مساحةُ الحياة/حضنُ الخشبة…./ بقلم: جبّار ونّاس

يوم المسرح العالمي 27 / 3

 

صغاراً صعدنا على تلك المساحةِ المسماةِ خشبةَ المسرح لنرى الحياةَ وقد تدفقتْ أمامَنا وحولَنا وصارتْ تناغي عقولَنا ومخيلَتَنا وذاكرتَنا عبر الكلمةِ والضوءِ والموسيقى والديكور وبمعمارِ المخرجِ حيث يراهنُ على قدرةِ الخيالِ إذ هي تُراهي عن قربٍ وعن بعدٍ كلَّ ما تلفظُه وتستجدُ به تلك المساحةُ الكبيرةُ بفيضِها إذ هي الحياةُ وبكلِّ عنوناتِ تدفقِها… نعم هكذا هو عالمُ المسرحِ يسيحُ بهاءً وفكراً وجمالاً ومتعةً إذاما الحياةُ تنادتْ بين كواليسِه وتناختْ لها عقولُ وأفئدةُ مَنْ يدخلون آمنين بين أحضانِ تلك الخشبةِ وأيّاً كان شكْلُها وحجمُها فهي بوتقةٌ تُختزَلُ عندها شرايينُ الحياة ومفاهيمُ الوجود وسرائرُ ما نفقه ومانعيشُ وما يُحيطُ بنا إذ نحنُ في واقعٍ لنا أنْ نتدرجَ في تفاصيل ما ينطقُ وما يُثيرُ وما يُختَزَلُ أمام أنظارنا وأبصارنا لِنحسَ ونتأملَ ونتذوقَ ونتبصرَ ونُجاري متسلحين بعدة الفكر والوعي والتداولِ الحرِّ وفقَ مراتبَ الفهمِ والإستيعابِ والحضورِ الآدمي الحق والمنطلقِ من جغرافيةِ الوجودِ الأثيرِ حيث الإنسانُ أولاً بوجودٍ فاعلٍ يتنعمُ بكلِّ ما تُتيحه له مساحةُ الحياةِ حيثُ هو إبنُها المؤمنُ بها فعلاً ووجوداً متناغما مع شمائلَ فيضِّها…

وإذ نحتفي بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من شهر آذار من كل عام فهذا يؤكدُ إيمانَنا الكبيرَ بدورِ الفنِ وفعلِه المؤثرِ بمساراتِ ما نحيا ومانعيشُ فبالفن والفكر ستكون الحياةُ رائجةً سانحةً بكل ما يعزز من حضورها الواقعي ليكون سنداً وافياً لإنعاش قيم الإنسان في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية…

تحيةً وسلاماً لكل صناع الجمال في يوم المسرح العالمي

تحيةً لجلالِ الدورِ الذي يقدمونه من أجل الإرتقاء بذائقةِ الإنسانِ فكراً وجمالاً ومتعةً إثيرةً……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت