تكريم الناقد الاكاديمي الكويتي د. على العنزي ..في ندوة خاصة للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بباريس / حميد عقبي (باريس)
اللقاء والاستماع للناقد والاكاديمي د. على العنزي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، له متعة خاصة، فنحن مع شخصية عميقة في فكرها وفلسفتها وتبتعد عن التعقيدات الروتينية بتواضعها وبساطتها وقربها من الإبداع والفن والشباب، لذلك خصص المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ندوته 39 لتكريمها ونظمت الفعالية مساء الخميس 25 من فبراير الجاري عبر منصة زووم بمشاركة الفنان المصور الكويتي يوسف خليفة والناقد اليمني د. حاتم الشماع والفنان البحريني علي سلمان وعددا من الحضور ولمشاهدة تفاصيل هذا اللقاء الثري تجدونه على صفحات فايسبوك المنتدى والضيف وكذلك قناتنا يوتيوب إليكم الرابط: https://youtu.be/24-499uU_nU
يشبه د. على العنزي عالمنا اليوم بعالم روايات كافكا فهذه الأوبئة الفتاكة تثير مخاوف البشر، مع ذلك فمثل هذا اللقاء والنشاط الذي يقيمه المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ليزرع الفرحة لتلتقي الأرواح الطيبة تتحدث عن الفن والجمال والمسرح، كما نوه العنزي أن المسرح له تقاليده وطقوسه التي تشبه الشعوذة ويصعب تذوق مشاهدة العروض والمهرجانات اونلاين فالعلاقات الحميمية بين الجمهور والخشبة لا يمكن أن نستغني عنها للاستمتاع بفرجة جمالية أنيقة ولذيذة وبدون المسرح لا ولن تتكون الحضارات ولا قيمة لأي مجتمع دون مشاريع جمالية لذلك أدرك قادة الكويت من اليوم الأول لتأسيس الدولة فاهتموا بالمسرح وكان ثمرة هذا الوعي تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت والذي لعب ويلعب دورا مهما على المستوى الوطني والعربي في تأهيل الكوادر الفنية في مجال المسرح وبقية الفنون.
كما أوضح رؤيته كعميد لهذا الصرح وأهمها بناء الفنان نفسيا وعقليا وفنيا وزرع روح الفضول والتجريب والمغامرة الجمالية، وتحدث د. علي العنزي أنه يشعر نفسه كويتيا خليجيا عربيا ويميل للاختلاف في التجارب الفنية والأدبية وتمازجها وتنوعها وليس عيبا أن تكون لكل تجربة مسرحية ملامحها الخاصة في كل بلد ومدينة وأن تؤثر وتتأثر بما حولها والتجربة المسرحية والفنية الكويتية ناضجة وهي تتطور وتنمو بوعي ولها تاريخها ويوجد بالكويت رؤية مستقبلية ودعم لا يجعلنا نقلق على مستقبلها.
على مدار ما يقرب من ساعة ونصف نستمع ونناقش هذا المفكر الناقد الفيلسوف وطروحات عدة حول قضايا المشهد المسرحي الكويتي والعربي، مؤكدا أن المسرح بوصلة تقود إلى رحلة جمالية وتربوية حضارية تساهم في بناء الوعي الديمقراطي وعلينا أن لا نعدها ترفا زائدا ويمكن للمسرح أن يسهم في سعادة الناس، مبديا عشقه للمسرح والحضارة الإغريقية حيث كان المسرح مقدسا وممارسة حياتية وأن إعداد ممثل ليس سهلا كما نظن وخلق فنان وإبداع بحاجة لإمكانيات ومناهج ومسارح واستديوها، فالمؤسسة الأكاديمية عليها أن تهتم بالشخصية لذلك هو يتبع سياسة دفع الطالب لمحبة الإستكشاف وأن 4 سنوات دراسة ليست كافية لإعداد ممثل أو مخرج والإنشغال بالمظاهر والسفريات وزيارات وفعاليات وبرتوكولات هنا وهناك سياسة أثبتت فشلها.