بتونس: ثاني أيام الندوة الفكرية “المسرح في زمن المخاطر” طرح الأزمات و الجوائح في مرايا المسرح/ بشرى عمور

تتواصل أشغال الندوة الفكرية   “المسرح في زمن المخاطر الخاصة بالدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية، لليوم الثاني على التوالي.

استهل أهل الفن الرابع من أكاديميين، ممارسين، ومهتمين بالشأن المسرحي، أشغال اليوم الثاني من عمر هذا الوصل الفني، بمحور: “الأزمات و الجوائح في مرايا المسرح” الذي تجزأ إلى جلستين:

لا يتوفر وصف.

الجلسة الأولى ترأستها د. محمد عبازة بمشاركة كل من:الباحثة الفلسطينة  د. ربا طوطح و المخرج التونسي عماد المي.

ارتكنت د. ربا طوطح مداخلتها التي اختارت لها عنوان: “عن إمكانية المسرح في فلسطين تحت الوبأ أيضا” إلى أزمة  إغلاق المسارح في فلسطين خلال العام الماضي وتحديدا في الأشهر الثلاثة الأولى من الجائحة. وتناولت أثر العروض الالكترونية ومبادرات القائمين عليها لتعويض الغياب ومساهمتها في تسهيل وصولية المجتمع للفنان، وإمكانية المجتمع للتواصل المرئي مع ماضيه وبالتالي تعزيز فرصه في تأمل الأزمان الفلسطينية المتعددة المكونة لزمن الجائحة. وتبين أنه في الوقت الذي توقفت السلطة عن النظر إلى دور الفنان كفاعل، أو لاجئ ذا قضية، أو ممثل خلال الجائحة، استمر الفنان بالنظر إلى دوره كما اعتاد، وبحث عن أساليب لتحقيق ذلك بمفرده وبالاتكاء على مصادره أو على مساحات الدعم المتوفرة. كما أنه وفي سياق الجائحة، تتزايد الأنظار نحو المسرح كحاجة إنسانية للترفيه كما يمكن وصف حاله في زمن الانفلونزا الاسبانية، وكحاجة إنسانية للتغيير كما في زمن الطاعون، بحتت هذه المداخلة عن فهم يتعلق في حاجة المسرح في ظل الجائحة الحالية في فلسطين.

أما “المسرح فن المفارقة بين الانطولوجي الكائن والمنشود الممكن أمام الطاعون”، فكان عنوان المداخلة التي قدمها  عماد المي، ركز عل مخلفات الخراب والدمار والبؤس والإحباط الذي نحن فيه والأوبئة التي تهدًد حياتنا اليوم الشيء الذي يثير استفزازنا لطرح مسألة المسرح كفن مفارقة بين الانطولوجي الكائن والمنشود الممكن أملا منا في خلق مسرح واع، يحمل أفكارا ثورية، تنورية  ويكون أكثر جدية ويحترم عقل المتقبل ويساهم فعليا ويلعب دوره في تغيير الواقع ولا يكتفي بمجر د التفسير والسطحية، مؤكدا على ضرورة البحث في سبل مفارقة تتخلص دروسها من الفعل المسرحي ذاته باعتباره فعلا حيويا ومفارقا بين الخير والشر ،ليمكننا من السؤال عما يحدث اليوم مسرحيا بعد أن تقديم جملة من الأعمال المسرحية المفارقية التي يمكن أن تحيي ذاكرة المسرح التونسي  بما  هو صانع للذاكرة الجمعية التي تدفع لإنارة الذهن والعقل التونسي دون استغبائه والضحك عليه كما تشتغل كل الآليات السياسية. ليختم مداخلته بأسئلة: كيف يمكن أن نتحدث على مسرح تونسي دون الانفتاح على وجوب الوعي بالقمع؟ إلى أي مدى يمكن أن نتحدث على الفعل المسرحي التونسي في حضرة الطاعون أو الوباء دون استحضار ذاكرته الخاصة به ومسائلتها اليوم لإتباع مفارقتها مع الفعل النضالي كمقاومة سياسية لا تختفي بل تعوز لنفسها أفقها الجمالي الخاص؟

لا يتوفر وصف.

وبرئاسة الناقد المسرحي د. محمد مومن، تم عقد الجلسة الثانية التي سجلت مداخلة الباحث الأكاديمي اللبناني د. مشهور مصطفى، حول “المسرح في مواجهة الجائحة : تهديد في الوجود أم اهتزاز للصورة ؟”، والتي صنفها المتدخل ولخصها في، التساؤلات البحثية التالية :هل اهتزّت صورة المسرح في العالم إزاء الجائحة من هذا القبيل وإلى أي مدى؟. ما هو الإرباك الأدبي والفنّي  والعلمي الذي أحدثته الجائحة تجاه المسرح ؟ هل نحن المسرحيين بحاجة لتدابير إستراتيجية وحلول جذرية لضمان حماية المسرح من مخاطر من هذا النّوع ؟ وما هي تلك التدابير والحلول؟ هل أنّ مخاطر من النوع أعلاه تعتبر محبطة للمسرح أم محفّزاً له؟ ولأي مدى؟

ومن جانبه ارتأت الباحث المسرحي العراقي د محمد سيف ، اثارة علاقة  “المسرح والأوبئة : قصة حب قديمة وحديثة”                                         مسلطا الضوء على مخلفات كورونا  وما سببته من تمزقات وتوترات اثرت بشكل كبير على حياتنا اليومية وبالتالي على  تصوراتنا للمسرح من خلال غلق أبوابه و  اخلاء  الخشبات من الممثلين، والقاعات من الجمهور، وتوقفت العروض، بحيث أصبح غلق المسرح بمثابة واجب،

و طرح المرج المسرحي التونسي سامي النصري  في ورقته “مسرح الكارثة والاختفاء : تشكّلات بين أرطو و ريجي ومسارح عربية منثورة” أسئلة مشاكسة تشكلت كالاتي:  ما هي مفاهيم الأزمة والخطر والانتكاسة اليوم ؟ هل ما نواجهه كونيا من أخطار وأزمات وموت مسألة معادة وقرينة بصراع الإنسان  وطبيعة الموت كحد أم هي انجراف نحو  دازاين جديد بلا هويات إلا الدمار والخوف والاختباء ؟ وهل ما يطرحه المسرح اليوم والفن أيضا زمن الكارثة مقترن برهان المسرح والفن كاختبار وتجريب وتكشّف أم هو أثر المكون العولمي الجديد الذي أنتجته مقاربات الهيمنة والإفراط والشاشات والمشهديات النيوهيلية ؟كيف لنا أن نقرأ أرطو اليوم وقد تحدث بغربة عن الأزمة ورهاناتها التدميرية التراجيدية ؟ هل تنبأ أرطو بزوال الفن والمسرح واندثارهما ؟ وما طرحه ريجي في مسرحه من موت، هل كان انبثاقا ابستميا للغياب والحتف والاختفاء أم كان تنبيها لمفارقة الحداثة وما بعدها ودنو الكارثة والكاووس؟   وعربيا هل يمر مسرحنا بأزمة أم هو قد ولد في رحمها وتخبط ومازال يقاوم ؟ مسرحنا العربي ومقاومته، ما مدى تصدع هذا البنيان وترهله ؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت