توظيف المناهج الدراسية في المسرح المدرسي/ مجيد عبد الواحد النجار

التعليم ومنذُ بداياته الأولى في البلدان المتطورة، عمل على تطوير الوسائل التعليمة من اجل إفهام الطالب وتوصيل المادة الدراسـية بطرق سهلة، ومرنه، وواحدة من  هذه الوسائل اعتماده على المسرح المدرسي في تعليم وتطوير قابليات التلميذ والطالب على حد سواء ، دون النظر الى جماليات العروض ، وابعادها الفلسفية ، بل كان الهم الاكبر ان يكون هذا المسرح وسيلة لفهم التلميذ وتوعيته ،ودفعه للكتابة والتعبير عن نفسه ، وتطوير قابلياته الذهنية ، والجسدية ، والحسية ،حيث أكد علماء النفس، كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة أدى ذلك إلى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المستقبل والمتلقي، وتشير بعض الدراسات إلى إن 98% من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاستي البصـر والسمع وان استيعاب الفرد للمعلومات يزيد بنسبة 35% عن استخدامه الصورة والصوت وان حدة احتفاظه بهذه المعلومات تزداد بنسبة 55%([1])،لذلك ركزجاردنرGardener  في الذكاءات المتعددة، فان استراتيجية مسـرحة المناهج تعد من أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم المحققة لأهداف تنمية ألذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، حيث تقوم المسـرحيات المنهجية بتحقيق ألذكاءات الآتية: الذكاء اللغوي(…) الذكاء المنطقي ألرياضي (…) الذكاء المكاني(…) الذكاء ألحركي(…) الذكاء ألموسـيقي (…) الذكاء ألتكويني*([2])، يقصد جاردنر باستراتيجية (مسرحة المناهج) ليس كأسلوب من اساليب المسرح ، او اسلوب عرض مسرحي ينتمي الى مسرح الطفل او المسرح المدرسي ، بل هو تحويل مادة الدرس المنهجية الى نص مسرحي ، يعني هو طريقة كتابة لها علاقة بالأدب وليس بالمسرح  ,اما Dale فقد اكد على ان الفرد في الخبرة المسـرحية ، اما ان يكون مشاركا ، او ملاحظا، وهنا تكون الخبرة اكثر مباشـرة وذات معنى للشخص الذي يلعب جزءا من المسـرحية عن الشخص الذي يكون ملاحظا فقط. فالملاحظ يكون خارج التجربة والمشارك يكون داخل التجربة المسـرحية، لذلك هو يرتبط بواقع او حقيقة مباشـرة، وكل المسـرحيات هي في الاصل عمليات اتصال متشابكة لكل من المشاركين والنظارة، والمسـرحة هي عوض عن الخبرة الحقيقية.([3])  فالدرس الممسـرح له اثاره الايجابية على العديد من الطلبة، لكون مسـرحة المناهج تحول المسـرح المدرسـي الى ميدان علمي ثقافي ترفيهي محبب الى نفوس هؤلاء الطلبة، حيث تنقل عن طريق اعادة المادة العلمية في صورة شيقة وجذابه، مما يسهل عملية استيعاب مادة الدرس وفهما، ففي الوقت الذي يشاهد فيه الطالب بعينيه ويسمعه بأذنيه فانه يتفاعل معه بحواسه ووجدانه، مما يجعل المادة المقدمة مسـرحيا مادة راسخة ومؤكده، لذا تعتبر مسـرحة المناهج من انجح الوسائل التربوية لتحقيق الخبرة المباشـرة سواء للمؤدي او المتلقي، لان المادة العلمية التعليمية خرجت من كونها معلومات تملأ بها عقول الطلبة، وانما هي خبرات يكتسبها الفرد لكي يتفاعل مع حياته بشكل افضل([4]). هذا لان المسـرح المدرسـي مهمته تحويل الكلمات الجامدة الى صور متحركة ، وبالتالي تصبح لنا مادة الدرس من كلام مجرد ، جامد على الورق ، الى صور متحركة على المسرح، داخل الفصل الدراسي ، وعندها يتحول التلميذ من مستمع فقط الى معايشة المادة المقررة .

وهذا يحصل فيما إذا وجد من يحول مادة الدرس إلى نص مسـرحي، حيث  يتحول إعطاء مادة الدرس المقررة في المنهج إلى عمل مسـرحي له عناصـره، واشتراطاته، وتعليماته في التقديم وتحويل موضوع الدرس من وسـيلة الإيضاح الاعتيادية (الصبورة)،أو(الصور)،أو (السلايدات) إلى وسـيلة إيضاح جديدة بطرحها وبشكلها، هذه الوسيلة الجديدة هي من (ربت الشعب الاغريقي) ، قالها ارسطو في حينها ، وكان صادقا ، في فالمسرح يربي ويعلم ، لذلك كانت اهميته في كل عصر وزمان ، واستفاد منه في كل مجالات الحيات العلمية والفنية والسياسية والدينية …..

ومن هذه الاهمية انطلق الباحثين والدارسـين للمسـرح المدرسـي والمعنيين بمسـرحة المناهج بوضع تعاريف وسـياقات من اجل اعتمادها من قبل الدارسين، لذلك ذكر البعض إن مفهوم مسـرحة المناهج ألدراسـية هو إعادة تنظيم محتوى المنهج ألدراسـي ، وتحويله كما اسلفنا من حالة الجمود الى حالة الصور المتحركة ، كما ويغير طريقة التدريس وتحويلها من التلقين الى الحوارات المتبادلة بين التلاميذ انفسهم على شكل شخصيات يتقمصونها ويلعبون ادوارها ، حيثيقوم التلاميذ بتمثيل الأدوار التي تشكلت نتيجة تحويل النص من السرد الى الحوارات المتتالية ، والتي تتضمن صراع يعيشه التلاميذ بطريقتهم التي يفهمونها.  وهي بالتالي – أي العملية المسرحية- تمنحهم فهم المادة بسهولة ويسر وبوقت قصير.ووصف البعض الاخر مسرحة المناهج بانها تنظيم المناهج الدراسـية وتنفيذها في قالب مسـرحي أو درامي، بهدف اكتساب الطلاب المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات، بصورة محببة ومشوقة، وهي نموذج لتنظيم المحتوى ألدراسـي، وطريقة للتدريس، والتعلم تتضمن إعادة تنظيم الخبرات التعليمية في صورة حوارات ومشاهد درامية يتم تنفيذها من قبل الطلاب للتعلم([5])، ووفق كل هذا نفهم ان المناهج التي هي مصدر المسرح المدرسي تخرج من الاطار التلقيني الى اطارها الدرامي من خلال استخدام عناصر المسرح من ادهاش واثارة ومتعة، بغض النظر عن العناصر المسرحية الاخرى مثل الديكور والازياء والاضاءة ، فان ما يحتاجه المعلم من استخدامه لوسيلة المسرح هي ليس تعليمهم هذه المهنة او هذا العلم بقد ما يحتاجه لتوصيل مادة الدرس.

وبهذا تكون مادة الدرس عالقة بذهن التلميذ مدة اطول، حيث ان التلميذ لم ينفك من ترديدها مع زملائه او في الشارع او في البيت، لذلك تعلق كل الافكار التي طرحت في الصف بشكل عمل مسـرحي في ذهنه لمدة اطول.

لذلك يجب على ألمعلم/ المؤلف، إن يكون له خبرة بعناصـر ألعرض المدرسـي، التي تمكنه من ايصال التلميذ لما يريد ، ومن اقناعه بالطريقة التي يعمل بها ، لذلك عليه ان يطلع ولو بشكل بسيط ، من اجل كسب معلومات اولية عن الموسيقى ، لتمكنه من اختيار موسيقى للعرض او للأغاني التي ضمنها للنص الذي كتبه (مادة الدرس)  ، وعن الازياء والديكور ، ليتكن من تأثيث مكان العرض بما توفر لديه داخل الفصل الدراسي.

إن النص المسـرحي كتب لكي يعرض على خشبة المسـرح لا إن يقرأ، مع انه ينتمي إلى ألأدب، هكذا هو الحال بالنسبة إلى المواد الدراسـية التي تتحول إلى نصوص مسـرحية، تتحول من مادة للقراءة إلى مادة تعرض على خشبة المسـرح من خلال المسـرح المدرسـي باعتباره وسـيلة تعليمية، لا بوصفه مسرحا للكبار او مسرح للأطفال ، ولكي يرسل برسالته التعليمية والتوجيهية، من خلال ألمبثوثات ألتي رسم بها النص المسـرحي، ينتج عن ذلك تقصير عملية الفهم والحفظ للطالب للموضوع ألذي عرض إمامه، بطريقة تبتعد عن الوسائل ألتقليدية، كالسبورة، أو الرسومات.

هناك نقطة مهمة في تنفيذ مسـرحة المناهج لابد من الاشارة اليها، وهي، ليس بالضرورة تنفيذ النص الذي يكتبه الطلبة، او معلم المادة او أي شخص يكلف بهذه المهمة، عن طريق توزيع الادوار على التلاميذ  مثل ما يحصل بمسـرح الكبار او مسـرح الطفل، حيث يوزع النص على ممثلين محترفين، او موهوبين، بل بالإمكان تنفيذ النص من خلال مسـرح العرائس، أو مسـرح الدمى، أو مسـرح خيال الظل، وكل هذه المسارح يكون التلميذ هو المؤدي، هو الذي يقوم بعملية تحريك الدمى أو العرائس، وهذا لا يغير من أهمية الوسـيلة ألتعليمية للمسـرح المدرسـي ألمطلوب تنفيذ المواد ألمقررة في المنهج ألدراسـي، مازال مادة العرض هي من المنهاج المقرر.

لذلك ندعو الى  تحويل المواد ألدراسـية جميعها إلى نصوص مسـرحية، ولا يقتصـر على مادة محددة، كما بالإمكان استخدام هذه الوسـيلة ( المسـرح المدرسـي ) في ألمرحلة المتوسطة والإعدادية، ولا تقتصـر على المرحلة الابتدائية، لما لها من أهمية كبيرة.

وفي الختام لا بد ان نذكر اهم الامور التي يمكن ان تفيدنا في العمل كمعلمين او مدرسـين او مشـرفين، وقبل هذا ان نؤمن بها لكي تكون سـياقا في عملنا من اجل استعمال الدراما في شـرح وتعليم المواد الدراسـية، بطريقة تساعد التلميذ/الطالب على الفهم السـريع والاستيعاب والحفظ الذي يمكن ان يبقى في الذاكرة كون ان الدرس قدم من قبل التلميذ/ الطالب نفسه.

ومن اهم هذه الامور هي:

اولا-الوسائل التعليمية تعمل على تسهيل العملية التعليمية وتطورها. وذلك من خلال اختزال الزمن، فبدل إن تعطى المادة(الدرس) في محاضرتين، أو ثلاث، سـيكتفي المعنيون بإعطاء المادة نفسها في محاضرة واحدة عند استخدام الوسائل التعليمية.

ثانيا – يعد المسـرح المدرسـي وسـيلة مهمة في تدريس المناهج للتلاميذ والطلبة في العديد من المدارس الأوربية، لذلك يعد من أهم الوسائل التعليمية، التي تستعمل لتدريسهم ، وثبت كمنهج للتعليم.

ثالثا– يكون المعلم، المؤلف، والمخرج،كما ويكون هو المسؤول عن تجهيز التقنيات الأخرى التي يحتاجها في العرض المسـرحي، ليس المقصود بالتقنيات هنا تقنيات العرض المسـرحي كما هي موجودة في المسارح الاحترافية، بل التقنيات المتوفرة من (داتا شو او حاسوب) او غيره من الامور البسـيطة والمتوفرة لدى المعلم او ادارة المدرسة، اذ يلعب المعلم في المسـرح المدرسـي الدور الأساسـي في تنفيذ العمل من بدايته حتى العرض، لكونه الوحيد القادر على استعمال هذه الوسـيلة – المسـرح المدرسـي- فمن الممكن ان يكون مؤلفا ومخرجا، واذا اقتضى الامر ان يكون ممثلا لاحد الادوار، كان يكون شخصية الراوي او معلم او مدرس او دكتور او اب……..الخ وهذه المشاركة ستعطي الطالب طاقة ايجابية باتجاه العمل وحب المعلم والمادة في ان واحد.

رابعا– تكون مهمة المسـرح المدرسـي لإفهام التلميذ مادة الدرس حصـرا، المسـرح المدرس يعتمدعلى مسـرحة المناهج، وغير ملزم المعلم الذي يستعمله كوسـيلة تعليمية، بتأليف نصوص مسـرحية خيالية، أو من قصص لمؤلفين محترفين، أو جلب نصوص مسـرحية جاهزة من خارج المدرسة، لان المقصود “بمسـرحة المناهج احياء المواد العلمية، وتجسـيدها في صورة مسـرحية تعتمد على شخصيات تنبض بالحركة والحياة، لتخرج من جمود الحروف المكتوبة على صفحات الكتب “([6]).قد يعتقد البعض ان(مسرحة المناهج ) هي عرض مسرحي ، كلا، ان (مسرحة المناهج) هي تحويل مادة الدرس الى نص مسرحي ، يعني انها فعلٌ كتابي ، لا فعل عرض ، فمثلا نقول (مسرحة القصة ، او مسرحة الرواية ، او مسرحة الشعر)، وهنا اجد ان مقولة مسرحة الشعر تختلف اختلافا كبيرا عن(المسرح الشعري) الذي نتعامل به وهي جنس مسرحي متداول بين المختصين.

خامسا– يهدف المسـرح المدرسـي إلى اكتشاف الطاقات لدى التلميذ وتطويرها،ومن أهم ما يشتغل عليه المسـرح المدرسـي بعد إيصال مادة المنهج، كشف المواهب، في الإلقاء، والتمثيل، والخطابة، والابتكار.

سادسا– ينتمي المسـرح المدرسـي إلى المدرسة. حدوده هي (الصف، ساحة المدرسة، القاعة الداخلية للمدرسة، حديقة المدرسة).

سابعا– المسـرح المدرسـي يحقق الغايات المنشودة في التعليم بسـرعة أكثر من عدم استخدامه،كونه معني بتعليم مادة المنهج المقررة إلى التلميذ، من خلال أشراكه في العمل المسـرحي الذي يؤلف لهذا الغرض.

ثامنا– إن حاجة المتحدث المعلم/ المدرس، الراوي إلى التمثيل، دليل على إن مخاطبة الحواس البصـرية له الأثر الكبير في فهم وحفظ المعلومة، ولذلك نرى البعض من المتحدثين يوصف الأشياء التي يتحدث عنها بكلتا يديه أثناء الحديث.

ومن اجل تحقيق ذلك نوصي بالاتي:

  • على المعلمين والمعنيين بالتعليم، التركيز على الوسائل التعليمية، البصـرية، والسمعية.
  • على المعلم استعمال الوسائل التعليمية التي تلائم مادة الدرس.
  • محاولة إشـراك التلاميذ في إيصال مادة الدرس المنهجية.
  • على المعنيين بالوسائل التعليمية، اعتبار المسـرح المدرسـي وسـيلة تعليمية لا تقل أهمية، عن الوسائل الأخرى المستعملة في المدارس.
  • على المعلم الذي يستعين بالمسـرح المدرسـي، كوسـيلة تعليمية، إن لا يكون تقليديا في استخدامه، ولا يكون مغالياً فيه، وان لا ينسى كونه وسـيلة تعليمية.
  • عدم اعتماد المعلم على المؤلفات الجاهزة من المسـرحيات، لكون المسـرح المدرسـي لا يعرض هكذا مؤلفات، بل لزوما عليه إن يستعين بالمادة المقررة في المنهج، ولا باس بالاستعانة بكاتب محترف من اجل تحويل مادة الدرس الى نص مسـرحي، شـريطة ان يحتفظ بنص المادة، ولا باس بالإضافات البسـيطة من اجل البناء الدرامي للنص.
  • على المعلم إن لا يستعين بالمواهب الجاهزة لديه في داخل الصف، بإنتاج العمل المسـرحي، بل عليه إشـراك جميع الطلبة.
  • المعلم غير ملزم بعرض إنتاجه، في القاعات المخصصة للعروض المسـرحية، بل الأهم من ذلك التركيز على المادة وعرضه داخل المدرسة، لكون العمل لا يحتاج إلى تقنيات العروض احترافية، أو إلى الأمور فنية.
  • لا بد من مشاركة التلاميذ جميعهم في العرض المسـرحي، من خلال التمثيل أو التحضيرات، أو مشاركتهم الفاعلة في الإخراج.
  • لا باس ان تقوم الجهات المعنية بالتربية من اقامة مسابقات لمسرحة المناهج ، وقامة ورش لذلك اذا اقتض الامر

 

الإحــالات:

[1]) الدكتور عوني كرومي، المسـرح المدرسـي، (مطبعة وزارة التربية، رقم/3، (بغداد)، 1983).

*) تعالج المسـرحيات المنهجية عيوب النطق وبعض المشكلات النفسـية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي في المتعلمين الثقة بالنفس  ، وتساعد على المبادرة والجرأة الأدبية، وهي مصدر مؤثر لاكتساب المتعلمين القيم والاتجاهات الايجابية المرغوبة(أ.د سعود بن حسـين الزهراني، (مسـرحة المناهج التعليمية لتحقيق مهارات مجتمع المعرفة)، dr-saudalzahrani.com، 3/9/2017).

[2])  أ.د سعود بن حسـين الزهراني،( مسـرحة المناهج التعليمية لتحقيق مهارات مجتمع المعرفة)، dr-saudalzahrani.com، 3/9/2017.

[3]) د عبد الفتاح نجله، المسـرح المدرسـي والعلاج النفسـي، سلسلة الدراسات التربوية، (دار فرصة للنشـر والتوزيع، القاهرة،  2004).

[4]) ينظر: عبدالعزيز محمد السـريع وتحسـين إبراهيم بدير، المسـرح المدرسـي في دول الخليجالعربي… الواقع وسبل التطور،المصدر السابق.

[5] أ.د سعود بن حسـين الزهراني، ((مسـرحة المناهج التعليمية لتحقيق مهارات مجتمع المعرفة))، dr-saudalzahrani.com، 3/9/2017.

[6]).د. كمال الدين حسـين، المسـرح التعليمي المصطلح والتطبيق، (الدار المصـرية اللبنانية، القاهرة، 2005).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت