المسرح البصري في خمسة عقود (الحلقة الثالثة)/ مجيد عبد الواحد النجار
3-عقد الأربعينات
لم يكن عقد أربعينيات القرن الماضي أقل عطاء من العقد السابق، بل كثُرت الفرق المسرحية البصرية، واستعدادات الممثلين للعمل بعد الدافع الكبير استقاها الفنانون من المشاهدات للفرق الزائرة، والأعمال المسرحية الأخرى المقدّمة من قِبل الفرق والجمعيات، ولم تتوقف المدارس التابعة لتربية محافظة البصرة عن تقديم عروضها المسرحية.
ففي عام 1941 قدّمت مدرسة العشار الابتدائية (المربد حاليا) مسرحية “عبد الرحمن الناصر” تأليف عبد الحليم جاسم مدير المدرسة وإخراج المعلم الفلسطيني (حمد كامل الشمل) على مسرح قاعة ثانوية البصرة للبنين ، وقام بأداء أهم أدوارها: (جورج يوسف شماتي و باقر فاخر – ومثّل السيد جري دور نسائي).
وفي عام 1942 قدمت ثانوية العشار للبنين مسرحية “الهاوية” إخراج (سليم بهو)، كما قدمت ضمن حفلاتها الشهرية مسرحية مونودراما هي: “أثر الباذنجان على غزوات نابليون” تأليف وتمثيل أحد طلبة الثانوية ( جاسم ….).
وفي عام 1943 قُدمت مسرحية “الشقية” إخراج عبد الحميد الرديني. وفي عام 1944 قدّمت ثانوية العشار مسرحية “ولادة الرسول” إخراج المدرس (عبد الكريم عبد اللطيف) ([1]).
يقول الأستاذ عبد الحميد الرديني؛ كاشفا عن جهوده المسرحية وجهود معاصريه، لقد مثّلت لأول مرة شخصية (عزيز بيك) في مسرحية “الشقية” عام 1943 التي أخرجها مخرج موهوب أفِل نجمه سريعا هو (محمد صالح العباسي)، قُدّمت على مسرح قاعة التربية (عتبة بن غزوان حاليا)، تلتها مسرحية “شهامة العرب” وهي مجهولة المؤلف وأخرجها نفس المخرج أيضا، وقُدّمت على نفس المسرح، ثم تلتها مسرحية “فتاة شط العرب” في نفس العام من تأليف وإخراج (علي حسن العيسى).
وفي عام 1945 مثّلت في مسرحية “الهاوية” من تأليف محمود تيمور وإخراج علي حسن ، وقد أدّى الأدوار النسائية فيها كل من (لويس توماس وزكي وطبان).
كما يذكر الرديني ان الفترة المحصورة بين عامي 1945 – 1948 أخرجت لطلبة مدارس البصرة مسرحيات منها: مسرحية “جابر عثرات الكرام” لمتوسطة المربد.
وقد حاولنا عام 1945 تأسيس جمعية يحميها القانون تضم كافة الفنانين ولكن جهودنا ذهبت هباء .
ويذكر الرديني انهاخرج في عام 1949 مسرحية “أهل الكهف” تأليف توفيق الحكيم، وقد عُرضت لفترتين على مسرح قاعة التربية وحذفت منها العنصر النسائي لعدم توفّره ([2]) .
وفي عام 1945 قدمت ثانوية العشار مسرحية “في سبيل التاج” إخراج كاظم السوداني وعلى مسرح الثانوية، كما قدمت مدرسة راهبات الكلدان مسرحية “نموت ولا نستسلم” تأليف (عبد العزيز قاسم)، كما قدمت مسرحية “حمودي يتزوج” وهي مسرحية ملهاوية تأليف عبد المسيح بلايا على مسرح قاعة التربية في العشار.
وفي منتصف نيسان 1947 قدمت مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب مسرحية “الصحراء”.
كما أذنت متصرّفية لواء البصرة إلى المدرسة المحمودية في أبي الخصيب بتقديم مسرحية “وحيدة” لموسى الشاه بندر على مسرح مدرستها بتاريخ 8- 9 / مارس / 1947.
وفي كانون الأول 1948 قدمت ثانوية البصرة… مسرحية “عدو النور” وأجاد فيها الطالب – في حينه – محمود عبد الوهاب*.
وفي حفلة أخرى للمدرسة نفسها قدم الطالبان – في حينه – محمود عبد الوهاب ، و عبد الغفور النعمة منولوج “بنت الناس” …
وقدم طلاب الخامس أدبي في ثانوية البصرة حفلة سمر… قُدمت خلالها مسرحية “يوم في المحكمة” وهي ملهاوية … ثم قدم الطلاب مسرحية “دموع اليتامى”… وهي من تأليف وإخراج الطالب محمود عبد الوهاب.
كما قدمت متوسطة أبي الخصيب للبنين مسرحية “القادسية” على مسرحها يوم الاثنين 4/نيسان / 1949.
وضمن الحفل السنوي لمدرسة الخنساء الابتدائية قُدمت مسرحية “لبيك فلسطين” تأليف المعلمتين سعاد عازر، وناهدة مدحت وذلك في نيسان 1949.
وفي يوم الاثنين 25/ نيسان / 1949 قدم طلاب الخامس العلمي في الثانوية المركزية وضمن حفل التخرّج مسرحية “موت سقراط” تأليف وإخراج (محمد جواد جلال)، وكانت مُبهرة بأدائها ومكياجها ومناظرها وأزيائها، ثم قدمت “ثري الحرب” وهي نوع من الملاهي.
وأقام نادي الأمير الرياضي حفلا ساهرا قدم فيه مسرحية “الشيطان” إخراج عبد الوهاب محمد ناجي ([3]) .
اختتم هذا العقد بإضافة بسطة في الرؤية الاخراجية، حيث تم التركيز على مكملات العرض المسرحي، والاهتمام بها كان واضحا في مسرحية “موت سقراط” التي اخرجها محمد جواد جلال، حيث اهتم المخرج بالمناظر المسرحية باعتبارها تمنح المسرحية الأجواء الواقعية، وتُعين الممثل على إيصال رسائله في العرض المسرحي، كما اهتم المخرج بتفاصيل المكياج والازياء، باعتبارها مكملة للشخصية المرسلة، او الحاملة لرسائل العرض المسرحي، كما وانها توضح معالم الشخصية، وتفصح عن ابعادها السايكولوجية، والاجتماعية، وتكون قريبة من واقع الجمهور، كما اختتم عقد الاربعينات بدخول العنصر النسوي عالم التأليف المسرحي من خلال مسرحية “لبيك فلسطين” والذي كان التأليف مشترك بين المعلمتين (سعاد عازر ، وناهده مدحت)، كما امتاز هذا العقد باستمرار المدارس التابعة لتربية البصرة بتقديم عروضها في المناسبات والاحتفالات التي تقيمها تلك المدارس، ولم يتوقف هذا على مدارس المركز فقط، بل امتد ليشمل مدارس قضاء أبو الخصيب التابع لمحافظة البصرة .
الإحــــالات:
[1]) راجع: عبد الفتاح عبد الأمير مرتضى، واقع الحركة المسرحية في البصرة، رسالة ماجستير غير منشورة، إشراف: أستاذ فن، أسعد عبد الرزاق جعفر ، (جامعة بغداد : كلية الفنون الجميلة , قسم الفنون المسرحية , 1989 ).
[2]) انظر: بنيان صالح: ((رواد المسرح في البصرة))، مجلة المسرح ، نشرة فصلية يُصدرها المركز العراقي ، (البصرة )، العدد 1، كانون الثاني /1992، ص بلا.
*محمود عبد الوهاب قاص وروائي بصري ولد عام 1929 وتوفي عام 2011 ودفن في مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير ، له العديد من المؤلفات والدراسات النقدية (الباحث).
[3]) راجع : عبد الفتاح عبد الأمير مرتضى , المصدر السابق