نص مسرحي: " كومبارس" / تأليف: اياد طارش
الشخصيات:
ـ ممثلة
ـ مخرج
(تفتح الستارة ويلاحظ وجود شخصية المخرج وبرفقته بعض الفنيين حيث يبدأ بالكشف على خشبة المسرح وتبدو عليه علامات الاحتراف والدقة والانضباط، وتاتي هذه التحضيرات من اجل وضع اللمسات الاخير لتهيئة المسرح للاختبارات التي سيجريها المخرج مع الممثلين والممثلات لغرض توزيع الادوار الرئيسية أستعدادً لتقديم عرضاً مسرحياً، تدخل شخصية الممثلة الى المسرح وتحاول ان تجري بعض البروفات في تقديم اكثر من مشهد وبحركة وبازياء مختلفة استعداداً للاختبار، نلاحظ ان المخرج غير مبالي للممثلة ومنزعج من دخول الممثلة مبكراً من موعد بدء الاختبار) .
الممثلة: مساء الخير
( المخرج لا ينظر لها ولا يتحدث معها كونه منشغل مع بعض الفنيين) .
الممثلة: مرحبا استاذ
(مازال المخرج منشغلا)
الممثلة: السلام عليكم
(المخرج غير مبالي)
الممثلة: (تتحدث مع نفسها) ماذا علي ان افعل؟ (تتقدم باتجاه المخرج) سيدي هل هناك اختبار ؟ لقد اعلنتم بان اليوم هو موعد اختبار الممثلين وتوزيع الادوار، أرغب في الحصول على البطولة على الشخصية الرئيسية (نلاحظ ان المخرج غير مكترث لحديثها ومازال منشغلاً مع الفنيين) مرحبا سيدي، صباح الخير ايها السيد المخرج (تتحدث مع نفسها) الان الساعة الثامنة مساءً اي صباح، السلام عليكم أستاذ ، سيدي، سيدي، السيد المخرج .
(المخرج غير مكترث لحديث الممثلة ويتابع اهتمامه بتوزيع بقع الاضاءة مع منفذ الاضاءة) .
الممثلة: (تحاول مجدداً ) هل ابدأ سيدي، سيدي هل ابدأ،
( المخرج لا يجيب ويستمر في عمله على خشبه المسرح)
الممثلة: سيدي، سيدي، هل ابدا بالاختبار .
المخرج: (يحرك راسه بالرفض دون أن ينظر الى الممثلة ويواصل عمله)
الممثلة: (تتحدث جانبي مع نفسها) أها واخيراً لقد سمعني ، اتمنى ان يحالفني الحظ،
المخرج: (ينظر الى الممثلة)
الممثلة: اخيراً قرر ان ينظر الي، اكره هذه المواقف، ماذا دهاني كنت قد قررت ان اعتزل هذه المهنة .
المخرج: (ينظر اليها بانزعاج) تفضلي ايتها السيدة ماذا تريدين ؟
الممثلة: (تتحدث مع نفسها) سيدة ! ليس الى هذا الحد، (تتقدم نحو المخرج ) سيدي اريد ان اخوض الاختبار
المخرج: (باستغراب) اها، اذن انتي ممثلة ؟
الممثلة: نعم ممثلة، ممثلة (تحاول القيام بالوقوف في اتجاهات عدة للاشارة الى انها تتقن فن التمثيل وتمتلك رشاقة الممثلين).
المخرج: (يحاول ان يكتب بياناتها) ما هو اسمك؟
الممثلة: اسمي انا ؟
المخرج : ومن غيرك موجود ؟
الممثلة : اسمي فائزة
المخرج : وما هو اسم الاب والجد ؟
الممثلة : والدي ربحان وجدي منتصر .
المخرج: اسم يشير الى الفوز والربح والانتصار في انً واحد
الممثلة: امل ذلك، وان كنت قد عانيت من الخسران والفشل .
المخرج: اذاً انت اسماً على غير مسمى
الممثلة: نعم للاسف الشديد، حتى قررت مؤخرا ان استبدل اسمي .
المخرج: نعم هذا من ابسط حقوقك، هلانتي جاهزة للاختبار؟
الممثلة: نعم سيدي
المخرج: تقدمي الى الامام .
الممثل: (تحاول ان تسير بشكل مسرحي متقن)
المخرج: ماذا لديك ان تقدميه ؟
الممثلة: (تتحدث مع نفسها) مؤكد لم تعجبه الحركة، هل اعيد الحركة سيدي .
المخرج: (بشدة وتعصب) اية حركة ؟؟ ركزي ايتها السيدة فائزة فهناك الكثير ممن ينتظرون خارجا على امل ان يحصلوا على الشخصية الرئيسة. ولا يوجد لديه الوقت الكثير، هل فهمتي ذلك
الممثلة: من الافضل لهم ان يذهبوا الى منازلهم،
المخرج: لماذا ؟
الممثلة: انا من سيحصل على دور البطولة
المخرج: (تبدو علامات الامتعاض على المخرج) لا اعتقد ذلك، فالامور واضحة منذ البداية
الممثلة: سيدي احتاج منك ان تعطيني وقت كاف للاختبار
المخرج: ليس لدي وقت،لقدد حددنا خمس دقائق لكل من يريد دخول الاختبار
الممثلة: لكنها لا تكفي يا سيدي، كيف لي ان استطيع تقديم شخصية كبيرة بخمس دقائق .
المخرج: ( بتعجب ) شخصية كبيرة !!!
الممثلة: وماذا اقدم اذن انا ممثلة واحلم كباقي الممثلات ان اقدم احدى الشخصيات الكبيرة .
المخرج: (ينظر اليها باستغراب) انني ابحث عن ممثلة مختلفة
الممثلة: مختلفة (باستغراب وتامل)، وانا كذلك والله العظيم انا ممثلة ومختلفة، اختلاف كبير وعظيم ،اقصد، انا، انا ممثلة مختلفة (بصوت عال) ولعبت اكثر من مائه وتسعين دورا مختلفاً طيلة حياتي الفنية .
المخرج: (باستغراب) مئه وتسعين!!!
الممثلة: (بصوت منخفض) نعم واذا لم تصدق فبمكانك ان، ان، ان، تسأل عني في جميع مسارح المدينة .
المخرج: لكني لم اشاهدك في اي عرض مسرحي طيلة فترة عملي الطويلة في المسرح (يصمت ويفكر) اها انتي كومبارس.
الممثلة: (بارتباك) هاااااكومبارس
المخرج : نعم كومبارس، هذا واضح من العدد الكبير في العروض، كيف لممثلة تشارك في مائه وتسعين عرضاً وانا لا اعرفها .
الممثلة : يا سيدي،انا لست كومبارس،كنت شخصية رئيسية ولازلت .
المخرج: لكن ليست انتي البطلة التي اراها في خيالي، انا ابحث عن ممثلة طويلة .
الممثلة: (تتحدث مع نفسها) الان اصبحت طويلة، قبل قليل كان يريد ممثلة مختلفة، اعرفهم جميعا هكذا هم المخرجين المغرورين .
المخرج: ماذا تقولين ؟
الممثلة: لا شي لاشي (بحزم) طيب استاذ اقول لك شي وتصدقني
المخرج: وما هو ؟
الممثلة: انا ايضا ممثلة طويلة ( تحاول ان تقف على أصابع قدميها )
المخرج: ماذا تفعلين؟
الممثلة: سارتدي كعب عالي واصبح طوووووويلة
المخرج: (ينظر الى الممثلة ويتمعنها) وكذلك انتي بدينة بعض الشي وهذا لا يجوز اطلاقاً .
الممثلة: انا بدينة مستحيل، وهل هذه قاعدة ان يتمتعوا الممثلين والممثلات بالرشاقة
المخرج: هذا من ركائز الممثل، هكذا اردوا الرواد الكبار
الممثلة: اوه الرواد الكبار عليه ان استغفر ربي، اذن سابتدى من الان الى يوم العرض في رجيم مميت
المخرج: وعمرك تجاوز الاربعين
الممثلة: لا لا سيدي ليس الى هذا الحد .
المخرج: لكن اثار الاربعيين واضحه عليك
الممثلة: وما هي اثار الاربعيين ؟
المخرج: (لحظة صمت)
الممثلة: لماذا لا تتحدث، لماذا هذا الصمت ؟
المخرج: الممثل يكون اكثر حزنا في الاربعين من عمره . فبعد الاربعين يبدى بفقدان البطولة، ويتحول الى ممثل ادوار ثانوية مجرد كومبارس حزين
الممثلة: ولماذا حزين ؟
المخرج:هو يعاني ويتالم ويشعر بالوحدة كون لا احد يصفق له، لا احد يلتقط معه الصور، لا احد يبتسم في وجه. وهذا اتعس ما يمر به الممثل في حياته .
الممثلة: (تسرح مع كلمات المخرج وتشعر بمرارتها) نعم هذا صحيح، صحيح، (تستفيق) لكنني لست كومبارس وبدليل انني سعيدة: سعيدة، سعيدة (تبدا بالضحك ثم الضحك العالي حتى الهستيري) .
المخرج: توقفي (يمسك بذراعها) اصمتي، اهدئي، ماذا يعني هذا ؟ ها ماذا يعني .
الممثلة: يعني انني سعيدة،
المخرج: لم اشعر بسعادتك وانت تضحكين على العكس تماماً، كنتي غارقة في الحزن،
الممثلة: (تبدو عليها علامات الحزن تذهب وتجلس على طاولة في منتصف وسط وسط المسرح) .
المخرج: فل نبدأ الاختبار الان
الممثلة: لقد تعبت جدا، انهكني التعب .
المخرج: لكي الحرية في مغادرة المسرح والخروج من المسابقة.
الممثلة: لا لا سيدي، لقد انتظرت هذا الاختبار كثيرا، علي اغير من حالي، فقد سئمت ان اكون أ أأ ( تصمت ) .
المخرج: انطقي، هيا قوليها وارتاحي، ليس عيباً، هيا تشجعي
الممثلة: كلا انا ممثلة الادوار الرئيسية
المخرج: (لحظة صمت) التمثيل يبدأ بارتعاشة داخلية هكذا يتحدث (بروك)، هل يوجد لديك مثل هذا الاحساس (يتمعن الممثلة عن قرب) .
الممثلة: (يبدو عليها علامات الخوف والتوتر والفزع، تحاول ان تركز) هناك كتلة من المشاعر الجياشة التي تكاد ان تخنقني من الداخل .
المخرج: على الجميع مغادرة المسرح، هيا لا اريد احد هنا، الكل ياخذ موقعه، لا احد يقاطعني حالا بدء الاختبار، هل هذا مفهوم .
الممثلة: (يبدو عليها الخوف وتتحدث مع نفسها) يبدو انه صعب جدا.
المخرج: لماذا انتي خائفة ؟
الممثلة: انا لست خائفة
المخرج : ها انتي ترتعشين من الخوف .
الممثلة : هو الارباك الذي يمر بالممثل عادةً قبل العرض.
المخرج: اها لحظة المواجهة الاولى مع الجمهور هي من أصعب اللحظات التي يمر بها الممثل هل تستطيعين ان تصفي لي هذا اللحظات، بماذا يشعر الممثل، بماذا يفكر واعتبري هذا سؤالاً من ضمن الاسئلة التي ستوجه اليك بعد الاختبار.
الممثلة: وهل هناك اسئلة واجوبة ؟
المخرج : نعم انتي في اختبار
الممثلة : وفي حال كانت اجاباتي غير صحيحة، هل ساكون خارج المسابقة؟
المخرج: بالطبع، اريد ان اعرف كل شي عن الممثل الذي يخوض الاختبار، ثقافته ووعيه، كيف يجيب، وكيف يفهم المسرح والتمثيل .
الممثلة: طيب ساجيبك عن اول سؤال، اعتقد يا سيدي بانها لحظة موت وحياة،
المخرج: رائع، مذهل، هل هذا ما يحصل معكي؟
الممثلة: حياة الممثل تبدأ عندما يرفعون الستارة، انها رحلة
المخرج: وهل هي رحلة !
الممثلة: بالتاكيد سيدي، رحلة شاقة، مضنية، رحلة مليئة بالمخاطر والخوف والحب والجمال.
المخرج: اذن سنبدأ الاختبار هل الجميع جاهز؟ (يبدأ بالايعاز الى فنيين التقنيات من منفذ الاضاءة ومدير مسرح والسينوغراف ويتكلم معهم بانه سيبدأ الاختبارات) .
(نلاحظ على الممثلة الارتباك الواضح كونها ستدخل الاختبار)
(اظــــــــلام)
(المسرح فارغ من كل شي ونلاحظ وجود الممثلة وهي تقف في وسط وسط المسرح)
الممثلة: ” لهفي على عقل رفيع قد هوى! من النبلاء لسانهم، ومن الجند سيفهم، ومن العلماء عينهم، زهرة الدولة اليانعة ومطمحها، مرآة الذوق والأناقة، قالب الأدب، ملتقى الأبصار كلها، قد هوى وتحطّم وأنا أبأس النساء وأتعسهن، أنا التي رشفت العسل الذي في وعوده المنغّمة، أرى الآن ذلك الذهن الكريم الرفيع يرنّ كأجراس عذبة تجلجل نشازاً منكراً، وذلك الشباب الفاغم الذي لا صنو لصورته تكسر عودَه يدُ الحنون. يا ويلتاه لما رأيت، يا ويلتاه لما أرى! ” ([1])
(تفتح الاضاءة على خشبة المسرح، المخرج يقف في منطقة معزولة وعليه علامات اندهاش).
المخرج: اوفيليا تنعى هاملت
الممثلة: نعم
المخرج: من اهم منولوجات اوفيليا، حوار داخلي رئيسي ومهم
الممثلة: نعم سيدي
المخرج: هاملت يجثم على صدري منذ اعوام، احياناً اقترب منه واكون اكثر اصراراً الا اني سرعان ما اتراجع، انه نص عظيم، كثيرا ما هربت منه لاحساسي بقدسيته .
الممثلة: وبرائيك اين تكمن القدسية في هاملت ؟
المخرج: في الانسان الذي يقدمه لنا شكسبير في الفكر، العقل،الحب،الخيانة، الرذيلة، الانتقام، الصداقة، الجنون ، مالذي دعاك ان تقدمي هاملت ؟اريد منك اجابة شافية ودقيقة على سؤالي هذا؟
الممثلة: ما هذا يبدو انني اخضع لامتحان صعب .
المخرج: نعم انتي في امتحان قلت لك منذ البداية هناك اسئلة
الممثلة: اسفة سيدي، فكرت كثيرا لاي المشاهد اقدم لم اجد غير شخصية اوفيليا انها تقف امامي في كل الادوار وفي كل الايام،هيه ايضا تحاصرني وتخنقني، لاانطق الا باسمها ولا اتحدث الا عن عشقها وجنونها، انها حلمي الكبير ليس بيدي يا سيدي فكل الاداءات لدي تذهب باتجاه اوفيليا .
المخرج: اهاا الاداء يذهب باتجاه الشخصية، مشروع بحث
الممثلة: لا اعرف هكذا يحدث معي.
المخرج: شجاعة
الممثلة: من اوفيليا
المخرج: بل انتي عندما قررت ان تقدمين اوفيليا .
الممثلة: هل تجاوزت الــــ5 دقائق
المخرج: (لا يتحدث) .
الممثلة: هل عليه ان اغادر الان .
المخرج: انتظري
الممثلة: هل حصلت على البطولة
المخرج: النتائج ستعلن لاحقاً.
الممثلة : وما هو رأيك بالاداء ، هل كنت جيدة .
المخرج : هناك لجنة هي من ستقرر.
الممثلة: اذن مالداعي لبقائي هنا .
المخرج: اريد ان أسألكِ عنها ؟
الممثلة : من هي التي تريد ان تسأل عنها ؟
المخرج : اوفيليا
الممثلة: (تضحك) كانت صديقتي ايام الطفولة
المخرج: لم امزح (بتوتر) هيا تحدثي .
الممثلة : لكن ماذا اتحدث عنها .
المخرج : كيف تقرائين اوفيليا ، حياتها ، فلسفتها في الحب .
الممثلة: اوفيليا مجنونة العشق وضحيته، عشقت هاملت، تحملت منه هذيانات الفلسفة وفوضوية العقل لكنها أضاعت روحها في نهر جارف،
المخرج: هل مثلت شخصية اوفيليا سابقا .
الممثلة: كنت اتمنى ذلك، لكنني كنت احرم منها في كل مرة .
المخرج: (يضحك) الم اقل لكي بانك كومبارس.
الممثلة: كومبارس لا يهم ، المهم يا سيدي هو ان اقضي ايام عمري كلها هنا في المسرح ، فالمسرح هو حلمي ، ان اعيش هنا سعادة ما بعدها سعادة ، التمثيل على خشبته وخلف الكواليس، ان امثل الشخصية تلو الشخصية، اوفيليا، دزدمونة، ولا يعنيني شي اخر، ها قد تركت كل شي وتخليت عن كل شي ولم اتخلى عن المسرح .
المخرج: الى هذا الحد انتي متولعه به ,
الممثلة: (تمسك بستارة المسرح) اه لو انها نطقت لتحدثت عن حكايات وحكايات، حياتنا تبدأ بفتح الستارة وتنتهي باسدالها، انها تفصل بين عالمين، عالم مفرح وعالم حزين، ماساة وملهاة .
(تبدأ الممثلة بتقديم مشهد من مسرحية مكبث )
الممثلة : ما الحياة إلا ظل يمشي، ممثل مسكين يتبختر ويستشيط ساعته علی المسرح، ثم لا يسمعه احد إنها حكاية يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف، ولا تعني اي شيء([2])
المخرج: وهل تذكرين مشهد هاملت عندما جاء بفرقة مسرحية الى القصر . واراد ان يقدموا مشهدا مشابها لجريمة قتل والده
الممثلة: وكيف لا اتذكرها . انني احفظ هاملت عن ظهر قلب
المخرج: كانت فيها العديد من الملاحظات الى الممثلين، هل اطلعت عليها
الممثلة: نعم سيدي، ملاحظات قيمة للممثل صاغها السيد شكسبير.
المخرج: (يبدأ بتمثيل شخصية هاملت): ” ارجوك ان تلقي العبارة كما قرأتها لك، كانها تقفز خفة على لسانك، اما ان كنت ستشدق بها كما يفعل معظم ممثليكم فخير لي ان اطلب الى دلال المدينة ان يتلوا ابياتي هذه ([3]) .
الممثلة: (تبدأ بتمثيل شخصية الممثل الموجود في نص هاملت) حاضر، سأفعل يا سيدي .
المخرج: لا تنشر الهواء نشرا بيدك هكذا، بل ترفق بالقول لان عليك حتى في دفق العاطفة وعصفها بل واعصارها، ان تدرك وتولد اعتدالا يضفي عليها النعومة والسلاسة ([4])
الممثلة: نعم يا سيدي سأفعل .
المخرج: (يوقفها) كما ارجوك، الا تبالغ بالالفة واللين، فلتكن فطنتك أستاذك، لائم الكلمة حركتها، والحركة كلمتها، وان لا تتخطى حشمة الطبيعة، فكل مبالغة في القول والحركة، انما هي نابية عن غاية التمثيل([5])
الممثلة: (نعود الى شخصية الممثلة) يا سيدي ما السبب الذي دعا شكسبير الى ان يعطي ملاحظات الى الممثلين؟
المخرج: التمثيل السيء دون شك. كان يريد من الممثلين ان يقتربوا اكثر من دواخل الشخصية وابراز عواطفها واحاسيسها فشخصياته كانت ذات موضوعات انسانية خالصة، شكسبير اراد من هذا المشهد ان يقول بان على الممثلين ان ينقلوا العواطف والخوف والالم والحزن الى الجمهور وان يبتعدوا عن التكلف والتصنع والسطحية .
الممثلة: يبدو انهم كانوا يقدمون شخصياته باداء سي .
المخرج: الممثل هو من يوصل الشخصية الى المتلقي . فهو وسيط بين النص والمتفرج
الممثلة: وكيف علاقتك مع الممثل، هل انت دكتاتور بتعاملك معه ؟
المخرج: على العكس فانا اعطي الحرية التامة للممثل، لكي يعطيني ماعنده. هناك من يحكم على الممثل بالموت باللحظة فيضعه تحت وصايته المطلقه وهذا شي في رئيي الخاص خطأ فادح تعود اثاره على العرض، فالحرية للممثل تعطيه حافزاً للابداع .
(تسرح الممثلة على خشبة المسرح، بينما المخرج مستمر في حديثه عن علاقة الممثل بالمخرج، الى ان يصحو على نفسه ويرى بانه يتكلم وحيدا)
المخرج: فائزة، فائزة، اين انتي ايتها الخاسرة (يضحك) .
الممثلة: (تضحك) وما الجديد في الامر، فقد عشت حياتي على انغام الخسائر خسارة تلو خسارة، خسرت بيتي، خسرت زوجي، خسرت اولادي، خسرت حلمي،انا والخسارة صديقتان لا نستطيع ان نفترقا عن بعض، لا نستطيع ، لا نستطيع (تبدأ وكانه تراقص احد وتضحك وتضحك وتضحك)،
المخرج: شي فظيع
الممثلة: وما هو الفظيع
المخرج: الا يزعجك الامر (يحاول ايقافها بعنف).
الممثلة: (تحاول ان تهرب من قبضت يديه) كم تمنيت لو حقق لي اسمي يوماً ما الفوز، اليوم فرصتي الاخيرة، من المؤكد سافوز بها، فالجميع هنا يعرفني، ويعرفون طاقتي في التمثيل، واليوم هناك الكثير من الممثلات لكنهن بائسات، الخشبة تحتاج الى ممثلة متوهجة، ساحرة، ساحصل على البطولة وباستحقاق كوني قد شاهدت الممثلات اللواتي ينافسني على دور البطولة اثناء دخولي للمسرح وهن يقومن بالبروفات، وجدتهن سيئات فاشلات ولا يصلحن ان يكونن غير مجرد كومبارس في عمل تلفزيوني بائس، نعم هن مجرد كومبارس، ومن المؤكد سيوظفهن المخرج في مثل هكذا ادوار، سأحصل على الشخصية الرئيسية، ومن قال بانني كومبارس، (وكانه الممثلة تتحدث مع احد) اشش، اششش،أصمت انا لست كومبارس، انا الممثلة الرئيسية هنا، الممثلة الاولى،اخرس ايه الوقح كيف تنعتني بالكومبارس انت ومن معك ممن قضيتم حياتكم هامشيين وبادوار ثانوية، اما انا فانا شخصية رئيسية، رئيسية في الحياة ورئيسية في المسرح واستطيع ان اثبت ذلك، انا امثل اؤدي افعل ذلك بشكل جيد ومدهش بامكانكم ان تشاهدون ذلك، استطيع ان امثل وامثل وامثل، ولم استعن باي وساطة او محسوبية لكي احصل على دور .
المخرج: (يحمل معه كامره) حاولي ان تقفي بشكل جيد لكي التقط لك بعض الصور
الممثلة: هنا، هنا اقف، ها اين اقف، في هذا المكان، في هذه الزاوية، لا ربما في هذه البقعة، او هنا في منتصف اعلى المسرح، اين يا الهي انا خائفة، كان عليه ان اترك فكرة التمثيل واذهب للبحث عن عمل اخرى، ربما اقف هنا افضل، او هناك،اوه الا يوجد شخص يشاركني مشهدي البائس هذا، انا وحيدة في جميع المشاهد، وحيدة، اقف في زاوية ميتة، لا يوجد فيها ضوء، اين ذهب الضوء (يتحقق الاظلام على الممثلة بقصد) منفذ الاضاءة اين انت، لا تضعني في اظلام تام، قضيت عمري في الظلمة اطمح في ان اقدم مشهدي في الضوء، هي انت المكان مظلم، المكان مظلم، (تصرخ باعلى صوتها) المكان مظلم، ابدو وكانني اوضع في قبري المظلم الابدي،(يطالب المخرج منفذ الاضاءة بتعديل بقعة الضوء نحو الممثلة)، ها هل تراني، جيدة، بوضع جيد،
المخرج: نعم الان جيد،
الممثلة: لكني اشعر وكانني اقف في زاوية حادة لا يستطيع حتى أمهر المصورين من ان يظهرها، الا يوجد غيري في هذا المكان، الا يوجد شخص ينوب عني في هذا الدور البائس، سئمت من اقضي عمري (كومبارس) (تقولها بصوت منخفض وباحراج واضح)، لا يكترث لي احد، هامش، كنت ارغب بان اكون مركز حيث الانظار حولي فقط، والكامرات تراقبني في كل مكان، كنت قد رغبت بان اكون ممثلة الادوار الرئيسة، اعني شخصية البطلة، المركز المهيمن في العرض، ان اكون حاضرة في الزمان والمكان، حاضرة لا غائبة، فما عدت اطيق الغياب، بعد ان ذهبت ايام عمري وها هي تهرول نحو الخمسين، ربما من الافضل لي ان اعتزل الان، من هذه المهنة المتعبة، كي اتمكن من ان اجلس بين احفادي واقص لهم عن الادوار التي لعبتها في المسرح والحياة، في الواقع والخيال، كانت ادوار مهمة ومصيرية (تبدأ بتنظيف ارضية المسرح وترتيب بعض قطع الديكور والاكسسوارات وهي تستمع الى اغنية (حبني) للمطربة فيروز، بينما المخرج يواصل التقاط الصورة لها) اوه تعبت من هذا الروتين الحياتي المميت، الشي المتكرر الذي افعله كل يوم من الصباح الباكر وحتى المساء، ومن ثم اذهب الى فراشي لكي افكر بيوم اخر، لا يختلف عن اليوم الذي قضيته الشي الوحيد الذي يجعلني سعيدة هي ذكرياتي، اقصد الشي الوحيد الذي يجعلني حزينة هي ذكرياتي، تلك الايام التي عشتها مع ذلك الرجل، الرجل الشريف اسفه اقصد الرجل السافل، الوفي الخائن، صاحب القلب الطيب، العاشق الذي يضج بالكراهية، لالالا، اش اصمتي اسكتي، بل هو يضج بالكراهية، قلبه اسود، ها اااااا اسود ! لا لا لا بل ابيض، اسود، ابيض،اصفر، لا لا لا احمر دموي، لا لا لا ليس له قلب، انه جثه، كان يحدثني طيلة لياليه الباردة بان الحياة تتوج بالموت، فاقول له لما الموت بل الحياة السرمدية الابدية ، هو يقول الموت، وانا اقول الحياة ، موت، حياة ، موت، حياة ، موت ، حياة ، وعلى هذه الفلسفة كنت اقضي ايامي معه، انها فلسفة صراع الثنائيات،فعلت المسنحيل من اجله. المستحيل، المستحيل (تبكي) .
المخرج: هذا جيد، رائع مشهد مهم ، بامكاننا ان نعتمده و نطوره .
الممثلة: مشهد ! رائع ! هذا ليس مشهد هذه حياتي
المخرج: وما المانع، انها دراما
الممثلة: دراما ويمكن ان نطورها !، نطور ماذا والبؤس يحكم عليها، انها تراجيديا، مأساة عظيمة ستنتهي بموت البطلة .
المخرج: اريد منك اداء مختلف، تلقائي، كوني اكثر تلقائية
الممثلة: ماعدت استطيع وعليه ان اترك هذه المهنة الصعبة والمتعبة (تتحدث مع الجمهور) اليست مهنة صعبة ها هل تؤيدون كلامي، اليس التمثيل متعب، من المؤكد اننا جميعا نمثل، انا وانت وانتي وانت وانتوانتي، اعتقد اننا نتفق على ذلك، لكل انسان دور وشخصية وهناك ممن لديهم شخصيتان، لالا ثلاثة شخصيات، او اربعة، وهناك لديهم عشرة شخصيات في ان واحد، وهناك في كل ساعة شخصية، تخيلوا كم هو ممثل بارع ممن تكون لديه شخصية في كل ساعة، انه ممثل ساحر ومدهش ومبدع (تضحك) .
المخرج: نعم هناك الكثير من البشر ممن يعيشون ازدواجية فظيعة وخطيرة ، حيث نجدهم في كل موقف بقناع مختلف واداء تمثيلي مزيف.
الممثلة: لقد تاخر اعلان نتائج الاختبار؟ فما عدت اصبر على الانتظار، فانا اليوم مقبلة على الخمسين، وما عدت استطيع ان اقف على المسرح كثيرا، ماذا جرى لي، ماذا أصابني. (لحظة صمت) ماذا عن اختيار الممثلة لدور البطولة، هل اتممت كافة الاختبارات؟ .
المخرج: كلا، لم اختبر احد،
الممثلة: لماذا ؟
المخرج: ابلغتهم بانتهاء الاختبارات، لم يعد هناك حاجة للاختبار
الممثلة: ماذا يعني هذا؟
المخرج: (صامت لا يتحدث)
الممثلة: هذا يعني انني ربحت، ربحت (بصوت عال) فائزة فازت حصلت على البطولة (ترقص من الفرح)، لقد ربحت الشخصية الرئيسية، اوه يا الهي كم انا سعيدة لاول مرة اشعر بهذا الشعور انا الان بطلة المسرحية، وسيصطف الاعلاميون والمصورون لالتقاط الصور واجراء لقاء صحفي معي (تبدا بتمثل التقاط الصور لها وتتكلم وكانها في لقاء تلفزيوني)، شكرا لك سيدي المخرج لانك انقذتني من واقعي المرير، واقع تعس ان تقضي حياتك هامشي وبدور ثانوي لا احد يهتم بك حضرت ام غبت .
المخرج: كفى، كفى (يحاول اسكاتها)
الممثلة: (غير مكترثة للمخرج وتواصل الاحتفال)
المخرج: (يحاول ان يوقفها من الرقص ويقوم بامساكها واسقاطها على الارض ويتشبث بها) كفى، كفى لم تحصلي على اي شي .
الممثلة: (لحظة صمت ، تلتقط انفاسها ) تعني،تعني لم احصل على شي
المخرج: نعم
الممثلة: لم احصل على البطولة
المخرج: نعم
الممثلة: اقسم لي
المخرج: اقسم لكِ بالمسرح .
الممثلة: اوه، كفى، كفى، لا تقسم بالمسرح لقد صدقتك الان (لحظة صمت) ولكن لماذا؟ ظننت انني فشلت في ان اقدم اداء مميزاً
المخرج : (ينهض من جسد الممثلة ويذهب الى وسط المسرح) لقد قدمتي اداءً مبهراً
الممثلة : طيب ، وماذا بعد ، من المؤكد احداهن فازت ، اليس كذلك هذا ما يحصل معي في كل مسابقة
المخرج : كلا ، لم يحصل هذا .
الممثلة : اذاً ما المشكلة ؟
المخرج: الغي المشروع
الممثلة: الغي !!!!
المخرج: تخلت عني الجهة الداعمة وذهبت الى مخرج اخر له علاقة بهم .
الممثلة: اها علاقات ومحسوبيات، وانت اليس لديك علاقات وتاريخ طويل وعريض اليس انت ممن تحدث عن ذلك
المخرج: انا،انا، انا
الممثلة: نعم انت ماذا ؟
المخرج : ( بارتباك) انا ،، انا .
الممثلة: هيا تحدث، اين تاريخك ؟ الم تكن احد افضل المخرجين في المسرح، وان لك صولات وجولات في المهرجانات، هكذا قدمت نفسك لنا
المخرج: نعم انا كنت بطلا ورئيسي، (يبدأ يتلعثم بالكلام) وكانت البطولة هي ايضا لغيري وقد تقاسمنا البطولة انا والكثير من المخرجين، كنت بطلا، بطلا
الممثلة: (تضحك) انت ايضا كومبارس،كومبارس (تضحك بصوت عال) . لقاء جميل ان نلتقي معاً ممثلة كومبارس تلتقي بمخرج كومبارس ولكن ماذا يعني مخرج كمبارس ؟ (تضحك) اذن انت مساعد مخرج اراهن انك قضيت عمرك تعمل مساعد مخرج (تضحك بصوت عالي)
المخرج: وهل تستهيني بعمل مساعد المخرج انه ينجز اغلب الاعمال داخل المسرح واثناء التمرينات ويتدخل ويتشاور في الكثير من الامور الرئيسية .
الممثلة: حاشى لله لم انتقص من عمله واقدر وضعه ومكانته، لكنه على كل حال يبقى شيئاً ثانوي بالامكان التخلي عنه وليس شيئاً رئيسيا في العرض، بامكاننا القول انه هامش وليس مركز .
المخرج: (يجلس المخرج في احدى زوايا المسرح وتبدو عليه علامات الحزن) كنت من الاولاد المطيعين لاباهم، وكان والدي فخورا بي، قال لي اريد منك ان تكون طيارا عندما تكبر وقد صممت على ان احقق امنية والدي، فالمسرح لم يكن حلمي، ولم اكن اعرفه او شاهدته ، لولا تلك الليلة التي دعاني فيها احد أصدقائي في ان ارافقه لمشاهدة عرضاً مسرحي، وقد كنت محظوظا وقتها كوني شاهدت يومها مسرحية في انتظار غودو لصمويل بيكت، يالله كان عرضاً عظيماً لا اعرف مالذي حصل معي واي شعور انتابني، يبدو انه سحر المسرح، فانا اؤمن بان للمسرح سحر يسحر جمهوره، لم انم تلك الليلة، وبقيت طيلة الليل وانا افكر في الاسئلة التي طرحها العرض ، في انتظار غودو من النصوص التي اثارت لي الكثير من التساؤلات اتجاه حياتي (يتقدم نحو الممثلة ويبدأ يمثل شخصية بوزو من مسرحية في انتظار غودو)
” متى .. متى، متى فى يوم ما .. أليس هذا كافياً بالنسبة إليك؟ فى يوم ما مثل غيره من الأيام . فى يوم ما أصبح لاكى أبكم، فى يوم ما أصبحت كفيفاً، فى يوم ما ستصير اسماً، فى يوم ما ولدنا، فى يوم ما سنموت، ألا يكفيك هذا !!!! إنهن يلدننا إلى جانب القبر فيومض الفجر للحظة من الزمان ثم يهبط الليل من جديد([6]) …(ينتهي المشهد التمثيلي ويعود الى طبيعته) انتظر منذ زمن بعيد هذا الحلم ومازلت بانتظاره مثلما انتظر ستراجون وفلاديمير غودو، أنتظر مسرح نظيف، مسرح ناضج نعيد فيه ترتيب المجتمع و تنظيم الانسان، مسرح نقدم فيه الانسان دون أقنعة ، فقد سئمنا من الاقنعة التي تلازم الانسان ، أصبح كل شي مقنع ، للاسف التظاهر والتصنع والخداع لا يفارقان الانسان ، علينا رفع الاقنعة عن الانسان ، نكشف القناع عن المسرح ، ونتحدث بالمسكوت عنه ، لكي يعرف الجميع بان المسرح هو فن المباشرة والمتعة الفكرية والجمال، احلم بمسرح اقول فيه كل شي و افعل اي شي، وها انا ومنذ ليلة انتظار غودو وانا انتظر مسرحي، حلمي، بيتي، وطني، سعادتي، كنت اتمنى ان يشاركني الجميع اصدقائي واحبتي هذه المسؤولية (يتحدث مع الممثلة) هل تقبلين ان نتشارك في هذه المهمة .
الممثلة: نعم اقبل، تصورت بان حياتي فقط تصلح لان تكون دراما، انت ايضا الدراما لا تفارق حياتك .
المخرج: نعم كانت معاناة كبيرة، ومازلت اعاني الى اليوم من هؤلاء الذين يريدون الاساءة للمسرح
الممثلة: نعم بالفعل هناك الكثير ممن يسيئوا للمسرح .
المخرج: نعم لقد بدلوا وظيفته، انهم منحرفون هم يعتقدونه لهواً وفاحشة ورذيلة .
الممثلة : اوغاد يريدون مسرح سلبي ، ونحن نريد مسرح ايجابي .
المخرج : المسرح تفاعل ومشاركة ، حياة وليس موت .
الممثلة: ومالحل برائيك ؟
المخرج: لن نرضخ لهم، ولن اكون دورا ثانويا وحسب بل سأكون رئيسياً، واكافح هذه الحشرات .
الممثلة: هل تعتقد ان المسرح في خطر
المخرج: نعم المسرح في خطر ،،، المسرح في خطر
الممثلة : ( تتقدم نحو الجمهور ) ارجوكم ساعدونا يجب ان نقف بوجه المفسدين، هناك من يريد ان يوقف عجلة المسرح، ان يطفى انواره، هناك من يريد ان يغلق ابوابه ويمزق ستائره، هناك من يريد ان يحرق المسرح (تخاطب الجمهور) نحن بحاجة لكم قفوا معنا استمروا في حضوركم (تبدأ الممثلة باثارة الحماس) فلياتي الجميع الى المسرح الاطفال والشيوخ والفتيات والشباب، فالمسرح مشاركة اجتماعية، المسرح يعلمنا، المسرح يرشدنا، المسرح يحررنا، فليحضر الجميع، أهلا وسهلا بكم، اهلا وسهلاً ، مسرحنا مفتوح لكم، فبحضوركم نقتل الجهل والظلام والشر (تبدأ عليها علامات الحماس والانفعال) يعيش المسرح، يعيش المسرح، يعيش المسرح.
المخرج: (يمسك بالممثلة ويحاول ان يهدا من روعها ) لا تخافي، اهدائي، مؤكد نحن من سينتصر، وبامكاننا ان نكون يداً واحدة.
الممثلة: المسرح بيتي ، واذا احرقوه فاين اذهب واين اعيش، لا تحرقو بيتي ،لا تحرقوه ( تبكي)
المخرج: لا نسمح لهم. سناوجههم .
الممثلة: هذا يعني انك لن تتخاذل وتهرب
الخرج : لان أهرب ، المسرح مواجهة لا خوف وتراجع .
الممثلة : اذن قررت المواجهة
المخرج: نعم
الممثلة : أذن سيعود مسرحنا الجميل
المخرج : نعم فلابد ان يعود المسرح وتضيء مصابيحه
الممثلة : وانا اول من اضع يدي بيدك ( يتشابكون في الايدي ).
المخرج : هل انتي جاهزة .
الممثلة : نعم جاهزة .
المخرج : علينا ان نكون قدر المسؤولية
الممثلة : وانا متحمسة لذلك
المخرج : وماذا ستكون مسرحيتنا الاولى
الممثلة: انت المخرج وانت من يقرر .
المخرج : فلنبدأ بهاملت
الممثلة :أوه هاملت حلمي ، واخيراً ساحصل على شخصية أوفيليا
المخرج: هناك الكثير من النصوص الكبيرة التي احلم بها واحلم واحلم
الممثلة : وهل ستقوم باختبارات للممثلين الذين يرغبون بالحصول على الادوار الرئيسية
المخرج : هذا مؤكد
الممثلة : وهل ساخضع انا مجدداً للاختبار
المخرج: وهل هذا اكثر ما يقلقك ( يضحك )
الممثلة : كلا فانا قد تعودت على الصدمات
المخرج : أطمئني فانتي قد أجتازيت الاختبار
الممثلة : وما هي النتيجة ، هل أصلح للبطولة
المخرج : بكل تأكيد
الممثلة: وهل ساكون انا البطلة ؟
المخرج: نعم تستحقين وبجدارة
الممثلة: واخيرا ساحصل على الشخصية الرئيسية
المخرج: على الجميع ان يستعد
الممثلة: انا جاهزة
(يبدأ الاثنان بحركة سريعة على المسرح وهم يجمعون الازياء ويضعون بعض قطع الديكور، وينادي المخرج بجهاز اللاسلكي الفنيين العاملين في المسرح لغرض اكمال الامور الفنية والنهائية قبل العرض وتبدأ الممثلة بالتحضير والتدريب على اداء الشخصية، ويكون مشهد الختام مقارب لمشهد الافتتاح من ناحية حركة الممثلة والمخرج والفنيين).
( انتهـــــــــــــــــــت)