بكل أنواعها، متوقفا عند مختلف أنواع التكوينات المتعلقة بالمسرح والثقافة والسينما والفرجة والتنشيط الثقافي، والتي أصبحت حاضرة على مستوى كافة التكوينات الجامعية (الإجازة والماستر والدكتوراه).
ويندرج هذا الدرس الافتتاحي ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها المعهد، والتي تكرس رغبة هذه المؤسسة الفنية والأكاديمية في أن تصبح فاعلا محوريا على الساحة الثقافية المغربية، وتنفتح بالموازاة مع ذلك على الفضاء الاجتماعي والاقتصادي الذي تتجذر فيه، بحسب ما ذكره بلاغ للمعهد.
يذكر أن عمر حلي، هو الرئيس السابق لجامعة ابن زهر – بأكادير لولايتين متتاليتين منذ 2011، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي منذ 2019، ويعد من بين الوجوه الأكاديمية التي دافعت عن تواجد التكوين الفني وخصوصا المسرحي بالجامعة لما لها من أهمية في تكوين وتفتح وصقل شخصية الطالب الجامعي، وأيضا من بين مؤسسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير.
عن: و م ع
واعتبر أن التعليم الفني، خاصة في مجال التنشيط المسرحي والثقافي، سيظل رهينا بالتماس والدينامية التي يمكن خلقها بين الدرس النظري الذي لا يمكن التخلي عنه، وبين التطبيق فوق خشبة المسرح، مسجلا أن الفنون تفرض وضعا اعتباريا خاصا وأيضا تمازجا بين الرغبة في الأداء والمنحى الذي يفرض نفسه في التنظير، مشيرا إلى أن الجامعة تقترح اليوم العديد من التكوينات، ولكن يغلب عليها الجانب الأدبي والكلاسيكي في المقاربة، مما يصعب في كثير من الأحيان الانتقال من الجانب النظري التأريخي للفنون للأدب والمسرح والسينما، إلى أعمال تطبيقية.
وتطرق الأستاذ حلي إلى مختلف المحطات التي عرفها التعليم الفني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “التعليم العالي بصفة عامة والتكوين في المجال الفني على الخصوص حديث ذو شجون، لأن الممارسة المسرحية والسينمائية، التي تمتد على مدى أربعة عقود على الأقل شهدت محاولات التحدي والاستمرار والتصويب والتقويم بصفة دائمة “، ومبرزا أن التعليم الجامعي والتكوين في المجالات الفنية حديث العهد زمنيا، لأن الركن الأساس الذي بنيت عليه هذه المجالات هو الممارسة المسرحية والسينمائية والتنشيط الثقافي، تلاه بعد ذلك اهتمام الجامعة المغربية والتعليم العالي بمجال التكوين في المجال المسرحي والفنون الدرامية والسينما وبالتنشيط الثقافي.
وزاد قائلا إن “المسرح والدراما والسينما استحدثت انطلاقا من إنشاء هذه المؤسسات الجامعية منها المعهد العالي، وانطلاقا من رجة وقعت في التعليم العالي بولوج كثير من الممارسين للمسرح إلى أسلاك التدريس بالتعليم العالي أغلبهم قدموا من العمل الجمعوي والممارسات المسرحية التي كانت معروفة أساسا في مسرح الهواة والمسرح الاحترافي بعد ذلك، وهذا ما أثرى الدرس الجامعي “.
وتابع بالقول أن ” هذه النشأة خلقت نوعا من المعضلة والتشابك ، لأن في الجامعة هناك غلبة للتنظير والدرس النظري “، لافتا إلى أن هذه الغلبة بقدر ما تحمل معها زادا معرفيا ونظريا هاما لا محيد عنه من أجل تطوير الدرس المسرحي والفني بصفة عامة في الجامعة، بقدر ما ألقت بثقلها على تلك الممارسة.
واعتبر السيد حلي أن الممارسة النظرية كانت تجد وقعا أكثر في الممارسة التطبيقية عند الجمعيات وليس في الجامعات، مما خلق نوعا من التوازي بين درس نظري رصين يقوده نقاد منفتحون على الثقافة الغربية، وأثروا تأثيرا بليغا وعميقا في الدرس الجامعي، وبين الممارسة التطبيقية، ولكنهم في المقابل، لم يؤثروا على الممارسة المسرحية والسينمائية داخل رحاب الجامعة.
وأردف أنه تم خلق بدائل لهذا التطبيق في تنظيم مهرجانات جامعية بعدد من الجامعات المغربية منها الدار البيضاء وأكادير وطنجة، حيث أصبحت هذه المهرجانات تشكل مجالات لتطبيق الدرس النظري، وذلك عبر التلاقح والتقاطعات بين الفرق المسرحية المشاركة التي كانت تقدم عروضا رفيعة المستوى، مستطردا أن للمهرجانات حيزا زمنيا قصيرا ولم تستطع السير بالوتيرة ذاتها وبنفس حمولة البدائل المطروحة.
ولفت في هذا الإطار إلى أن المسرح الجامعي عرف انكماشا لتوقف عدد من المهرجانات الجامعية معوأيضا لاستمرار أخرى بإيقاع مغاير، وحصل تغير في الوسائل والرؤى، فتمت العودة إلى الدرس النظري بإحداث مسالك وتكوينات تقترح مداخل للثقافة والفرجة بكل أنواعها، متوقفا عند مختلف أنواع التكوينات المتعلقة بالمسرح والثقافة والسينما والفرجة والتنشيط الثقافي، والتي أصبحت حاضرة على مستوى كافة التكوينات الجامعية (الإجازة والماستر والدكتوراه).
ويندرج هذا الدرس الافتتاحي ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها المعهد، والتي تكرس رغبة هذه المؤسسة الفنية والأكاديمية في أن تصبح فاعلا محوريا على الساحة الثقافية المغربية، وتنفتح بالموازاة مع ذلك على الفضاء الاجتماعي والاقتصادي الذي تتجذر فيه، بحسب ما ذكره بلاغ للمعهد.
يذكر أن عمر حلي، هو الرئيس السابق لجامعة ابن زهر – بأكادير لولايتين متتاليتين منذ 2011، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي منذ 2019، ويعد من بين الوجوه الأكاديمية التي دافعت عن تواجد التكوين الفني وخصوصا المسرحي بالجامعة لما لها من أهمية في تكوين وتفتح وصقل شخصية الطالب الجامعي، وأيضا من بين مؤسسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير.
عن: و م ع