نص مسرحي: "قطار وسكك!"/ تأليف: عبد الكريم العامري

شخوص المسرحية:
ـ امرأة/1
ـ امرأة/2
(في صالة الانتظار بمحطة قطار تجلس امرأة/1 بانتظار القطار القادم. يبدو عليها الانزعاج لتأخر القطار. إمرأة/2 تقترب منها وتجلس على الأريكة المقابلة لها).
امرأة/1: ماذا قال؟
امرأة/2: كعادته. سيصل القطار قريبا.
امرأة/1: هذه هي المرة الثالثة التي يخبرنا فيها ناظر المحطة بأن القطار قادم.
امرأة/2: لا بد أن ننتظر.
امرأة/1: تأخر أكثر من ساعتين.
امرأة/2: حتماً سيصل.
امرأة/1: تركت ابنتي عند الجيران، قلت لهم ساعة وأعود.
امرأة/2: أنت الآن مطمئنة أن ابنتك عند الجيران.
امرأة/1: هل لديك ابنة؟
امرأة/2: لم أتزوج بعد!
امرأة/1: ظننتك متزوجة.
امرأة/2: هكذا أفضل بعيدة عن وجع الرأس!
امرأة/1: أتسمّين الزواج وجع رأس؟
امرأة/2: وماذا تسمّينه أنت.. ها.. سعادة؟
امرأة/1: أنا سعيدة بزواجي.
امرأة/2: كم مضى على زواجك؟
امرأة/1: سنتان
امرأة/2: (مع نفسها) سنتان من السعادة! يا لحظي ألأسود.. (مع امرأة/1) ربما بعد سنتين آخريتين سيكون رأيك مغايراً.
امرأة/1: لديك موقف تجاه الرجال.
امرأة/2: (تضحك) موقف واحد…! قولي مواقف.
امرأة/1: يا ساتر! (تصمت قليلا) ليس كل الرجال سواء.
امرأة/2: اسمه رجل. لا يختلف هذا عن ذاك. كلهم أنانيون، متملكون، لا يحبّون الا أنفسهم. يتعاملون مع المرأة وكأنها سلعة. ويستخدمونها لإطفاء نزواتهم وغرائزهم.
امرأة/1: يبدو أنك لم تلتقي برجل صالح.
امرأة/2: (ضاحكة) صالح أو عصام.. كلهم واحد. من منهم صالح؟
امرأة/1: هناك كثيرون. رجل سيء واحد لا يعني كل الرجال هكذا. أنا على يقين أنك ستلتقين برجل صالح ذات يوم.
امرأة/2: (مع نفسها) ظننته صالحاً لكنه خذلني..
امرأة/1: (تنظر لها مستغربة) أنت تحدثين نفسك أم تتحدثين معي؟
امرأة/2: (تنتبه لها) ها.. معك.. معك.
امرأة/1: معي؟ أنا لم اسمعك.. ماذا قلت؟
امرأة/2: كنت ألتقي بعشرات الرجال، ولم أجد واحداً منهم بالمواصفات التي ذكرتيها.
امرأة/1: (متسائلة) تقولين كنتِ؟ هذا يعني أنك لم تلتقي بأحدهم.
امرأة/2: أنا التقي بكثيرين.
امرأة/1: أين تلتقين بهم؟ ها.. أعتقد أنك تعملين في مصرف.
امرأة/2: (تضحك بصوت عال) أنا أعمل في مصرف؟ كيف عرفت؟ حقاً عملت في مصرف لكنه مصرف لتبادل القبلات.
امرأة/1: تبادل قبلات؟ يا ساتر!
امرأة/2: (تهز جسدها راقصة، وضاحكة) مصرف هزّ الوسط.
امرأة/1: ما هو عملك بالضبط؟
امرأة/2: أنا أفتح وأهز وأقبض.
امرأة/1: ها.. فهمت الآن.
امرأة/2: (تصفق بيديها) تالله لم تفهمي!
امرأة/1: (تفكر) أنت مربية أطفال، أو مدبرة منزل.. تفتحين الباب، وتهزّين مهد الطفل، وتقبضين المال (بثقة) تلك ليست حزورة كي لا أفهمها.
امرأة/2: (تصفق) برافو… أصبتِ كبد الحقيقة (تصمت قليلا) لكنك تجاوزتيها.
امرأة/1: ما الذي تقصدينه؟
امرأة/2: (تنهض من مكانها، تقف خلف امرأة/1 وتضع يديها على كتفيها، تقترب من أذنها هامسة) ألم تمارسي الرقص من قبل؟
امرأة/1: أنا..؟
امرأة/2: ألم ترقصي لزوجك؟
امرأة/2: أنا..؟
امرأة/2: ألم ترقصي فرحا لخبر جلب لك السعادة؟
امرأة/1: أنا..؟
امرأة/2: (تدفعها) طبعاً أنت.. هل أوجه اسئلتي لهذه الأريكة؟
امرأة/1: لست كما تظنين.
امرأة/2: أظن ماذا؟
امرأة/1: الرقص! أنا لم أرقص في حياتي، ولم أجربه.
امرأة/2: (تبتعد عنها وتجلس قبالتها حيث مكانها الأول) وما نفع حياتك دون رقص!
امرأة/1: أنا سعيدة بحياتي.
امرأة/2: بدون رقص؟
امرأة/1: (مؤكدة) بدون رقص.
امرأة/2: اخبريني، ما هي السعادة التي تشعرين بها؟
امرأة/1: لدي ابنة جميلة، بدأت تضحك وتكركر. ولدي زوج يحبّني وأحبه.
امرأة/2:رجلك هذا لم يخنكِ؟
امرأة/1: أثق به كما يثق بي.
امرأة/2: يا لبؤسك. هذه هي سعادتك؟ تلك ليست سعادة. ذاك بؤس.
امرأة/1: بؤس؟ أن أكون مستقرة في بيتي تسمينه بؤس؟ والسعادة برأيك لا تأتي الا بالرقص؟ حسناً.. حسناً. أنت هل تجيدين الرقص؟
امرأة/2: ليلي كله رقص في رقص.
امرأة/1: حسناً، ليلك رقص في رقص. (تصمت قليلا) هل يجلب لك الرقص السعادة؟
امرأة/2: (تطأطأ رأسها وتصمت)
امرأة/1: ها. ما بك؟
امرأة/2: (تنظر لها وقد بدت نظرة حزن على وجهها) لا أخفي عليك، في البدء كنت أشعر بالسعادة. لكن مع مضي السنوات بدأت سعادتي تذبل.
امرأة/1: لستِ سعيدة. ها.. قرأت هذا في عينيك. اعذريني إن سألتك، اذا كان الرقص لم يجلب لك السعادة فلماذا ترقصين؟
امرأة/2: إن توقف الناعور صدأت دِلاؤه!
امرأة/1: (باستغراب) ماذا..؟
امرأة/2: أنت بطيئة التفكير
امرأة/1: أفكر بماذا؟
امرأة/2: (مع نفسها) ما الذي يجبرني على الجلوس مع هذه الغبيّة.
امرأة/1: قلت لك ولم تجيبينني. أفكر بماذا؟
امرأة/2: أنت لا تحتاجين للتفكير، كل شيء متاح أمامك لأنك سعيدة.
امرأة/1: (بغضب) لست غبية الى هذا الحد. سالتك ولم تجيبي.
امرأة/2: والله نسيت.. أجيبك بماذا؟
امرأة/1: ألم تقولي باني بطيئة تفكير؟ أرى أنك جامدة التفكير.
امرأة/2: هذه إهانة.
امرأة/1: بل رد على ما وصفتيني به.
امرأة/2: حسناً سأصمت.. أعدك بأني لن أسألك ثانية.
امرأة/1: لكنك سألتيني.
امرأة/2: (تنهض من مكانها وتقف بالقرب منها) اسمعيني جيداً، أنا لا أحتفظ بأي ذاكرة فذاكرتي مثقوبة. الكلام الذي يخرج من فمي سرعان ما أنساه.
امرأة/1: (مع نفسها) النسيان نعمة.
امرأة/2: ماذا قلت؟
امرأة/1: (مع نفسها ثانية) حتى سمعها صار ضعيفاً. يا للسعادة التي تعيش فيها بالرقص.
امرأة/2: سمعتك. تصفينني بالصماء.
امرأة/1: عفوا. لم أقصد اهانتك.
امرأة/2: وأنا لم أقصد توريطك في موضوع لا يعنيك. لا أبغي سوى قضاء الوقت حتى يصل القطار.
امرأة/1: لم تقولي لي، أنا أنتظر زوجي. من تنتظرينه أنت.
امرأة/2: (بارتباك) انتظر.. أنتظر..
امرأة/1: (ضاحكة وهي تنهض من مكانها) ها نسيت أن ذاكرتك مثقوبة وتنسين كل شيء.. (تحاول المغادرة)
امرأة/2: الى أين؟
امرأة/1: الى ناظر المحطة. أسأله عن موعد وصول القطار، وعن سبب تأخره. (تذهب)
امرأة/2: (مع نفسها) سنتان من السعادة. أيّ رجل هذا الذي يشيع السعادة في منزله. أي نوع من الرجال هذا الذي يغمرها بالسعادة؟ لم أخبرها عن رجلي.. ذاك الذي لا يهمه سوى اشباع رغبته. يتركني وحيدة يومين، وأكثر بعدما منعني من العمل في المرقص. أرادني أن أكون راقصته. اختارني من بين كل الراقصات لأكون له. أرقص له وحده في المنزل. تلك هي أنانية الرجال. تسألني تلك السعيدة عن الرجل الذي يسعدني. بعد تجربتي لا وجود له. كلهم أنانيون حين يتمكنوا من قلب المرأة. مذ سفره لم يتصل بي الا مرة واحدة، لا ليسأل عن أحوالي، وصحتي، وأنما ليتأكد أن لا رجل ينام في فراشه. تلك السعيدة تثق برجلها، ويثق بها، وأنا (تصمت) لا أريد ان اقول اكثر. تزوجني كي أكون وعاء لغرائزه. لكن بصراحة أنا تعلقت به. من دون كل الرجال الذين يقضون ليلهم في المرقص تعلقت به. لا أعرف لماذا تعلقت به هو دونهم. كنت احتاج لرجل يقف معي. لا يتركني وحيدة كما فعل.. في أيام زواجنا الأولى لم يتركني وحيدة هكذا. يغيب يوم، أو يومين لكنه سرعان ما يعود. أعذره لأن اعماله كثيرة كما يقول، وسفره دائم. (تتذكر) يوم غاب عني اسبوعا كاملا، وعاد قلت له أن لا يغيب هكذا، وأنا أشتاق اليه، قام وأعطاني صورته (تضحك) قال لي احتفظي بها، وكلما أغيب، وتشتاقين لي أنظري اليها. (تفتح الحقيبة وتخرج الصورة، تنظر لها) آه يا رجلي. اشتقت لك. كن مثل رجل تلك المرأة السعيدة. امنحني السعادة كما منحها لها. هي لا ترقص لرجلها. ولا تغني له. وهي سعيدة. أنا ارقص، وأغني لك، لكنك شارد الذهن، ولم أسمع منك كلمة تشعرني بالسعادة الا في الفراش. كلماتك الحلوة لا تأتي الا في الفراش. يا لبؤسي! (تعيد الصورة الى الحقيبة) أنا لا اغار من تلك الزوجة السعيدة. أنما اشفق على نفسي. ليس هناك ما هو أصعب من أن يشفق المرء على نفسه. وليس ما هو أقذر من أن تسلّم الأنثى نفسها لرجل لا يمنحها السعادة. قد أدّعي السعادة معه لا لشيء الا لأنني أريد أن أعيش. هو يوفر لي كل شيء، ويداه مبسوطتان معي لكنني أشعر وأنا معه أن تفكيره ليس معي. أعترف انه ذكيّ. استطاع أن يخرجني من قذارة المرقص لحياة تبدو لمن يراها أفضل. عشت حياتي وأنا أبحث عن السعادة. قبل أن التقيه كنت تائهة بعدما طردتني زوجة أبي، تلك الجاموسة البشعة البائسة. طردتني في ليلة لم أنسها أبداً. لم تعطني فرصة لأخذ حاجياتي. لا أعرف كيف صمت أبي. وقف متحجراً كتمثال. لم يقل كلمة. لم يمنعها وكأنه راضٍ بما تفعله بي. من تلك الليلة، وانا لا أثق بالرجال. لكن هذا الأخير لم يكن مثل أولئك الرجال. تمكّن من ترويض نفسي، وسرقة قلبي. أنساني ما حدث لي، ولملم شتاتي.
امرأة/1: (تعود مستاءة، وساخطة) اللعنة على كل القطارات.
امرأة/2: ها.. ماذا قال لك الناظر؟
امرأة/1: (بعصبية) ذاك الفيل الجالس على كرسيه، لم يقل الا كلمة واحدة. سيصل. وعندما استفسرت منه عن موعد وصوله مدّ اصبعه عبر الشباك الصدئ كروحه قائلا الأمر بيد الله. قلت له ما شأن الله بحركة القطار، فالقطار آلة تتحرك وفقاً لزمن معلوم. لم يصبر ذاك الفيل، قاطعني بنبرة حادة، وكأنه شيخ واعظ، واتهمني بأنني لا أشكر الله على نعمته، وأن الأقدار حقيقة لا بد أن نقتنع بها.
امرأة/2: يا للهول! هكذا عاملك ذاك الذي وصفتيه بالفيل؟
امرأة/1: لم يكن مؤدباً معي أبداً. يتصورني جاهلة.
امرأة/2: (ضاحكة) لم يكن هو..
امرأة/1: ماذا..؟
امراة/2: (تحاول اصلاح الأمر) أقصد أنك لم تسأليه بالطريقة التي تجعله يستسلم لسؤالك، ويجيبك بكل أريحية.
امراة/1: لم افهم..
امراة/2: حسناً سأفهمك (تمثل أمامها ما تقوله) اذا أردت أن تسألي رجلاً عليك أولا بتغيير نبرة صوتك.
امرأة/1: ولماذا أغيّر نبرة صوتي.
امرأة/2: للآن لم تفهمي (تمثل ثانية) أقصد أن تكون نبرة صوتك ممزوجة بميوعة مع ترميش العينين، وحركة لجسمك ستجعل الصخر ينطق!
امراة/1: أنا رحت اسأله وليس لأغريه بجسدي وصوتي وعينيّ.
امرأة/2: هم هكذا. كلهم هكذا. تتوقف انفعالاتهم، وتبرد عصبيتهم بالطريقة هذه، ويصبحون مثل الأرانب الوديعة.
امرأة/1: ذاك ليس أرنباً وديعا.. هو فيل بائس.
امرأة/2: (تقهقه) سيصبح إن جربت الطريقة أرنباً.
امرأة/1: (تنظر لها بلحظة صمت قصيرة) بهذه الطريقة كنت أنت تسألينه؟.. ها..؟ كنت ترمشين، وتهزين خصرك، وتغيّرين نبرة صوتك.
امرأة/2: (ضاحكة) وإلّا لم اعطيكِ مفاتيحه.
امرأة/1: أيّ مفاتيح تتحدثين عنها، هذا فسق، عيب وحرام. كيف لامرأة أن تتغنّج أمام رجل غريب.
امرأة/2: (ضاحكة) للضرورة احكام.!
امرأة/1: (ما زالت غاضبة) بصراحة انت نوع غريب من النساء.لم أرَ امرأة في حياتي تتحدث بالطريقة التي تتحدثين فيها. افكارك غريبة، وتصرفاتك اغرب.
امرأة/2: أنا حقيقية. لا اخفي شيئاً. كل ما في قلبي تجدينه على لساني.
امرأة/1: (تنظر لها نظرة سخط) واضح جداً.
امرأة/2: وما الواضح؟ أنت لا تصدّقين ما أقوله لك.
امرأة/1: لأني لم أعرفك من قبل.
امرأة/2: ولا أنا.. لكنني من خلال كلامك عرفت تفكيرك.
امرأة/1: أنا أكثر وضوحاً منك. لم أكن لعوباً.
امرأة/2: وحدها الظروف من ألقت بي في ذلك الطريق.
امرأة/1: عفوا، لم أقصدك. (بتلعثم) أقصد أني لم أكن أكثر مما أنا. امرأة لا علاقة لي بالآخرين، كل ما يهمني هو زوجي، وابنتي. هما كل ما لديّ.
امرأة/2: مثلك أنا، لا يهمني الآن سوى زوجي (تتوقف وكأنها أخطأت بالتعبير)
امرأة/1: (تنظر لها بذهول)
امرأة/2: (تقترب منها أكثر) أنا لم أقل لك ذلك.. ها..؟ لم أقل لك أن لي زوجاً..
امرأة/1: (مازالت منذهلة) لا.. لم تقولي لي.. كنت تخبرينني أنك تكرهين الرجال، وأنهم أنانيون، وكلهم سواء.
امرأة/2: (بتعلثم) كنت.. قلت كنت.. سابقاً.. كنت اكرههم.
امرأة/1: وما الذي تغيّر في الأمر؟
امراة/2: أووه.. تغيّرت اشياء. (تمسكها لتجلسها) تعالي اجلسي، وسأحدثك بكل شيء.. (تبتسم) يبدو اننا سنكون صديقتين. لا اخفي عليك سرّاً، أنت صرت قريبة مني. بصراحة، بصراحة دخلت قلبي.
امرأة/1: (تنظر لها بذهول)
امرأة/2: أعرف الآن ما يدور في رأسك. أنت تتساءلين، ما الذي تريده هذه، وأقصد بها أنا، منك..ها.. أليس كذلك..؟ ولكن ساشرح لك. وبصراحة لم التقِ طيلة حياتي بامرأة مثلك. عاقلة، وحنونة، وحريصة على بيتها، وهادئة، وهذا ما جعلني أعجب بك. انت فخر لكل النساء، وانا احتاج لصديقة مثلك.
امرأة/1: أنت كذّبت عليّ..
امرأة/2: لم أكذب..
امرأة/1: لم تخبريني بانك متزوجة، ولك زوج.
امرأة/2: ما الذي تريدينني ان اقوله لك..؟ أاقول لك أن زوجي يحبسني في المنزل مثل عصفور في قفص، ولا يفتح الباب الا بعد عودته. انتظره يوما، ويومين، وأنا في المنزل. ما الذي تريدينني أن أخبرك. حاولت أن أخلق لي قصة لأقنع نفسي أني أعيش في سعادة لامتناهية.
امرأة/1: لست مجبورة أن تبقين معه.
امرأة/2: بل انا مجبورة. هناك ما يمنعني عن فعل ذلك.
امرأة/1: حسناً. تلك خصوصياتك، ولا أريد ان أعرفها، لكنني أريد ان اعرف كيف استطعت الخروج من المنزل، وأنت تقولين أنه يحبسك في المنزل.
امرأة/2: أخرجني مالك المنزل. طرق الباب ليستلم بدل الإيجار، وكانت فرصتي في ان اخبره باني اضعت المفتاح، فقام هو بالواجب.
امرأة/1: (غير مصدقة) قام هو بالواجب.
امرأة/2: (تهز رأسها ايجابا)
امرأة/1: دون أن تغيّري نبرة صوتك، وتحركي جسدك، وترمشين.
امرأة/2: (تهزّ رأسها ايجابا)
امرأة/1: أتودين اقناعي أن هناك نسخة من مفتاح منزلكم عند صاحب الملك.
امرأة/2: لم يفتح الباب بالمفتاح (تقوم بتمثيل الحركة) بل دفعه بقوة!
امرأة/1: ماذا لو رآك زوجك تنتظرينه هنا.. ما الذي ستخبرينه؟ كيف ستبررين له وجودك، وقبل هذا كله كيف عرفت بسفره، وموعدعودته.؟
امرأة/2: البارحة أتصل بي، وقال سأعود في قطار الساعة التاسعة. واذا رآني هنا ساقوم بالواجب.
امرأة/1: (بذهول) ثانية..؟ ما هو هذا الواجب الذي لا ينزل عن لسانك.
امرأة/2: (تمسكها برفق) واجب الزوجة يا حياتي (بغنج) لا يمكنه لومي هنا، وعندما نعود الى المنزل سيكون كل شيء على مايرام، أعرف أنه الآن يشتاق لحضني. اطمأني سأذيبه في جسدي.
امرأة/1: والله لم افهم ما تقولين.
امرأة/2: (ضاحكة) انت خارج التغطية.. (تدفعها برفق) عليك بمعرفة هذه الأمور..
امرأة/1: أيّ امور؟
امرأة/2: (تلكزها بغمزة) الأمور.. الأمور..(تغمز ثانية وهي تشير باصابعها) الأمور الــ…….
امرأة/1: لا أرجوك لا تكملي. عرفت.
امرأة/2: أنت تحتاجين الى دروس في هذه الأمور.. دروس مكثفة تساعدك في الإمساك بزوجك، لأن عالم الرجال عالم غامض، لا يمكن فك شفراته الا بمعرفة تلك الأمور..
امراة/1: (هازئة) اقترح عليك تأسيس معهد لتعليم الأمور…!
امراة/2: يااه.. دمك خفيف (بميوعة) لا احتاج لمعهد، تكفيني نفسي، وترويضي لزوجي.
امرأة/1: هو الذي روّضك وليست انت..
امرأة/2: بل قولي اتفقنا على أن نكون معاً..
امرأة/1: (تنظر الى ساعتها) تأخر الوقت كثيراً.. يبدو ان القطار لن يصل اليوم. (تحاول الخروج) الأفضل لي أن أنتظره في المنزل.
امرأة/2:لنسأل ناظر المحطة..
امرأة/1: لا اريد ان أرى ذاك الفيل.. اشعر بالغثيان وانا اتحدث معه. (تمشي نحو الخارج)
امرأة/2: (تركض خلفها لايقافها) انتظري هنا. انا سأذهب اليه واسأله..
امرأة/1: لا يهم (تنظر الى ساعتها مرة اخرى) تأخرت على ابنتي.
(تتحرك بينما امرأة/2 تحاول الإمساك بها فتسقط حقيبه امرأة/1 وتظهر صورة الرجل وقد خرجت من الحقيبة)
امرأة/2: (تنزل الى الحقيبة لتجمع الحاجيات فترى الصورة، تمسكها وتحدّق فيها) أهذا هو زوجك؟
امرأة/1: (تهز رأسها ايجاباً) أنا وهو في عيد ميلاد ابنتنا..(تأخذ الصورة وتضعها في الحقيبة وتغادر)
امرأة/2: (تفتح حقيبتها وتخرج صورة زوجها، تحدّق فيها ثم تقول مستغربة) أيعقل ان يكون هو؟.

اظـــــــــلام- ستـــــــــار

 
البصرة المظلومة في 16/1/2021
 
 
 
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت