بالمغرب: د. عبد الفتاح ابطاني: … و، فينا لوعة و حسرة …

كلمـة بمناسبة اليوم الوطني للمسرح 14 مايو 2021 .

 
نسعـــد بيــومــك يـا مسرحنـا، رغـم انك عيـد لكـل أيامنا في الوطن ، تأتي وتمضي و نحـن هنا صامــدون،  بيـن من نالــت منهـم الظــروف ، ومن يجـابههــا بعـــزم ومـن يسايـرها بلطـف ،ومن يهادنـها و يداهنهـا بمكر، ومن يستعير الحربائية كتقية .
صامدون بصدق نحــن الآتــون مـن المسرح إلى المسرح، وصــدقنا عمـود وســـط خيمتـنــا الفنيـة المسرحيــة ، لا محيــد لنا عن الثبـات. نستظـل به من هجيـــر الحياة وسنظل،لأنه شــرط إنسانيتـنــا ولا خــلاص منــه .
الاوصياء على المسرح فيك يا وطني فئة خاملة، تسفرها الأيام وتكشفها الاحداث، ويذهلنا ما نسمع ونرى من قول وفعل منهم .والفقــد عنـدنـا بقـدر المفقود ولا ضمير يصحو لديهــم .
كل لمآربه ماض حتى تنتهي وصايته، يشجبون على الجائحة خذلانهم وهي تستجل يفقر سيــاساتهــم وانكسـاراتها المتواليــة فما عــاد در الرمــاد فـي الاعيــن ينفـــع…
لا سياســة تقــارب الحقــل المسرحــي ، و لا بعـد نظــرفي الأفـق ســوى اضغـــاط أحــــلام،كثر هم المسؤولون المسيئون للمسرح وقوامهم الجهل التام بكنه أب الفنون .
نحن المسرحيون المغاربة نغالــب الشـوق للركـح، و الشوق أغلب، ونعلم جيدا كيـف تقدمون أنفسكم عند كل بداية .
المسرح شــأن السياسة، وشــأن الاقتصاد، وشــأن الفلسفــة، وشــأن الحيــاة، ولا مناص من وجوده و تواجده، وإن كانت الدولة تسيئ فهم منطق الفن عامة والمسرح خاصــة ، فالاقتـــداء بالآخر مسلــك الحكمــــاء .حتى وإن أغلقـت المنـافـــــذ .
المسرحيون الصادقــون  في وطنـــي كثـــر ، وهـم أشــد عزمـا وأفصـح لســــانا وأعمــق تعبيــرا، لكـــن تطاولكــم على فنونهـم أسس لفجــوات الخيانــة والطمــع والمحســوبيــة ونسـج خيـوط العــداوة، ناهيــك عن تجبــر السنيــن التـي غيبــت الابـدان ،علما منكم أن الأمور تتساوى إن هي التقت عند الغاية، وأنتم الصامتــون لأمور أخرى في نفوسكم تفضلون الولاء عن البلاء ، و لم لا ؟ وفيه ما تفضلون…
نحن العاشقون للمسرح في وطني رغم الأعباء، رغم الكيد ، ورغم تناسل المعاناة نستعذب احزاننا وقبح تعاملكم ، ونقدمها لكم فنا مسرحيا بصورة الجمال لعلكم يوما ستفيقــون . فمــا ضحكتــم يومـا او بكيتــم إلا مــن أنفسكــم ، وتلــك رسـالــة أهل الفـــن لكـــم  جميعالن تستطيعوا إخماد نارها .
في يومك يا مسرحنا .. يانصفنا المصاب نردد اناشيـدك بكل لغـــات الركـح، وننــددبالمتربصين بك علما أو جهلا، ونتبـــرأ ممـــن هم يتحــينــون الفــرص للـتفيــؤ. وما أكثرهــم.
النضال الفني حق مشروع، ومن أجل كرامة الفنان نحن هنا، وبكل ما أتينـــا من قوة وعزم وهمة . نحن لا نعدمها ولا نستعيرها ، فرب كلمة، او حركة ، او إيماءة ، او…..  كفتنا شر النزاع . وما أسعــدنا بالذاكــرة المغربيــة وما تحضنــه من أساليـب النضال الفني فهو سبيل رد البهاء للمسرح وكافة الفنون.
كل العمر وأنتم مبدعون سادتي الكرام ، شرفاء ونبلاء المسرح المغربي .
 

 الدكتور عبدالفتاح ابطاني/ فاس .