رسالة مفتوحة موجهة إلى السيد رئيس الهيئة العربية للمسرح و راع المهرجانات المسرحية بالشارقة… / بشرى عمور

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح

 

سيدي المحترم

بعيدا عن المقدمات الرنانة المكللة بالتزلف والمسكنة والنفاق والكلمات المرصعة بالمدح التي يجيدها البعض، ولان اقرب مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم، فإني اوجه لكم رسالتي عسى ان انادي بها ابا عادلا قبل ان يكون مثقفا وفنانا واعيا، والا اكون كمن ينفخ في رماد متناثر.

سيدي حين ارتأيتم تحمل مسؤولية المسرح العربي، ماديا ومعنويا، أكيد لم تتجاهلوا قولة النبي صلى الله عليه وسلم  :” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..” و أيضا تدركون تمام أن الراعي (لغويا) هو الحافظ المؤتمن، أو هو من وُكِلَ إليه تدبير الشيء وسياسته وحفظه ورعايته، والشيء الذي لا يختلف عليه اثنان ان هاجسكم هو تحقيق أهداف سامية من اجل تنمية مستدامة ترقى بالمسرح العربي إلى الأوج.

لكن للأسف، انعكست النوايا وصارت نحو الهاوية.. فعوض لملمة الجسد المسرحي العربي صارت هناك تفرقة نتج عنها خصام وبعاد وكراهية،  ليس بتقصير أو تراجع منكم بل لسوء تدبير و تسيير البعض ممن يسهرون على التنفيذ و التفعيل وفق أهوائهم/ مصالحهم. وصلت لرفع شأن المجهول و بخس حق المظلوم.

نعم، وصل الأمر إلى إقصاء تام لبعض من المسرحيين الجادين سواء فنانين او أكاديميين او إعلاميين او نقاد. مقابل تشجيع ومنح فرص متعددة للبعض (لغاية في نفس يعقوب)، لا ضير تكرار وجوه وأسماء مادامت لها كفاءة و مرونة وخبرة و تجربة تخولها لذلك.

إذ كانت الخروقات ترتكب في دائرة ترابكم (محليا)، جل مهرجانات الشارقة يحضرها بعض ممن يحتسبون على المسرح و صاروا (لوغو) لا يبرحون أي فرصة/ مناسبة والا لهم نصيبا سواء ندوات او ورشات أو مداخلات… احيانا يمتهنون دور الجوقة.  فما بالكم لو هناك تظاهرات خارج الوطن… هنا الوزيعة تتحول لسلخانة كل واحد وسكينه…

فعلا، انا جد مستغربة هل استسهلتم لعبة الإقصاء والتهميش…واستكفيتم ببعض أقنعة القبح التي تتاجر بمصير المسرح والمسرحيين و يتفننون بلعبة ( رفع شأن مما لا شأن لهم و الإطاحة من سولت له نفسه و يقول لهم لا … ) ينتابني خوف شديد ليأتي يوم ونطالب بجواز المسرح الذي يجب ان تتوفر فيه دمغة “أنني مررت ذات يوم بمهرجان من مهرجانات الشارقة”، لأنه للأسف المهرجانات العربية جلها استنساخ (نفس الجوقة تتنقل وكأنها قافلة تجارية)

وهذا لا يتوقف عند المهرجانات فقط، بل طال حتى المشاريع المسرحية من تربصات و ندوات و اصدارات وووو أبونا السقامات.

طفح الكيل، ليس كل متعفف صامت هو شيطان أخرس.. الأرزاق  يضمنها الله.. و الفرص حق مشروع لكل مجتهد مثابر وليس بمعايير أخرى..

سيدي، رجائي كل الرجاء، ان تصدروا اوامركم بخلق انتخاب لجنة عربية، تتعاقب مدتها سنتين، دورها السهر و التدبير والتسيير لكل التظاهرات التي تدعمونها سواء بالشارقة او خارجها… ويبقى الموظفون دورهم الإدارة التنسيقية فقط… لاننا سئمنا التعامل بمبدأ مساومات. فالمسرح حياة و عطاء و نخوة و حرية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت