مختصون يناقشون دور المهرجانات في ترقية الفعل المسرحي في الجزائر
في إطار فعاليات الدورة ال 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف
أجمع أكاديميون ونقاد مختصون في المسرح يوم الخميس في ندوة حول “دور المهرجانات في ترقية الفعل المسرحي في الجزائر” التي نظمت في إطار فعاليات الدورة ال 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة, على أهمية المهرجانات المسرحية في تفعيل المسرح والتواصل بين ممارسيه مما يساهم في تطوير عناصر وأدوات العمل بما يخدم الحركة المسرحية في الجزائر.
وفي هذا الإطار, تناول استاذ مادة النقد بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري, إبراهيم نوال, أهم مسارات والجوانب التنظيمية للمهرجانات ” باعتبارها أداة للمواطنة” وذلك في منذ بداية الإستقلال و إنعكاساتها الإقتصادية والثقافية, كما عدد أبرز أهدافها على غرار بعث الإبداع بتشجيع عرض الأعمال المسرحية الشابة, المساعدة في إبراز الهوية وطرح أسئلة فكرية حول التراث الثقافي والتاريخي الوطني والتعريف به, و تنظيم أيام تكوينية ولقاءات علمية.
من جهة ثانية, أشار المتحدث أن “الدولة تتبنى سياسة عامة لدعم تنظيم المهرجانات في مجالات الموسيقى و المسرح والسينما غير أن ذلك يواجه بانتقادات حادة من قبل أصوات عديدة ترى في هذه المهرجانات للحظة احتفالية للبهرجة الموسمية تلتهم ميزانيات ضخمة بينما يبدي فاعلون آخرون رأيا يؤمن بالحاجة إلى المهرجانات كعناصر ضمن سياسة التنشيط الثقافية وتنمية البلديات والمدن وتنمية الحياة الثقافية والنشاط السياحي”. و في ذات الصدد ,اعتبر أن “المهرجانات التي هي أداة لسياسية ثقافية وتنموية شاملة تفتقر إلى رؤية تنموية مستدامة”.
بدوره, اكد المحافظ السابق للمهرجان المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس, حسن عسوس, على أن التظاهرة خلقت “ديناميكية” وحيوية بين مختلف الفرق والتعاونيات المسرحية المحلية في سيدي بلعباس والجهة الغربية من الجزائر ودفع الكثير من الممارسين لإنتاج مسرحيات بغية المشاركة في المنافسة وإمتاع الجمهور”.
وأفاد أن أهمية المهرجان المسرحي لا تكمن في التنافس على الجوائز فقط, بقدر ما تثيره من نقاشات وأجواء حميمية بين الفاعلين المسرحيين التي تمتد للنسيج الإجتماعي و الجامعة والمؤسسات التربوية لتدارس راهن المسرح وانشغالاته من خلال البرنامج الجواري وسلسلة الندوات والعروض وهي بمثابة ملتقى لتلاقح الأفكار والتجارب المسرحية مبرزا أن المهرجانات تتيح فرصة عرض المسرحيات أمام الجمهور العميق في القرى و المداشر ما يوسع جدوى تنظيم المهرجانات.
وذكر , من جهته الدكتور حميد علاوي, عضو لجنة تنظيم المهرجان الوطني للمسرح المحترف على ضرورة الحفاظ على ديمومة تنظيم المهرجانات للحفاظ على تنشيط الفعل الثقافي معرجا على دور المهرجان كفضاء للتواصل والتقييم سنويا بين مختلف الفرق والتعاونيات والمسارح الجهوية وللتكوين الذي يساهم في اكتشاف طاقات إبداعية من مختلف مناطق البلاد سواء في التمثيل او الإخراج والسينوغرافيا والكتابة والنقد كما يشكل سوق وفرصة لعقد إتفاقيات لإنتاج وتوزيع أعمال مسرحية.
ودعا ذات المتحدث, إلى ضرورة رعاية الثقافة وإعادة النظر في تنظيم وتمويل المهرجانات التي عرفت تقليص عددها في السنوات الأخيرة و استصدار دفتر شروط بهدف تنظيم وضبط عملية تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية في الجزائر.
وتطرق عضو لجنة تنظيم المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية, بوبكر سكيني, إلى أبعاد المهرجان ودوره في لم شمل ممارسي هذا النوع الهزلي سنويا معرجا على الصعوبات المالية و مشكل تمويل المهرجان حيث ان الميزانية التي تخصصها الوزارة لا تكفي لتغطية أعباء المهرجان ليتم بعدها خوض غمار البحث عن مصادر تمويل من بعض المؤسسات الإقتصادية.
من جهته, أشار الناقد المسرحي أحمد شنيقي أنه لا مجال للمقارنة بين المهرجانات المسرحية في الجزائر ونظيراتها في دول أخرى على غرار مهرجان مسرح أفينيون (فرنسا). وتأسف ذات المتحدث لغياب مشروع ثقافي وغياب الديناميكية في المهرجانات عندنا بسبب انحصارها في فضاءات محددة وكذا عدم تفعيل القوانين على المستوى المحلي لتنظيم مختلف التظاهرات الثقافية وتحقيق الأبعاد السياحية والإقتصادية وإنعاش المدينة متسائلا “ماذا ربحنا من هذه المهرجانات وما هو تأثيرها على المدينة”.
عن: واج