بتونس: أكثر من مائة عرض مسرحي ومصر ضيفة شرف / ناجية السميري

أيام قرطاج المسرحية في دورتها الثانية والعشرين:

 

بعد دورة مؤجلة حتّمتها الجائحة التي لم ينج العالم بأسره من تبعاتها وتسببت في تعطيل التظاهرات الثقافية سواء بالإلغاء أو التأجيل أو الاتجاه نحو الحلول الرقمية كفضاء بديل أمام غلق قاعات العرض حفاظا على سلامة الجمهور، تعود أيام قرطاج المسرحية هذه السنة لتجدد لقاءها بجمهور الفن الرابع في الفترة الممتدة من 4 إلى 12 ديسمبر بإدارة السيدة نصاف بن حفصية التي تعتبر المسرح “فنّا يتجدد مع كل نبضة قلب ومع كل إحساس، فنا يحتفي بالإنسان وبالحياة”.

الدورة الثانية والعشرون ـ وبعد هذا الغياب الذي ترك فراغا مقيتا في المشهد الثقافي ـ مهداة للمسرح كفعل نضالي متجذّر في هويته التونسية والعربية والإفريقية، مسرح منفتح على العالم وعلى الحياة حيثما وجدت… المسرح كممارسة إبداعية هو بمثابة رئة ثالثة يتنفّس بها المبدع والجمهور العاشق للخشبة، مسرح يولد ويتجدد ويساير أفكارنا واختلافاتنا، نٌوجده أو نلده ـ لأنه فعل يخرج منّا ـ وبه نحيا وتلك مفارقة لا يعيها إلا من خبر المسرح ومتاهاته. تعود أيام قرطاج المسرحية هذه السنة لتحتفي بالانتصار على الوباء وكذلك للاحتفاء بالإنسان كصانع للإبداع ومحركا له…

الدورة الحالية ستكون منصة للقاء التفاعلي ومختبرا يعكس الأوجه المختلفة للمسرح بتعبيراته الجسدية المتنوعة من خلال ورشات التكوين واللقاءات وبالتالي لطرح مسألة في غاية الأهمية ألا وهي “واقع ومستقبل الفنون الحية في زمن الأزمات وفي زمن الهيمنة الرقمية” مسألة تٌطرح من خلال ندوة فكرية تدعو للبحث فيها ومناقشتها مختصين وباحثين ومهنيين ونقاد من كل العالم.

أكثر من مائة عمل مسرحي من ست وعشرين دولة تقترحها الهيئة المديرة للدورة الثانية والعشرين للأيام المسرحية موزّعة على سبعة أقسام نذكر من بينها المسابقة الرسمية وعروض عربية ومسرحيات من العالم وتعبيرات مسرحية من المهجر وعروض خارج المسابقة ومسرح الحرية (من انتاج الوحدات السجنية التونسية) وعروض موجّهة للطفل…وأقسام أخرى تضم عروضا مختلفة سهرت على انتقاءها على امتداد أشهر لجنة فنية من خيرة المسرحيين التونسيين.

المسابقة الرسمية

أربعة عشر عرضا مسرحيا ينافس على جوائز الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية: “منطق الطير” لنوفل عزارة و”كابوس اينشتاين” لأنور الشعافي و”آخر مرة” لوفاء الطبوبي من تونس و”جي بي اس” لمحمد شرشال من الجزائر و”شاطارا” لأمين ناسور من المغرب و”من الألف إلى الياء” لأميناتا ياسين ساني من السينغال و”خرائط إفريقيا” من غينيا و”الخالدون” لفيليب فانسان من بوركينا فاسو و”منظر طبيعي” لدلال فياض من الأردن و”الشعبة صفر” لفكرت سالم من العراق و”آي ميديا” لسليمان البسام من الكويت و”بيت الشغف” لهشام كفارنة من سوريا و”اه كارميلا” لأشرف علي من مصر و”حكاية زهرة” لرائدة غزالة من فلسطين.

وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من معز مرابط (تونس) رئيسا والأعضاء كنغني الامدجردو (طوغو) سامح مهران (مصر) لينا أبيض (لبنان) خالد أمين (المغرب) نزار السعيدي مقرر (تونس).

عروض أخرى

علاوة على عروض المسابقة الرسمية تضم الدورة الجديدة مجموعة من العروض لا تقلّ عنها أهمية سواء من حيث القيمة الفنية أو الأقسام التي تندرج فيها على غرار “مسرح الحرية” هذا القسم الذي يحتوي على أربعة عشر عرضا مسرحيا من إنتاج المؤسسات السجنية والإصلاحية التي ما انفكت مشاركاتها تتزايد وتتضاعف من دورة إلى أخرى من منطلق الإيمان بدور المسرح في التأهيل وإعادة الإدماج النفسي والاجتماعي وبهدف تمكين نزلاء السجون ومراكز الإصلاح والادماج من عرض أعمالهم أمام الجمهور العريض لأيام قرطاج المسرحية من بين هذه الأعمال نذكر “خرّف” و”وهم” و”زنزانة” و”ضياع” و”ظهر الملح”.

كما نجد في قسم “مسرح العالم” تجارب مسرحية مختلفة من المكسيك “لاعبات كرة القدم” وإيران “صنعان” وفرنسا “الطاولة” وبلجيكا “قطع تام” وسويسرا “أبيض على أبيض” وتركيا “مكتبة الخلود” وإيطاليا “الزهرات الأخيرة”… وقسم “تعبيرات مسرحية في المهجر” الذي يضم ثلاثة عروض هي “الآخرون/أو اللاّ أسوياء” انتاج مشترك فرنسي/لبناني و”أثر على زاوية الفن” إنتاج تونسي/فرنسي و”مانفيستو” إنتاج سوري/ألماني.

الفعاليات الثقافية الموازية

إلى جانب العروض اليومية لمختلف أقسام الدورة تتضمن الأيام المسرحية مجموعة من الفقرات الموازية من بينها “كتابات حول المسرح” وهو لقاء يومي يسلّط الضوء حول الكتابات المسرحية بالشراكة مع بيت الرواية و”لقاء حول مسار وتجربة السيد عبد الرؤوف الباسطي” و”المسرح والاقتصاد الثقافي الرقمي” و”لقاء حول تنظيم أيام قرطاج المسرحية في الجهات” و”أهمية التصرّف الجماعي لضمان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في المجال المسرحي” و”المسرح ما قبل وما بعد الكورونا”…

مصر ضيف شرف الدورة ال22

اختارت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية مصر لتكون ضيفة شرف الدورة الثانية والعشرين وعلاوة على الأعمال المسرحية التي يقدّمها هذا البلد سيتم تكريم كل من الفنانة القديرة سميحة أيوب والفنانة الهام شاهين والفنان خالد جلال.

الافتتاح

تفتتح فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الثانية والعشرين بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة مساء السبت 4 ديسمبر في حفل رسمي يقدم ضيوف التظاهرة وأهم فقراتها يليه عرض مسرحي “مارتير” إخراج الفاضل الجعايبي بقاعة الفن الرابع وعرض ثان بفضاء الريو بعنوان “18 أكتوبر” لعبد الواحد مبروك ويأتي هذا الخيار لبعث حركية ثقافية تعلن عن انطلاق أهم التظاهرات المسرحية على أوسع نطاق في شوارع العاصمة التونسية ومنح أكبر عدد ممكن من الجمهور لمواكبة الافتتاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت