عوالم مسرح الطفل / منير راضي

مسرح الطفل هويُعد من افضل وأهم الصور و الوسائط الفنية والثقافية الذي يساهم في نشأت الطفل وصقل موهبته و تربيته ووعيه البدائي الفطري، وان هذا اللون من الجنس المسرحي في عالم الطفولة له مقومات كثيرة تساهم في بناء الادراك عند الطفل من خلال المعاني والقيم الجمالية التي ستشكل نقطة انطلاق في حسه وشعوره ومنطقه التي ستعمل كلها على بلورة شخصيته وكيانه الذهني والجسدي والعاطفي وان منظومة هذا المسرح الذي سيخدم الطفولة سواء قام به الكبار أم الصغار، طالما هو موجه للطفل وعالمه الخاص ,ان مسرح الطفل هو مسرح واقعي وحقيقي ملموس كما هو حال المسرح بصورة عامة من حيث جميع الوانه الفنية وعناصره الدرامية على مستوى كتابة  النص الدرامي ووصول الجميع تقنيات العرض المسرحي الذي يشمل الاخراج وجهة الانتاج ومكملاته الفنية الاخرى من الصوتيات وعناصر الديكور وسينوغرافية العرض وتكفل الممثلين في أداء مهامهم الفنية بصورة كاملة, ان اهم اهداف هذا اللون من المسرح هوما يميزه بأن تكون له بصمة واقعية لسماته الخاصة والمحصورة في ادراك خصوصيته وصولا للغاية المنشودة وهو سمة الجمهور المستهدف وبعد ذلك التأويلات وما سيفرضه من وضائف وآليات الخطاب الخصوصي والموجه والمعني ,حيث غالبا ماتكون الفئة المستهدفة الرئيسية في هذا المسرح هي تلك الاعمار للأطفال من سن 4 الى 15 سنة وعموما غالبا مايكون هنالك حضور بعض الكبار اثناء هذه العروض والتي بإمكانها ان تكون لها رسائل عاطفية ونفسية وانسانية تشكل محركا لهم في فهم التعامل مع عالم الطفولة وادراك عوالمها سواء على مستوى المدرسة والبيت والشارع ومما تقدم من الموضوع يكون لزاما علينا ان ندرك ونعي بأن مسرح الطفل هو شكل وصنف درامي مسرحي يتناول العالم ومحيطه وهويته ووجوده وان شكل هذا المسرحي تحدد بطبيعة الجمهور المستهدف وخصوصيته وبالزمان والمكان معا ولمسرح الطفل له مقومات خصوصية تتشكل في لغة النص وبساطته والمنظور البصري وكتلة الضوء المشبعة في الالوان البراقة وكذلك اختيار الازياء والأكسسوارات التي تشكل منها طيفا مهما في المخيلة البصرية لدى الطفل كما يجب ان نركز على فكرة ومضمون وعوالم النص في مسرح الطفل من حيث الخيال والواقع المتخيل الذي يتشكل منه الفضاء المسرحي ومقوماته الفنية الاخرى التي ترتبط في بناء الحبكة من حيث البساطة وتعليل السبب والنتيجة ووضوح الحزورة وتسهيل الامر في تفسيرها واثارة السجالات هنا وهناك في المسرحية وربطها في الاغاني والاناشيد وتكوين الصور الحالمة في بعض المشاهد ومن ثم الوصول الى فك شفرات الحكاية بحلول واضحة وسلسه في المعنى والاستقبال الذهني عند الطفل المشاهد ومن اهم وسائط وسمات مسرح الطفل هي استخدام لغة بسيطة وسهلة المفاهيم والمعنى حتى تصل الى  ذهن الطفل بشكل طيع وكذلك يجب ان تكون الفكرة بسيطة الطرح من حيث اللغة والصورة الواضحة التي تعتمد على الابهار والتشويق والمفاجئات وايضا  يجب الاستعانة بالحركات واللوحات الراقصة لإضفاء طابع البهجة والمرح التي تضمّن المغزى التربوي التعليمي الرصين, ولابد الاشارة ان المجتمعات المتقدمة تضع جل اهتمامها بترسيخ مفهوم العنصر التربوي على عاتق مسرح الطفل ورعايته حاله حال الفنون والأدب والثقافة العامة للبلد بشكل كبير وترصد له امكانيات كبيرة لتقويم وتنشيط حركة مسرح الطفل ولا يسعنا الا ان نقدم التحية والعرفان لمهرجان المسرح الحسيني الصغير لمسرح الطفل الذي يرعاه قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة لما يقدمه من أثر خلاق وكبير في تنمية مسرح الطفل حيث عمل وبكل جهد وحرص على تنمية مشروعه الانساني لعالم الطفولة من حيث اقامة المهرجانات وورش الكتابة والتأليف والعمل على انشاء ورش فنية اخرى مثل الاخراج  والتمثيل والدورات الفنية الاخرى التي تتصل بفن الاضاءة والسينوغرافيا وفن الجسد كما فتح ابواب الكتابة والنشر لمجلة فنية تربوية تختص بعالم الطفل والطفولة وكذلك طبع الكثير الكثير من الاعمال المسرحية التي كان لها الدور الكبير في ديمومة عالم مسرح الطفل في العراق

 

*  منير راضي / كاتب و مخرج عراقي

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت