نص مسرحي: " خيبــة" / تأليف: د ميسون حنا
شخصيات المسرحية: آزاد، عبيد، تفاحة، رداد، عنبرة، الوالي، رجل واحد، رجل ثاني (وهم من رجال الوالي)، رجل ثالث و أشخاص آخرون.
اللوحــة الأولـــى
(يرفع الستار. إضاءة. بيت آزاد، في الصدر باب مغلق وعن يمينه علقت لافتة مكتوب عليها (بائع كلام). آزاد في الأربعينيات، يجلس على مقعد أمامه منضدة. هناك مقعد آخر يقف إزاءه متكئا عليه بيده غلامه عبيد وهو شاب في مقتبل العمر)
(المسرحية تدور في عصر قديم، وللمخرج الحرية في أن يختار الزي المناسب لذلك.)
عبيد: يا معلمي، أقول لك هو رجل غريب الهيأة.
آزاد: ما غريب إلا الشيطان.
عبيد: صدقت، هو الشيطان بعينه متسربل في زي إنسان.
آزاد: أنت تبالغ كعادتك.
عبيد: في نظراته تحد ومكر، أو ربما كان شيئا آخر.
آزاد: (بلا مبالاة) هو شيء آخر، دعني أراه.
عبيد: شكله يثير الشكوك.
آزاد: قلت فأسهبت، دعه يدخل.
عبيد: هو… لا أدري كيف أصفه… ربما…
آزاد: (مقاطعا) أنت غر لا تزال، مثله كثيرون من غير شك، ولكن سنينك التي لا تتعدى الثماني عشرة لا ترى ما يراه الأربعيني يا عزيزي.
عبيد: معاذ الله أن أقارن ما بيني وبينك، ولكني يا معلمي لست مرتاحا له.
آزاد: أما أنا فلا أرتاح لأحد، وليس لمهنتي أن تختار مرتاديها. (عبيد يضحك وينظر إليه نظرة خاصة. يقف آزاد ويقترب من عبيد ويربت على كتفه ويقول بلهجة خاصة) عبيد، يا عبيد… هي مهنة فرضت نفسها وأنت جزء منها.
عبيد: كيف؟
آزاد: نحن في أيامنا هذه، نعتاش على البساطة، ومن كان على شاكلتي تكون هذه مهنته، ويقبلونه كما هو .
عبيد: من هم؟
آزاد: الناس يا عزيزي، الدهماء.
عبيد: تعني هؤلاء الذين يأتون إليك.
آزاد: وغيرهم من لم يرني (يضحك) لكنه يسمع عني من غير شك.
عبيد: من تعني يا معلمي؟
آزاد: لا عليك… دعنا في المهم الآن.
عبيد: أنا أشعر أمامك أحيانا بالضياع.
آزاد: نحن في عصر تغلب عليه البساطة كما قلت لك قبل قليل، ولا مكان للضياع هنا.
عبيد: صدقت، ربما كنت أشعر إزاءك بالحيرة، بل هو إعجاب مغلف بغموض لا أفهمه.
آزاد: الغموض يكاد يكون منعدما لو زحفنا قليلا نحو قرون مقبلة، عندما نصل إلى القرن الواحد والعشرين مثلا يزول الغموض.
عبيد: وماذا سيكون من أمرنا حينئذ؟
آزاد: (يضحك) سنكون في عداد الموتى.
عبيد: يا لطيف.
آزاد: ولكننا سنتجدد.
عبيد: كيف؟
آزاد: أعني لو رحلنا إلى ذلك الزمن لن تتغير مهنتي ولكن قالبها هو الذي سيتغير… تخيل مثلا… قد يسمونني دبلوماسيا بلغتهم هم.
عبيد: (بعجب) ماذا قلت؟ دب ماسي.
آزاد: دبلوماسي أيها الجاهل، دبلوماسي.
عبيد: دب ماسي … وأنا من أكون؟
آزاد: أنت سكرتير.
عبيد: (بدهشة) ماذا قلت؟ … طير.
آزاد: إنس ما قلت ، وادخل الرجل.
عبيد: أنت دب وأنا طير.
آزاد: (يضحك) طر الآن ، وادع الرجل.
(يخرج عبيد، لحظات ويعود برفقة تفاحة، وهي شابة في مقتبل العمر. آزاد ينظر إليها باستغراب)
تفاحة: السلام عليك يا آزاد الجليل.
آزاد: (مشيرا إلى تفاحة) هذا الشيطان ، المتسربل في زي إنسان؟
تفاحة: يا ساتر يا رب (تتلفت حولها) أين الشيطان؟
عبيد: الشيطان في الخارج يا سيدي.
تفاحة: الحمد لله.
(آزاد ينظر إليها ويضحك)
عبيد: بينما كنت أحاورك قدمت تفاحة.
آزاد: لا أسأل عن هذا.
عبيد: قال الشيطان…
تفاحة: يا لطيف (تتلفت حولها)
عبيد: (مستدركا) فال الرجل الغريب: أدخل هذه الصبية ودعني أنتظر.
آزاد: (ساخرا) هكذا إذن؟
عبيد: إنه يحاور رداد.
آزاد: رداد في الخارج؟
عبيد: حضر لتوه.
آزاد: غريب ما أسمع، يحاور رداد…
عبيد: نعم.
آزاد: يحاور الزوار دون إذني… ما علينا. (يلتفت إلى تفاحة) خبريني يا بنية.(عبيد يبتسم ويخرج مغلقا الباب بينما يواصل آزاد) هل نفعت نصيحتي مع حماتك؟
تفاحة: نفعت يا سيدي، نفعت، لم تعد تؤنبني عن كل زلة تصدر مني وأنا قليلة الخبرة بالحياة.
آزاد: هذا بعد أن أشدت بعلمها وحنكتها.
تفاحة: وأكثر من ذلك، طلبت أن أتتلمذ على يديها مع أنها لا تفقه في الدنيا غير طبخ المرق.
آزاد: (ساخرا) هي خبرة على كل حال.
تفاحة: زينت لها خصالا نسبتها إليها وهي منها براء.
آزاد: جميل، جميل.
تفاحة: كما علمتني يا سيدي. والهدوء أصبح يخيم على بيتنا.
آزاد: سعيد بما أسمع (لحظة) وما سبب قدومك اليوم؟
تفاحة: لم أعد أتمن لها الموت.
آزاد: أحسنت يا بنيتي، فدنو الأجل بيد رب العالمين، وهو في علم الغيب كما تعلمين (لحظة) لم تقولي ما سبب قدومك إلينا إذن؟
تفاحة: زوجي يا سيدي.
آزاد: ما به؟
تفاحة: لم يعد يكسب كالسابق.
آزاد: (على حدة) هذا خبر مشؤوم.
تفاحة: ماذا يا سيدي؟
آزاد: (مستدركا) التجارة هكذا يا بنية، يوما ترفعنا إلى السماء، ويوما تهبط بنا إلى قعر الجحيم.
تفاحة: أعوذ بالله، هل سنهوي إلى سقر؟
آزاد: بعيد الشر، لكني أردت أن أقول يا عزيزتي أن التجارة دوارة.
تفاحة: أخشى أن يطول الأمد قبل أن نصعد إلى العلا.
آزاد: لكل ليل نهاية تفضي به إلى صبح مشرق ونهار جميل.
تفاحة: كلامك بلسم يا سيدي.
آزاد: الصبر يا تفاحة، إصبري على الضيم تنالي الخير بإذن الله (تفاحة تنظر إليه حائرة) عيناك تبديان توجسا.
تفاحة: صدقت يا سيدي.
آزاد: ماذا إذن؟
تفاحة: لا أملك لك أجرا اليوم.
آزاد: (على حدة) هذا هو الشؤم بعينه. (ينظر إليها بصرامة) لا تعودي يا تفاحة ألا إذا تحسن رزق زوجك لتسددي ما عليك من ديون .
تفاحة: (خجلة) سأفعل يا سيدي، سأفعل.
آزاد: (متملقا) أنت تعلمين أن أجري يدخر لفعل الخير، أنا لا أروم شيئا لنفسي.
تفاحة: صدقت يا سيدي.
آزاد: (بفتور) المقابلة انتهت … مع السلامة يا تفاحة
(تغادر تفاحة ويدخل رداد)
رداد: السلام عليك يا سيدي.
آزاد: (ينظر إليه متفحصا) ماذا قال لك الشيطان؟
رداد: أعوذ بالله… عم تتحدث يا سيدي؟
آزاد: (مستدركا) بلغني أنك كنت تتحدث مع أحدهم في الردهة.
رداد: تعني مع غريب؟
آزاد: إسمه غريب؟
رداد: نعم يا سيدي، وهو غريب.
آزاد: غريب وهو غريب (بلهفة) عم تحدثتما؟
رداد: عن حالة الطقس.
آزاد: (ببرود) الطقس…
رداد: قال أنه أتى من بلد لا تفارقه الغيوم، وسألني عن سبب مجيئي إليك.
آزاد: وبماذا أجبت؟
رداد: لم يتسن لي الرد، إذ فتح الباب وولجت إليك قبل أن أجيبه.
آزاد: أحسنت … والآن أفض لي بمكنونك.
رداد: أنت تعلم ما أعانيه يا سيدي.
آزاد: لا أبشرك بفرج قريب.
رداد: هل من أمل؟
آزاد: لولا الأمل لمات العالم.
رداد: العالم لا يموت يا سيدي، ولكن من هم على شاكلتي يموتون كل يوم ألف ميتة.
آزاد: كل هذا لأنك لم تظفر بوظيفة؟
رداد: سُدت أبواب الرزق أمامي.
آزاد: هذا حديث قليل الهمة، خائر العزيمة، أين إرادتك؟
رداد: وبماذا تنفع الإرادة وأنا مكبل اليدين؟
آزاد: يداك طليقتان، لكنك تضع حولهما قيودا من الأوهام.
رداد: أنا أفعل هذا؟
آزاد: مجيئك إلي يؤكد قولي.
رداد: هل أخطأت بقدومي؟
آزاد: (بسخرية مبطنة) بل أصبت (يمد يده نحوه) هات إذن.
رداد: عندما أظفر بعمل سأدفع لك.
آزاد: دينك يتضاعف.
رداد: انصحني وسجل على الحساب.
آزاد: لا تجلس مكتوف اليدين وتولول كالنساء يا رداد … العمل لا يأتيك على طبق من ذهب، عليك بالكد والجد.
رداد: (متنبها) هذا أوان جد الزيتون.
آزاد: (متنبها) وماذا تنتظر إذن، إذهب لأصحاب المزارع .(ينظر إليه رداد آملا) (يواصل) وعندما يُجمع المحصول تأتي إلي هنا وتسدد دينك.
رداد: سأطرق هذا الباب (مترددا) لكنه عمل موسمي لا يدوم.
آزاد: سبحان الله، التذمر هو طبع الأنام. إظفر به أولا ولكل حادث حديث.
رداد: صدقت، صدقت. (يخرج)
آزاد: يوم مشؤوم، انتصف النهار ولم نظفر بدرهم واحد.
(تدلف عنبرة ، حماة تفاحة)
آزاد: (على حدة) هلّ الخير، لا بد وأن هذه الشمطاء تدخر شيئا ينفع.
عنبرة: الرجل الغامض يسترق السمع.
آزاد: (يصرخ) يسترق السمع؟
(عنبرة تتلفت حولها مرتبكة)
آزاد: وتسمينه غامضا؟
عنبرة: (متماسكة) شكله غريب يا سيدي.
آزاد: (يهز رأسه حائرا. لحظة.. متمالكا) دعينا منه، المهم أنت الآن، لا تفكري يا عنبرة إلا بنفسك في حضرة آزاد.
عنبرة: صدقت يا سيدي. (تضحك) أدعوك سيدي مع أنك بعمر ولدي البكر.
آزاد: العمر لا يُقاس بالسنوات يا عنبرة. (تنظر إليه مستفهمة، يواصل) قد يشعر الثلاثيني أنه ثمانيني لو كان مكتئبا، معرضا عن الحياة، وقد يشعر الشيخ بالصبا عندما تتجدد روحه مع إقباله على الدنيا (تنظر إليه بإعجاب، يواصل) أنت مثلا تبدين وكأنك إبنة ثلاثين سنة مع أنك في الستين (تنظر إليه بامتعاض) (مستدركا) لا عليك، الحقيقة مهملة، وعديمة لفائدة… المهم ما نراه فيك من حيوية ونشاط.
( عنبرة تقفز بنشاط وتضحك برعونة)
آزاد: نعم، أنت هكذا في الخامس عشرة..
عنبرة: عمري الحقيقي خمسون سنة لا ستون.
آزاد: بل خمس عشرة سنة يا عنبرة، خمس عشرة سنة.
عنبرة: (تضجك، آزاد ينظر إليها بخبث) ليس عمري ما يشغل بالي يا سيدي.
آزاد: أعلم.
عنبرة: تقول الحق؟
آزاد: طبعا.
عنبرة: تحدث إذن.
آزاد: آزاد لا يبدأ الكلام مع أحد.
عنبرة: وتدعي أنك تعلم ما يجول بذهني وتسكت؟
آزاد: أعلمه علم اليقين.
عنبرة: (بدهشة) تعلم أني أداهن كنتي العجفاء.
آزاد: وأعلم أنها لم تعد تعاندك، بل أصبحت كخاتم في إصبعك.
عنبرة : (تنظر إليه بإعجاب) صدقت والله (بشك) لعل الخبيثة وصلت إليك؟
آزاد: يا عنبرة ، يا عنبرة… آزاد لا يُستجوب ولا يُسأل.
عنبرة: أعذرني لكن الأمر محير.
آزاد: داهنيها فتكسبيها في صفك.
عنبرة: ولكنها تداهنني هي الأخرى.
آزاد: وما العيب في ذلك؟ تبدأ العلاقات بالمداهنة والمسايرة حتى تتحول تدريجيا إلى حياة مهادنة، ثم تتطور إلى الحميمية ، سيتم هذا بالتدريج.
عنبرة: تعني هل سأحبها؟
آزاد: نعم وستحبك هي كذلك.
عنبرة: أشك في ذلك.
آزاد: (على حدة) الشك لصالحي على كل حال.
عنبرة: ماذا قلت؟
آزاد: أعني أن شكك سيقودك إلي في المستقبل القريب يا عنبرة (على حدة) وهذا مكسب (يمد يده نحوها) أين أجري؟
عنبرة: أنت لم تصنع شيئا اليوم.
آزاد: كيف؟
عنبرة: جئت فقط لأبثك أخباري، وكيف تحسنت أحوالي.
آزاد: بفضل حنكتي وتوجيهاتي.
عنبرة: اليوم لم تزد حرفا عما قلته سابقا.
آزاد: وشبابك الذي وهبتك إياه قبل قليل، لا يستحق المكافأة؟
عنبرة: ماذا تعني؟
آزاد: جعلتك إبنة ثلاثين ربيعا.
عنبرة: بل خمسة عشر…
آزاد: (بمكر) هكذا يزيد الأجر.
عنبرة: أيها الخبيث، أنت تراوغني بكلامك (مفكرة) هو كلام… مجرد كلام…
آزاد: وماذا تريدين غير كلام ترتقين به ليرفعك من الوحل الذي تغوصين فيه.
عنبرة: أنا أغوص في الوحل؟!
آزاد: كلامي سيحول كرهك إلى محبة … محبة يا عنبرة، محبة، هل تفهمين؟
عنبرة: (مفكرة) لا أدعي أني أحبها، ولكني لم أعد أشعر نحوها بالكره.
آزاد: هذا تقدم قدتك إليه بفضل كلامي الذي تهزئين منه الآن.
عنبرة: لا أهزأ (مفكرة) أنا أعلم أنه مجرد كلام، ولكنه كلام يجلب الراحة للقلب المتعب.
آزاد: (يمد يده نحوها) هاتي يا عنبرة، لا تترددي … هاتي مما تدخرين.
(تمد يدها في صدرها، وتنظر إليه مترددة، وهو لا زال مادا يده نحوها. فجأة يدلف إلى الحجرة ثائر وهو شاب متمرد على الأوضاع. عنبرة تفاجأ بدخوله، وتسحب يدها من صدرها خالية وتنسحب نحو الباب لتخرج. لحظة وتقف تنظر إليهما بفضول. آزاد ينظر للقادم بدهشة. ولكنه يتمالك نفسه سريعا وينظر إليه بثبات. عنبرة تنظر بارتياب، هي قريبة من الباب الموصد. آزاد يحدق بها أخيرا، وعندما تتنبه لنظراته تخطو نحو الخروج. آزاد يستوقفها)
آزاد: إلى أين يا عنبرة؟
عنبرة: أراك مشغولا الآن ، سأعود لاحقا.
آزاد: أنت هكذا تتهربين.
(تقف مترددة)
ثائر: (يصرخ ) ماذا تنتظرين؟ غادري ولا تعودي.
آزاد: (يصرخ) بل إبقي، لي معك حديث.
ثائر: الحديث معي ، لا معها. (يشير إليها كي تخرج، فيمسك آزاد يدها لتقف إلى جانبه)
آزاد: وصلني أنك تحرض الناس على مقاطعتي.
ثائر: وسأفعل هذا ما حييت.
آزاد: (يفلت يد عنبرة) لكنك جئتني أخيرا، مثلك مثل أي شخص يلجأ إلى نصحي.
(ينظر ثائر إلى اللافتة ويضحك ساخرا، بينما تتسحب عنبرة وتخرج وتوصد الباب بهدوء. آزاد ينتبه ويهز رأسه نادما. ثائر يضحك)
آزاد: (يصرخ) لماذا أتيت إلي الآن؟
ثائر: (مشيرا إلى اللافتة) لم آت شاريا على كل حال.
آزاد: ومع ذلك أتيت.
ثائر: أنت تعلم أني زعيم المتمردين على الأوضاع.
آزاد: وأعلم أنك تحرض الناس على عدم دفع الضرائب، وأعلم أنك تحارب كبار التجار الذين يحتكرون الأسعار، وأعلم أنك تشهر سلاحك في وجه أي طامع في الديار.
ثائر: (بحزم) وأحاربك لأنك تغوي البسطاء وتستغلهم.
آزاد: أنت مخطئ إذ تظن هذا … أنا أصب مائي لينهل منه المتعب فيرتاح. أنا أدلي بدلوي ليخرج كلامي منمقا يلامس بلوى الشاكي فـ…
ثائر: (مقاطعا) فيظن أنك في صقه.
آزاد: وأنا كذلك فعلا… ما خدعت أحدا، أنا نصير الضعفاء.
ثائر: فتنهب أموالهم.
آزاد: لا تبالغ … أنا أرتزق بما يدفعونه لي من فتات مقابل راحة بالهم . ( لحظة ثم بمكر) أنا أليّن قلب الظالم لو شئت.
ثائر: (ساخرا) وكم من الظلمة يأتي إليك؟
آزاد: أنا لا أختار مريدي على كل حال…
(يدخل غريب فجأة . غريب في زي معاصر. (ينظران إليه بدهشة)
غريب: (يصرخ) بل ستختارهم…
(يحدقان به مندهشين)
غريب: (لثائر) وأنت بالذات ستكون أول من يطرق بابه. (لحظة يصرخ) لا تنظرا إلي هكذا.
آزاد: (يحدق به) لكن هذا الزي الذي ترتديه … من أنت يا هذا؟!
غريب: (بحزم وثبات) أنا دبلوماسي من القرن الواحد والعشرين .
( ينظران إليه بدهشة فائقة، آزاد فاغرا فاه)
******
اللوحـــة الثانيــــة
( في حضرة الوالي. الوالي يجلس في الصدر، ويجلس حوله ثلاثة رجال من رجاله. آزاد وغريب يقفان في الوسط)
الوالي: (لغريب) لماذا تسللت إلينا مخترقا عصورا تفصل بيننا؟
رجل 1 : ولم اخترت هذا (مشيرا إلى آزاد) لتحل عليه؟
رجل2: من أنت؟
غريب: أنا نائب في البرلمان.
رجل2: (بدهشة) ماذا؟
الوالي: تكلم بلغة مفهومة.
آزاد: هو يعني أنه عضو في مجلس الشورى في بلاده.
الوالي: مركزك مرموق، ومن يصل إليه يتمسك به، ولكنك عجبا تترك إرثك هذا لتخترق عالمنا وتصل إلينا بمفاهيم مستغلقة علينا.
رجل3: أنت ببساطة تثيثر الفتن حولنا.
رجل2: والغريب أن آزاد يتأثر بك .
رجل1: لم تقل، لم اخترته بالذات لتحل عليه؟
غريب: لتشابه كبير بيننا.
الوالي: كيف؟
غريب: هو يستقبل الناس ويستمع إليهم، ويهدئ غضبتهم بكلامه المعسول.
الوالي: هو يفعل هذا برضانا وتوجيهاتنا حتى تهدأ الأمور، ويستتب الأمن .
رجل1: مهلا… نحن لا نسأل عن آزاد، نحن نسأل عنك أنت بالذات.
غريب: وأنا أفعل ذات الشيء في بلادي، أستقبل الناس وأهدئهم بوعود (ينفخ على ظهر يده) وعود… كلانا بائع كلام.
آزاد: ومع هذا هناك فرق.
غريب: كيف؟
آزاد: أنت تبيع الكلام لتحافظ على مقعدك.
غريب: الأمر سيان، وأنت تفعل ذات الشيء تواطئا مع دولتك وبالتالي لتحافظ على مكانتك، نحن متعادلان.
الوالي: كفاكما جدالا، دعونا في المهم الآن. (لآزاد) ماذا عن ثائر؟ علمنا أنه يتردد عليك، وقد سررنا لأجل هذا، ولكنك لم تخبرنا بالتفاصيل.
آزاد: بدأت أستقطبه رويدا رويدا، وأظن أنه بدأ يلين.
الوالي: همتك يا آزاد، همتك.
آزاد: طوع أمرك يا مولاي.
الوالي: أما بخصوص هذا الضيف (مشيرا إلى غريب) فلسنا مرتاحين لوجوده معك.
غريب: لماذا يا سيدي؟
رجل1: أصبح الناس ينادون بشعارات غريبة عنا وقد تعلموا هذا منك.
(ضجة من بين المشاهدين حيث أن الأشخاص المعنيين بإتمام المشهد يتوزعون بين المشاهدين ويُحدثون الضجة)
الوالي: ما هذا الهرج؟
(الضجة تتصاعد)
رجل1: أظن أن هناك أناس يقتربون منا.
الوالي: صه.
(يصيخون السمع)
أصوات: (من بين المشاهدين) إفتحوا الأبواب، نريد الدخول إليكم.
الوالي: (لغريب) أيعجبك هذا؟
أصوات: لا تمسوا الغريب بسوء.
(تتكرر الأصوات مطالبة بسلامة الغريب)
الوالي: (بدهشة وانزعاج) أصبح لك أتباع هنا؟
رجل2: دعني أهدئهم يا مولاي.
الوالي: بل ليفعل هذا آزاد (مشيرا إلى آزاد) هيا .
آزاد: (يقف في واجهة المسرح أمام المشاهدين) الهدوء أيها الناس، الهدوء، الغريب بخير.
أحد الناس: نريد الدخول إلى الوالي.
آزاد: نحن نتحاور مع الوالي فقط، وعما قليل سنخرج إليكم.
(الضجة تتصاعد مطالبة بالدخول)
رجل2: (يقترب من آزاد) حسنا، انتخبوا من بينكم من يمثلونكم للدخول إلينا.
أصوات: نعم، سنفعل.
(فترة بسيطة، ويصعد إلى المسرح كل من عبيد ورداد وثائر وعنبرة وتفاحة وعدة أشخاص آخرين)
رجل2: مرحبا بكم.
الوالي: ما هي مطالبكم؟
رداد: أولا: سلامة الغريب.
آزاد: كما ترون، الغريب ضيف معزز مكرم.
الوالي: ولكن عجبا لماذا تدافعون عنه؟
شخص1 : تعلمنا منه الكثير.
رجل1: وماذا تعلمتم غير الثرثرة؟
(الوالي يتنحنح منبها)
آزاد: (مستدركا) هو يقصد أنكم تعلمتم رفع الشعارات في وجوهنا.
شخص2 : ولكنك معنا، فكيف نرفع الشعارات في وحهك؟
آزاد: (مستدركا) أنا أعبّر عما يجول بذهن هؤلاء الرجال (مشيرا إلى رجال الوالي)
رجل2: أيها الناس، لقد كنا نعيش معكم بهدوء قبل حلوله بيننا، هذا كل ما في الأمر.
شخص: لم يتغير شيء، فقط تبلورت أفكارنا مستنيرين بحكمته.
(غريب يهز رأسه بأسى)
رداد: أين الهدوء؟ سدت أبواب الرزق في وجوهنا، ونحن نبحث عن عمل نقتات منه ولا نجده.
غريب: البطالة.
رداد: نعم، البطالة أيها السادة.
الوالي: (مستاء) شعار جديد (يتبادل مع رجاله النظرات بقلق.. مستدركا) لا تحمّلنا تبعية فشلك يا هذا.
رجل1: كونك فاشل ، لا تتقن صنعة تقتات منها، هذه ليست مسؤوليتنا.
رداد: أنا أتقن كل شيء لكن الأبواب مسدودة أمامي. (لحظة) البطالة يا سادة … البطالة.
رجل2: كف عن الثرثرة.
الوالي: لا بأس، لا بأس. (بهدوء مصطنع) سننظر في أمرك يا هذا.
رداد: مثلي كثيرون.
الوالي: كونكم لا تجدون عملا لا يخولكم التمسك بهذا الغريب.
عبيد: هو من عالم سبقونا بالعلم والفكر والحضارة (منبهرا) الحضارة يا سيدي، الحضارة.
شخص2 : تخطّوا عقباتنا من زمن طويل.
شخص3 : تغلبوا على الصعاب التي نعاني منها الآن.
(الغريب يهز رأسه بأسى)
عبيد: نحن بعيدون عن حضارته التي يتحدث عنها… ولكننا عشقناها يا مولاي.
الوالي: ما لنا ولحضارته، هو من عصر مختلف لم نصله نحن.
ثائر: ونحن إذ لا نصل إلى حضارته نتيح لأنفسنا متعة التخيل.
عبيد: والخيال يا سيدي كالحلم جميل.
عنبرة: والأحلام يا سيدي تجعلنا ننسى قسوة الحياة. (تنظر إلى تفاحة)
تفاحة: وهل أنا التي أجعل حياتك قاسية؟
غنبرة: كفي عن التفاهات في حضرة الوالي، تحرري من جهلك.
غريب: تحرير المرأة.
الوالي: (منزعجا) شعار آخر (لغريب) أنت تسمم عقول العامة بأفكارك يا هذا!
ثائر: هو لا يفسد عقولنا، بل الجهل يفعل هذا ونحن نطالب بالقضاء عليه لنتحرر من الداخل.
الوالي: لكنكم أحرار، طلقاء.
رجل1: وتدعون عكس هذا.
شخص: نريد أن نقضي على الظلم.
الوالي: وما علاقة هذا بتمسككم بالغريب؟
ثائر: قوم الغريب حرروا أنفسهم من الظلم.
(الغريب يبدو حزينا)
الوالي: ومن ظلمكم؟
ثائر: ضعضعة الأحوال، وقلة المال.
شخص2 : العدل والإنصاف مطلبنا.
غريب: أصوات الجماهير.
رجل1: هل تشكون في عدل الوالي؟
ثائر: هناك فئة من المتنفذين يتحكمون بمصائر العامة.
غريب: الفساد.
الوالي: فساد؟ ماذا تعني؟ أهو شعار آخر من شعاراتك؟
غريب: (حائرا) أنا أُسقط واقعكم علينا وأقع في متاهة لم أكن أتصورها قبل قدومي إليكم.
الوالي: فساد، بطالة، ظلم، تحرير المرأة، أصوات الجماهير… هذه كلماتك تبثها في عقول قومي فيثورون علينا، لماذا تثير الفتن وقد كنا نعيش بسلام قبل حلولك بيننا، لم تفعل هذا بنا؟
غريب: أنا واقع في حيرة يا سيدي، الظلم هو الظلم كما أرى ولكن…
ثائر: لا للظلم.
آزاد: نحن ندعو على الظالمين.
عبيد: اللهم اجعل مثواهم النار.
تفاحة: ولطخ وجوههم بالقار.
ثائر: وانصرنا عليهم بحد السيف.
عبيد: لا للظلم، ولا للخونة الذين يستعبدون الأحرار.
الوالي: طفح الكيل، تهددون برفع سيوفكم في وجوهنا؟
آزاد: (مستدركا) في وجوه الغزاة يا مولاي.
الوالي: أين الغزاة؟ دحرناهم من زمن .
ثائر: مقابل ولائنا لهم فندافع عنهم أمام أعدائهم ، وأعداؤهم أصدقاؤنا.
الوالي: هذه أمور لا يفهمها إلا ولاة الأمر، المهم بلدنا سالم آمن الآن.
غريب: إستعمار سياسي.
الوالي: كف عن ترديد شعارات ركيكة ، جوفاء، نحن نرفضها شكلا ومضمونا (يرتبك وينظر إلى الغريب ويواصل) أراني أتكلم بلغتك يا هذا (يصرخ) أنت تحرض شعبي، بل وتحرضني على نفسي…
غريب: معاذ الله أن أفعل هذا، لكن الدفة مالت إلى جانبي وأنا أنوء بحملها، أعترف لك.
الوالي: لا أفهمك.
غريب: ببساطة أتخيل قومي إذ يقولون:” يسقط الإستعمار.. وعبدة الدولار.
الوالي: (بدهشة) ومن هذا المعبود؟
غريب: الدولار يا سيدي، البنك المركزي.
رجل1: كلامك مبهم.
آزاد: هو يقصد الدرهم، وبيت المال يا مولاي.
الوالي: نحن نعاني من عجز في بيت المال، لذا نرفع الضرائب فنُقابل بالصد مع أننا نفعل هذا لننقذ البلاد من السقوط في الهاوية.
ثائر: الأجدر أن تجدوا حلا بعيدا عن قوت الشعب.
غريب: الحلول كثيرة ولكنها تتطلب تغلغلا بين من يتحكمون بالمال العام.
ثائر: الفرنجة يا مولاي يتحكمون بمالنا وثرواتنا.
غريب: الإستعمار الإقتصادي.
الوالي: (بنفاد صبر) أنت تلقن شعبي شعارات لا تنتهي فيتمردون، كفى استهتارا وارحل إلى بلادك.
رجال الوالي: نعم، ليرحل فورا.
الجماهير : بل ليبقى بيننا. نريده معنا.
(تتكرر الأصوات مطالبة ببقائه. يضع الوالي يديه على أذنيه منزعجا)
*****
اللوحـــــة الثالثـــــة
(ساحة عامة. حشد من الناس. يقف في الواجهة كل من آزاد وغريب ورجل1 )
رجل1: الصبر أيها الناس، الصبر
أصوات: الفقر يا سيدي الفقر
رجل1: ليكن الأمل بالله نصب أعينكم، والله لا ينسى عباده.
أصوات: البطالة..الفساد..الظلم
رجل1: لا ترددوا شعارات غريبة علينا، كونوا أنفسكم بالتعبير عما يخالجكم من أحاسيس.
أصوات: الجوع..أطفالنا جياع
آزاد: الفرج قريب، إصبروا فقط.
أصوات: طفح الكيل.. ذقنا الويل
رجل1: ستحل مشاكلكم بإذن الله (ينكش غريب في كتفه حاثا إياه على الحديث. غريب صامت مكتئب) نحن نعلم أنكم تحترمون الغريب وتثقون بكلامه، إسمعوه إذن. (يدق غريب في كتفه من جديد)
غريب: نعم الفرج قريب، الوالي معكم، وقد علمت أنه طلب المعونة من الدول المجاورة وينتظر الرد.
رجل2: لذا نرفع الضرائب لنسدد ثمن ما سنحصل عليه من معونة.
أصوات: هذا ظلم.. هذه سرقة..هذا غش
آزاد: أزمة عابرة وسنتخطاها بإذن الله.
أصوات: ليتكلم الغريب..كيف تخطت بلاده هذه الأزمات.. عنده الإجابة
(غريب صامت، حائر)
رجل1: (لغريب) تحدث، قل شيئا.
(غريب يهز رأسه بأسى وصمت)
أصوات: تحدث يا غريب.. حديثك فيه الحل الشافي..تحدث.. منك سوف نتعلم..بنصحك سوف نعمل
غريب: (صامت)
رجل1: تحدث.
غريب: ليس عندي ما يقال.
رجل2: (غاضبا) أشعلت فتيل الغضب ، وتصمت الآن (يصرخ) تحدث.
أصوات: تحدث يا غريب..قل شيئا..نريد حلا..والحل بيدك.. سنعمل بتوجيهاتك
غريب: (محبطا) نحن مثلكم نعاني من شح المحصول، ونشتري احتياجاتنا من دول أخرى ولا نسدد أثمانها فتتراكم ديوننا.
أصوات: الغريب يراوغنا
غريب: نحن نعاني من عجز مالي.
أصوات: الغريب يكذب..يقول هذا لتخف وطأة معاناتنا..كلامه مبطن
غريب: (يصرخ) حربنا المقبلة حرب مياه ستكون.
أصوات: لا نفهم ما تقول.
غريب: البلاد المجاورة لنا تسد منابع أنهارنا فتجف.
أصوات: ولم ترضخون؟ كيف تسكتون؟
غريب: نحن ضعفاء، وحقوقنا ضائعة.
أصوات: بل أنتم أهل الحضارة والنعيم..أنتم الأقوياء..أنتم بلاد الطهر والنقاء
غريب: هراء، هراء.
أصوات: أنتم قدوتنا
غريب: الفساد مستشر في بلادي، هذه هي الحقيقة.
أصوات: محال، محال.
غريب: ديون بلادي جاوزت الحد، وعبدة الدولار يتحكمون بمصائرنا.
أصوات: محال، محال..كلامك غير معقول..أنت تكذب
غريب: (يصرخ) وعندنا بلاد سليبة، محنلة من أجانب يعيثون بالأرض فسادا.
أصوات: أنت تبالغ لتشوه واقعك، فنرى واقعنا أجمل.
غريب: (مترددا) قد يكون واقعكم أجمل…
صوت: لا نظنك أتيت لتقول لنا هذا الآن.
غريب: جئت أبحث عن الأصالة والنقاء، بعيدا عن نفاق عصرنا وزيفه.
صوت مميز: عصرك عصر الحضارة والنور.
أصوات: عرفناك قويا..عهدناك وفيا.. لماذا تتخلى عنا الآن؟..لماذا تراوغنا؟؟
غريب: أشعر إزاءكم بالضياع.
أصوات: أنت معلمنا
غريب: جئت أتعلم منكم.
أصوات: بل أنت المعلم.
غريب: هذا يخيل لكم فقط.
أصوات: علمتنا شعارات دغدغت أحاسيسنا فأحببناك.
صوت مميز: الشعارات تعبر عن واقعه المظلم على ما يبدو.
أصوات: الظلام هنا وليس عندهم.
غريب: بلادنا بؤرة ظلام وظلم.
أصوات: محال، محال.
غريب: واقعنا ملوث.
أصوات: أنت تخدعنا.
صوت مميز: أنت تقتل أحلامنا بمستقبل نتطلع إليه من خلالك.
أصوات: أنتم مستقبلنا.
غريب: لا مستقبل لكم إذن.
صوت مميز: لا تحكم علينا بالإعدام يا غريب.
غريب: ما قصدت هذا…
أصوات: لماذا أتيت إلينا ؟ نكرر السؤال.
غريب: حسنا، جئت أبحث عن حلول لواقعنا المهلهل.
صوت: أنت تستخف بعقولنا.
غريب: أنتم أفضل منا، صدقوني.
صوت مميز: الدنيا تسير إلى الأمام وأنتم سبقتمونا بعصور، فكيف نكون أفضل منكم؟
غريب: لا تفسير عندي.
أصوات: لأنك كاذب.. لأنك مخادع..انقلبت ضدنا..حسبناك صديقا
صوت: (مستفز) أنت عدونا
أصوات: أنت عدونا..أنت عدونا.
آزاد: دعوا الغريب وشأنه، ولنعتبر قدومه إلينا غلطة ارتكبها وورطة وقع فيها ولا يجد لها مخرجا.
رجل1: (مستفزا) ماذا صنع الغريب غير إشعال نار الفتنة أيها الناس؟
صوت: الفتنة مصدرها الفساد الذي يحيط بنا ، وليس للغريب ضلع في هذا.
أصوات: الغريب نكأ جراحاتنا.. والآن يستخف بنا
صوت مميز: سحقا للغريب
رجل1: (مستفزا) يسقط الغريب
آزاد: دعوا الغريب وشأنه.
رجل1: لا تدافع عنه يا آزاد، هو عدونا، أثار فتيل الغضب عندنا، والآن يتخلى عنا.
صوت: (مستفزا) ليرحل الغريب.
أصوات: يسقط الغريب.. يسقط الغريب
صوت مميز: هو سبب دمارنا
أصوات: يسقط الغريب
رجل1: (بحماس) أطردوه أيها الناس.. أطردوه.
أصوات: يسقط الغريب.. يسقط الغريب.
(يهجمون نحو الغريب بينما تهبط طائرة ورقية من أعلى المسرح ، يمسك بها غريب ويغادر أمام ذهول الجميع)
آزاد: (متمالكا) أقلع الغريب إلى بلاده.
رجل1: (مستفزا) هرب الغريب، هرب الذي أشعل نار الفتنة أيها الناس.
أصوات: هرب الغريب.. هرب الغريب
رجل1: انتهت مشكلتنا أيها الناس، لنعد إلى هدوئنا إذن.
صوت: ليس الغريب عدونا أيها الناس، قبل قليل كنتم تطلبون نصحه، ولآن انقلبتم ضده (يصرخ) الفساد عدونا.
أصوات: الفساد عدونا.. الفساد عدونا
آزاد: الصبر، الوالي سيعالج الأمر.
أصوات: إلى الوالي.. إلى الوالي
(يغادرون وهم يهتفون، فوضى عامة)
*******