من البدايات الى الاحتراف… فرق البصرة المسرحية عطاءدائم / مجيد عبد الواحد النجار

البصرة خزانة الثقافة ومنبع العلم والادب والفن ، لم تكن بعيدة عما يدور في مسارح  الغرب والعرب ، فتعلمت هذه المدينة الساحلية دون معلم ، واعطت بسخاء علما ومعرفتا .
كان المسرح احد اهتمامات البصريين ولم يكن يمر عليهم يوما الا ويوجد عرض مسرحي في بيت او في خربة او نادي او تجمع ، وكانت البصرة فاتحة ذراعيها للقادمين من الخارج ليقدموا نتاجاتهم ويحتفلون بهم ، حيث قدمتالعديد من الفرق المسرحية الزائرة العراقية ، والعربية ، والأجنبية ، العديد من العروض المسرحية ، وقد كان الجمهور متفاعلا معها ، كما هم المعنيون بالمسرح ، واللذين استفادوا من وجود هذه الفرق ومن الاعمال التي قدموها ، والمواضيع التي تناولتها مسرحياتهم ، والأساليب الإخراج التي كانوا يتبعونها مخرجو هذه الاعمال .
اما الفرق البصرية فقد قدمت بداية عام 1929 جماعة  (شباب البصرة) مسرحية (عبد الحميد والدستور) وقد أخرجها عطا أمين.
وفي يوم الأحد والخميس 2-6 مايس 1937 قدمت فرقة (الشباب) التمثيلية باكورة أعمالها وهي مسرحية (على ضفاف الامازون) إخراج عبد الوهاب محمد ناجي  .. ويذكر ان فرقة (الشباب) التمثيلية التي تأسست عام 1937 قدمت من تاريخ تأسيسها لغاية 1940 مسرحية (مصرع أبو مسلم الخراساني ، و دموع بائسة ، و ضحية الشرف ، وعلى ضفاف الأمازون )، وهي من اخراج رئيس الفرقة الفنان عبد الوهاب محمد ناجي  كما وان الفرقة تظم من بين أعضائها الفنانين (عبد العزيز السامرائي ، وعبد القادر محمد ناجي ، و كاظم حاج حمدان ، وفريد رزوق … واخرين ).
كما قدمت جمعية (تآلف الأخوة) في البصرة عام 1938 ، مسرحيتي (الوفاء) و (جزاء الإخلاص).
وبداية عام 1939 قدمت فرقة (المهلب) مسرحية (مثلنا الأعلى) تأليف عبد المجيد عباس…
فرقة (هواة الفن) المسرحية والتي تأسست عام 1957 ، كانت تقدم اغلب اعمالها على مسرح نادي المعلمين ، وكانت مكونه من الفنانين : (سليمة خضير ، وعبد الوهاب محمد ناجي ، وعاصم النقشبندي ، وشوكت العطية ، وحاج محمد عيد الله ، وعبد علي الصباغ ) ([1])  .
في عام 1959 قدمت فرقة جمعية المعلمين مسرحيتين هما (نموت ولا نستسلم) اخراج مانع السعودي وعبد الأمير قنبر ، ومسرحية ( اكلة لحوم البشر) تأليف سعدون العبيدي وإخراج كامل العزاوي ومانع السعودي ، عرضت المسرحيتين على مسرح قاعة دار المعلمين في البصرة . وفي تشرين الأول عام 1960 قدم عبد الجبار داود العطية مسرحية (عند الفجر) . علما ان فرقة جمعية المعلمين قد تشكلت عام 1956، من المدرسين والمعلمين والطلبة في دار المعلمين الابتدائية في العشار آنذاك ، تحت اشراف جمعية المعلمين ، ومن أعضائها ( احمد الخطيب وزكي الجابر وخليل إبراهيم وسميع رشود البادي ونجيب منصور) ، ومن الطلبة (جبار البصري وجبار داود العطية وعبد الاله عبد القادر ) وقدمت هذه الفرقة مسرحية (شمعدانات الاسقف) وهي مقتبسة من رواية (البؤساء) لفكتور هيكو ، اخرجها يوسف جرجيس حمد ، وقدمت هذه المسرحية من تلفزيون بغداد في نفس العام([2]).
اما فرقة المسرح الطلابي التابعة للنادي الطلابي آنذاك ، فقد قدمت مسرحية ( فلوس الدوه) ,و مسرحية( تباريح بائس) ، ومسرحية ( الخبز المسموم ) ، ومسرحية (المصور الفنان) و( انتصار السلام ) و وهذه المسرحيات من اخراج قاسم حول ، باستثناء مسرحية( المصور الفنان ) فهي من اخراج كامل سالم راضي ، اما مسرحية (لحظات حاسمة) فهي من تأليف وإخراج قاسم حول ، وقد عرضت هذه المسرحية في تلفزيون بغداد بتاريخ 19/9/1959, حيث قدمت باسم فرقة نادي الجنوب الرياضي في البصرة، وكان من بين أعضاء الفرقة (قاسم حول، علي فوزي ، اسعد عبد الحسين ، صبري سالم ، ضياء ناجي ، كامل سالم الراضي ، فاضل مطر ، عبد السلام القيسي ).
في عام 1960 يقول الفنان عزيز الكعبي : تزوجت الفنانة سميرة الكعبي – ام سعد – وبعدها شكلت فرقة مسرحية انا والفنان محمد الجزائري ، واطلقنا عليها اسم الفرقة المسرحية (لنادي نفط العمال ) وكان اول عمل لها مسرحية ( أبو نسوان اثنين) تأليف وإخراج محمد الجزائري ([3]).
عام 1963 قدمت فرقة معهد المعلمين مسرحية (داء النسيان) تأليف مارتن لوثر ، وإخراج عبد الغفور النعمة ،ومن 7-9 كانون الثاني 1965 قدمت الفرقة مسرحية ( ثمن الحرية) تأليفعمانوئيلروبلس ، وإخراج عبد المنعم شاكر ، على مسرح قاعة التربية بالعشار- قاعة عتبة بن غزوان حاليا – وادى أدوارها كل من (عبد المنعم شاكر ن وعزيز حمود ، وفيصل حسن ، واسعد عبد الحسين ن وطالب جبار ، وإبراهيم أبو الهيل ، واخرون .
في عام 1964 قدم الأستاذ عبد الغفور النعمة ، مسرحية ( عدو النور) مع الفرقة المسرحية  التي شكلها في متوسطة البصرة (مدرسة فيصل الثاني – آنذاك-) ولعب فيها دور الملك ، بينما مثل دور الكاهن الطالب عبد الكريم عبد الحميد ، اعيد عرض المسرحية في معهد المعلمين عام 1964 ، وشارك في تمثيلها كل من الفنانين المرحومين اسعد عبد الحسين ، وفيصل حسن ، وقد سجلت لتلفزيون بغداد في حينها([4]).
ومنذ تأسيسها في  الستينات ، انتجت الفرقة المسرحية التابعة لمديرية تربية البصرة ، اعمالا مسرحية عديده ، وتعد هذه الفرقة هي اول فرقة مسرحية تابعة لأحدى الدوائر التابعة للدولة ، وقد نالت الكثير من الرعاية والدعم ، كما انها امتازت بأعضائها الذين درسوا علوم المسرح في معهد الفنون الجميلة في بغداد ، لذلك امتازت أعمالهم عن اقرانهم بعلمية الطرح ، وطرق الإخراج ، حيث كان المخرجون يتمتعون برؤى فنية وتقنية وجمالية عالية ، وكان من بين أعضائها المميزين الفنان محمد وهيب الذي اخرج اغلب اعمال الفرقة حيث اخرج  للفرقة مسرحية ( اوديب ملكا ) لسوفوكلس وقد عرضت للفترة من 21- 24 اذار 1965 ، ومسرحية ( القلب الارعن ) تأليف جون دير قدمت يوم السبت 8 آب 1965، و)طبيب بالقوة( ، اعداد عبد الخالق جواد ، وياطالع الشجرة 1969 ، لتوفيق الحكيم ، ومسرحية (هاملت)  لشكسبير قدمت في مستهل أيلول عام 1965، وفي بداية نيسان  1965 قدم مسرحية (عطيل) لشكسبير ، و (واغنية التم) لتشيكوف .
وللفترة من 3-6 كانون الثاني 1967 قدمت اللجنة الفنية في نقابة المعلمين في البصرة جماعة البصرة للمسرح الحديث ، في مسرحية( غراب) اخراج قصي البصري ، ولعب أدوارها : خالد الربيعي ، وعبد الاله عبد القادر ، وعلي كاطع الأطرش.
عام 1966 تشكلت فرقة مسرحية باسم (أصدقاء المسرح) ، من (القاص عبد الرزاق سعود المانع  ، وجودي خميس ، وعبد الرضا الزيدي ، والقاص خالد علوان الشويلي ، وحسن زبون العنزي ، وعبد الكريم المانع وكريم مذخور الفياض ، وخالد عبد اللطيف المزين ، والفنان طالب جبار ، والفنان يعقوب السبيعي ) ، حاولت الفرقة تقديم مسرحية (وداعا غرناطة) من تأليف شفيق المعلوف ، ولم يكتمل العمل بسبب عدم الحصول على عنصر نسوي([5]) . بعدها قدموا اعمالا مسرحية منها مسرحية( الصفقة) تأليف عبد الرزاق المانع ، وإخراج الفنان طالب جبار ، قدم العمل على مسرح مدرسة طلحة بن الزبير  للفترة من 17-19 تشرين الثاني 1968 ، وكان هذا اول عمل تقوم به الفرقة ، ثم مسرحية (شيخ المنافقين) تأليف بن جون عام 1969 ، والمسرحيتين من اخراج الفنان طالب جبار  ([6]) .
اما المسرح الجامعي فقد قدم للفترة من عام 1966 الى عام 1991 عدة اعمال مسرحية ، منها مسرحية (شهرزاد) وهي من اعداد وإخراج محمد وهيب ، وقد عرضت عام 1966 ، كما قدمت لوحات شعبية من اخراج الفنان قصي البصري ،كما أخرجت الفنانة شغاف خيون مسرحيات ( السماح على إيقاع الجيرك) تأليف وليد اخلاصي ، ومسرحية (الحفل السنوي ، والخطوبة) لتشيخوف ، كما قدمت مسرحية (انتكونا) لكوكتو ، و(كارول) لسلامويد سروجيك ، و(ضل الوادي)لسنج ،قدمت هذه المسرحية باللغة الإنكليزية ، وكل هذه الاعمال كانت من اخراج البروفسور طارق العذاري ، كما قدم مسرحية (نادي الاشباح)  وهي من اعداد وإخراج الفنان عبد الستار عبد ثابت ، كما اخرج في وقت لاحق مسرحية (سيجارين اولير).
جماعة البصرة للمسرح الحديث والتي تأسست عام 1968 ، تحولت فيما بعد الى فرقة المسرح الفني الحديث ، والتي كانت تمتاز بنشاطها المسرحي الكبير ، والذي يعود الى أعضاء الفرقة ونشاطهم ، حيث اخرج الفنان قصي البصري المسرحيات ( أيام زمان) اعداد عبد الخالق جوده ، ومسرحية (بنادق في القنيطرة) تأليف ياسين النصير ، ومسرحية (المهزلة الأرضية) تأليف يوسف ادريس ، اما مسرحية(المفتاح) ليوسف العاني فهي من اخراج عبداللطيف صالح ، ومسرحية (المدينة المفقودة) تأليف قاسم حول وإخراج عبد الأمير السلمي ، والتي عرضت عام 1968 ، اما مسرحية (العروسة بهيه) فهي من اعداد عبد الاله عبد القادر وإخراج قصي البصري ، ثم قدم الفنان قصي البصري بعد ذلك اوبريت (بيادر خير ) عام 1969 من تأليف الشاعر علي العضب وياسين النصير .
في عام 1969 تأسس منتدى الغد للطليعة ، وكان يظم نخبة من الشباب المحب للفن وهم( محمود الربيعي ، وفاضل احمد ، وحيدر الشلال ، وسلام عبد الجليل ، وعلي الزبيدي ، وكامل الازرقي ، وعلي عبود) ، قدم هؤلاء الشباب اعمال مسرحية عديدة ، منها مسرحية ( العمود البائد ، وانتظار باص المصلحة ، وعلامة استفهام ) وهي من تأليف محمود الربيعي وإخراج علي الزبيدي ، وقدم المنتدى مسرحية ( يا ارض فلسطين) تأليف عبد الجليل وإخراج محمود الربيعي ، ومحمود أبو العباس.
وقد تميزت عروض هذه الفرق بين الاكاديمية والفطرية ، أي الفترة التي سبقت تخرج نخبة من الفنانين من معهد وكلية الفنون الجميلة في بغداد ، والتي كانت تعتمد بالأخص على معلم ومدرس اللغة العربية ، ومعلم ومدرس التربية الرياضية ، والادباء الموجودين داخل المدارس ، وكانت هذه العروض بسيطة في طروحاتها وفي رؤاها الاخراجية , اما الفترة التي اسمح لنفسي بان اسميها اكاديمية ، كون الذين تخرجوا من معهد وكلية الفنون الجميلة في بغداد ، استعانوا برؤى اخراجية علمية ، كما درسوها وتدربوا عليها اثناء دراستهم ، لذلك كانت مميزة بطروحاتها ، مما أدى الى ظهور النقد الذي كان يقوم العروض المسرحية من خلال الجلسات او النشر في الصحف.
 
الإحـــالات:
[1]) ينظر : جميل سامي حول , ((مسرح الخمسينات : مسرح الجماهير… مسرح الحقيقة)) ، جريدة المرفأ ، (البصرة) العدد 83، السبت ، 16/حزيران/ 1979.
[2]) عبد الفتاح عبد الأمير مرتضى ، واقع الحركة المسرحية في البصرة، رسالة ماجستير غير منشورة ، إشراف: أستاذ فن ، أسعد عبد الرزاق جعفر ، (جامعة بغداد : كلية الفنون الجميلة , قسم الفنون المسرحية , 1989 ) .
[3]) جميل سامي حول ، ((مسرح الخمسينات : مسرح الجماهير… مسرح الحقيقة)) ، جريدة المرفأ ، (البصرة) العدد 83، السبت ، 16/حزيران/ 1979.
[4] ) عبد الغفور النعمة ، (( الذاكرة المسرحية))، مجلة / مسرح 92 ، نشرة فصلية يصدرها المركز العراقي فرع البصرة ، العدد/22، اذار / 1992.
[5]) حسن العنزي ، ((صحيفة المنارة))، العدد/ 403 من 1-2/اب/ 2007.
[6] ) عبد الفتاح عبد الامير  مرتضى ، المصدر السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت