السينوغرافيا بإختصار في عرض “خلاف” للمخرج العراقي مهند الهادي / شادية زيتون
في مطلق عرض مسرحي ، عندما تأتي السينوغرافيا كخطاب عرض متعدد الأشكال والدلالات ، سينوغرافيا تتراقص على إيقاع بناء تكويني متوازن بين مختلف مفرادتها ، لا بد من التنويه بأن باني العرض يملك جوهر الثقافة المسرحية وعلم المسرح بإمتياز وهذا ما بدا جليا في عرض (خلاف) للمخرج مهند الهادي حيث لعبت السينوغرافيا على أوتار المسافات الإيقاعية في بناء هيكليتها وتفكيكها وفقا لما تطلبه الحدث والزمن وفعل الشخصية وحالاتها النفسية والفكرية .
قد شكلت السينوغرافيا الوسيط الناجح والفاعل بين النص والعرض ما أنتج فضاء للإنفعال ورد الفعل في محور الزمن ولعبته الدرامية .
تمثل الديكور بجدران هي جدران الوطن ، جدران لم تتهاوى لكنها إنشطرت فوق أرضية تشظت إلى مربعات ، مربعات لم تنحرف زواياها بل بقيت متماسكة طوال العرض دلالة على الثبات والعراقة رغم المآسي والمؤامرات والصراعات والتوترات ألتي ألمت بالوطن ، جدران بدلالاتها المكانية إنخرطت في الفعل والحدث وتآلفت مع الإضاءة بدلالاتها التعبيرية وميكانيكية حركتها التي إخترقتها الرتابة أحيانا ، إلا أنها تجلت بعناية ومهارة في خلق الظل بتشكيل المساحة بين الظلمة والنور وفي الدلالة على الحدث وعلى الشخصية المعنية وأيضا في اللون الذي ساهم في تحقيق المناخات التي تطلبتها المشاهد . بإيجاز يصح القول بأن الإضاءة لعبت موسيقى درامية جميلة .
الملفت في عرض (خلاف) ايضا أداء الممثلين الرائع والواثق وحركتهم المترابطة مع مفردات السينوغرافيا التي خلصت إلى لغة متماسكة دلاليا وجماليا .
ختاما ، كنت أتمنى مشاهدة العرض مشاهدة حيًة لأبدي رأيي في بقية عناصر السينوغرافيا من موسيقى وملابس و… لكنني شاهدته على اليوتيوب وعلى ذلك تبقى المشاهدة غير مكتملة كما ينبغي وكذلك قراءتي المتواضعة هذه .
بإختصار عرض (خلاف) عرض أنيق وفيه من العمق والجماليات ما يستدعي المشاهدة . شكرا كبيرة مهند الهادي المخرج المتميز في عروضه وصاحب الخيال الخصب على المتعة التي زودتنا بها .