نص مسرحي: ((ساعة السودة ))/ تأليف: مثال غازي

((تجليات سقوط آدم وحواء من الجنة))

 
مشهد السقوط
ثمة اثنان رجل وامرأة يحملان كل منهما حقيبة سفر، حيث يسقطان من السماء ليجدا نفسيهما وسط تقاطع طرقأ ووسط شارع عام مزدحم بالسيارات حيث يتفاجأن بهذا الازدحام وهما يحاولان تفادي الكثير من السيارات التي تحاول الاصطدام بهما، فنراهما مرعوبين حيث لا يعرفان إلى أي اتجاه يذهبان كذلك نسمع أبواق السيارات و شتائم السائقين لهما.
الرجل: (بعصبية) كله بسببك .. أنتِ السبب .. أنتِ السبب.
المرأة:  اني
الرجل: طبعا .. لو ما رعونتك وتهورك وفضولك وقلة عقلك ما صار الي صار .. وما .. (يتوقف عن الكلام)
المرأة:  لو ما شنو (تهدده) لو ما شنو .
الرجل: (بنفاذ صبر) اللهم طولك يا روح.
المرأة: لا اني مصره .. تحجي لي .. لو ما شنو.
الرجل: (يهمس لها وهو ينظر إلى السماء) كان ما نطردنه مثل هلطردة.
المرأة: (تبكي)
الرجل: (ينهرها) هسه تبكين..هو هذا اليكادرة عليه..تبكين تسوين العملة..وبعدين تبكين.. تهجمين بيتنه وبعدين تبكين.
المرأة: (تحاول ان تتقيأ)
الرجل: ساعة السودة .. مو كتلك مو وكتها .. خلينه نعيش حياتنا نستمتع بعواطفنا واحاسيسنا ..كتلك خلين نطي لروحنه شويه وكت .. بس سويلج.
المرأة: (تجلس على الحقيبة) بس اني تعبانه.
الرجل: (يجلس على الحقيبه) بس مو اكثر مني.
المرأة: (تسأل) احنه وين.
الرجل: ما ادري.
المرأة: زين احنه بيا بلد.
الرجل: ما ادري.
المرأة: زين هذول هالناس منو.
الرجل: (بعصبية) ما ادري .. ما ادري .. ما ادري
المرأة: (تبكي)
الرجل: بدت رحمها لله (يخفف عنها) ارجوك بس انطيني شوية وقت حتى استوعب اليصار .. (يتذكر) ما سمعنه الا صاحب العمارة وهو يصرخ من فوك بلا ما نشوفه .. اطلعوا برة .. انتو مو وجه نعمة (ينظر الى السماء..ثم ينظر اليها ) وكلهذابـ .. بـ ..(يتوقف عن الكلام)
المرأة: (تكمل عبارته) بسببي..كل هذا بسببي..والله مليت من هذا الكلام..كله بسببي.. ادري هاي الجملة راحت ظل لازك بيها لحد ما موت بس شأ سوي..صار الي صار..وثم.. وثم  (تحاول ان تقول شيئا فتتوقف)
الرجل: ثم شنو خاتون .. كملي مدام .. ليش تخلين بقلبك .. كملي .. ثم شنو.
المرأة: ثم كان ممكن تمنعني .. تكوليلا .. اعتبرني مجنونه بلا عقل .. اعتبرني زعطوطه وامنعني .. يا اخي صير مرة بحياتك شخص إيجابي .. وكوليلا.
الرجل: (يغضب) يعني تقصدين اني ضعيف الشخصية وسلبي .
المرأة: اني ما كلت هيجي.
الرجل: (يتهمها) لا انتِ تقصدين هيجي.
المرأة: (مع نفسها) الحمد لله .. طلعت منك مو مني .
الرجل: شتكولين ما سمعت.
المرأة: كلشي ما كلت.
الرجل: احسن.
المرأة: احسن.
((يجلسان على حقائبهما وظهر احدهم للاخر))
مشهد التعارف
المرأة: (في محاولة لتهدئته) تتذكر.
الرجل: (بعصبية) لا ما تذكر.
المرأة: لا تصير مكروه .. شويه فكها الخاطر يا ذا صدك تحبني .
الرجل: وهو اني شبه ذل نيغير هذا الغضب.
المرأة: تتذكر اول يوم شفتني بيه (يضحكان) كنت نائم ساعتها وغركان بألف حلم و حلم.
الرجل: ساعتها .. ما حسيت الا وحده نايمه بصفي (يضحك)
المرأة: ساعتها تتذكر شصار بيك.
((يتذكران لحظة لقائهما))
الرجل: (يبتعد عنها متفاجئاً) ها يشنو .. انتِ منى وشجابك أهنا.
المرأة: لا تخاف .. اهدأ .. اني ماراح أأذيك .
الرجل: بس اني مشايفك من قبل اهنا ولا بأي مكان بالجنة.
المرأة: أطمأن راح تشوفني هواي بعد هذا اللحظة.
الرجل: (يتصافحا) انت منين.
المرأة: اني منك.
الرجل: (يستغرب) أنتِ مني شنو (يسألها) انتِ الله خالقك من الطير.
المرأة: (تضحك) لا.
الرجل: أنت من الشجر.
المرأة: طبعا لا.
الرجل: لعدا نتِ منو.
المرأة: اني بشر مثلك من لحم ودم.
الرجل: مثلي .. لحم ودم.
المرأة: أي مثلك ليش تستغرب .. ما كاعد تشوف.
الرجل: (يتفحصها) صحيح انت  تشبهيني بكلشي .. ايدك .. رجلك .. راسك.
المرأة: اعرفك على نفسياني ..
الرجل: اعرفك على نفسياني ..
((يتصافحان ثم يحتضن احدهما لأخر، فجأة يسمعان نبضات قلب إنسان، يستغربان، يشع الرجل بالرعب وهو يبحث عن مصدر الصوت))
الرجل: اسمع صوت غريب .. هذا شنو الصوت.
المرأة: ليش مستغرب.
الرجل: كتلج (بعصبيه) هذا صوت شنو.
المرأة: هذا صوت دكات قلب انسان.
الرجل: (يسألها) قلبي.
المرأة: لا.
الرجل: (يسألها) قلبك.
المرأة: لا .. هذا الصوت لا قلب يولا قلبك.
الرجل: لعد منو .. احجي بسرعة اكو غيري اني وياك بهذا المكان.
المرأة: ابشرك اني حامل.
الرجل: حامل .. يعني شنو حامل.
المرأة: انت ما تعرف شنو حامل .. أي رجل يشوف امرأة اكيد راح يصير بينات هم شي مشترك .. طبيعي ليش مستغرب.
الرجل: وهذا الي تحجين عنه .. وينه.
المرأة: (تشير الى بطنها) اهنا .. قرب راسك واسمع.
الرجل: (يضع راسه على بطنها ليسمع..يتعجب) ها .. ها اسمع (يقولها بخوف).
المرأة: (خائفه) شتسمع.
الرجل: اسمع اثنين يتعاركون .. واحد يكول لااخر .. اني احسن منك .. الاول يكول للثاني انت شوفيني والثاني يكول للاول انت طائفي حقير .. بدأو يتصارعون .. بدأوي تلازمون .. تضاربوا .. الاول ضرب الثاني الثاني رد على الاول .. الاول ما سكت
((نسمع صوت سحب اقسام المسدس..واحد منهم سحب مسدس على الاخر.. يعلق الرجل على الأحداث وكأنه معلق كروي.. يسمعان صوت اطلاقه))
المرأة: مات (تتقيأ)
الرجل: مات (يتقيأ)
((يتقيأن معاً))
الرجل: ساعة السودة.
المرأة: ساعة السودة.
مشهد قابيل وهابيل قبل ما يشرفون للحياة
المرأة: هسه شلون.
الرجل: (بعصبية) يعني شلون .. انت شتريدين مني بس كوليلي مو منو راج واصل لهنا .. راحا نفجر .. راح اموت.
المرأة: (تحاول البكاء)
الرجل: دير بالك تبكين .. مو كلما احجي وياج تبكين .. بطليها هالعادة السخيفه.
المرأة: ملازم مراح ابكي.
الرجل: كولي شتريدين.
المرأة: بطني بدت تكبر .. (بفرح) تجين سميهم.
الرجل: (بعصبية) سميهم وخلصي منهم.
المرأة: اقصد الي ابطني لازم نسميهم مو نسممهم.
الرجل: (بأستهزاء) يعني شراح نسميهم .. لو قابيل لو هابيل .. لو قاتل لو مقتول .. لو جلاد لو ضحيه .. لو خير لو شر  .. لو بطل ايجابي .. لو بطل سلبي .. لو جنه لو نار .. لو يطلع سافل لو يطلع مليان نبل .. هني الهل لمسرح بيهم .. خاتونبطن جمليانه بقيم الصراع وهنا سر مشاكلنه.
المرأة: يعني.
الرجل: يعني كل الي صار .. والي راح يصير من دمار وحروب واختلافات في المستقبل .. راح يصير من وراء تمركزات جال منطقية الي موجودة بغرور ابطنك.
المرأة: (مستغربه) تمركزاتي المنطقية .. وهذا شنو مرض.
الرجل: طبعا مرض .. ومرض خطير .. من اتبدي اعراضها المعدية والخطيرة والفتاكه (يشير الى بطنها) الي راح يقضي على البشرية.
المرأة: وهذا المرض علاجه وين (تسأل)
الرجل: علاجه عند (جاك دريدا) ابو التفكيكية.
المرأة: وهذا شنو طبيب.
الرجل: صدكيني احسن من أي طبيب
المرأة: بدي تتكول كلام غير منطقي و غير مفهوم.
الرجل: (بعصبية) يعني الي كاعد يصير بينه منطقي..لو اليس واهبينه ابو العمارة منطقي..شنو بحياتنه منطقي (ينظران الى السماء) خلي اسد حلكي واسكت.

((فتـــرة هــــدوء))

مشهــد الطــــرد
المرأة: تتذكر.
الرجل: ما تذكر.
المرأة: خلينه نتذكر شي حلو بحياتنا.
الرجل: ما اكدر .. ما اكدر .. كلما اتذكر ذاك اليوم اموت قهر.
المرأة:  يله هسه احنها سوينه.
الرجل: (ينهرها) اشسويتي خاتون .. شوي هو ردتي تحرقين الشقة .. الشقة نظيفة وجديدة وكاملة المواصفات وتعبان عليها .. ليش ما سمعتي كلت مشوية وراد كل العمارة تشتعل منو راجل ما جهاز الانذار (يتذكر)ساعتها طلعونه اثنين ما ادري منين .. عيونهم من حجر .. روحهم من حجر .. كلوبهم من حجر .. جرجرونه مثل المتهمين والمذنبين .. شحطونه شحطاني و مرتيو طلعونه من الشقة .. توسلت .. ردت .. حجيت ما نفع وياهم .. توسلت مره ثانيه هم ما نفع وياهم .. كلت لهم يمعودين اروح لكم فدوه خلوني احجي ويه صاحب البيت .. جاوبوني وكالو لي ممنوع .. كتلهم خلوني اتوسلبيه .. ابوسقنادركم .. جاوبوني وكالو ما يصير .. زين خلوني احجي وياه .. كال ولي حرام شلون تحجي وياه .. كالولي .. بابا امر طرد كمصدر من المحكمة .. كتلهم اميز  .. كالولي .. الحكم قطعي وانتهى كل شي.
المرأة: كلت لهم اني حامل .. كالو لي مو شغلنه .. احنها نفذ اوامر وبس .. زين خلوني اخذ شوية من ذكرياتي من الشقة .. صوره عرسي على الاقل .. كالو لي انتِ شكد بطرانه .. بابا ابو الشقة غاضب عليكم .. وهو يكول انتو مو وجه نعمة .. انتو وجه غضب ونقمه ونار وتحرك اولك مواخركم.
الرجل: واخيراً كل شي ما نفع وياهم .. وكفوني اني وياها على حافة الشقة (بخوف) وبها يعيني شفت المسافات الي ما الها اول من اخر .
المرأة: حسيت بالرعب.
الرجل: حسيت بالخوف.
المرأة: سألناهم كلنا لهم احنه وين رايحين ما جاوبوا.
الرجل: كلنا لهم زين شراح تسوون بينه .. ما جابوا.
المرأة: زين احنه ليش واكفينا هنا .. ما جابوا.
الرجل: وما حسنه الا ان دفعنهم نفوك .. طايرين حايرين .. هايمين .. ضايعين .. ليون رايحين ما ندري.
المرأة: ليوين جايين ما ندري.
الرجل: بسمع ذلك اني ما راح ايأس .. راح اظل طول عمري اطلب مقابلتهو اترجاه بل كتير جعني للشقة حتى ارتاح.
المرأة: واني.
الرجل: وانت شبيك هاي المرة.
المرأة: هيجي اهون عليك..تريد تعوفني وحدي صدكني كل الي صار ما كان بأيدي..كان كل شي مقدر ومكتوب.
الرجل: لعد ليش نتعاقب .. اذا كل شي مقدر ومكتوب مو الله انطانه عقل حتى نفكر بيه .. حتى نميز بين الصح والخطأ .. واحنها ني وياج غلطنه و كل هذا الي يصيرهو بسببج .
المرأة: ادم شبيك..انت ما كنت هيجي..انت ما شفت نظرة عينك من شفتني اول مرة..شلون تحولت حياتك فجأة الى غابات وبساتين مليانة خضرة وطيور وفراشات .. ما تكلي شغيرك عليه.
الرجل: (يقترب منها بحنان) صدكيني ما تغيرت عليك الطروف هي الي تغيرت .
المرأة: انت متأكد انت تحبني لو متروط بيه.
الرجل: الحب والورطة شي واحد.
المرأة: يعني متورط بية.
الرجل: ادري بيك هذا السؤال اليم حيرك راح يظل طول عمرك لازك بيك .. راح تسأليني بمن اسبه وغير مناسبة احبك لو متورط بيك.
ذكريات سودة
المرأة: شنو رأيك لو نشوف مكان نكعد بيه.
الرجل: الله يخليج لا تذكريني.. تذكرين من كعدن هاني وياك بالحديقة على الشط.. شصار بينه.. وأسن ما شفنها لا الشرطة فوك راسنة.. كالوا لنه.. ما تستحون شكبر الواحد و كاعدين على شط مثل المراهقين .
المرأة: (تضحك) لا وا لنوب رزلوني و كالولي ليش ما متحجبة ولا مخليه شي على راسك .. وسألتهم ليش احط شي على راسي .. ليش شعري مو حلو .. وكلت لهم اعتقد نفسه صاحب العمارة من كنا يمنه ما حاسبني من وانت احسن لو صاحب العمارة.
الرجل: (يضحك) والله ساعتها اكلتي رزالة تسوه عمرك.
المرأة: ليش انت كنت عنتر ابن شداد .. اشو رأساً وجهك اصفر من شفت الشرطة.
الرجل: طبعا اصفر .. اشو راسا الشرطي طلب مني الهوية او أي اوراق تثبت انه احنه متزوجين .. وظليت احلف للشرطي واتوسل طول النهار حتى اثبتا له انه هاي مرتي على سنه الله قبل ما يجير سولة .. اخيرا كلتله مباب اتعرفون ويا من وتحجون .. كالولي يعني ويهمنون حجي .. ويه وزير الداخلية .. لو ويه رئيس الوزراء .. كلت لهم اني ماحتاج اشيل هوية .. كالوليل اتكمل ماكوا حد فوق القانون .. كلتلهم اني ادم .. وهاي حواء .. يعني اني ابو البشرية جدكم .. وهاي ام البشرية جدتكم .. واخيراً ضحكوا علينه تكول عبالك حاجي لهم نكتة .. وكالوا علينه اكيد هذولة مجانين.
الرجل: (يضحك) والله ساعتها اكلتي رزالة تسوه عمرك.
المرأة: ليش انت كنت عنتر ابن شداد .. اشو رأساً وجهك اصفر من شفت الشرطة.
الرجل: طبعا اصفر .. اشو راسا الشرطي طلب مني الهوية او أي اوراق تثبت انه احنه متزوجين .. وظليت احلف للشرطي واتوسل طول النهار حتى اثبتا له انه هاي مرتي على سنه الله قبل ما يجير سولة .. اخيرا كلتله مباب اتعرفون ويا من وتحجون .. كالولي يعني ويهمنون حجي .. ويه وزير الداخلية .. لو ويه رئيس الوزراء .. كلت لهم اني ماحتاج اشيل هوية .. كالوليل اتكمل ماكوا حد فوق القانون .. كلتلهم اني ادم .. وهاي حواء .. يعني اني ابو البشرية جدكم .. وهاي ام البشرية جدتكم .. واخيراً ضحكوا علينه تكول عبالك حاجي لهم نكتة .. وكالوا علينه اكيد هذولة مجانين.
المرأة: ومن ساعتها أي مكان ممنوع علينة نروح لة لانه احنه بلا اثباتات و لا هوية تعريفية يعني احنا مجرد اثنين مجهولين الهوية .. لا اصل ولا فصل .. يعني احنه مجرد اثنين مقطوعين من شجرة.
الرجل: (يتعاطف معها) تعالي تقربي مني.
المرأة: محتاجتك.
الرجل: محتاجك.
المرأة: ما عندي غيرك.
الرجل: ولا اني عندي غيرك (يحاول احتضانها) بردانه.
المرأة: (ترتجف) وياك احس بدفأ العالم.
 
((مشهد الانتحار))
(فجأة يخرج ادم مسدس ليضعه على رأسه لكي ينتحر)
المرأة: (تتفاجأ) لا .. ارجوك.
الرجل: اعتقد هذي احسن وسيلة حتى ارجع بسرعة للشقة.
المرأة: واني.
الرجل: (يخرج مسدساً ليعطيها اياه)
المرأة: (تخاف) مستحيل اسويها اني اخاف من الموت.
الرجل: ليش خاتونو الحياة متخوف .. صدقيني را ح نشوف أشياء نتمنى نموت قبل ما نشوفها .. راح نشوف ونشوف ونشوف أيام مليانه خوف.
المرأة: يعني ضروري نموت.
الرجل: وليش ضروري نعيش.
المرأة: ليش ما ننتظر حتى نموت.
الرجل: وليش ننتظر .. اخاف على حياتنا تكون كلها انتظار بانتظار ويضيع عمرنه بالانتظارات.
المرأة: لازم اكو وسيلة اخرى نوصل بيها ليفوك غير الموت.
الرجل: عندك فكرة معينه.
المرأة: تجي ندعي.
الرجل: ندعي على شنو.
المرأة: انه الله ياخذنا دون ان نموت.
الرجل: الدعاء فكرة ممتازة (يحاول الدعاء)
المرأة: زين اذا الله استجاب لدعائنا .. بسهادي ربال كتدعي عليه.
الرجل: (يضحك) أنتِ اقترحت يالفكرة.
المرأة: خلين أجلا لدعاء شوية اقلها نكسب وقت حتى نستمتع بحياتنا القادمة ..اشو اني حييت المكان.
الرجل: بساني قررت وخلص.
المرأة: واني بعدني مترددة.
الرجل: يعني ماكو امل.
المرأة: بساك وحياة نعيشها.
الرجل: بسأني ما اريد أعيشها .. صدكيني راح نعيش أيام سودة أيام مثلا لليل الأسود (بنفاذ صبر) خلينه نموت ونخلص
المرأة: وهذا اليبطني شن وذنبه.
الرجل: واني وأنت يشنو ذنبنا.
المرأة: يعني تقبل يعيش ابنك بلا ابو لا ام.
الرجل: مو كتلك خلين خلص منه.
المرأة: بس هذا حرام.
الرجل: وهذا اليي صير بينا مو حرام .. انتِ ليش تحسين بيه .. ليش تفكرين بسب نفسك .. انتِ مسؤولة عن كل الي صار وانت سببك لمشاكلنه.
المرأة: وهذا الحمل بس أني مسؤولة عنه .. يعني الله فجأة نفخا بطني وصرت حامل.
الرجل: و يجوز هو هذا سببطردنه من الشقة.
المرأة: بس يعني مو الحريق سبب طردنه من الشقة.
الرجل: وشنو الفرق بين الحريق والحمل ولاثنين نهايتهم نار تشتعل .. نار تاكل الاخضر واليابس .. حتولي تتخلصين منه ارجوك .. خليني أني وياج نعيش حياتنا .. الشقة ما تتحمل من اثنين وهذا الحمل راح يصير عبارة عن ثقل ينزلنه للأسفل وراح يقطع الامل انه نرجع ليفوك .. ارجوك خلينا نأسس سعادتنا فوك .
المرأة: وليش ما نأسس سعادتنا جوه.
الرجل: هذا الحمل اصبح مستحيل .. هذا الحمل راح ينغص علينا حياتنا الجاية .. هذا الحمل بيه الشر .. وبيه الشقاء .. وبيه اليأس.
المرأة: ويمكن بيه السعادة والامل و الخير.
الرجل: يمكن بيه الشر والشفاء واليأس.
المرأة: الحب يوازن كل هلالأمور.
الرجل: صدكيني الحب شكد ما هو جميل شكد ما هو ضعيف .. الشر دائما هو الي ينتصر لان الشر بلا مبادئ ولا اخلاقيات ومستحيل يصمد كدا مالخير النقي الطاهر .. ارجوك خلينا نخلص وهاي الثنائيات ونحلم بشقتنا الي فوك.
المرأة: انت تحلم بالشقة اني ما احلم الا بيك .. انت ما كاعد تفهمه اي المعادلة .. تدري ليش.
الرجل: ليش.
المرأة: هذا لانه انت واحد اناني ما تفكر الا بنفسك.
الرجل: (بعصبية) بابا اني مو مالحب اني فدوا حد مليان خيبات وخسائر وتشاؤم.
المرأة: انت ليش ما تريد تهدأ.
الرجل: وانتِ ليش ما تريدين تفهميني ..صدكيني راح نقضي كل حياتنا على الارض خسارات (يشير الى السماء) صدكيني الأمل هناك فوك .. هناك السعادة والطمأنينة وراحه البال وهنا لا سعادة ولا طمأنينة ولا أمان .. هناك البياض والجمال والنقاء .. هنا الصخام والقبح وطيحان الحظ.
المرأة: بس هنا الأبيض والأسود .. الخير والشر .. هنا الامتحان الي يحسسك بقيمتك وقيمه الأشياء الي تختارها .. هنا الاختبار الحقيقي الي يحسسك بأدميتك .. اهنا كل شجاعتك .. يا اخي ليش دائما تريد تكون سلبي وجباتب لا خيارات .. ليش دائما تدور الحلول السهلة بلا تعب ولا اجتهاد ولامسؤولية اهنا انت اهم…ليش دائما تخاف من الامتحان .. هنا امتحانك الحقيقي لو تريد تقضي عمرك كله بلا شخصية ولا ارادة ..صدكن يا لله يحب القوي ما يحب الضعيف.
الرجل: مو مشكلة ضعيف ضعيف بس اريد ارجع واترك المكان .
المرأة: واني قررت ما ارجع .. مو مهمت بقى انت او ما تبقى .. روح انتحر وخلصني بعدما اهتم ولا اخاف ولا امنعك من الي تريدة .. كافي عاد .. كافي عاد .. مو مليت.
الرجل: طبعا ما تهتمين لغيابي لانه مطمأنه اكو شي راح يعوضك عني.
المرأة: بدي تتغار.
الرجل: لا ما اغار.
المرأة: انت تغار.
الرجل: ما اغار.
المرأة: مبين زعلت.
الرجل: ما زعلت.
 
 ((امنيات سودة))
الرجل:  تدرين شأتمنى هسه.
المرأة: شتتمنى حبيبي.
الرجل: أتمنى اسمع أغنية رومانسية لام كلثوم بنصم كان اقرب للسحر يجمعنا ويكون بيني وبينك مزهرية من بلور صافي بيها وردة حمرة عمرها ما تذبل و لا تموت .. تذكرنه بالجنة الي تركناها هناك فوك.
المرأة: الله شنو هذا السحر .. ام كلثوم .. و وردة حمرة.
الرجل: (يتخيل) تخيلي المكان.
المرأة: (تتخيل) كاعد اتخيل.
الرجل: (يتخيل) تخيلي الزمان.
المرأة: (تتخيل) كاعد اتخيل.
الرجل: تخيلي الحب الي ما يموت ولا يخلص ولا ينتهي.
المرأة: (تتخيل) وهو كذلك.
الرجل: (يتخيل) تخيلي أغنية ام كلثوم.
المرأة: يالله.
الرجل: (يتخيل) تخيلي الهدوء والرومانسية.
المرأة: بعدما اكدر استحمل .
(يسمع ان احدى أغاني الحب لام كلثوم، وفجأة تتشوه الأغنية وتتحول الى صوت قبيح مشوش..ينزعجان.. فجأة يسمعان أصوات قنابل تسقط بقربهما)
الرجل: (يتفاجأ..ينظران الى المرآة بعصبية وتنظر هي اليه بخوف)
المرأة: والله مو أني.
الرجل: (بعصبية) اعتقد سمعتيني من كل تتخيلي مكان رومانسي مو ساحة حرب.
المرأة: والله مو أني.
الرجل: يمكن رحت يزايد بالتخيلات والفرضية لو غلطتي بالمكان اعرفك.
المرأة: واللهم وأني.
الرجل: حسبي الله ونعم الوكيل.
(يلبس الاثنين خوذة الحرب وهما ينظران الى بعضهما لإكمال السهرة)
الرجل: احبك.
المرأة: احبك.
(بعد قليل يمتلأ المكان بدخان الحرائق حتى لا يرى احدهما الأخر..يلبسان الكمامات)
الرجل: مو كتلج رحت يزايد.
المرأة: حبيبي ليش ما نتخيل بعد أشياء حلوة.
الرجل: (غاضب والشر يتطاير من عينه) ارجوك .. حسبي الله ونعم الوكيل.
(الاثنان معا.. ويغادران المكان بحذر)
 
 ((مشهد التقسيم))
الرجل: (يرى من بعيد) كاعد تشوفين الي اشوفة.
المرأة: ماعرف.
الرجل: كدامنا سيطرة.
المرأة: وشنو المشكلة .. أنت ليش خايف.
الرجل: أخاف يسألوني.
المرأة: وليش تخاف من السؤال.
الرجل: اكيد راح يسألوني انت منا .. لو مناك.
المرأة: وشنو المشكلة.
الرجل: المشكلةا نه إني لا منا .. ولا مناك .. ما عرف شلون راح اجاوب.
المرأة: اخبرهم بالحقيقة.
الرجل: بسهم ما يريدون الحقيقة، يريدون الي يعرفوه همه .. مو الي اعرفه اني .
المرأة: سهلة .. كول أنت منا.
الرجل: واذا طلعوا مناك.
المرأة: كول أنت مناك.
الرجل: واذا طلعوا منا.
المرأة: (بنفاذ صبر) وليش لازم أنت لومنا .. لومناك.
الرجل: لانه التفاحة قسموها على اثنين .. جماعة المنا اخذوا النصف .. وجماعة المناك اخذوا النصف .. ولازم احنه نكون لو بهذا النصف .. لو بذاك النصف.
المرأة: وليش مانكون احنه بواحد الأنصاف.
الرجل: مستحيل.
المرأة: وليش مستحيل.
الرجل: لانه إني ابو هذا النصف .. وابو ذاك النصف (يصرخ فجأة) مو خبرتك هاي ورطة خلينا نرجع بسرعة قبل ما يسوون هنصفين.
المرأة: ممكن اسأل سؤال.
الرجل: اذا السؤال يخوف لا تسألين.
المرأة: محتاجه اسأل.
الرجل: اسألي.
المرأة: فالنفرض انه احنه من منا وهمه من مناك شراح يصير.
الرجل: اجاوبج.
المرأة: اذا الجواب يخوف لا تجاوب.
الرجل: اعتقد الجواب راح تفهميه اكثر من نوصل هناك.
المرأة: وليوصلوا هناك.
الرجل: (يشير بالذبح)
المرأة: مستحيل.
الرجل: ماكو مستحيل .. راح نشوفا هنا الموت ألوان الأحمر .. والأخضر .. والأصفر .. وحتى البنفسجي.
المرأة: وليش اكو موت بنفسجي.
الرجل: اكو من تروحين الصندوق الانتخابات وتقدمين موتك على حياتك بلا وعي منك.
المرأة: ما افتهمت.
الرجل: احسن.
المرأة: والحب وين راح ادم.
الرجل: يجيي و مو ينتهي و يصير ذكريات ما الها معنى .. دائما الح على الرجوع حتى نحافظ على الحب قبل ما يتحول الى حرب يبدأ بيني وبينك وينتهي بخراب هذه الارض .
المرأة: واذا رفضت.
الرجل: ساعة السودة.
 
((مشهد الجوع))
الرجل: (يسألها) جوعانه.
المرأة: جوعانه .. ومشتهيه (يقاطعها)
الرجل: (يمسك فمها) دير بالج تكرريها .. سويتيها مره وبعد لا تسويها ثاني مرة.
المرأة: بساني كاعد اتوحم على…
الرجل: اتوحمي على كل شي الا التفاح .. الأخضر ولا الأحمر ولا الأصفر .. لانه ما تعرفين اش سوة بينه التفاح .. التفاح صار خنجر حتى الأخ يقتل اخوه، التفاح صار عقل يفكر شلون يصنع القنبلة النووية والذرية والهيدروجينية .. التفاح صار طائفية وتعصب وموتو دمار، التفاح صار خيانات مالها اول من اخر، التفاح صار سياسي يبيع وطنه بشوية دولارات .. التفاح صار برلماني يمثل على الشعب مو يمثل الشعب.. التفاح صار تاجر بطنه مليانه تكبر على جوع الفقير والمحروم والمشرد.. التفاح صار ابو الب يتيريد الإيجار اول الشهر وعسى المستأجر يبيع اطفالة ومرته .. التفاح صار اخطائنا وعجزنا وهزيمتنا وخراب بلدنا.. التفاح صار .. ساعة السودة.
((ينهار الاثنان ليضع ارأسيهما بين أيديهما جلوساً..تسقط قطرات المطرعليهما))
المرأة: اعتقد راح تمطر.
الرجل: صحيح .. بد تتمطر.
المرأة: بديت أخاف.
الرجل: لا تخافين هذا مجرد مطر.
(يفتحان المظلة)
المرأة: اذا المطر ما يخوف ليش فتحت المظلمة.
الرجل: حتى تحمينا من المطر.
المرأة: (تضحك) حتى تحمينا من شيما يخوف.
الرجل: مو شرط كل الي يخوفنه يأذينا.
المرأة: تقصد مثل صاحب العمارة صحيح هو يخوف بسم ايأذي.
الرجل: تقريبا (يسألها) تعتقدين اكو أمل.
المرأة: ما ادري.
الرجل: تعتقدين ممكن يسامحنا صاحب الشقة.
المرأة: ما ادري.
الرجل: زين ليش يسامحنا.
المرأة: ما ادري.
الرجل: تعتقدين ممكن من يهدأ يسامحنا.
المرأة: ما ادري.
الرجل: زين مو مشكلة لا يسامحنا .. بسنرجع.
المرأة: ما ادري.
الرجل: تجين نشوف واسطة حتى يرجعنا.
المرأة: ما ادري.
الرجل: زين ليش ما صبر علينا شويه.
المرأة: ما ادري.
الرجل:زين ليش ما تحملنا.
المرأة: ما ادري.
الرجل: ليش ما انطانا فرصة ثانية.
المرأة: ما ادري.
الرجل: معقول راح نظل هيجي ضايعين.
المرأة: ما ادري.
الرجل: معقولة ماكو أمل.
المرأة: ما ادري.
الرجل: زين ليش ما تدرين.
المرأة: ما ادري.
(و تستمر الأسئلة المحيرة إلى مالا نهاية)
صوت : لماذا علينا يا رب ان نضيع كل مرة.. هل من احد هنا يرشدنا إلى ما نحلم به من خلاص، هل من طريق يسعف ارواحنا الهائمة .. هل ثمة أمل من ضوء يهدينا إلى جنت كالتي حرمتنا إياها .. هل من سلام .. هل من محبه .. هل من حياة .. هل من جنة بلا اختبارات ولا أشجار محرمها وتفاح.