جورج ساند او امانتين / علاوة وهبي
هي امانتين اورولوسيل دوبين وقد اشتهرت اكثر باسم جورج ساند من مواليد 1804 وتوفيت في 1876 كاتبة روائية تنحدر من اسرة ارستوقراطية تزوجت وطلقت لتنتقل الي العاصمة الفرنسية مع طفليها وفي باريس دخلت الحياة الابداعية وبدات الكتابة.
كتبت الكثير من الاعمال اذ يبلغ محموع ما نشر من اعمالها حوالي ال 70 عملا موزعة بين الرواية والقصة والمسرحية والحكايات. عرفت شهرة كبيرة واثارت ضجة كبيرة كذلك ليس باعمالها الادبية وانما بتشبهها بالرجال، فالمعروف عنها انها تخلت عن صفتها النسائية وملابس النساء وارتدت ملابس الرجال وتشبهت بهم في اشياء كثيرة فكانت محل انتقادات عديدة. ولكنها لم تولي ذلك اهتماما.
وتحدثت الكثير من وساىل الاعلام في وقتها عن فضائحها الغرامية واستبدالها لاسمها بدءا من سنة 1829 من امانتين الي جورج ساند، عايشت ساند ذروة الموجة الرومانطيقية وعاشتها بكل جوارحها فكانت هواوية زيادة وقد انعكس ذلك في جل اعمالها وبشكل خاص في اعمالها المسرحية الكثيرة. كانت امانتين متنقلة من عشيق الي عشيق ..
وتقول الكتابات التي كتبت عنها انها تخلقت باخلاق الرجال لباسا وتدخينا وركوب الخيل. الامر الذي جلب لها انتقادات لاذعة. اشتغلت امانتين في الصحافة وفي جريدة الفيجارو ولم تكن تتردد في ارتداء المقاهي والحانات وشرب الخمور كالرجال تماما وخلال عملها بالصحافة اقمت علاقة مع الكاتب الفريد دى موسيه وسافرت معه والي ايطاليا وبالضبط الي مدينة البندقية واقامت فيها مدة قصيرة انتهت بالقطيعة بينهما بعد مرض دي موسيه ولكن حب سان (امانتين) لالفريد لم يكن سوي حب الشهوة . تقول: “اني اود ان اشعرك بهذا الاحساس. احساس الفرح بالحياة وقوتها التي اشعر بها في عروقي”.
امانتين او جورج ساند لم تنل مسرحياتها كثير ا من الحظ الذي نالتها مسرحيات من عاصروها في هذه المرحلة الرومانطيقية التي بلغت ذروتها في القرن الثامن عشر ولاحظ مسرحيات دي موسيه الذي ارتبطت به . ولم يكتب عن مسرحها الكثير ، رغم ما يميز نصوصها المسرحية عن نصوص كتاب آخرين عاشوا في نفس الفترة التي عاشت فيها. وربما مرجع ذلك الي النزعة الذكورية التي كانت تسود اوربا ايامها وما اثارته هي من فضائح غرامية في الوسط الباريسي وتشبهها بالرجال .الامر الذي جلب لها عدوات مع النقاد ومع مسيري المسارح والفرق المسرحية التي كانت تتجنب التعامل معها هروبا من فضائحها الكثيرة وتلتي فاحت رائحتها وعمت .
خلفت امانتين او جورج ساند كما يحلو لها تسمية نفيها اعمال ونصوص مسرحيةكثيرة منها: “الدو”، “غابريال”، “كاديو”، “فرانسوا”، “مولبير”، “شيطان البيت”، ” الاخر “، “كما تريد”، “حقد الحب”، ” الملك ارتو “، “كلودي”، “زواج فيكتورين”، “دون جوان القرية”، و” مارغريت”. وكثير غيرها…
نصوص ساند لا تخلو من الحديث عن الحب وعن العلاقة بين المرأة والرجل ولكن من وجهة نظرها هي المراة الرجل لذلك قد نجد غرابة فيه وقد لا يستسيغه البعض لانه مزج بين نظرتين مختلفتين نظرة المراة للرجل ونظرة الرجل للمراة. مما تقوله امانتين (جورج ساند) ” الحياة ما احلاها وما اطيبها عل الرغم مما فيها من عنت وزواج وديون وقولة سوء والم ومكابدات الحياة مسكرة وهذا هو الحب. ان احب وان احب هذه هي السعادة هذه هي السموات”. تلك نظرتها وذاك مفهومها للحب كما عكسته في نصوصها. فالعلاقة بين الرجل والمرأة كما تقول هي الرابطة بينهما يجب ان تكون مقدسة اذا كان الحب قد قدسها، فالحب يعطي ولكن الشهوة تأخذ”.
هي آراء هذه الكاتبة (الكاتب)كما تحب ان تسمي. تمتاز مسرحيات ساند اذن بمثل هذه الطروحات الفكرية التي تشوبها علاقات مشينة وفضائحية في الغالب ومواقف استمدتها من حياتها ومغامراتها وعلاقاتها بالرجال . ولان علاقاتها بالرجال لم تكن مرة واحدة علاقات سوية فانها كذلك في اعمالها المسرحية، مما قد يدفعنا الي القول بان مسرحها هو مسرح العلاقات غير السوية او الشرعية بين الرجل والمراة، انه مسرح الفضائح الاخلاقية بمنظور اجتماعي وحتي ديني. لقد حاولت بذلك الانتقام من الرجل ومن نفسها كامراة لم تكن ناجحة في حياتها الزوجية ولانها كابدت الكثير من معاملات القهر من الرجل تشبهت به لتنتقم لنفسها ومثيلاتها من النساء.